الفصل 33

8.3K 265 1
                                    

Vote + comment ❤️

وكما كان متفقا اتجه الجميع إلى المنتجع الجبلي... الذي افتتح حديثا.... لم تكن هيلين مرتاحة بوجودها في السيارة مع نيكولاس وديانا التي بدت متضايقة... خاصة بسبب اصرار نيكولاس على اصطحاب هيلين رفقتهما....
شعرت بالوحدة.... والضيق.... لقد اعتادت دائما الجلوس في المقعد الأمامي بجانب السيد ويلكينس... لكنها الآن... في المقعد الخلفي... تراقب الطريق بصمت... وهي تحس بأن الجو ثقيل.... فلا احد يتحدث.... ديانا تحدق في الطريق....ونيكولاس يركز على القيادة.... تنهدت بعمق... وحاولت الاستمتاع بمراقبة الطبيعة....
هي لم تخرج في رحلة منذ أيام الثانوية.... وهي كانت تحب أن يخبرها السيد ويلكينس عن المكان الذي سيذهبان إليه ويشرح لها عن تاريخه.... مرت بجانبها سيارة دانييل وبجانبه تانيا.... ولوحا لهيلين... التي لوحت لهما بفرح... وتمنت لو كانت رفقتهما.... فهما صديقاها المقربان.... تنهدت بعمق عندما ابتعدا وانتبهت ديانا لذلك وقالت: من الواضح أنك لست سعيدة بتواجدك معنا... وتفضلين الذهاب مع رفاقك....
ابتسمت هيلين بخجل وأجابت: أجل... لكن من جهة أخرى.... إنهما مرتبطان حديثا.... وهما في حاجة للبقاء... بمفردهما...
ابتسمت ديانا وردت وهي تتظاهر بالمزاح: لكنك تقطعين خصوصيتنا أنا ونيكولاس.... ربما الأفضل لو ذهبت رفقة سيزار... ربما تكون فرصة لتتصالحا....
شعرت هيلين بالسوء لسماع ذلك
ثم استدركت ديانا قائلة: أوه لقد نسيت سيزار الآن مرتبط.... هذا لسوء حظك يا هيلين...
تمنت هيلين لو تستطيع الرد عليها... لكنها فضلت الصمت... بينما... وصلتها رسالة إلى هاتفها من دانييل.... " إذا كنت غير مرتاحة... ساتوقف في الاستراحة القادمة... وترافقيننا أنا وتانيا...".... فكرت في ذلك.... بعد تصريح ديانا لم يعد هناك ما يدفعها للبقاء.... أساسا هي لا تفهم سبب إصرار نيكولاس على مرافقتهما .... نظرت إليه.... هو لم يبدي اي ردة فعل على كلام ديانا.... ربما اعتبره مزاحا... انزعجت هيلين من ذلك....
وتنهدت بعمق.... بينما قال نيكولاس: هل تفضلين رفقة سيزار لهذه الدرجة......؟!
لم تصدق ما تسمع بينما التفتت إليه ديانا وقالت: عزيزي ما هذا الكلام أنت تحرجها.....
ترددت هيلين قبل أن تجيب: رجاء توقف في الاستراحة القادمة.... سأركب مع دانييل....
سرت ديانا بسماع ذلك..... بينما قال نيكولاس: أعلم ان رفقتي غير سارة.... لكن سنصل قريبا... تحملي إلى ذلك الحين....
شعرت ديانا بالاحباط.... بينما امتلأت عينا هيلين بالدموع.... وجودها غير مرغوب فيه.... لم يجبرها على البقاء...  كما انهما... حبيبان... لم عليها أن تفسد خصوصيتهما.... ديانا محقة في انزعاجها....
راقبها نيكولاس في مرآة السيارة وقال: لا اعتقد أن الأمر يستحق البكاء يا هيلين....
احمر وجهها بينما التفتت ديانا إليها.... وأجابت بصوت مخنوق: انا لا أبكي يا سيدي.....
