العودة إلى الشركة...... دخلت هيلين مكتبها الجديد... وهي تشعر بشيء من الارتياح..... مع أن علاقتها بمديرها عادت إلى نقطة الصفر.... فقد عاد إلى برودته المعهودة....... لكن هذا أفضل....
قاطع أفكارها دخول ديانا.....شعرت هيلين بالذنب... بينما.. قالت ديانا: لقد كنت سعيدة حقا.... عندما سافرت رفقة نيكولاس.... بدلا من فاليريا....
ترددت هيلين وهي تجيب: أنا آسفة...لو لم أقنعك بالاعتراف لما انفصلتما.....
هزت ديانا رأسها نفيا وقالت: لا أبدا.... أنا كنت قلقة لأنني.... أخفيت الأمر عنه.... أنا اشعر بالراحة....الآن... أريد أن تكون علاقتي بنيكولاس خالية من الأكاذيب....
أومأت هيلين برأسها..... ثم تذكرت وطلبت منها موعدا من أجل فيرونا..... واتفقتا على موعد بعد الغذاء....
رن هاتف مكتب هيلين......وطلب منها نيكولاس الذهاب إلى مكتبه فورا....
أسرعت هيلين بالذهاب واستغرق منها الأمر وقتا... دخلت مكتب نيكولاس.... نظر إليها بول بابتسامة نصر وقال: أنت متأخرة للمرة الاولى.... أخطاءك تتزايد يا آنسة هيلين...
ابتسمت لذلك.... وقالت: ما باليد حيلة يا سيد بول... يبدو أنك ستتفوق علي قريبا....
ابتسم سيزار لها... وتوردت وجنتاها وهي تتذكر حديثهما الأخير.....تنحنح نيكولاس وقال: الأفضل أن نبدأ الاجتماع....
تناقشوا في أمور كثيرة.... وشعرت هيلين بالارتياح... عند نهاية الاجتماع.... فقد كان بول ينتظر أصغر خطإ منها......
خرجت من مكتب نيكولاس رفقة سيزار وبول....
وتمنت لو أن بإمكانها الحديث مع سيزار ...
لكن بول لم يفارقهما للحظة....كما انه ضايق هيلين بملاحظاته الكثيرة.... وبالكاد أمسكت نفسها......
انتبه سيزار لذلك وبالكاد كتم ضحكته......
وفي النهاية.... غادر سيزار دون ان تتمكن هيلين من الحديث معه..... دخلت... مكتبها وهي تشعر بالضيق....
لتجد دانييل ينتظرها هناك.....
ابتسم لها وقال: إذا كيف كانت رحلتك في اليونان؟!
تنهدت بعمق وقالت بأسف: تخيل... انا لم أحظى بفرصة للتجول.... ولم أحضر معي أي تذكارات....
ربت على كتفها برفق وقال: لا عليك.... أساسا... من الغباء الذهاب في رحلة مع شخص ممل كنيكولاس....
مرت بخاطرها اللحظات التي قضتها رفقة نيكولاس.... فاحمر وجهها ... راقبها دانييل بشك وقال وهو يبتسم بمكر: هل يعقل أنه حدث بينكما شيء....؟!
هزت رأسها نفيا ونهضت بعصبية وهي تقول: كف عن الهذيان يا دانييل.... كما أن نيكولاس يواعد ديانا....
نهض ليخرج من الغرفة وهو يرد: لا اعلم.... علاقتهما... لا تبدو مميزة بالنسبة لك....
اتصلت بفيرونا.... ذهبت رفقة ديانا للقاءها..... دخلتا إلى المقهى... ولوحت لهما ديانا...
طلبتا فنجانين من القهوة.... بينما فضلت هيلين.... تناول عصير البرتقال...
ابتسمت ديانا وهي تقول: ما نوع الثوب الذي تريدينه يا سيدة فيرونا؟!
