الفصل 15

7.3K 233 2
                                    

خرجت هيلين من قاعة الامتحان وهي في حالة صدمة..... هي لا تتذكر كيف أجابت لكن بطريقة ما بدا لها أنها صادفت كل ذلك خلال عملها في السنتين الماضيتين..... استفاقت على صوت زميلتها كاثرين الاي قالت بقلق: الامتحان كان صعبا.... أتساءل كيف ستكون النتائج....
بينما قال روبير بضيق: مع أننا نقترب من الامتحانات النهائية.... إلا أننا ما زلنا غير قادرين على التعامل مع مثل هذه الأسئلة.....
لم تعلم هيلين ماذا تقول....  ثم قاطع حديقهم قدوم الأستاذ كيليان.....استأذن رفيقاها.... بينما ابتسم الأستاذ وقال: هيلين كيف كان الامتحان؟!
ابتسمت بقلة حيلة وأجابت: لا اعلم.... هذه المرة لست متأكدة فعلا...  لم أحظى بالوقت الكافي لأدرس جيدا...
استغرب سماع ذلك وقال بتردد: في الواقع... انت ستتخرجين بعد شهرين.... خلال هذه المدة... إذا كان لديك.... وقت... رجاء اتصلي بي هناك أمر مهم أود مناقشته معك....
أرادت أن تسأله... لكن هاتفها رن فجأة... فأخبرته بموافقتها.... وأجابت لتجد مارغريتا مارغريتا تقول: أنا أنتظر منذ ساعة ونصف.... ألم تنتهي بعد.... ؟!
ابتسمت هيلين رغما عنها وقالت: سآتي فورا....
أسرعت إليها.... وركبت السيارة بينما قالت مارغريت : كيف كان الامتحان....؟!
هزت هيلين كتفيها وقالت: النتائج ستظهر بعد غد....
رمقتها مارغريت بنظرات غيظ وقالت: أي نوع من الأشخاص انت... قيل لي انك من المتفوقين... لكن لا يبدو لي ذلك.... كيف تنسين امتحانك..... وتذهبين دون مراجعة شيء؟!
شعرت هيلين بالذنب... فقد التهت برفقة سيزار... وتصوير الكتالوغ.... وأخذتها نشوة الشهرة...... تنهدت بعمق وشكرت السيدة مارغريتا قائلة: ما فعلته معي... كان قمة في اللطف.... لم اتوقع ذلك.... فقد اعتقدت أنك تكرهينني...
تجنبت النظر إليها وأجابت: لا تكوني سخيفة.... صحيح أنني لا أحبك.... لكنني أدرك أن وجودك يصب في مصلحة الشركة.....
ابتسمت هيلين بامتنان وأجابت: هل هذا يعني أنك لن تكشفي سري...
طلبت من سائقها الانطلاق... بينما أجابت: لا...  أصغي إلي جيدا...  انا أريد مصلحة نيكولاس.... ومصلحة الشركة أيضا.... أتمنى ان تتفهمي ذلك... وتساعديني على إبعاد تلك الفرنسية عنه... 
شعرت هيلين بالأسف وقالت: لا أعتقد ان بإمكاني ذلك.... نيكولاس يحبها كثيرا.... وفاليريا... أساءت استخدام فرصتها....وجعلته ينفر منها....
تنهدت مارغريتا وردت: ما دفعني لاختيار فاليريا.... هو لأنني أدرك أنها تحب نيكولاس بصدق.....فقد نشأت هي ونيكولاس وقريبها فيتوريو معا......منذ طفولتهم....وقد حاولت المسكينة أن توصل مشاعرها له.... لسنوات دون فائدة..... وعندما دخلوا الجامعة.... واعد نيكولاس صديقتها المقربة نيكيتا.....
شعرت هيلين بالأسى على فاليريا .... مع أنها تبدو قوية إلا أنها مرت بالكثير.... لاشك أن ذلك كان مؤلما لها.... بينما تابعت فاليريا قائلة: لقد تعلق نيكولاس كثيرا بتلك الفتاة نيكيتا.... وقد ذهبا في علاقتهما إلى حد بعيد.... وقد اكتشفنا ذلك متأخرين....
ترددت هيلين وهي تقول: أين هي نيكيتا الآن؟!
نظرت من نافذة السيارة وهي تقول: غضب الجد ديون كثيرا...... ومنع نيكولاس من مواعدتها.... لكن نيكولاس كان يحبها كثيرا..... ولم يصغ إلى أحد.... وفي أحد الأيام اختفت نيكيتا فجأة..... لقد سافرت....
لم تصدق هيلين ذلك بينما أضافت المرأة: بعدها اعترف له صديقه فيتوريو... أنه خانه مع نيكيتا....   وقد تسبب ذلك في ابتعاد نيكولاس عن صديقه المقرب.... وكره كل ما يتعلق بالنساء.... وفقد ثقته بالجميع....
انتابها حزن عميق.... لا عجب أن نيكولاس.... حساس جدا.... بخصوص علاقته مع ديانا.... إنه محق بطريقة ما..... فما مر به لم يكن سهلا.....
