الفصل 25

7.1K 240 5
                                    

كان نيكولاس في مكتبه.... عندما دخلت فاليريا وهي تقول: شركة ستايل.... ستعرض إصدار أحذية هذا الموسم.... بعد يومين... وقد وصلتك دعوة للحضور...
أومأ برأسه.... ثم أضافت: مدير قسم المالية... يريد مناقشتك في أمر مهم....
نظر لها متسائلا بينما تابعت: لقد رفض إخباري وقال أنه يجب....أن يتحدث إليك مباشرة....
استغرب سماع ذلك... و أشار لها لتنصرف....
ثم أخذ هاتف المكتب واستدعى مدير المالية....
بعد قليل... دخل الرجل... وهو يحمل بعض الملفات وقال: سيدي.... لا أعرف من أين أبدأ.... لقد قمنا بإحصاء ميزانية السنة الماضية.... ووجدنا مشكلة في الحسابات...
استغرب نيكولاس سماع ذلك... فهذا لم يحدث من قبل منذ أن تسلم إدارة الشركة....
أخذ منه الملفات بينما قال الرجل: أكره قول ذلك... لكن المشكلة في الحسابات التي قامت بها الآنسة هيلين قبل فترة.... المبلغ الذي سجلته... أكبر بكثير من المبلغ الذي وجدناه عندما أعدنا الاحصاء... 
لم يصدق نيكولاس ما يسمع وقال: مؤكد أن هناك خطأ ما....
تنهد الرجل بأسف وأجاب: كنت أتمنى ذلك يا سيدي... لكن.... لقد أعدنا الحسابات عدة مرات قبل أن أخبرك...
شعر نيكولاس بغضب شديد... وقال: لا عليك... لا تخبر أحدا بذلك.... سأتولى حل هذه المشكلة بنفسي...
استأذن منه الرجل.....
ثم استدعى هيلين على الفور.... استغربت ذلك... فقد منعها من الحضور إلى مكتبه.... ترى هل حدث شيء...
دخلت المكتب بخطى بطيئة....وانزعجت من النظرات الغاضبة التي رمقها بها بينما ناولها الملفات وقال: ألقي نظرة على هذا... وقارني الحسابات التي أجريتها... مع حسابات قسم المالية...
لم تفهم سبب غضبه وقارنت الحسابات.... وأدركت أن هناك فرق مبلغ كبير بين الحسابات...  وتساءلت ما الذي يقصده بكلامه... هل يتهمها بالسرقة أم ماذا؟!
اشتعلت بالغضب لسماع ذلك وقالت: هناك خطأ ما بالتأكيد.... لكن حساباتي صحيحة... أنا متأكدة... ليست المرة الأولى التي أقوم فيها بمثل هذا العمل...
ضرب على مكتبه بقوة وقد اكتفى من غرورها ورد: لقد أعادوا إجراء الحسابات عدة...  مرات....  حتى لو أنك أخطأت في الحساب.... فلن يكون الفرق مبلغا كبيرا إلى هذه الدرجة يا هيلين...
انزعجت من نبرته المتهمة وقالت: أنا لم أرتكب أي خطأ في الحسابات يا نيكولاس... وأنا مستعدة لتحمل مسؤولية كلامي ...
نظر إليها...بنظرات لم تفهمها وقال: هل تدركين معنى كلامك.... هيلين... إذا كان الأمر صحيحا .. فهذا يعني أنك قمتِ بتضخيم الفواتير...  هذا اختلاس ...
شعرت بحزن عميق ونزلت دموعها رغما عنها وهي تقول: أنا ... لم أختلس شيئا.... ولم أخطئ في الحسابات.... لا أعلم ما الذي يحدث.... لكنني لا أسمح لك باتهامي....
انزعج لرؤيتها تبكي وقال بغضب: البكاء لن يحل شيئا.... عودي إلى مكتبك... وسأخبرك بما قررته... فيما بعد....