نظرت فيرونا إلى هيلين بابتسامة ثم أجابت: أريد ان تكون الأحذية ظاهرة تماما....لذلك أفضل ان يكون ثوبا قصيرا......
قاطعتها هيلين قائلة: ليس قصيرا جدا....
استغربت ديانا تدخل هيلين التي ابتسمت واعتذرت على المقاطعة.....
ترددت فيرونا قبل ان تقول: أريده ان يكون بلا أكمام... لكن لا أريده ان يكون فاضحا.... تفهمينني.... والاهم من ذلك... أريده ان يكون ضيقا من جهة الصدر والخصر.... ومنتفخا قليلا فقط... اتفقنا...
نظرت إليها ديانا بشك وأجابت: بالتأكيد.... إذا....هل هناك عارضة معينة لترتدي الثوب ام تريدين أن أستأجر عارضة لك؟!
شعرت فيرونا بالتوتر وأجابت: لا تزعجي نفسك...
ترددت ديانا قبل ان تجيب: أريد قياسات العارضة... لنقوم بخياطة الثوب...
ترددت فيرونا قبل ان تجيب هيلين: سأتكفل بذلك... بعد أن تصممي الثوب ساحضر القياسات... للخياطين...
أومأت ديانا....إيجابا... بينما شعرت فيرونا بالارتياح وأجابت: سنستخدم ثوبا واحدا مع كل الأحذية.... لذلك....أفضل ان يكون اللون أسودا.....
اغلقت ديانا دفترها وقالت: اعتمدي علي يا سيدة فيرونا.... سأصمم لك ثوبا مميزا.... وسينتهي العمل عليه في غضون أيام.....
صافحتها فيرونا قائلة: سأكون مسرورة بذلك...
ودعتهما هيلين..... وعادت إلى عملها.... وأثناء دخولها ٱلى المصعد... اتصل صديقها روبير..... وأخبرها أن الامتحان القادم سيكون بغضون أسبوعين...
أومأت برأسها وشكرته.....
خرجت من المصعد لتجد فاليريا.... رمقتها بسخرية وقالت: يبدو ان نيكولاس لم يحتمل الرحلة برفقتك فعاد قبل الموعد المحدد...
تنهدت هيلين بضيق ولم تجبها....
واتجهت إلى مكتب نيكولاس.....
نظر إليها بانزعاج واضح وقال: هيلين... كم يجب الانتظار لتأتي إلي كلما طلبتك....
شعرت بالتوتر وأجابت: أعتذر... لكن المصاعد مشغولة طوال الوقت....
تجنب النظر إليها وقال: فاليريا ستستلم إدارة قسم المبيعات.... وهي تريد مساعدة لذا...
رفعت حاجبها مستفهمة وقالت: هل تقصد أنني سأكون مساعدتها...؟!
استفزه كلامها.... فضرب على مكتبه بقوة وقال: لا تقاطعيني ....
ارتعد جسدها بينما قال بغضب: جدي مساعدة جيدة لها.....والآن انصرفي...
خرجت هيلين وهي تشعر بالضيق وذهبت إلى مكتب فاليريا... لتجد مارغريتا هناك.... تنهدت بعمق... بينما رمقتها فاليريا بانزعاج وقالت: ماذا هناك؟!
تفادت هيلين النظر إليها وقالت: المدير طلب مني البحث عن مساعدة لك..... انا لا اعرف نوع المساعدة التي تريدين ..
شعرت فاليريا بالضيق.. فهي طلبت من نيكولاس ان تكون هيلين مساعدتها ....
تفادت النظر إليها بينما قالت مارغريتا: لا تزعجي نفسك يا فاليريا.....ساحضر لك مساعدة بنفسي...
شعرت هيلين بالامتنان لمارغريتا.... وخرجت....
وبمجرد ان عادت لمكتبها.... سرت برؤية سيزار الذي كان ينتظرها.... ابتسم رغما عنه وقال: أعتقد أن بول كان مزعجا هذا الصباح.... أعتذر ....