أخذت هيلين هاتفها.... وتفاجأت برؤية عدد المكالمات الفائتة... من نيكولاس ودانييل وتانيا وويليام....
شعرت بالحرارة تغزو وجهها..... لقد فوتت الاجتماع المهم لمجلس الادارة اليوم........ هذه المرة سيطردها نيكولاس بالتأكيد.....
عادتا إلى الشركة.... لتجد رفاقها الثلاثة... يشعرون بالاحباط.... نظر إليها ويليام وقال بانزعاج: هيلين... أي كنت؟! اتصلنا بك جميعا.... لكنك لم تجيبي...
لم تعلم ما تقول بينما أضافت تانيا : المدير كان غاضبا جدا..... لم أره غاضبا هكذا من قبل....
بينما تنهد دانييل وقال: لقد كان الاجتماع كارثيا.... بسبب غضب المدير.... وقد أخذ الجميع نصيبه....
اعتذرت من رفاقها بإسراف.....ثم اتجهت رأسا إلى مكتب نيكولاس ولم تنتبه إلى مارلين التي صعقت برؤيتها هناك.....
ترددت قبل أن تطرق الباب....لكن مهما قال ومهما فعل فهو محق.... لقد ألهاها التصوير ومواعدة سيزار عن عملها تماما.....
طرقت الباب....وسمح لها بالدخول ... رمقها بنظرات غاضبة وقال: كان بإمكانك أخذ وقتك تماما.....
شعرت بالأسف واعتذرت قائلة: أنا حقا اسفة..... أنا لم أقصد..... لقد.....
قاطعها قائلا: بماذا ينفع اعتذارك...  إذا كنت تكررين نفس الأخطاء في كل مرة.... لقد حذرتك كثيرا....
أحنت رأسها بينما وقف أمامها مباشرة وقال باحتقار واضح: إذا كنت تنوين مواعدة الرجال... واللهو.... واهمال عملك.... فأنا لست في حاجة لك بعد الآن....
لم تصدق ما تسمع.... فقط لأنها تناولت العشلء بالأمس مع سيزار.... هاهو الآن يتهمها ويشكك في مصداقيتها.... إنها تتفهم غضبه ولكن.... 
انحنت أمامه وقالت: أنا أدرك أنني تجاوزت حدودي... في الأسبوعين الماضيين... وأهملت عملي.... وكل شيء... وكدت اليوم أفوت أمرا مهما.... وبسببي لم يسر الاجتماع بشكل جيد...... وأنا آسفة حقا..... فقط امنحني فرصة أخيرة.... وان ارتكبت أي خطأ آخر يمكنك طردي يا سيدي.....
نظر إليها من الأعلى.... الفتاة التي أمامه.... هي مساعدته القديمة.... لقد عادت إلى طبيعتها وهي تتحدث بعقلانية..... حاول أن يتحكم في نفسه وقال: إنها فرصتك الأخيرة يا هيلين....
شعرت بالامتنان وقالت: شكرا جزيلا لك.... وأنا أكرر اعتذاري..... يا نيكولاس....
نظر إليها بدهشة.... إنها المرة الأولى التي تناديه فيها باسمه..... وهما في المكتب..... وحتى عندما كانا في أثينا واصلت مناداته سيدي....
انتبهت لنفسها وصححت جملتها قائلة: أقصد يا سيدي..... بالاذن....
خرجت من الغرفة مسرعة.... وأسرعت بالذهاب إلى مكتبها....  لتقوم بالعمل المتراكم عليها.... لقد تعلمت درسا قاسيا.... وبعد التفكير مليا.... العمل كفنانة لا يناسبها.... وعليها إعادة النظر في الوقت التي تقضيه مع سيزار كي لا تهمل العمل أو الدراسة....
كانت مارلين قد استرقت السمع على حديث نيكولاس وهيلين.... وصدمت بذلك...  هناك خطأ ما بالتأكيد... وأسرعت إلى مكتب فاليريا....
كانت فاليريا... تقلب الملفات أمامها وهي تشعر بالملل الشديد... وتساءلت إن كان من الأفضل أن تعود إلى فينيسيا.... لقد كانت تتمنى قضاء الوقت مع نيكولاس... لكنها بالكاد تراه فهو مشغول دائما......قاطع أفكارها دخول مارلين التي قالت بقلق: سيدة فاليريا.... لم أكن أعلم أنه يسمح للمتدربين بدخول مكتب المدير والتحدث إليه....
استغربت فاليريا سماع ذلك وأجابت: لا... أغلب المتدربين موجودون في الطوابق السفلية....  انت الوحيدة هنا يا مارلين...
ترددت قليلا قبل أن تقول: لكن هيلين.... دخلت مكتب المدير....
شعرت بالضيق وهي تجيب: لا تكوني سخيفة هيلين هي مساعدة المدير.... إنها موظفة وليست متدربة....
لم تصدق مارلين ما تسمع وقالت: هذا مستحيل.... كيف تتوظف وهي لم تتخرج بعد.... إنها زميلتي في الدفعة .... وسنتخرج بعد شهرين.....