لم تستطع مناقشته أكثر.... وأسرعت بالخروج... ماذا يقصد بأنه سيبلغها قراره... هل سيطردها مثلا.... لكن ما يؤلمها حقا هو أنه شك بها.... كيف يتهمها بأنها اختلست من أموال الشركة....
شعر بغضب شديد.... كان بإمكانها.... أن تقول أنها أخطأت في الحسابات....وينتهي الأمر ببساطة.... لكنها فضلت....تعقيد الأمر أكثر.....
أخذ نفسا عميقا واستدعى مدير قسم المالية... وطلب منه الفواتير.... سيعيد الحسابات بنفسه هذه المرة.... وإن وجد أنها المخطئة... سيجعلها تندم...
مر يومان على الحادثة... بينما كانت هيلين... تترقب قرار مديرها.... إنها متأكدة أنها لم ترتكب أي خطأ.... فقد ركزت جيدا أثناء العمل.... ثم خطر لها شيء... وتساءلت... إن كان فقط يبحث عن عذر لطردها من العمل... فاختلق قصة الحسابات... 
شعرت أنها تكرهه بشدة..... أصرت فيرونا على حضور هيلين... إلى حفل عرض الاصدار... لكنها لم ترغب بذلك
....خاصة أنها في مزاج سيء جدا....
بينما حضر نيكولاس رفقة ديانا..... أعجبت كثيرا بالأحذية المعروضة... وهنأت فيرونا وزوجها روبرتو....
ثم تذكرت شيئا وقالت: أنا أتشوق لرؤية الكتالوغ يا سيدة فيرونا....
ابتسمت فيرونا وطلبت من مساعدتها إحضار الكتالوغ لديانا... وفور أن رأت الصورة..... شحب وجهها... استغرب نيكولاس ذلك.... ثم ألقى نظرة هو الآخر... وأدرك على الفور أنها هي نفسها العارضة المجهولة....
ابتسمت فيرونا لرؤية تعابيرهما وقالت: إنها مفاجأة أليس كذلك...
شعرت ديانا بالغيرة الشديدة وهي ترى الاعجاب في عيني نيكولاس.... بينما قال روبرتو: جميعنا نشعر بالفضول لمقابلة هذه العارضة... لكن فيرونا... رفضت إخبارنا شيئا عنها....
أطلقت زوجته ضحكة وهي تقول: لقد أسدت إلي تلك الفتاة الجميلة معروفا...  وفي المقابل علي أن أحفظ السر....
نظرت إليها ديانا متسائلة وقالت: أفترض أن هيلين هي من عرفتك عليها.... أليس كذلك؟!
أومأت فيرونا برأسها وقالت بأسف: لقد تمنيت أن تحضر هيلين اليوم لكنها مشغولة على الأغلب.. 
انزعج نيكولاس لسماع اسم هيلين.....
ثم هنآ فيرونا وزوجها مجددا... وغادرا....
عاد نيكولاس إلى الشركة....وواصل ٱجراء تلك الحسابات الغبية وهو يشتم هيلين في سره... فقط من تظن نفسها.....
كانت هيلين في مكتبها رفقة اوبالدو يراجعان بعض الأوراق... عندما اقتحمت ديانا المكتب بعنف وهي تقول: ألن تتوقفي عن حيلك الرخيصة يا هيلين؟!
نظر كلاهما إليها بصدمة... بينما قالت هيلين: آنسة ديانا.... احترمي نفسك رجاء... نحن في شركة محترمة.....
اكتفت من كلامها وقالت: هل تتحدثين عن الاحترام... بينما أنت تبذلين جهدك للتفريق بيننا أنا ونيكولاس... أنا أعلم جيدا أنك تعمدت أن تنشر صور تلك العارضة الرخيصة مجددا... لتجذب انتباهه... .
اشتعلت هيلين غضبا وهي تسمعها تدعوها بالفتاة الرخيصة وقالت: اسحبي كلامك فورا.... يا ديانا...
