جلس الجد وحفيده يتحدثان.... بعد أن خرجت هيلين
نظر نيكولاس إلى جده.... وهو يرى القلق على وجهه.... بينما تنهد ديون وقال: بني... هل الأمور بينكما أنت وديانا تسير على نحو جيد....
لم يفهم نيكولاس ما يحدث وأجاب: كل شيء يسير على نحو جيد.... أو هذا ما يبدو على الأقل...
علت مسحة من الحزن وجه الجد وهو يقول: نيكولاس... أنت قلت من قبل انك تحب فتاة أخرى ولست جادا بخصوص ديانا.... من هي تلك الفتاة... ولماذا لم تقدمها إلي منذ البداية....؟!
لم يعلم نيكولاس ما يقول... فهو نفسه... لا يعلم إن كان يحب هيلين....أم أنها مجرد نزوة عابرة.... لاسيما أن كلام ألبرت بقي عالقا في ذهنه....هو لا يريد أن يخسرها....
صمت للحظات ثم أجاب: لا أستطيع إخبارك بشيء الآن.....أنا آسف...
شعر ديون بالذنب اتجاه حفيده.... فبسبب غضبه... هاهو يكرر الخطأ نفسه الذي ارتكبه في الماضي... لكن نيكولاس مخطئ أيضا.... هو لا يخبره بما هو ضروري... واستغل مشاعر ديانا اتجاهه....
في ذلك المساء....عادت فاليريا إلى منزل عائلتها..... لتسمع فيتوريو يتحدث إلى جدها قائلا: هيلين... مختلفة يا جدي صدقني... هي ليست كوالدها....
رمقه جورج بغضب ورد عليه: هذا مستحيل... أنا يستحيل ان اعترف بتلك الفتاة حفيدة لي... وسأحرص على ان يطردها ديون من شركته في أقرب وقت....
اتسعت عينا فاليريا بعد سماع ذلك بينما أضاف الجد: لا أريد لفلورنسا وابنتها ان يدخلا حياتنا أبدا يكفي ما حل بنا من وراءها....
استوعبت ذلك بصعوبة... إذا هيلين... هي قريبتها.... ابنة عمتها فلورنسا..... وجدها لم يعترف بها.... ابتسمت بمكر... الأمور الآن صارت ممتعة... هناك سبب قوي يدفعها للبقاء.... ستحرص على إذلال هيلين... هذا يمنحها شعورا بالراحة... وبذلك... ستنسى قليلا ما تسبب به نيكولاس من ألم لها....
وبعيدا في شقة ديانا كانت تجلس مع والدتها.... التي بدت حزينة وهي تقول: ابنتي... بعد شهرين ستتزوجين من نيكولاس... وستعيشين بعيدا عني... كيف سأتصرف... وكيف سنتدبر أنا وألان....أمورنا.... هو ما يزال طفلا صغيرا....وقد لا استطيع العناية به بمفردي...
تنهدت ديانا بعمق ثم ردت مطمئنة والدتها: لقد فكرت في طريقة لحل هذه المشكلة يا أمي... لا تقلقي رجاء... سنعيش معا بكل تأكيد... فقط إنها مسألة وقت.....
لم تقتنع والدتها بكلامها لكنها فضلت التزام الصمت...
---------------------------------------
دخل نيكولاس شقته في وقت متأخر كعادته....شغل جهاز الفونوغراف... وجلس على الأريكة.... وهو يفكر... في كل ما حدث معه مؤخرا......
الوقت يمر وموعد الزفاف يقترب شيئا فشيئا.....وهو يحاول إيجاد عذر جيد.... لإلغاء الأمر برمته.... لكن ما حدث مع جده آخر مرة.... وأيضا إنه يشعر بالأسى على ديانا.... فهي تحبه بصدق....وقد فعلت الكثير من أجله... لكن....في كل مرة يحاول فيها الابتعاد.... يجد نفسه... يتعلق بهيلين... اكثر فأكثر..... هو لا يعلم ما شعوره اتجاهها تحديدا... لكن ماهو متأكد منه هو أنها تشغل تفكيره طوال الوقت.....ربما لأنها تستمر في صده... وهي صعبة المنال.... تنهد بضيق ... إنه مشوش تماما وهو للمرة الأولى يقف عاجزا لا يعلم ما عليه فعله....
مر ذلك الأسبوع سريعا وحل يوم الأحد....ارتدت هيلين أجمل ثيابها وذهبت إلى منزل والدتها.... لحضور حفل الاستقبال الذي أقامه زوج والدتها....
دخلت غرفة الاستقبال.... وحياها كارلوس زوج والدتها بابتسامة... وأسرعت فلورنسا إليها وهي تقول: لقد تأخرت بعض الشيء وخشيت أنك لن تأتي يا هيلين...
استغربت كلام والدتها... لكنها لم ترد التدقيق في الأمر بينما أضافت: جميع الحضور من الاشخاص المهمين... عزيزتي... عليك ترك انطباع جيد لديهم... ابتسمي... وتصرفي بلباقة...