انفعلت فاليريا لسماع ذلك وسألتها: هل أنت متأكدة...
أومأت برأسها وأجابت: طبعا.... إنها هي هيلين مورتيمور.....
شعرت فاليريا بالاثارة لسماع ذلك.... فإذا كان الأمر صحيحا..... سيكون بإمكانها التخلص من هيلين....
اتصلت على الفور بأوبالدو.... الذي ذهب إلى مكتبها وأخبرته بكلام مارلين.... أعجبه الأمر هو الآخر....وقال: يجب ان نتحقق من ملفها ...إذا لم يحتوي على شهادة تخرج... قد تسجن بتهمة الاحتيال....
ضحكت فاليريا وقالت: لن نذهب لذلك الحد.... لكن يجب أن يكتشف نيكولاس حقيقة الفتاة التي يثق بها....
ابتسم اوبالدو بمكر.... ثم ذهب إلى غرفة الأرشيف حيث توجد ملفات كل الموظفين... وبعد مدة من البحث.... وجد ملف هيلين.... وابتسم بمكر وهو يكتشف أنها ما تزال في الثالثة والعشرين من عمرها.... وهي لا تزال طالبة لحد الآن بالفعل إذ لا توجد شهادة تخرج.....
أطلقت فاليريا ضحكة ماكرة.... وهي ترى ملف هيلين...
وتساءلت عن ردة فعل نيكولاس.... وابتسمت مارلين هي الأخرى....
كان نيكولاس في مكتبه وهو يفكر في حديثه مع هيلين قبل قليل.... وأحس بشيء من الذنب اتجاهها... فقد أهانها.... ماكان عليه السماح لغضبه بالتحكم به....
وتساءل إن كان عليه الاعتذار منها..... قاطع أفكاره... طرق على الباب وفوجئ وهو يرى فاليريا وأوبالدو والفتاة الجديدة رفقتهما....
ابتسم أوبالدو بمكر وقال: أيها المدير.... لدينا شكوى بخصوص مساعدتك....
استغرب نيكولاس كلامه بينما ابتسمت فاليريا وهي تضع ملف هيلين أمامه وقالت: لن نتحدث كثيرا..... فقط انظر بنفسك يا عزيزي....
فتح الملف.... وفوجئ بكونه ملف هيلين..... لم يفهم ما يقصدونه.... ونظر إليهم وقال: أين المشكلة....؟!
شعرت فاليريا بالغضب وأشارت ٱلى سنة ميلاد هيلين وهي تقول: إنها في الثالثة والعشرين من عمرها... أتفهم معنى ذلك؟!... هي لم تتخرج بعد...... ليست هناك شهادة تخرج....
شعر بالغضب الشديد.... بعد أن تأكد من كلامها.... بينما قال اوبالدو رغبة منه في زيادة غضب المدير: تلك الفتاة الماكرة.... كانت ما تزال في سنتها الثالثة عندما دخلت الشركة.... أتساءل أي نوع من الحيل لجأت إليها لتدخل الشركة.....
ضحكت فاليريا وهي تقول: ربما قامت برشوة مدير العلاقات العامة.... أو ربما....قامت بإغوائه.... لم تكمل جملتها لأن نيكولاس ضرب على مكتبه بقوة... وأدركت فاليريا أنها إحدى نوبات غضبه... بينما قال وهو بالكاد يتحكم بنفسه: اخرجوا من مكتبي فورا.....
خرج ثلاثتهم بسرعة بينما شعرت فاليريا بالقلق.... وطمأنها أوبالدو قائلا: هو يستطيع تدبر أمره.... ثم من الرائع..... أن نراه وهو يصب جام غضبه على تلك الفتاة المملة......
كانت هيلين تراجع الملفات.... عندما رن هاتف مكتبها.... وصدمت بسماع صوت نيكولاس يقول بصوت غاضب: تعالي إلى مكتبي فورا....
تساءلت عن السبب هل يعقل أنه غير رأيه ... لقد اعتذرت منه.... واعترفت بخطئها....
أسرعت بالذهاب لمكتبه.......
ارتعش جسدها وهي ترى النظرة الغاضبة في عينيه.....
بينما قال: لطالما كنت واثقا أنك تخفين الكثير من الأمور لكنني لم اتوقع يوما أن تكذبي بهذه الطريقة....
تساءلت عن قصده.... هل يعقل أنه اكتشف حقيقة كونها هي العارضة؟!
شعرت بالخوف وهي تجيب: أنا..... لم أتعمد الكذب يوما.....
أمسك ذراعها بقوة وقال: اصمتي... من المؤكد أنك ستقولين كذبة جديدة.... أخبرتك مرارا أنني أكره الكذب والخداع....
تأوهت من الألم بينما صرخ غاضبا: كيف استطعت دخول شركتي يا هيلين.... من دون خبرة ومن دون شهادة تخرج.... حتى أنك كنت في العشرين من عمرك حينها تقريبا.... أي نوع من الحيل استخدمت.....
صعقت بسماع كلامه.... كيف علم بذلك... هل يعقل أن مارغريتا خدعتها.... وأخبرت نيكولاس بالحقيقة....