حدق فيهما اوبالدو بدهشة... كلتاهما تشتعل غضبا.... وإن لم يوقفهما.... سينتهي الأمر بطريقة سيئة....
فقال محدثا ديانا: آنسة ديانا لا أعلم ما حدث تماما... لكن.... الصراخ لن يحل شيئا.... كما أنه ليس من اللائق أن تتحدثي بهذه الطريقة....
نظرت لهما بغضب ... وخرجت وهي تتوعد لكليهما...
تنهدت هيلين بضيق وقالت معتذرة: سيد اوبالدو أنا حقا آسفة لأنك رأيت ذلك....
جلس على كرسيه وهو يقول: لم أكن أعلم أن لسانها سليط هكذا....عندما تغضب... لقد كانت تبدو لي فتاة لطيفة... بدأت أعتقد أن زوجة عمي... محقة في معارضتها لها....
شعرت هيلين بالسوء وردت: أنا أعذرها.... من الطبيعي أن تغار...  بما أن الرئيس... معجب بتلك العارضة... لكن.... أن تتحدث عنها بطريقة سيئة... أنا لا أتحمل ذلك....
نظر إليها بشك وقال: هل أفهم من ذلك.... أن تلك العارضة صديقة مقربة منك؟!
انتبهت هيلين لنفسها..... وأومأت برأسها إيجابا.... ثم غيرت الموضوع.... ليعودا لمواصلة عملهما... بينما انتابه الشك.... فردة فعل يلين منذ قليل... كانت كما لو أن ديانا أهانتها هي وليس العارضة.... إلا... إذا....
كان نيكولاس قد أنهى الحسابات.... ووجد أن مدير قسم المالية كان محقا....... وعلى ما يبدو فإن هيلين قامت بتضخيم الفواتير.... فالمبلغ كبير جدا... ويستحيل أن تخطئ.....
استدعاها إلى مكتبه على الفور....
تساءلت إن كان غاضبا ...بسبب مسألة العارضة... أم أنه اتخذ قراره بالفعل....
وقفت أمامه.... بينما قال وهو بالكاد يتحكم بنفسه: سأقول ذلك للمرة الأخيرة.... هناك خطأ في حساباتك وقد تأكدت منها بنفسي يا هيلين....إما أنه كان مجرد خطأ أو أنك فعلا اختلست المال ....
اكتفت من سماع كلامه وقالت: صحيح... لقد قمت بتضخيم الفواتير... واختلاس مال الشركة.... وقد صرفت ذلك المال في القمار.... هل هذا ما تريد سماعه... إذا فليكن....
اشتعل غضبا وقال: الأمر ليس مزحة ... يا هيلين... لقد تركت كل شيء... فقط لأعيد تلك الحسابات... بينما أنت الآن....
قاطعته قائلة وهي بالكاد تمسك دموعها: أخبرتك... أنا لم أخطئ ... ولم أختلس شيئا...  لكن إذا كنت مصرا....
على أنني لصة.... استدعي الشرطة فحسب....
تبادلا نظرات لوم وغضب.... ثم صرخ في وجهها : اخرجي من مكتبي فورا....
شعر بأنه سيتعرض لنوبة غضب أخرى.... وٱن بقيت سيصب جام غضبه عليها...
خرجت بسرعة... وتساءلت... إن كان ذلك يعني أنه طردها....من العمل.... عادت إلى مكتبها....ولم تنتبه إلى فاليريا التي كانت تسترق السمع على حديثهما وابتسمت بمكر.....وخطر لها على الفور أن تنشر الخبر بين الموظفين...... قريبا... لن يبقى لهيلين... مكان في الشركة.....
في اليوم التالي انتشر الخبر بسرعة بين الموظفين... وشعرت هيلين بالحزن وهي ترى نظراتهم المتهمة.... إذا... نيكولاس يعتقد أنها اختلست المال فعلا....
حبست نفسها في مكتبها.... عندما دخل ويليام... وهو يقول: هيلين... الجميع يتحدث....عن الأمر.... لكن أريد سماع ذلك منك....