ابتسمت هي الاخرى وقالت: ليس تماما....... في الواقع كنت اريد التحدث إليك...
غمزها وقال: هل يمكننا الخروج؟!
خرجت رفقته... واتجها إلى أحد المقاهي....
جلست هيلين مقابله وهي تشعر بالتوتر....احمر وجههت وهس تقول: أولا انا أريد الاعتذار عما بدر مني سابقا....
أمسك يدها برفق وقال: انا لا اهتم كثيرا بالماضي... نحن الفرنسيون نحب أن نعيش اللحظة...
شعرت بالارتياح لسماع ذلك وتشجعت اكثر لتقول: أنا أعلم أنه من الصعب التعامل معي... وأنني محتشمة أكثر مما يجب.... لكن ربما إن منحتني فرصة....قد ننسجم..... لذا...
ابتسم وهو يسمع ذلك وأجاب: لقد انتظرت ذلك طويلا.... كل ما كنت أتمناه ان تمنحيني فرصة يا هيلين....أعدك ألا اجبرك على شيء لا تريدينه....
شعرت بالدفء يلامس قلبها وقالت: شكرا جزيلا لك...يا سيزار....
تناولا عصيرا باردا.... بينما سألها عن رحلتها إلى اثينا.... ودون ان تدري احمر وجهها وهي تتذكر.... كيف احتضنها نيكولاس ونامت في أحضانه. ..
حدق فيها سيزار بعدم فهم بينما أجابت: لقد كانت مجرد رحلة عمل عادية...ولم يكن لدي الوقت حتى للسياحة تخيل....
ابتسم بارتياح لسماع ذلك... بينما أحست هيلين بالضيق... الكذب أصبح عادة لديها....
كان نيكولاس....يراجع بعض الملفات عندما طرق باب مكتبه.... تساءل إن كانت هيلين... لكنه تفاجأ برؤية ديانا......
شعر بالتوتر وهو يتذكر كلام هيلين عندما كانا في اثينا...... ربما هي محقة وديانا تستحق فرصة أخرى....
دعاها إلى الجلوس بينما قالت: لن آخذ من وقتك كثيرا.... نيكولاس أنا....سأعود إلى باريس بعد عدة ايام وقد لا نلتقي مجددا....
شعر بشيء من الأسى... وهو يتذكر كيف وقفت ديانا إلى جانبه في أصعب أوقاته ..... تنهد بعمق واجاب: هل تودعينني...؟!
امتلأت عيناها بالدموع وأجابت: أجل.... شكرا لك على السعادة التي منحتني إياها.... لم تكن فترة طويلة.... لكنني أحببتك.....بصدق.....
كانت على وشك الخروج لكنه لحق بها وامسك يدها قائلا : ديانا .... أنا....
لم يقل شيئا لأنها قبلت شفتيه بحب....
شعر بالتوتر.... ثم ابتعدت عنه ودموعها تسيل بغزارة: سأتذكرك دائما...
احتضنها بحنان وأجاب: ابقي يا ديانا.... لا تغادري.... أنا مازلت أحبك....
لم تصدق ما تسمع وأحست برفرفة في صدرها.... وهمست: هل حقا ما تقول؟!
اوما برأسه وأجاب: بالتأكيد.... لكن عديني ألا يتكرر ما حدث مرة أخرى....
احتضنته بحب وسالت دموعها وهي تجيب: أعدك بذلك.... أنا أحبك يا نيكولاس....
قاطعهما دخول فاليريا.... التي شعرت بالضيق وهي تراهما معا...... وخرجت من المكتب بعصبية...
ابتسم نيكولاس رغما عنه.... هيلين كانت محقة... ليس عليه معاملتها معاملة خاصة بعد الآن....
بعد أسبوع أصبح الثوب جاهزا.... وأعجب الجميع به....
ابتسمت تانيا وهي تقول: من المحظوظة التي سترتديه؟!