حدقت في عينيه اللتان تقدحان شررا وأدركت أنه بالكاد يتحكم في نفسه...... استجمعت شجاعتها وهي تقول: سيدي.... أنا لم أستخدم أية حيلة قذرة.....  السيد ديون طلب من مدير العلاقات العامة السابق أن يمرر الملف.... دون التدقيق فيه....
استوعب كلامها....ببطء بينما أضافت: كنت مجرد طالبة في السنة الثالثة عندما التقيته..... وقد أخبرني أنه في حاجة لمساعدة من أجل حفيده.... وبما أنني كنت من المتفوقين في دفعتي.... فقد وافق على توظيفي..... كمتدربة أولا.... وعندما نجحت في الوظيفة.... طلب مني البقاء والعمل معك....
وجد صعوبة في تصديقها..... وكرهت نفسها لأنها لم تخبرها الحقيقة كاملة....لكن ليس بإمكانها ذلك ....
أبعدها عنه بعنف.... وكادت تقع أرضا..... إنه يعلم أن جده هو من أحضرها.....واختارها للعمل معه.... لكن لماذا قد يختار مجرد طالبة.......
شعرت بالذعر... وهي ترى تعابيره.... إنه يعتبرها مخادعة وكاذبة....
حاولت الدفاع عن نفسها قائلة: أنا أفهم غضبك.... ما كان علي إخفاء الأمر.... لكنني..... خشيت أن تسيء الفهم وتطردني....
نظر إليها بغضب فابتلعت ريقها بقلق وأضافت بنبرة يائسة: أنا لم يسبق أن تسببت في مشكلة لك يوما.... أنا بذلت كل جهدي في العمل.... حتى أنني لم أتلقى المحاضرات كبقية زملائي... وقد  كرست كل وقتي من أجل الشركة والعمل...... حتى عندما تركتنا..... أنا ....
قاطعها قائلا : أنت كنت مجرد طفلة.... عندما بدأت العمل معي....
ثم نظر إليها جيدا وأضاف: وما تزالين طفلة إلى الآن يا هيلين..... لا أستطيع تقبل أنني اعتمدت على طفلة كل هذه المدة.....
امتلأت عيناها بالدموع وردت: أنا لست طفلة يا نيكولاس....
تبادلا نظرات لوم وعتاب.... ثم تنهد بعمق وأدار ظهره  لها وقال: لا مكان لك هنا بعد الآن يا هيلين.... قانون الشركة واضح.....
نزلت دموعها بغزارة وقالت متوسلة: أنا في حاجة لهذه الوظيفة.....
شعر بالضيق وهو يسمع شهقاتها بينما أضافت: كيف سأدبر أموري.... لن يمكنني...الحصول على عمل جيد من دون شهادة....
قاطعها : سأمنحك تعويضا يكفيك لتدبري أمورك......
وضعت يدها على ظهره متوسلة وهي تقول: نيكولاس أرجوك.....
ابتعد عنها وقال بلهجة حاسمة: غادري يا هيلين....
أدركت أنه مصر على قراره.... فخرجت من مكتبه باكية.....
تنهد بضيق... واتصل بمدير قسم المحاسبة.... وطلب منه منح هيلين مبلغا كبيرا من المال....
خرجت هيلين من الشركة... وهي تبكي.... وعند المدخل... اصطدمت بسيزار وبول....
صدم سيزار برؤية دموعها وقال: آنسة هيلين ماذا حدث.... هل أنت بخير؟!
تمنت لو تستطيع الارتماء بين ذراعيه.... لكن لا يمكنها ذلك...  أمام الجميع.... خاصة أن بول قال: هل يعقل أنك ارتكبت خطأ جديدا... دفع المدير لطردك ؟!
اكتفت من سماعه وغادرت على الفور.... بينما شعر سيزار بالأسى عليها.... وتمنى لو يلحق بها لكن وجود بول منعه.......
عادت إلى منزلها وهي تبكي بحرقة.... ربتت جوانا على ظهرها بأسف وقالت: كيف ارتكب نيكولاس تصرفا قاسيا كهذا..... ألا يمكنه اعتبارك استثناء......
شعر أندي بالأسى وهو يرى شقيقته تبكي.... فاحتضنها وقال: لا بأس.... يا هيلين... أنت محترفة في عملك... ويمكنك أن تجدي عملا أفضل....
احتضنته بدورها.... ليته يعلم صعوبة الوضع الذي هم فيه الآن.... نيكولاس كان جادا هذه المرة.... كما أنه جرح كرامتها....بعد كل ما فعلته من أجله ومن أجل الشركة.... لم يلن قلبه ولو قليلا.... حتى أنها توسلته....  إنه رجل جامد وبلا قلب أيضا.....
أنا في الشركة فقد نشرت فاليريا خبر طرد هيلين وتزويرها لملفها لتتمكن من العمل....والكثير من الأمور البغيضة....
شعر دانييل بالغيظ وهو يسمعها تقول: على الأغلب لقد كانت على علاقة مع مدير العلاقات السابق.....