ابتسم بسخرية وأجاب محدثا ديانا: حتى بعد مرور ثلاث سنوات على عملها معي.... هيلين تكرهني يا ديانا.....
استغربت ديانا كلام نيكولاس.... وشعرت بالضيق.... بينما قالت: لا أظن ذلك.... عزيزي... هيلين تحترمك....كثيرا...  كما انها طالبتك....و...
قاطعها نيكولاس محدثا هيلين: هيلين.... لما لا تردين على كلامي.... ؟!
نظرت من النافذة وأجابت: أنا لا أكرهك يا سيدي......
ابتسم بمكر وأضاف: إذا... هل تحبينني..؟!
صدمت ديانا بكلامه.... في حين احمر وجه هيلين ... والتزمت الصمت.... ما الذي يعنيه بكلامه..... لم هذه التصرفات المستفزة ....
ترددت ديانا قبل ان تجيب: هيلين تحترمك كمديرها.... لكنها لا تحبك.... علاقتكما علاقة الموظف ومديره.... يا نيكولاس....
انفجر نيكولاس ضاحكا وقال: أنا فقط كنت امزح معها....
شعرت هيلين بالضيق أكثر....  وتمنت انها لم تأتي لهذه الرحلة البغيضة....
مرت الدقائق كأنها ساعات .... وأخيرا توقفت السيارة أمام بوابة المنتجع... أخذت هيلين حقيبتها وترجلت أولا من السيارة دون قول كلمة واحدة.... بينما استغربت ديانا تصرفها الفظ وقالت: لقد كنت تمازحها فقط الأمر لا يستحق ذلك....
التزم الصمت بينما ركن السيارة... في المكان المخصص... واتجها إلى قسم الاستقبال....ليجد سيزار واوبالدو و فاليريا هناك... 
تبادلتا نظرات غاضبة بينما ادعت فاليريا المرح وهي تقول: لقد تأخرتما يا نيكولاس... اتساءل ما الذي كان يشغلكما....
احمر وجه ديانا بينما لم يجب نيكولاس.... لكن هيلين تدخلت قائلة: لقد تأخرنا لأن المدير بدل التركيز على القيادة كان مشغولا بالسخرية مني طوال الطريق....
حدق الجميع بنيكولاس.... الذي ابتسم رغما عنه وقال: لم اكن اعلم ان مساعدتي الصغيرة تعتبر مزاحي ثقيلا...
نظرت له بلوم.... وصعدت الدرج... بعدما حجزت غرفة مع تانيا.....
دخلتا الغرفة.... وارتمت هيلين على سريرها بعصبية.... ودفنت وجهها في الوسادة.... ربتت تانيا على ظهرها وهي تقول: عزيزتي هيلين.... لاشك ان رحلة السيارة كانت لا تطاق.....
التفتت إليها هيلين بعيون دامعة وقالت: إنه لا يضيع فرصة لإهانتي..... انا احاول تحمل الأمر عندما نكون وحدنا.... لكنه سخر مني أمام حبيبته... التي لم تتوانى عن التعبير عن تضايقها من وجودي معهما....
شعرت تانيا بالأسى على صديقتها وقالت: الشمس قاربت على الغروب... لم لا تأخذين حماما ساخنا....ثم نطلب العشاء في الغرفة.... سوف أحدثك عن مغامرتي الصغيرة مع دانييل في السيارة....
ترددت هيلين قبل ان تقول: لكن ألن تتناولي العشاء مع دانييل.... أنا... لا اريد ان أفسد عطلتكما معا....
دفعتها تانيا ناحية الحمام وهي تقول: لا تكوني غبية.... أمامنا أسبوع كامل على أية حال... كما أنني متعبة أيضا....
ابتسمت هيلين... ودخلت الحمام.... أحست بالاسترخاء عندما لامست المياه الساخنة جسدها.... وحاولت ألا تفكر في مديرها وتصرفاته....
أنهت الاستحمام وارتدت ثوبا قصيرا بنفسجيا فاتحا.... وتركت شعرها الأسود.....حرا...