أفلتت دمعة وهي تخبره بكل ما حصل.... ثم قال متنهدا: يالها من مسألة معقدة...  ربما إن فكرنا جيدا... سنجد حلا ما...
هزت رأسه نفيا وقالت: لا.... إياك أن تتدخل يا ويليام.... أنا لم أخبر أحدا ان ثلاثتكم ساعدتموني على إجراء الحسابات.... قد تتورطون في مشكلة كبيرة..... ونطرد جميعا... أفضل تحمل المسؤولية وحدي... خاصة أن العمل كان موكلا إلي....
شكر بالأسى عليها وقال: ومع ذلك....مهما كان ما سيحدث.... أعدك أن أقف إلى جانبك...
كانت تانيا مع دانييل... وقد شعرت بحزن عميق وقالت: لا أستطيع تصديق....  ذلك..... هيلين يستحيل أن تختلس.... طالما كانت... مخلصة...
نهض دانييل من مكانه وقال: سأتحدث مع نيكولاس وأفهم منه ما يحدث....
كان نيكولاس غارقا في أفكاره... وهو لا يجد أي تفسير لما حدث... عندما دخل دانييل وقال: هل حقا تصدق أنهت يمكن أن تختلس... لقد عملت معنا لثلاث سنوات.... وقدمت الكثير.....
قاطعه نيكولاس قائلا: هل هي من أخبرتك....؟!
نظر إليه بانزعاج وقال: لا هي لم تقل شيئا... لكن كل الموظفين يتحدثون عن ذلك.... ويتهمونها بالسرقة... هذا قاس جدا...
هب واقفا وقال بغضب: من الذي نشر الخبر.... لقد أمرت بإبقائه سرا.....
تنهد دانييل بعدم معرفة وقال: لا أعلم لكن الجميع يعلمون الآن... تصرف بسرعة... إن وصل الأمر للصحافة... سيخرج الأمر عن السيطرة...
حدق فيه نيكولاس وهو يتذكر تلك الليلة عندما كانت هيلين في المكتب.... لقد كانت الفواتير ملقاة في كل مكان....ثم قال: ما احتمال أن تكون هناك فواتير ضائعة...؟!
استغرب دانييل سماع ذلك وقال: لا أعلم... لا أظن أن الموظفين مهملون إلى هذه الدرجة...
قاطعه نيكولاس قائلا: اطلب من تانيا استدعاء مدير قسم المالية فورا....وويليام أيضا.... أحتاجهما في موضوع مهم....
وماهي إلا لحظات حتى حضر كلاهما... ثم قال نيكولاس: لا أعلم من نشر الخبر.... لكن الآن سأطاب منكما أمرا... وأبقياه سرا...
ثم طلب من مدير المالية... أن يتصل بكل الشركات التي تعاملوا معها خلال تلك الفترة ويطلب منهم نسخا من الفواتير.....
استغرق الأمر يومين ليجمعوا تلك الفواتير....
وأخذوها إلى مكتب المدير....
بينما كانت هيلين تكره كل يوم تقضيه في المكتب تحت نظرات زملائها المتهمة... خاصة أن نيكولاس لم يقل شيئا... حتى بعد انتشار الخبر...  لم لا يطردها فحسب.... هل يحب رؤيتها تتعذب كل يوم....
قطع شرودها... دخول فاليريا... التي قالت بنبرة متهمة: أعتقد أن المدير أخذ قراره... بخصوصك... بالتأكيد... يكب ان يطردك... قبل أن يصل الأمر إلى شركائنا... فهم لن يقبلوا بوجود شخص مثلك.... وقد تتأثر سمعة شركتنا....
أحنت هيلين رأسها بانكسار.... فقط لو أنها تفهم ما يحصل..... من المؤكد أن هناك خطأ ولكن.... .
أصغت مارلين... إلى حديثهما وشعور بالذنب يقتلها.....