لم تحتمل تانيا ذلك وصرخت في وجهها: كفي عن قول ذلك..... مهما حاولت تشويه صورتها لا يمكنك أبدا تغيير حقيقة أن هيلين أنقذت الشركة من الافلاس وأنقذتنا جميعا من البقاء بلا عمل.... جميعنا نحترمها....
نظر الجميع إلى فاليريا نظرات لوم واحتقار ... ودخلت مكتبها وهي تشعر بالضيق وتتوعد لتانيا...
ابتسم دانييل لها وقال: أنا فخور بك.... لم تتركي لها مجالا للرد....
اقترب منهما ويليام وهو يقول: أتساءل حقا كيف حال هيلين... الآن.... كيف ستتمكن من العناية بطفلين.....من دون وظيفة خاصة أنها ما زالت تدرس.... إضافة إلى المصاريف الأخرى....
ترددت تانيا وهي تجيب: حتى لو عرضنا عليها المساعدة فسترفض.....
شعر دانييل بالضيق وهو يقول: كل ذلك بسبب نيكولاس.... كيف أمكنه التخلي عنها ببساطة.....
سمع سيزار حديقهم وشعر بالأسف على هيلين... وعندما حاول الاتصال بها.... كان هاتفها مغلقا.....
بعد بكاء طويل..... غسلت وجهها....وغيرت ملابسها.... سارت في الشقة وهي تفكر.... عليها إيجاد عمل في أسرع وقت......
سمعت بكاء فيريو.... فأسرعت إليه...حملته وتمسك بصدرها.... إنه يعتقدها أمه...... احتضنته بحنان....  وهي تفكر.... ثم خطر ببالها... شيء.... عليها البحث عن عمل جزئي.... ريثما تتخرج...... وتذكرت أن صديقتها كاثرينا.. تعمل نادلة في أحد المقاهي.... ربما يمكنها الاتصال بها......وسؤالها إن كان لها مكان هناك أيضا....
شغلت هاتفها.... ووجدت مكالمات سيزار وأصدقاءها.....
حتى ديانا اتصلت...يبدو ان الخبر انتشر بسرعة البرق...
شعرت بالضيق للتفكير في ذلك.... تلك السيدة ماراريت لن تغفر لها أبدا....
اتصلت بكاثرينا.... وسرت وهي تخبرها أن المقهى صار مزدحما مؤخرا....  وهم بحاجة لنادل جديد.... واتفقتا على أنت تذهبا معا غدا بعد الجامعة لتقابل هيلين صاحب المقهى....
في اليوم التالي ذهبت هيلين مبكرة إلى الجامعة.... جلست في المدرج رفقة كاثرينا وروبير....كانا يتحدثان عن الامتحان .... بينما سرحت هي تماما.... في مثل هءا الوقت... كان من المفترض أنها مع نيكولاس في مكتبه تتلو عليه جدول مواعيده.....  لكنها بدلا من ذلك..
تنهدت بعمق .... مما أثار حيرة صديقيها.... ترددت كاثرينا وهي تقول: هيلين.... بالمناسبة... أنت كنت مشغولة بتدريبك....طوال الوقت.... ألن يضرك العمل الجزئي....
شعرت هيلين بحرقة الدموع في عينيها وقالت: لا.... سأكون بخير.....
استغربا كونها متضايقة.... وأثناء ذلك... دخلت مارلين القاعة..... واتجهت صوب هيلين وابتسامة ساخرة على وجهها...
تجنبت هيلين النظر إليها....بينما قالت مارلين: الجميع في الشركة يكرهونك بسبب كذبك.... خاصة الرئيس...
صدمت هيلين بسماع ذلك.... كيف عرفت مارلين... بأمر الشركة .. وسألتها: كيف تعلمين بخصوص ذلك؟!
ابتسمت بمكر وأجابت: لقد صرت متدربة في الشركة منذ أيام.... ولحسن الحظ استطعت أن أكشف كذبك أمام الجميع....
توعدت لها هيلين في سرها...بينما..استغرب صديقاها ذلك.... نظرت لها مارلين باستهزاء وقالت: لقد عين الرئيس السيدة فاليريا مساعدة له.....
حاولت هيلين تمالك نفسها وقالت بابتسامة: أبلغيها بتمنياتي لها بالتوفيق.... خاصة أن عمل المساعدة لن يكون سهلا عليها... فالمدير صارم جدا... ولن يتحمل ألاعيبها السخيفة للتقرب منه...
صدم الثلاثة بما يسمعون.... بينما أخذت هيلين حقيبتها وخرجت من المدرج.... وذهبت إلى المكتبة.... تصفح كتاب أفضل بكثير من البقاء هناك والإجابة على تساؤلات صديقيها.... خاصة أنها تعلم أن مارلين ستنشر القصة....وتغيرها كما يحلو لها.... وستسوء سمعة هيلين في الجامعة.... خفق قلبها بشدة.... ماذا لو وصل الأمر إلى إدارة الجامعة.... وقرروا طردها... هذا فظيع لم يبقى سوى شهران على التخرج....