ووضعت مكياجا خفيفا ... أخذا بنصيحة تانيا التي اخبرتها ان ذلك سيرفع من معنوياتها....
خرجت هيلين إلى الشرفة وسرها المنظر الساحر الذي رأته.... قبل قليل..  كانت غاضبة جدا... لتلاحظ كل هذا..... المكان مرتفع جدا.... وهي ترى غابات كثيفة تحتها ..... الخضرة تغطي المكان.... إضافة إلى الصخور الحادة أسفل المنحدر....
ارتعش جسدها للتفكير فيما سيحل بأحد إذا ما وقع من هذا الارتفاع.... ودخلت بسرعة .... جهزت تانيا نفسها.... واتصلت بخادم الفندق لتطلبا وجبة لكنه أخبرهما أن الرحلة تمر وفق برنامج معين.... وعلى الجميع الذهاب إلى مطعم المنتجع لتناول الطعام....
ترددت هيلين .. فهي لا تريد رؤية نيكولاس....لكن لايمكنها البقاء بلا طعام أيضا... تنهدت ونزلت رفقة تانيا....  استقبلهما دانييل ببهجة وقال: أهلا بأجمل فتاتين في العالم....
ضحكت تانيا وقالت: لن تسر فاليريا ٱن سمعتك....
ضحك ثلاثتهم.... ثم انضم ٱليهم ويليام.... ابتسمت له هيلين وقالت: ما الامر... تبدو متضايقا؟!
ابتسم رغما عنه وأجاب: أتيت إلى الرحلة مجبرا...
ربتت هيلين على كتفه وأجابت: أفهم شعورك...
بعد ذلك انضم إليهم ألبرت ومارييت.... وكذلك أنطونيو ومينا.... الذين وصلوا فيما بعد...
سرت هيلين بالتحدث إلى أصدقائها... وجلسوا جميعا إلى طاولة كبيرة... وأثناء ذلك... دخل سيزار رفقة خطيبته ماريان... والتي كانت ترمق هيلين بنظرات غريبة....
انضمت إليهم فاليريا.. التي كانت رفقة أوبالدو وفيتوريو وصوفيا... وتغيرت ملامح هيلين وهي ترى نيكولاس يدخلان سوية....
التقت عيناها بعينيه... فتجنبت النظر إليه وهي تشعر بالضيق.... غدا هو عيد ميلاد ديانا ومؤكد... سيمنحها هدية مميزة....
ارتبك سيزار وهو يرى حزن ملامح هيلين... وتساءل إن كان ذلك بسبب تواجد ماريان...
أما فاليريا فقد كانت تغلي من الغضب وهي ترى ديانا تتحدث مع نيكولاس... الذي كان مشغولا بالتفكير في حديثه مع والده يوم احتفالية الشركة.... لقد اتصل به... بغية ازعاجه... والشماتة به... لم يعلم انه أسدى إليه معروفا كبيرا... من خلال المعلومات التي قدمها له....
كان ذهن فيتوريو مشغولا هو الآخر... لقد كان يريد من جده أن يلغي مسألة ارتباطه من صوفيا... لكن عندما علم أن حالتها الصحية سيئة.... لم يستطع أن يجرح مشاعرها....
تنهد ويليام وهو يفكر في كلام نيكولاس... عن أنه سيفهم كل شيء بعد هذه الرحلة... لكن إلى الآن لم يحدث شيء... راقب ديانا وهي مستمتعة بوقتها.... صدقا يبدو أنها نسيت كل ما حدث بينهما عندما كانا في باريس...
انتبهت هيلين إلى نظرات الحب بين تانيا ودانييل... وابتسمت رغما عنها... صدقا يبدو أنهما الوحيدان اللذين يستمتعان بهذه الرحلة... ثم التفتت إلى ألبرت ومارييت فوجدتهما يتحدثان بأريحية... وكذلك الأمر بالنسبة لاطونيو ومينا... شعرت بشيء من السرور من أجلهم... وتمنت لو أنها تحظى يوما بمثل هذه السعادة....ثم وجهت نظرها ناحية نيكولاس الذي بدا سارحا تماما ... وديانا بدت متضايقة.... تساءلت إن كان قد حدث شيء بينهما فهما لا يبدوان على وفاق...