وأسرعت إلى مكتبها وهي تتذكر اليوم... الذي طلبت فيه منها فاليريا التسلل إلى مكتب هيلين.... وإحضار إحدى الأوراق التي تحمل مبلغا كبيرا... لقد كانت تنوي توريطها في مشكلة كبيرة...  لكنها الآن وبعد أن عملتا معا لفترة.... هي لم تعد تكره هيلين... كما أن الأمر كبير جدا... وقد تدخل السجن بسبب ذلك....
لمحها أوبالدو وهي تبكي.... فأسرع خلفها ... وسألها عما يحدث معها.... وبعد إصرار منه.... أخبرته بكل ما حدث....  وأنها آسفة جدا.... وتتمنى تصحيح خطئها... .
تنهد اوبالدو بضيق وقال: فاليريا.... من المؤكد أنها فقدت عقلها.... المهم الآن... أين هي تلك الفاتورة يا مارلين؟!
أحنت رأسها وقالت: لقد مزقتها فاليريا فور أن قدمتها لها.... وقد هددتني كي لا أخبر أحدا....
شعر بالأسى على كل من مارلين وهيلين....  إن أخبر نيكولاس بالحقيقة... فإن مارلين ستطرد... ولن تقبل أي شركة بتوظيفها.... وستتورط فاليريا... أيضا... خاصة أن جدها شريك مهم للعائلة.... ومن جهة أخرى إن التزم الصمت فإن هيلين المسكينة.... ستدخل السجن لا محالة.....
كان نيكولاس رفقة ويليام ومدير قسم المالية... يقارنون الفواتير.... الجديدة بالفواتير القديمة.... وكلما تقدموا في العمل أكثر... زاد شعورهم بالاحباط.... إلى أن وجد مدير قسم المالية إحدى الفواتير وقال: هذه الفاتورة... ليست لها نسخة ضمن الفواتير القديمة يا سيدي....
نظر الرجلان إليه بينما أخذ نيكولاس منه الفاتورة....
إنها فاتورة شراء لوازم مضاعفة إنتاج... الفساتين.... بعد مضاعفة الطلب عليها...
نظر إلى المبلغ الكبير المسجل... في الأسفل... بينما قال ويليام: الفرق بين حسابات هيلين... والحسابات الأخرى... يعادل هذا المبلغ وهذا يعني....
نظر كل منهما إلى الآخر غير مصدق.... ثم ابتسم ويليام وأضاف: سيدي... لقد كان ظنك في محله إنها الفاتورة الضائعة....
وبدا الارتياح على وجه الرجل الآخر وقال: الحمد لله يا سيدي.... إذا الآنسة هيلين لم تخطئ في الحسابات... لقد احتسبت هذه الفاتورة قبل ضياعها.... وهذا يعني..
استوعب نيكولاس ما يحدث أخيرا فتنهد بارتياح وقال: أجل...  كنت واثقا أنها...  يستحيل أن تختلس... الحمد لله...
ابتسم نيكولاس بامتنان وأضاف: شكرا لكما.... لقد جعلتكما تعملان دون توقف.....
هز ويليام رأسه نفيا وأجاب: لا بأس... المهم أن براءتها ظهرت.....
أومأ نيكولاس برأسه وقال: أخبرا الجميع بما حدث... أريد أن يعلموا أن هيلين بريئة....
خرج الرجل الآخر أولا.... ثم قال ويليام: سيدي... هيلين... حزينة جدا... بسبب ما حصل... الأفضل أن...
أومأ نيكولاس برأسه ورد: أعلم.... سأتحدث إليها بنفسي......
كانت هيلين... تبكي بحرقة... بعدما قالته فاليريا... لها... لماذا يحدث كل ذلك معها....... إن تركت العمل في هذه الفترة... فستثبت التهمة عليها.... وبقاءها... يسبب لها الألم أكثر وأكثر....
سمعت طرقا على الباب.....وتساءلت إن كان أرماندو....
مسحت دموعها....وسمحت للطارق بالدخول.... واتسعت عيناها....وهي ترى نيكولاس... هل سيطردها...