همست لها هيلين بابتسامة: العارضة المجهولة....
نظرت إليها غير مصدقة وقالت: مجددا؟!
هزت كتفيها بقلة حيلة واجابت: فيرونا طلبت مني معروفا.... لكنها وعدت بحفظ السر....
نظرت إليهما ديانا وقالت: هيلين أبلغي السيدة فيرونا... رجاء....
وكما كان متوقعا اعجبت فيرونا بتصميم الثوب.... وشكرت ديانا من أعماقها....
شعرت بالسرور وهي تسمع الجميع... يثني على موهبتها وحسها الفني..... وأسرعت إلى مكتب نيكولاس الذي كان مشغولا.... احتضنته من الخلف وهمست: هل رأيت جمال الثوب الذي صممته...
اعتذر منها قائلا: لم أجد الفرصة لذلك يا عزيزتي.... لكنني اثق بموهبتك...
ابتسمت بفرح وأجابت: السيدة فيرونا قالت أن الفتاة التي سترتدي الثوب ستكون محظوظة جدا.... أنا نفسي أتساءل من ستكون....
تذكر نيكولاس تلك العارضة... وسرح بأفكاره بعيدا.... واستفاق عندما قالت : ستكون دعاية جيدة لي.... وستتسابق الشركات للتوقيع معي....
في ذلك الوقت خرجت هيلين رفقة فيرونا.... بعد ان اخذت الاذن من مديرها.... واتجهتا إلى استوديو جيوفاني حيث كان رونالد هو الآخر في الانتظار....
حيتهما هيلين.... وعلى الفور ارتدت هيلين الثوب وقد بدت جميلة جدا..... وبلمسة مبدعة من رونالد... تحولت إلى فتاة فاتنة.... وبدأوا التصوير على الفور....
شعرت هيلين بمتعة حقيقية..... إنه شعور جميل أن تكون فنانة..... وتمنت لو أن لديها الشجاعة ليظهر وجهها... كانت لتكون نجمة حقيقية..... لكن من جهة أخرى...... إن علم نيكولاس الحقيقة.... فستكون النتيجة كارثية....
مرت ثلاثة أيام وهيلين تجرب شعور النشوة هذا.... وانتهى تصوير الكتالوغ... واخبرتها فيرونا أن العرض سيكون بعد شهرين تقريبا....
قاطع حديثهما اتصال من سيزار.... وشعرت هيلين بالفرح عندما دعاها للعشاء معه.... غيرت ملابسها بسرعة..... وذهبت للقائه....
كان مطعما فخما.... وحاولت هيلين ان تبدو أنيقة قدر الامكان لاسيما انها احتفظت بمكياج وتسريحة رونالد.... نظر إليها بإعجاب....وقال: هل تتعمدين.... إغوائي يا هيلين...
احمر وجهها وأجابت: أنت تتوهم... انا فقط اردت ان أبدو أنيقة....
استغرب ردها... فهيلين التي يعرفها... كانت لتتوتر وتغير الموضوع... لكنها مؤخرا بدت مختلفة بعض الشيء هل يعقل أنها.... بدأت تستجيب لمشاعره...
سره التفكير في ذلك....
طلب طعاما فاخرا .... وتصرفت هيلين بأريحية تامة.... وابتسمت رغما عنها وهي تتذكر مجريات التصوير اليوم.... لقد كان ممتعا فعلا..... لكن للأسف... انهوا التصوير.... ولن تجرب ذلك الشعور مجددا...
لوح سيزار أمامها بيده وقال ضاحكا: هل طرت بعيدا....
ضحكت ضحكة ناعمة.... سلبت لب سيزار واجابت: أنا هنا معك.....ولم أذهب لأي مكان....
خفق قلبه بشدة.... هذه الفتاة مختلفة تماما... هل أصاب عقلها شيء....