ثم سرقت نظرة إلى ويليام الذي بالكاد أكل طعامه... ثم همست له محاولة رفع معنوياته: أعتقد أن الطعام الذي تناولناه في شقتك كان ألذ بكثير...
ابتسم رغما عنه وأجاب هامسا: لن أنكر ذلك... فأنا طباخ ماهر...
ضحك كلاهما بخفوت... ورفعت نظرها لتجد نيكولاس ينظر إليها بانزعاج....أحنت رأسها وواصلت طعامها... وهي تتساءل عن سبب انزعاجه...
بعد العشاء... كان الجميع مرهقين من الرحلة... وفضل كل العودة إلى غرفته.... بينما بقي ألبرت يتحدث ٱلى نيكولاس على الشرفة....
شرب كأسا ثم قال: أخبرني... كيف تشعر الآن وقد استعدت عافيتك... هل تجاوزت ذلك الحادث؟!
تنهد ألبرت وأجاب: أفهم قصدك... أنا سعيد لأنني شفيت... وقد قابلت مارييت... ووالدها اندري موافق على ارتباطنا... لكنني لم أستطع أن أنسى ما فعلته ليسيا.....
ربت نيكولاس على كتفه وأجاب: لا عليك... مؤكد ستنسى مع الوقت...
ابتسم رغما عنه وقال متسائلا: أنت لا تبدو سعيدا... رفقة خطيبتك... هل هناك شيء؟!
تنهد نيكولاس وأجاب: لقد تسرعت في قراري يا صديقي... وعلي تصحيح ذلك....
فهم قصده وأجاب: هذا أفضل.... في النهاية الزواج ليس لعبة.... لا تكرر خطئي نفسه يا صديقي... لا تتزوج قبل ان تجد الفتاة المناسبة......
بعد العشاء.... عادت تانيا إلى الغرفة.....لتجد هيلين تغط في نوم عميق ...  فخرجت للسهر مع دانييل في حديقة المنتجع......
أسندت رأسها إلى كتفه.... وهي تقول: هيلين مسكينة حقا.... يفترض ان تكون هذه فرصة للترويح عنها... لكن المدير.... ضايقها هذا الصباح... لماذا يتصرف هكذا؟!
طبع قبلة على شعرها وأجاب: ألم تري كيف تصرف معها في ذكرى تأسيس الشركة؟!
فكرت قليلا ثم أجابت بشك: لا أعلم.... كان يحيط خصرها .... ويقترب منها كثيرا... لدرجة أن من لا يعرفهما سيعتبرهما عاشقين....
ابتسم دانييل لسماع ذلك وقال: هذا ما قصدته.... من الواضح أن نيكولاس واقع في حب هيلين....
ضحكت تانيا بفرح وهي تقول: هل هذا معقول؟!.. 
لكنها استدركت قائلة: لكن لماذا يقسو عليها... إذا كان يحبها....
احتضنها بحب وأجاب: هناك الكثير من العوائق والأمور المبهمة بينهما.... كلانا نعرف طبيعة هيلين فهي ليست سهلة التعامل... كما أن نيكولاس لديه كبرياءه.... أمامهما طريق طويل...
صمتت تانيا لحظة ثم قالت: لكن الرئيس سيتزوج بديانا قريبا...... ؟!
تذكر دانييل ذلك وقال: فعلا... لقد نسيت ذلك....
نظر كل منهما إلى الآخر وانفجرا ضاحكين...
بينما قال دانييل: يالها من دوامة....
بينما ردت تانيا: أنا سعيدة لأن علاقتنا بسيطة....
احتضنها وأجاب: جمالها يكمن في بساطتها يا تانيا....