شعرت بالخوف... وتراجعت خطوة إلى الوراء... بينما فهم خوفها وقال مطمئنا: هيلين... اهدئي... أصغي إلي رجاء.... لقد كان هناك خطأ بالفعل.... أنا آسف...
استوعبت كلامه ببطء.... واشتعلت غضبا وهي تقول: آسف؟!... بماذا ينفع أسفك الآن.... بعد أن نشرت الخبر بين الموظفين... هل تستمتع بتعذيبي وإهانتي... فقط لأنني رفضتك من قبل؟!
تفهم موقفها.... وأراد أن يشرح لها لكنها...نظرت له بحقد وقالت: أنا أكرهك....أنت أسوأ شخص قابلته...
أنهت جملتها ثم خرجت مسرعة....دون أن تمنحه مجالا لقول أي شيء...
بقي واقفا في مكانه للحظات.... إنه يدرك أن الأمر كان صعبا عليها.... لكنه بذل جهده كي يثبت براءتها....
حتى أنها لم تمنحه مجالا للكلام.....
راقبه أوبالدو من بعيد... وهو يشعر بالسوء.... إنه يريد إخبار نيكولاس بالحقيقة... لكنه يخشى من ردة فعله...
اصطدمت هيلين بمساعدها أرماندو الذي قال مبتسما: آنسة هيلين....هنيئا لك... الجميع يتحدثون... لقد كانت هناك فاتورة ضائعة و...
استوعبت كلامه ببطء.... ثم سألته: من أين سمعت هذا الكلام... أقصد أن هناك فاتورة ضائعة؟!
أجابها قائلا: السيد ويليام... كان يتحدث مع الموظفين قبل قليل...
أسرعت باحثة عن ويليام.... ورأته مع مجموعة من الموظفين.....
نظروا لها بأسف واعتذروا منها... بينما ابتسم لها  ويليام وقال: الرئيس تحدث معك....أليس كذلك؟!
تجنبت النظر إليه وقالت: هل حقا كانت هناك فاتورة ضائعة؟! وكيف عثرتم عليها؟!
شعر ويليام بالاحباط... يبدو أنها لم تتحدث إلى المدير بعد كل شيء.... ابتعدا عن الآخرين... بينما شرح لها ويليام كل ما حدث بالتفصيل..... وأخبرها أن نيكولاس.. فعل كل ما بوسعه لإثبات براءتها وأن العمل استغرق منهم وقتا طويلا....
شعرت بالذنب لسماع ذلك.... إذا الخطأ لم يكن خطأ أي منهم.....تلك الفاتورة الضائعة هي السبب.... وهي كانت غاضبة...ولم تمنحه فرصة للكلام.... حتى أنه أتى بنفسه للاعتذار منها.....
لاحظ ويليام شحوب وجهها وقال: لا تقولي أنك تشاجرت مع الرئيس مجددا....
أحنت رأسها وهي تجيب: لقد قلت له كلاما فظيعا.... في كل مرة.... تزداد الأمور بيننا تعقيدا.... أنا حقا ..
تنهد ويليام وأجابها وهو يربت على كتفها: الأفضل... أن تتحدثا بصراحة يا هيلين..... إن التزم كلاكما الصمت...
فسوف تتسع الهوة بينكما أكثر...
أومأت برأسها...إيجابا....ويليام محق.... تماما... يجب أن تعتذر من نيكولاس... من أجل إنهاء سوء الفهم......
دخل أوبالدو مكتبه....وهو يشعر بالضيق.... كيف عليه أن يحل الأمر.... إن لم تكتشف لعبة فاليريا... فهي قد تتمادى أكثر في المستقبل...
لكنه لا يريد التسبب في الأذى لمارلين....
تنهد بعمق بينما دخلت مارلين مكتبه وقالت: لقد ظهرت براءة هيلين....يا سيدي... ومع ذلك... لقد قررت إخبار السيد نيكولاس... بكل شيء....
نهض من مكانه وقال: لكن.... سوف يطردك لا محالة....