استغربت هيلين الحمرة التي علت وجهه وقالت: سيزار.... هل تشعر بالحر.... هل اطلب لك ماء باردا....
أومأ برأسه إيجابا.... فرفعت هيلين يدها ونادت على النادل بصوت ناعم.....
وصدمت عندما وجدت نيكولاس وديانا واقفين أمامها......شعرت بإحراج شديد.... لاسيما ان نيكولاس كان مصدوما بمنظرها.... بينما ابتسمت ديانا وقالت: هل أتيتما لتناول العشاء معا....
ابتسم لهما سيزار و عرض عليهما الانضمام.... ووافقا على الفور....
جلست الفتاتان جنبا إلى جنب... وكل منهما تقابل رفيقها..... فقدت هيلين مرحها... وقد ادرك سيزار انه أفسد السهرة عندما دعاهما....
حدق نيكولاس بهيلين بينما قالت ديانا وهي تتفحصها: تبدين جميلة يا هيلين..... تسريحة شعرك جميلة جدا....
شعرت هيلين بالتوتر من كل تلك العيون التي تراقبها...
وابتسمت بتكلف لمجاملات ديانا.....
تناول نيكولاس طعامه... واكتفى بالحديث إلى سيزار.... الذي شعر بالحزن....فقد كان سعيدا جدا عندما كان بمفرده مع هيلين... التي بالكاد تناولت شيئا.... وغاصت في تفكير عميق.... لقد ارادت الاستمتاع بتناول العشاء مع سيزار.... فهو مشغول دائما وبالكاد يجدان وقتا للخروج معا..... لكن ديانا ونيكولاس افسدا كل شيء....
تنهدت بعمق.... ثم رفعت رأسها لتلتقي نظراتها بنظرات نيكولاس..... وتساءلت إن كانت تتخيل أم أنه منزعج منها......
لمحت ديانا....ٱحدى السيدات تمشي وقد كان واضحا لها انها تعاني مشكلة مع الكعب العالي... إذ يبدو أنها ليست معتادة على المشي به... اشارت إلى هيلين والتفت الشابان.... تذكرت هيلين الصعوبات التي واجهتها اثناء التصوير بسبب الكعب العالي.... وكيف علمتها فيرونا طريقة المشي الصحيحة....انفجرت ضاحكة رغما عنها.... فأحست ديانا بالاحراج وقالت: هيلين.... ليس من اللائق أن نسخر منها.... هزت رأسها نفيا ونهضت من مكانها وهي تبتسم... واتجهت صوب السيدة.... وانتبه ثلاثتهم أن هيلين هي الأخرى ترتدي كعبا عاليا... هلى غير العادة ومشت به بسهولة تامة....
زلت قدم تلك السيدة وكادت تقع... لكن هيلين أمسكت يدها.... بينما التفت الجميع للنظر... وهمست هيلين للسيدة بهدوء وأخبرتها بالطريقة الصحيحة للمشي....
سارت السيدة بضع خطوات وابتسمت بفرح وقالت: أنت محقة.....شكرا جزيلا لك....
بادلتها هيلين الابتسامة واجابت: كوني حذرة... الأمر يحتاج تدريبا.....
عادت هيلين إلى مقعدها... وهي تشعر بشيء من السعادة والنشوة وهي ترى نظرات الاعجاب في عيون الجميع.... صدقا... لو كانت نجمة لخطفت الأضواء.... كان سيزار مفتونا بها.... لكنها انزعجت لرؤية....نظرات غريبة في عيون نيكولاس... ٱنها أشبه بلوم... او ربما تهديد.... تفادت النظر إليه.... بينما همست لها ديانا: حذاؤك.... جميل جدا يا هيلين من أين حصلت عليه....؟!
شعرت هيلين بالاضطراب فهذا الحذاء هدية من فيرونا.... بعد انتهاء التصوير....وقد منحتها ثوب العارضة أيضا بما انه صمم على مقاسها... خاصة أن هيلين رفضت أخذ المال من صديقتها....