شعرت بأنها تختنق..... وبالفعل نشرت مارلين القصة.... وانقسم الطلاب بين من صدقها ومن وجد القصة مستحيلة الحدوث.... خاصة أنهم يعلمون أن علاقة مارلين وهيلين متوترة......
انتهت المحاضرة الثانية.... والتقت هيلين كاثرين عند باب الجامعة... وكما كان متفقا.... ذهبتا إلى المقهى...
وقد وافق المالك على توظيف هيلين بدوام جزئي في المساء.....
شعرت هيلين بالارتياح... واتفق أن تبدأ العمل قي اليوم التالي.....
عادت إلى المنزل.... وأخبرتها جوانا أن عددا من الأشخاص أتوا للسؤال عنها... منهم دانييل وويليام... ورجل آخر... لا تعرفه .. بدا لها أجنبيا....
أدركت هيلين على الفور أنه سيزار.....إنه يعرف عنوانها وقد أوصلها عدة مرات....
انتبهت إلى المكالمات الفائتة..... وفوجئت عندما وجدت اتصالا من مارغريت..... بالأمس كانت غاضبة جدا... عندما اعتقدت أنها من كشفت سرها.... لكن الآن وقد علمت أنها مارلين....
اتصلت بمارغريتا.... التي أجابت بشيء من القلق: هيلين أنا أتصل منذ الأمس....
صمتت هيلين بينما تابعت: لقد أخبرني دانييل بما حدث في الشركة.... وأنا لست راضية عن ذلك.... ان استمرت فاليريا.... بالعبث.... فقد تتأثر سمعة الشركة....
تنهدت هيلين وقالت بلا مبالاة: أنا لم أعد موظفة في الشركة.... ولم يعد الأمر يهمني.... نيكولاس طردني... وعليه تحمل مسؤولية ذلك.....
لم تصدقها مارغريتا وردت: أنت بذلت جهدك من أجل الشركة.... وأعلم أنك تتمنين العودة.... عموما...  لقد اتصلت بعمي وأخبرته... أن نيكولاس طردك من العمل... سيعود من رحلته في غضون أسبوع وتحل المشكلة..... انهت المكالمة....وشعرت هيلين بشيء من السرور وهي تسمع ذلك.... لكن سرعان ما تلاشى ذلك.... حتى لو طلب السيد ديون منها العودة.... مؤكد أن نيكولاس سيعارض... هي نفسها لن تقبل بالعمل مع رجل طردها.... ووصفها بأنها طفلة.... لقد بالغ في كلامه... إنه أكبر منها بسبع سنوات فقط.... ربما قصد الإشارة إلى حجمها الصغير....
ارتمت على سريرها بانزعاج....ثم تذكرت شيئا..... وتناولت قلما من الدرج بجانبها..... لامسته بأطراف أصابعها.... وهي تتذكر ذلك اليوم.... في الجامعة.... ذلك الرجل الذي منحها هذا القلم.... كانت في السنة الثانية عندما ألقى محاضرة على طلاب السنة الخامسة.... وقد قادها فضولها للدخول حينها.... وأعجبت بذكائه كثيرا.... كنا أنه كان رجلا لطيفا.... وأجاب على سؤالها بكل سلاسة.... وفي نهاية المحاضرة قدم لها هذا القلم كهدية.....وقد احتفظت به لثلاث سنوات.... وبالكاد استخدمته..... تنهدت بعمق وأعادت القلم إلى مكانه....
في اليوم التالي بدأت هيلين عملها في المقهى.... وحاولت أن تكون ودودة مع الزبائن قدر الامكان....
دخل رجل يرتدي بذلة سوداء.... ذكرها برئيسها في العمل..... وشعرت بسخرية القدر.... هي التي كانت مساعدة لرئيس شركة روايال.... انقلب حالها... لتصير نادلة بدوام جزئي.....
جاهدت لتمنع دموعها من النزول.... بينما أسرع المالك باتجاه الرجل الشاب الذي بدا ميسور الحال وقال: أهلا بك سيد فيتوريو...... مضى وقت طويل لم تزر فيه مقهانا.... المتواضع....
استغربت هيلين لما قد يزور شخص ثري مثل هذا المقهى. .... بينما التفت إليها المالك وقال: هيلين... ألقي التحية على السيد فيتوريو.....
انحنت أمامه نصف انحناءة وقالت: سررت بلقائك سيدي....
ابتسم وهو يقرأ الاسم على شارتها وقال: هيلين مورتيمور.... ؟!  هل هي مصادفة ... أم تشابه أسماء؟!
استغربت هيلين  وصاحب المحل كلامه.... بينما ابتسم وأضاف: اعذراني... انسيا ما قلت....
قاده السيد روسيو -مالك المحل- إلى طاولة هادئة... وطلب من هيلين خدمته....
وقفت أمامه تنتظر طلبه.... بينما أخبرها أنه يريد... فنجان قهوة.... وبعض الكعك....
عادت إلى الداخل.... لتجد صديقتها كاثرين تبتسم وهي تنظر إلى فيتوريو عبر النافذة.... ضحكت هيلين ثم وخزتها وهي تقول: هل هذا هو أميرك الوسيم إذا؟!