بعد ذلك استيقظت هيلين وشعرت برغبة للتنزه قليلا....
وابتسمت وهي ترى صوفيا تجلس وحيدة فانضمت إليها وقالت: الم تجدي رفيقا مثلي؟!
ابتسمت صوفيا وأجابت: أجل... فيتوريو فضل أن يسهر مع نيكولاس وأصدقائه... يبدو أنه يجد رفقتهم أفضل من رفقتي...
تذكرت هيلين شيئا وقالت: عندما كنا في أثينا...لاحظت انك كنت تراقبين السيد نيكولاس كثيرا.... لذا.. ظننت أنك...معجبة به...
ابتسمت صوفيا بحزن وأجابت: أجل... لقد كنت كذلك بالفعل.... لكن عندما علمت بخطوبته... قررت الانسحاب في صمت خاصة... ان الزفاف قريب...
شعرت هيلين بالأسى بينما أضافت: ثم اقترح علي والداي أن ارتبط بالسيد فيتوريو... لقد كان ذلك مؤلما لي... لكن يجب ان اكون ممتنة له... خاصة أنه تقبّل فتاة مثلي...
لم تفهم هيلين قصدها فأضافت: صحتي ليست جيدة منذ طفولتي.... وانا أمرض كثيرا...
ربتت هيلين على كتفها بحنان وأجابت: أليست هذه علامة جيدة.... كما أن السيد فيتوريو شاب طيب ولطيف...  إن وقع في حبك ستكونين سعيدة بكل تأكيد...
تذكرت صوفيا شيئا وقالت: بالمناسبة لقد أخبرني السيد نيكولاس انك من أنقذتني....عند المسبح شكرا لك......
في اليوم التالي استيقظت هيلين مبكرة... وارتدت... سروالا أزرق قصيرا.... وبلوزة بيضاء ضيقة من جهة الصدر ثم تصير فضفاضة... إلى الخصر....
خرجت  لتستمتع بهواء الجبل المنعش....بعيدا عن كل ما يعكر صفوها.... هنا ستنسى والدها..... هو ليس موجودا في هذا المكان..... أخذت نفسا عميقا.... وسارت ناحية الغابة.... لتقوم بهوايتها المفضلة.... تسلق الأشجار.....
اختارت شجرة عالية..... وتسلقتها.... واستمتعت بالمنظر الذي تراه.... جالت بنظرها بعيدا.... لترى ديانا وويليام.... وقد بدا لها أنهما يتشاجران.... لكن فجأة ويليام قبل ديانا.... صدمت هيلين برؤية ذلك.... ديانا هي حبيبة نيكولاس ... كيف تسمح بحدوث أمر كهذا... كما أنها... تبدو منسجمة مع ويليام... شعرت هيلين بالسوء من أجل نيكولاس فديانا تخونه مع حبيبها السابق.... هذا فظيع .....
أشاحت ببصرها لترى نيكولاس قادما من بعيد.....
إن تابع طريقه.... فسيجد ويليام وديانا... وعندها لن ينتهي الامر على خير.... عليها ان تشغله بأي ثمن ....
نزلت بسرعة ليفاجأ برؤيتها.....وقفت في طريقه وقالت: صباح الخير يا سيدي....
استغرب ذلك.... فهي في العادة لا تبادر بالحديث إليه....بينما قال بسخرية: هيلاري.... تبدين نشيطة اليوم.......
يجب ألا يعلم نيكولاس شيئا...
استغرب صمتها فقال: ليس من اللائق أن تعترضي طريقي.... ثم ترفضي الحديث إلي....
شعرت بالتوتر..... بينما قالت:.... الأمر ليس كذلك.... أنا فقط شعرت بالوحدة....
لم يصدق كلامها وتساءل إن كانت تخفي شيئا عنه وقال: أنا سأتمشى.....
تمسكت بذراعه وهي تقول: لا....سيدي لا تذهب... أرجوك....
نظر إليها وقال: لماذا؟!
ترددت قبل أن تجيب: ابقى هنا ..... رجاء....