ترددت قبل أن تجيب: إنه هدية.....من صديقة....
بدأت الموسيقى تعزف.... وبدأ الكثير من الأزواج بالرقص..... كانت موسيقى كلاسيكية..... وتذكرت هيلين تلك الليلة في أثينا عندما سمعا الموسيقى على أنغام الفونوغراف....
تمنت ديانا لو ترقص مع نيكولاس... لكنها ترتدي سروال جينز.... وبلوزة... وهي غير مناسبة للرقص... على خلاف هيلين التي ارتدت تنورة قصيرة سوداء....
مع بلوزة أرجوانية.... بأكمام شفافة..... تكشف عن كتفيها..... وصدرها..... إنها اليوم أنيقة على غير العادة هل هذا كله من أجل سيزار....
ابتسمت ديانا وقالت بمرح: سيزار... هيلين لما لا ترقصان.....
ابتسمت هيلين رغما عنها.... فقد خطرت لها الفكرة... لكن وجود... نيكولاس... منعها من قول ذلك....
تطلعت إلى سيزار وهي تتمنى أن يوافق....لكنه اعتذر قائلا: أعتذر.... لا يمكنني ذلك...
لمح الكل الخيبة في عيون هيلين....التي أحنت رأسها... وتأسف سيزار في أعماقه..... فجواسيس والده في كل مكان.... ولا يمكنه المخاطرة باكتشاف علاقته بهيلين...
شعرت ديانا بالسوء وتمنت لو أنها التزمت الصمت....بينما قال نيكولاس وهو يبتسم بسخرية: يبدو أن مساعدتي الصغيرة تشعر بالحزن....
رفعت رأسها وانزعجت لرؤية ابتسامته المستفزة.... بينما أضاف محدثا ديانا: حبيبتي آمل ألا تمانعي....
لم تفهم ديانا ما يقصد وأجابت: لا.... ولكن...
نهض من مكانه.... واتجه صوب هيلين وهو يقول: هيلاري... هل تمنحينني هذه الرقصة.... ؟!
انزعجت من أسلوبه الساخر وكانت سترفض.... لكنها حقا تتمنى خوض هذه التجربة....
في حين شعرت ديانا بشيء من الغيرة... وكذلك سيزار الذي تمنى لو أن هيلين ترفض....
النظرة في عينيه كانت مليئة بالتهديد.... ومع ذلك مدت يدها له وأجابت: يسرني ذلك يا سيدي....
أمسك يدها برفق.... واحاط خصرها واتجها إلى ساحة الرقص.... وضعت يدها على كتفه.... بينما أحاط خصرها..... ورقصا معا على أنغام الموسيقى الكلاسيكية....
التزم كل منهما الصمت.... وتجنبت هيلين النظر في عيني رئيسها.... فقد أدركت كونه غاضبا منها لسبب ما....
رفعت نظرها إليه وسألت: لا أذكر أنني سببت لك الازعاج.... يا سيدي....
ابتسم بسخرية وأجاب: فعلا؟!... انت تغادرين العمل باكرا منذ ثلاثة أيام.... لم أعترض في البداية لانني اعتقدت الأمر متعلقا بفيريو.... لكن يبدو أنك كنت تفعلين ذلك لتقابلي سيزار....
انزعجت من لهجته وأجابت: غير صحيح....لقد كنت مشغولة فعلا.... حتى أن لقائي به اليوم لم يكن مخططا له....
لم يصدقها وقال: لذلك سرحت شعرك....وارتديت ملابس أنيقة.... وكعبا عاليا.... يظهر جمال قوامك....
احمر وجهها خجلا وأجابت: أنت مخطئ أنا...
قاطعها قائلا: محاولاتك لجذب الأنظار واضحة.... خاصة تصرفك السخيف قبل قليل....
انزعجت من كلامه وأجابت: ليس أمرا يمكنك فهمه.... من المؤلم للمرأة ألا تتمكن من المشي بطريقة صحيحة أمام الآخرين والنساء الاخريات....