ابتسمت كاثرينا بخجل وقالت: إنه دائم السفر ولا يأتي إلا مرة في الشهر تقريبا..... ومع ذلك... أنا لا أمل من انتظاره....
لمحت هيلين لمعانا في عينيها.... يبدو أن كاثرينا تحب هذا الرجل بصدق....
ترددت هيلين وهي تناولها الصينية وتقول: قدمي له الطلب بنفسك.... واحرصي على أن تجذبي انتباهه...
ترددت الفتاة لكن هيلين شجعتها قائلة: لا فائدة من مراقبته من بعيد..... اجعليه على الأقل يلاحظك....
حاولت المحافظة على هدوئها  وسارت ناحيته وهي تشعر بالتوتر..... دخل أطفال يركضون إلى المحل واصدم أحدهم بكاثرينا فانزلقت وسكبت القهوة الساخنة على بذلة فيتوريو....
صعق المالك بما حدث.... وشعرت هيلين بالأسى على صديقتها.... التي امتلأت عيناها بالدموع.....وأسرعت بإحضار الماء لفيتوريو وهي تعتذر وتقول: أنا حقا آسفة.... لم أقصد لقد كان حادثا...
ترقبت هيلين رد فعله... وقد احمر وجهه... فالقهوة الساخنة أحرقته على ما يبدو.... لكنه... حاول أن يبدو هادئا....وأجاب بابتسامة : لا عليك ...يا آنسة أنا بخير...
شعرت كاثرينا أن قلبها يذوب.... من ابتسامته التي ملكت قلبها....
أسرعت هيلين بأخذ القهوة لفيتوريو... خاصة أن صديقتها كانت في حالة سكر تقريبا... وقد لاحظ فيتوريو ذلك....وابتسم رغما عنه... وضعت الفنجان أمامه.... بينما قال وهو يراقب كاثرينا من بعيد: تلك الفتاة مسلية بحق..... إنها تقفز فرحا كلما أتيت إلى هنا.... وتراقبني طول الوقت...
استغربت هيلين لهجته... ولماذا يقول هذا أمامها...  بينما رفع نظره إليها وقال: ليس هي فقط... بل كل الفتيات لا يستطعن إبعاد عيونهن عني...  باستثنائك....
حدقت فيه هيلين للحظات قبل أن تفهم ما يقول....ثم ابتسمت وقالت: ربما لأن لدي حبيبا بالفعل.....
نظر إليها بعدم ثقة وقال: فعلا.....بالنظر إليك.... أعتقد أنك ما تزالين طالبة.....
أومأت هيلين برأسها فأضاف: إذا لا شك أن حبيبك طالب أيضا.... أو ربما.....
شعرت هيلين بالانزعاج من نبرته وقاطعته قائلة: حبيبي رجل ثري جدا... وهو مدير للشركة الأكبر في روما....
تبادلا نظرات تحد... بينما ابتسم وقال: هناك ثلاث شركات كبيرة في روما..... رئيس الشركة الأولى متزوج.... والشركة الثانية مديرها عجوز.... والشركة الثالثة.... روايال ... أعلم أن رئيسها شاب وثري.... ولكن لا أعتقد أنك نوعه المفضل.... فأنت لست أنثوية جدا... وتبدين محتشمة....
شعرت بالضيق من كلامه.... فهو يسيء ٱلى أنوثتها.... كما فعل نيكولاس من قبل.... وقالت وقد نال منا الغضب: نيكولاس يحبني كثيرا..... ويحترمني لأنني محتشمة... ولست رخيصة كباقي النساء اللواتي عرفهن من قبل....
اتسعت عينا فيتوريو....هل يعقل أن هذه الفتاة صغيرة الحجم هي حبيبة نيكولاس.... الرجل القاسي والبارد...
ثم تمالك نفسه وابتسم بهدوء وأجاب:  إذا كان الأمر كذلك....فلا شك أنك مميزة ليختارك....
استغربت كلامه.... إنه يتحدث عن نيكولاس وكأنه يعرفه حق المعرفة...... ما الذي يعنيه هذا؟!
غادر فور أن أنهى قهوته.....وأسرعت هيلين لتفقد صديقتها التي كانت تحدق إلى طاولة فيتوريو من النافذة..... ابتسمت كاثرينا وقالت: إنه لطيف جدا.... خشيت أن يوبخني او يصرخ في وجهي لكنه لم يفعل....
رد عليها صاحب المحل وقال: لن يفعل.... السيد فيتوريو زبون قديم لمقهانا..... منذ أن كان طالبا في الجامعة.... اعتاد هو ورفاقه.... نيكولاس ونيكيتا وفاليريا القدوم والجلوس لساعات هنا......
ارتبكت هيلين وهي تسمع هذه الأسماء وترددت وهي تسأل: عذرا.... نيكولاس... هل تقصد نيكولاس فيسكونتي....؟!
أومأ روسيو برأسه وتساءل إن كانت تعرفه وهو يجيب: أجل.... لقد كان شابا متزنا.... ويمر بظروف صعبة بسبب عائلته.... وقد اعتاد على التحدث إلي كلما ضاق صدره....