تجنبت النظر إليه وأجابت: لقد حسمت أمري...
أمسك يدها وقال: في هذه الحالة... سأذهب معك....
في ذلك الوقت كان نيكولاس... في مكتبه....يفكر فيما حدث... هيلين.... تكرهه بكل تأكيد الآن.....
كان غارقا في أفكاره....ولم يسمع الطرق على الباب.....
فتحت الباب بتردد شديد...وهي تبحث عنه بعينيها... ولمحته جالسا على الأريكة... وهو سارح تماما....دخلت بهدوء...
ثم تنحنحت وقالت: سيدي المدير...
استفاق على صوتها والتفت....إليها...ثم نهض وهو يقول: كيف تدخلين بلا إذن...
من الواضح لها... أنه لا يطيق رؤيتها.... لكن لا بأس... فهي أخطأت كثيرا... ترددت قبل أن تجيب: لقد شرح لي ويليام كل شيء.... أنا حقا آسفة... لأنني لم أصغي إليك....وقلت كلاما فظيعا...
انتظرت تعليقه على كلامه... لكنه التزم الصمت فأضافت وهي تشعر بالاحباط... خاصة أنه تجنب النظر إليها: أتمنى أن تسامحني... أرجوك.... أنا لم أقصد... لكن ما مررت به خلال هذه الفترة لم يكن سهلا أيضا... لذلك...
انفجر غاضبا وقال: هل تعتقدين أنك الوحيدة التي عازت بسبب تلك المشكلة... أنا أيضا مررت بالكثير... وتركت أعمال الشركة المتراكمة... لأعيد تلك الحسابات... وأقارن الفواتير.... وبعد كل ذلك... أنت....
التقت عيونهما للحظة...وخشي أن يضعف أمامها
فأدار ظهره لها وأضاف بلحجة حاسمة: غادري... فورا...
انتابها شعور بالحزن.... ثم مرت ببالها كلمات ويليام.... إن لم يتحدثا الآن... فسيسوء الأمر أكثر....
حدقت فيه للحظات.. ودون أن تدري...احتضنته من الخلف بقوة.... اتسعع عيناه وهو يشعر بذراعيها تحيطانه بقوة....بينما قالت: لن أغادر قبل أن تصغي إلي؟!
انزعج من تصرفها وخشي أن يضعف فقال: هيلين... ابتعدي عني...
رفضت تركه وتمسكت به.... أكثر.... وهي تقول: أعلم أنك تكرهني... لكن.... اسمح لي بشرح موقفي على الأقل...
صمت للحظة .. قبل أن يلفت إليها ويحتضنها هو الآخر بقوة ويقول: أنا لا أكرهك... متى ستدركين... ذلك؟!
شعرت بالحرارة تغزو وجهها.... وهي تشعر بذراعيه تطبقان عليها بقوة....وتتحسسان ظهرها....  بينما أضاف: هيلين... هل تعتقدين... أنني قد أبذل كل ذلك الجهد من أجل فتاة أكرهها...
شعرت بالدفء يلامس قلبها...... فدفنت وجهها في صدره وهي تقول محاولة إخفاء دموعها: أنا.... لم أقصد ما قلته....  أنا أيضا لا أكرهك يا نيكولاس.....
احتضن كل منهما الآخر.... بينما همس لها: أتمنى أنك لن تبعديني عنك هذه المرة....
احمر وجهها... وقد فهمت قصده....نظرت إليه بخجل.... بينما...انحنى إليها وهو يقول: لا أعلم لماذا... لكنك الوحيدة التي يجعلني التفكير فيها غير مرتاح....
راقبت شفتيه تقترب من شفاهها....وخفق قلبها بسرعة... وفي تلك اللحظة... طرق الباب..
شعر نيكولاس بغضب شديد....بينما ابتعدت عنه هيلين بخجل....  فقط عندما لم ترفضه.... من هذا الذي يجرأ على مقاطعته...