مد يده يداعب شعرها وأجاب: إذا..... أنت أيضا لديك حس بالأنوثة رغم كل شيء....
شعرت بالضيق.... هاهو مجددا.... يسيء إليها....
التزمت الصمت وأحنت رأسها بينما أضاف: أنا لا احب رؤيتك هكذا.... أنا أفضل.... هيلين مساعدتي التي كانت من قبل....
تساءلت عما يقصده.... وقالت: أنا ما أزال كما أنا يا سيدي.... لكن ليس علي الالتزام بقواعد الشركة عندما أكون خارج العمل....
علت نظرة حزينة وجهه.... من المؤسف بالنسبة له أنها تورطت مع سيزار.....صحيح أنه شاب طيب لكن والده لن يقبل بتلك العلاقة أبدا.... وقد تتأذى مساعدته المسكينة كثيرا.... كيف يمكنه أن يخبرها بذلك.....
راقباهما من بعيد وشعرت ديانا بالغيرة الشديدة وهي ترى حبيبها بين ذراعي امرأة أخرى.... حتى لو كانت مساعدته هيلين فهي لا تتحمل ذلك.... في حين لام سيزار نفسه بشدة.... فبسبب والده... عليه الآن مراقبة فتاته بين ذراعي رجل آخر.....
رفعت هيلين نظرها باتجاه مديرها وقد ادركت أنهما ابتعدا عن ناظري سيزار وديانا.... وتساءلت إن كان لديه ما يقوله لها.... تطلعت إليه وسألت: سيدي... هل هناك شيء؟!
نظر في عينيها مباشرة وأجاب: هل أنت على علاقة بسيزار؟! ومنذ متى؟!
لم تجد مانعا من إجابته وقالت: حاليا نحن مجرد أصدقاء.... ونحاول بناء علاقتنا على مهل.....
تنهد بارتياح وأجاب: هيلين.... كل ما أستطيع قوله.... هو أن عليك أن تكوني حذرة.... ولا أقصد بذلك... سيزار بل شخصا آخر....
استغربت كلامه....وأحست بشيء من القلق.... ما الذي يقصده نيكولاس بكلامه.... هل يخفي عنها شيئا....
أرادت أن تسأله.... لكنه انحنى إليها فجأة وقبل وجنتها.... خفق قلبها بشدة بينما همس لها قائلا: شكرا على الرقصة الجميلة... يا هيلاري....
انتهت الرقصة.... وعادت رفقته إلى المقعد.... والتزمت الصمت طوال السهرة..... وفي النهاية أوصلها سيزار إلى منزلها....
ودعته عند باب سيارته.... وقبل أن تخرج من السيارة... أمسك يدها وقال معتذرا: بخصوص الرقصة أنا آسف... تمنيت ان ارقص معك.... لكن كان هناك بعض معارف والدي في المطعم.... وخشيت ان يغضب إذا ما عرف بعلاقتنا..... خاصة أننا من بلدين مختلفين...
تساءلت هيلين إن كان هذا ما قصده نيكولاس ... وقالت: سيزار.... هل والدك... يتحكم بحياتك أيضا....
كره الفكرة ورد: لا.... لكن..... الأمر سيتطلب وقتا.... أنا واثق انه سيحبك كثيرا إذا ما عرفك جيدا....
شعرت بالارتياح لسماع ذلك وأجابت: لا مشكلة.... انا لست مستعجلة...... أمامنا مشوار طويل... على أية حال....
شعر هو الآخر بالارتياح وودعها بعد ان تمنى لها ليلة سعيدة....
دخلت شقتها.... وابتسمت لرؤية السيدة جوانا تستقبلها وتقول: كيف كان عشاؤك....