شعرت هيلين بالسوء لسماع ذلك... هذا يعني أن الشاب منذ قليل....هو نفسه فيتوريو الذي خان نيكولاس مع حبيبته نيكيتا .... هذا صعب التصديق فقد بدا شابا طيبا.....ولا يمكن أن يفعل شيئا فظيعا كذاك.... صدقا المظاهر تخدع.....
انتهى اليوم الأول من العمل على أحسن ما يرام.... وشعرت هيلين بشيء من السرور... فهي الآن تعيش حياة طبيعية كأي فتاة في عمرها تذهب إلى الجامعة... وتتسكع رفقة أصدقائها... وتعمل في دوام جزئي....
دخلت منزلها لتفاجأ برؤية ديانا تداعب فيريو....
أخذت جواناوالطفل... بينما جلست هيلين مقابلها وقالت بعد أن حيتها: هل أنت بخير هل حدث شيء؟!
تغيرت ملامح ديانا وهي تقول: هيلين... أرجوك أن تعودي إلى الشركة....  تلك الحقيرة فاليريا.... تغازل حبيبي طوال الوقت.... وأنا لا يمكنني مراقبتها دائما....
تنهدت هيلين بضيق وقالت: اعتقدت أنك قلقة علي... يا ديانا لكنك في الحقيقة.... قلقة على علاقتك مع حبيبك.....
شعرت ديانا بالاحراج وهي تجيب: بالتأكيد أنا قلقة عليك.... لكن من جهة أخرى كلانا يعلم أنك من كنت تبقين نيكولاس مشغولا بالعمل كي لا تجد فاليريا فرصة للتقرب منه.....
انتابها شعور بخيبة أمل وقالت: عليك الاعتياد على غيابي يا ديانا.... واحمي علاقتك بنفسك.... نيكولاس لا يريدني.... وأنا أيضا لا أريد العودة.... الشركة أصبحت من الماضي بالنسبة لي.....
شعرت ديانا بالسوء.... وغادرت منزل هيلين.... ترى كيف ستتصرف مع الماكرة فاليريا الآن.....
صباح جديد في الشركة.... دخلت ديانا إلى قسم التصميم.... وسمعت بعض الموظفين يتحدثون عن محاولة فاليريا.... لأخذ منصب هيلين.... الذي ما يزال شاغرا لحد الآن..... والرئيس لم يقل شيئا بعد....
شعرت ديانا بالضيق...إن استمر الوضع هكذا... ستأخذ فاليريا المنصب... وببقائها معه طوال الوقت...
ستتمكن من إغوائه بكل تأكيد...... حاولت المحافظة على هدوئها وذهبت إلى مكتب نيكولاس.... كان يحاول التركيز على عمله... ليسير وفق جدول معين..... هو لا يصدق أنه مشغول هكذا.....كيف كانت هيلين تستطيع ترتيب جدول عمله... بحيث لا يتأخر عن أي موعد....
تنهد بعمق وقاطعه دخول ديانا..... رفع نظره إليها للحظات....ثم عاد ليركز على العمل أمامه.... راقبته ديانا بحزن....منذ رحيل هيلين.... هي بالكاد تجد الوت للتحدث إليه.... فهو مشغول جدا... وتذكرت كلام ويليام..... عن أنها ليس من السهل أن تكون حبيبة رجل أعمال..... إذ عليها أن تضحي بأمور كثيرة....
شعرت بألم في قلبها وقالت؛ حبيبي هل انت متفرغ بعد الغداء....؟!
أجابها دون ان يحول نظره عن عمله: اعتذر أنا مشغول جدا... يا ديانا.... لا أعتقد أن ذلك سيكون ممكنا.....
حاولت ان تحافظ على هدوئها وهي تقول: لا يمكنك الاستمرار في العمل من دون مساعد... 
شعر بشيء من العصبية وأجاب وهو يحاول التحكم بنفسه: هل تقولين أنه لولا وجود هيلين....سابقا لما استطعت أن أكون مديرا للشركة؟!
هي لم تقصد ذلك تحديدا.... وردت عليه : أنا لا أقصد هيلين تحديدا.... ما أريد قوله هو أنك في حاجة لمن يخفف الحمل عنك.... كل المدراء لديهم مساعدون.... أنت تضغط على نفسك.... الأفضل أن نبحث عن مساعد لك....
تفادى النظر إليها وقال: لا داعي للبحث...
اشتعلت غضبا.... وقالت بلهجة متهمة: هل تقول أنك ستمنح المنصب لفاليريا؟!
رمقها بنظرات غاضبة وصرخ قائلا: لا أريد مساعدة... لا فاليريا ولا أي أحد آخر.... المنصب سيبقى شاغرا..... أعتقد أن هذا سيجعلك مرتاحة.... لن تكون هناك أي امرأة بالقرب مني.....
شعرت بشيء من الحزن والارتياح في الوقت نفسه....

تناديه سيدي الجزء1حيث تعيش القصص. اكتشف الآن