ودون أن تدرك دفعها ناحية شجرة كبيرة.... ووضع ذراعه يمنعها من الهرب وقال: هل تريدين رفقتي إلى هذه الدرجة؟!
شعرت بالتوتر من تصرفه وخفق قلبها بشدة بينما قالت: أجل....  أريدك أن تبقى معي...  ابتسم بسخرية بينما قال: لكن هذا لم يكن رأيك بالأمس....
شعرت بالضيق.... ياله من موقف غبي وضعت نفسها فيه.... لكن من جهة أخرى.... هي لا تريد له أن يرى خيانة ديانا له....
ترددت قليلا قبل أن تجيب: أنت سخرت مني أمام حبيبتك.... كيف تتوقع أن تكون.....
لم تكمل جملتها لأنه قبل شفتيها قبلة حارة..... حاولت إبعاده لكنها لم تفلح.....في حين أحاط خصرها بذراعه....  شعرت بالحرارة تغزو جسدها.... وقلبها يكاد يخرج من مكانه.... لاسيما ان قبلته العنيفة...  صارت قبلة حنونة عندما توقفت عن مقاومته.... استسلمت لقبلاته.... وهي تحاول إسكات ضميرها...الذي يناشدها بالابتعاد عنه...
إنها ليست المرة الاولى التي يلمسها فيها.... ومع ذلك.... شعور هذه المرة مختلف تماما....
بعد مدة طويلة ابتعد عنها قليلا وهو يقول: كوني ممتنة لأنني أستطيع التحكم بنفسي....
لم تصدق ما تسمع.... بينما غادر عائدا... إلى الفندق....
احتضنت نفسها بذراعيها...... وجلست على الأرض.... ما الذي يقصده.... بكلامه..... هل فقد مديرها عقله.... هو سيتزوج فتاة أخرى.... لماذا يتحرش بها كلما أتيحت له الفرصة إذا؟!.... تذكرت السبب الذي أوصلها لهذه الحال.... لا بأس... المهم أن نيكولاس لم يرى ذلك... عليها مواجهة ديانا وويليام بأنها رأتهما.... لكن عليها اولا أن تنسى ما حدث معها قبل لحظات... جسدها ما يزال يرتجف إلى الآن...
عادت إلى غرفتها وجلست وهي تستند إلى الباب...
تحسست شفتيها بأصابعها.... وشعرت بالحرارة تغزو وجهها.... كيف يمكن له أن يسبب لها كل هذا التوتر....  لقد حاولت دائما كبح نفسها أمامه والتصرف ببرود.... لكن منذ أن تخرجت تغيرت أمور كثيرة بينهما.....
اضطرابها.... منعها من الانتباه لتانيا التي كانت تراقبها بدهشة..... وشعرت بالفضول من حركة هيلين الأخيرة وقالت: هيلين..... هل قبلك أحدهم؟!
انتبهت هيلين لوجود صديقتها ... واحمر وجهها أكثر ولم تجب.... انفجرت تانيا ضاحكة وقالت: سأعتبر صمتك.... نعم....
ضربتها على كتفها برفق وقالت: هل يمكنني أن أحزر من هو....؟!
شعرت هيلين بالاحراج أكثر بينما أضافت تانيا: هل يمكن أن يكون المدير....؟!
صرخت هيلين قائلة: تانيا توقفي رجاء...
ثم اتجهت إلى غرفة الحمام وأغلقت عليها الباب....
ضحكت تانيا....لذلك.... ثم خرجت لتقابل دانييل الذي وعدها برحلة في سيارته.... في المنطقة الجبلية.....
استقلت سيارته... وهي تضحك وتقول: لن تصدق ما حدث..... لقد كنت محقا....
ركز نظره على الطريق وقال: ماذا تقصدين؟!
قصت عليه ما حدث..... فابتسم رغما عنه وقال: من الآن فصاعدا الأمور ستكون ممتعة.....

تناديه سيدي الجزء1حيث تعيش القصص. اكتشف الآن