تنهدت بعمق... وقصت ما حدث على السيدة جوانا التي انفجرت ضاحكة وقالت: لا أصدق أن نيكولاس رقص معك.... فهو منذ طفولته كان يكره كل ما يتعلق بهذه الأمور.....
ابتسمت هيلين وهي تصغي لقصص طفولة نيكولاس.... وسهرتا لوقت متأخر.... لتذهب في اليوم التالي إلى العمل وهي نصف نائمة..... ولم تنتبه وهي تركب المصعد إلى زميلتها مارلين التي دخلت مكتب فاليريا.... التي اختارتها كمساعدة لها.....
مر اليومان التاليان بهدوء وسرت هيلين بمقابلة سيزار من حين لآخر.....
ودون ان تدري بدأت بإهمال عملها... خاصة أنها أعجبت بنفسها كثيرا في الصور.... بعد ان أرتها فيرونا صور الكاتالوغ....
كان نيكولاس يتحكم بنفسه بصعوبة.... وهو يراها تتصرف بأريحية.... ولم تعد تعطي قيمة للعمل... كما كانت... هل يعقل أن ذلك بسبب علاقتها بسيزار....
في ذلك اليوم كانت هيلين في مكتبها عندما دخلت مارغريت وهي تشعر بالغضب.... وقالت مهددة: هيلين.... ألا يكفيك أنك ورطت نيكولاس مع تلك الفرنسية.... والآن ابني دانييل تورط مع تلك السكرتيرة الرخيصة....
انزعجت هيلين لسماع ذلك وأجابت: لا تحكمي على الناس دون معرفتهم.... من فضلك... تانيا فتاة لطيفة جدا.... كما انه لا يمكننا القول أنهما مرتبطان أو أي شيء من هذا القبيل.... علاقتهما مجرد صداقة لحد الان.....
ضربت مارغريت على المكتب بعصبية وأجابت: هل تسخرين مني.... هل تقولين أن علي ان انتظر إلى أن أراه يتزوجها حتى أقول أنهما مرتبطان....
تبادلتا نظرات غاضبة.... وقاطعهما هاتف هيلين الذي رن فجأة....استغربت اتصال زميلها روبير.. الذي قال: عزيزتي هيلين.... لا تسلكي الطريق الرئيسية... هناك حادث سبر كبير.... اسلكي الطريق الفرعي لتصلي إلى الى الجامعة...
رفعت حاجبها مستفهمة وقالت: لماذا قد آتي للجامعة؟!
لم يصدق ما يسمع وقال: هل يعقل أنك نسيت أن لدينا امتحانا مهما اليوم في مادة الادارة.....
شعرت بأن رأسها يدور وأغلقت الخط.... استغربت مارغريت تعابير وجهها وقالت: هل حدث شيء؟!
نظرت إليها هيلين، ثم انفجرت باكية وقالت: سيدة مارغريت، لقد ضاع مستقبلي، انتهى كل شيء... سوف أرسب ولن أتخرج....
لم تصدق مارغريت ما تسمع بينما أضافت هيلين: لقد نسيت أن لدي امتحانا مهما اليوم ولم أدرس أبدا.
حاولت مارغريت التهديء من روعها وهي تقول: هذا ليس الوقت المناسب للبكاء،عليك التفكير في كيفية الوصول إلى الجامعة بسرعة.
مسحت هيلين دموعها بينما قالت مارغريت: تعالي معي، سيوصلك سائقي.
خرجتا معا من الشركة،ونسيت هيلين أن نيكولاس كان ينتظرها من أجل اجتماع مجلس الادارة.
أنت تقرأ
تناديه سيدي الجزء1
Romanceهي... عالقة في دوامة....مع ديون والدها ... هو مدير لشركة كبيرة... تتسابق النساء للفوز به... ترى كيف ستتصرف هيلين مع مديرها نيكولاس.... هل ستتمكن من إخفاء أسرارها.... وهل سيتمكن نيكولاس من إذابة جليد قلبها.... الجزء الأول الجزء الثاني من الرواية (...