سمح للطارق بالدخول.... واستغرب رؤية أوبالدو ومارلين.....
تنهد اوبالدو وقال محدثا هيلين: جيد أنك هنا.... سنتحدث بوضوح....
ثم التفت إلى قريبه وأضاف: مارلين لديها ما تقوله يا نيكولاس...
حدق كلاهما بمارلين..... التي أحنت رأسها وهي تقول بأسف: سيدي المدير... آنسة هيلين... بخصوص... الفاتورة المفقودة...  أنا السبب.. أنا أخذتها من مكتب الآنسة هيلين....
لم تصدق هيلين ما تسمع بينما أضافت مارلين وقد نزلت دموعها: لقد شعرت بالغيرة منك وكرهتك... خاصة بعدما علمت أن الأستاذ كيليان عرض عليك الزواج.... لذلك أركت الانتقام منك.... لكنني... ندمت على ذلك كثيرا....أعلم أنك قد لا تسامحينني ولكن....
صدم نيكولاس.... لمعرفة أن كيليان عرض الزواج على هيلين.... إذا فقد كان شكه في محله.... ذلك الأستاذ كان واقعا في حبها فعلا.... انزعج لسماع ذلك...
أما أوبالدو... فقد شعر بخيبة أمل... لمعرفة أن مارلين تحب شخصا آخر....
استوعبت هيلين ما يحدث ببطء ... ثم قالت وهي تمسك يد مارلين: هل كنت تتعاملين معي بفظاظة... بسبب الاستاذ؟!
نظرت مارلين إلى الأرض وهزت رأسها إيجابا.. فابتسمت هيلين بحزن وأضافت موضحة: مارلين... أنا لا أشعر بشيء ناحية الأستاذ... وقد رفضت عرضه بوضوح... أقسم لك....
شعر نيكولاس بالسرور لسماع ذلك...
أومأت مارلين برأسها وأجابت: أنا أعلم.... كما أنني... لم أعد مهتمة به على أية حال... لقد فعلت ذلك في لحظة غضب فقط...
ابتسمت هيلين وربتت على كتفها وقالت: أقدر شجاعتك....واعترافك...
ثم التفتت إلى نيكولاس وقالت: سيدي... مارلين اعترفت بخطئها.... وأنا أسامحها....لذلك... أتمنى أن تسامحها أيضا...
انزعج لسماع ذلك....فخطؤها لم يكن بسيطا... على الاطلاق...
بينما نظر له أوبالدو وقال: أيها الرئيس...أنا أيضا أتمنى أن تسامحها...  أعدك ألا يتكرر شيء كهذا أبدا...
تنهد نيكولاس وقال: حسنا.... سنقول أننا عثرنا على الفاتورة الضائعة.... ونغلق الموضوع... لكن... إن تكرر ذلك فلن أكون متسامحا.... يا آنسة مارلين....
شعرت هيلين بالامتنان له.... وكذلك مارلين التي قالت:  شكرا جزيلا لك....أيها المدير....
أشار نيكولاس للفتاتين... بالخروج.... ثم قال لأوبالدو بشك: في المرة الماضية... أنت وفاليريا.. من كشفتما أمر هيلين.... هل تريدني أن أصدق أن مارلين... هي من قامت بكل شيء وحدها؟!
تبادلا نظرات غضب بينما أجاب أوبالدو: لو أنني كنت المسؤول... ما كنت لأكلف نفسي عناء الاعتراف وطلب المغفرة منك...
ابتسم نيكولاس ورد عليه: لقد فاجأتني فعلا... وأنت تتوسلني لأسامح مارلين... من الواضح أنها تعجبك...
أشاح بنظره عنه وقال: فاليريا... هي من أجبرت مارلين على القيام بذلك..... وقد مزقت الفاتورة فور الحصول عليها ... لذلك نحن لا نملك دليلا...
تنهد نيكولاس ورد عليه: سأتصرف بخصوص ذلك.....

تناديه سيدي الجزء1حيث تعيش القصص. اكتشف الآن