انزعجت هيلين من تلك الملاحظة... فهي ليست بحاجة لمن يخبرها بطريقة التصرف الصحيحة...
حاولت المحافظة على هدوئها...... وانزوت قليلا... لتشرب عصيرا باردا... يخفف من انفعالها....
عندما تقدم منها زوج والدتها ومعه رجل شاب..... تأملته هيلين... ربما هو في عمر نيكولاس... او ربما أكبر قليلا.... لكنه رجل وسيم... ويبدو هادئا بطريقة ما...
ابتسم لها بينما قال كارلوس: عزيزتي هيلين.... اعرفك صديقي السيد لوسيانو بيرتي... إنه مدير مجلس الإدارة لمجموعة بيرتي التجارية.... مد يده لها فصافحته... بينما أضاف كارلوس: هذه الشابة الجميلة هي هيلين... ابنة زوجتي.... إنها فتاة ذكية رغم صغر سنها... لذلك عينها السيد نيكولاس فيسكونتي مساعدة له...
دهش لوسيانو بسماع ذلك... وقال: هل هذا معقول.... أنت مساعدة مدير شركة روايال....
شعرت بشيء من التوتر.... وأجابت: أجل أنا كذلك.... السيد نيكولاس كان كريما جدا... ليعين مبتدئة مثلي مساعدة له...
انسحب كارلوس ليتركهما يتحدثان.... بينما ابتسمت فلورنسا... وهي ترى خطتها بدأت بالنجاح.....
وقف زوجها جوارها والقلق باد على وجهه بينما قال: عزيزتي... هل أنتِ واثقة مما تفعلينه... هيلين ستغضب بالتأكيد إذا ما اكتشفت الأمر...
انزعجت لسماع كلامه واجابت: كارلوس... إنها الطريقة الوحيدة..... لننقذ أنفسنا....
تنهد بضيق ورد قائلا: لكن... هيلين فتاة طيبة... ولو شرحنا لها الوضع ربما ستتفهم وتساعدنا من تلقاء نفسها.... بدلا من خداعها بهذه الطريقة...
اكتفت من سماع كلامه وقالت: لو كنت أعلم أنها ستوافق....لما... تكبدت عناء التخطيط لكل ذلك... إنها تكرهني في الواقع... ولن تقبل مساعدتنا أبدا...
تحدثت هيلين مع السيد لوسيانو في مواضيع مختلفة..... أهمها العمل... فهو كان يسألها كثيرا عن نيكولاس.... ربما لأنه في الواقع يعتبره منافسا... او ربما يغار منه...بحكم أنهما من نفس الجيل.... التزمت الحذر... فهي تعلمت درسا مهما من حادثة أمسية التخرج.... وعندما قررت المغادرة... عرض عليها لوسيانو ان يوصلها.... أرادت ان ترفض لكن والدتها رحبت بالفكرة... ورافقته هيلين مجبرة....
ركبت بجانبه في المقعد الخلفي لسيارته... ثم أمر السائق أن ينطلق.. على الفور....
شعرت هيلين بعدم الراحة بينما قال: إذا.... هل تواعدين أحدا يا آنسة هيلين؟!
انزعجت من هذا السؤال الشخصي... وبدأت أفكار مزعجة... تدور في رأسها..... بينما أجابت: لا... ليس فعلا.... ولا نية لي لمواعدة أحد....
ابتسم رغما عنه ورد عليها: ليس عليك أن تكوني متشددة جدا.... خاصة أنك تعملين مع نيكولاس فيسكونتي .... ولديك فكرة واضحة عن حياة رجال الأعمال....
لم تفهم قصده.... بينما أضاف: أعترف أنك فتاة جميلة فعلا....كوني صادقة ألست على علاقة سرية برئيسك؟!
انزعجت هيلين من وقاحته وقالت: أوقف السيارة حالا .... سوف أنزل....
لم يهتم لكلامها وقال: انا انتظر جوابا على سؤالي أيتها الجميلة...
قال ذلك وهو يقرب يده من وجنتها.... فانتفضت.... مبتعدة عنه... وهي تشعر بالخوف....ما بال هذا الرجل المجنون....
انفجر ضاحكا من ردة فعلها وتابع: يالك من فتاة مسلية.... أنت تعلمين سبب تواجدنا معا الآن....أليس كذلك؟!
شعرت بالحيرة والخوف بينما أجابت: أنا لا أعلم.... لما لا تخبرني...؟!
نظر إليها بتسلية وقال وهو يشعل سيجارة: انا لست متأكدا...هل أنت ممثلة بارعة.... أم أنك تجهلين بالفعل... لكن لا مانع لدي من إخبارك....زوج والدتك يمر بأزمة مالية... خاصة بعد تغيبه عن العمل لفترة طويلة.... وقد طلب مني أن أساعده.... وأنا لا أقدم شيئا دون مقابل...
استوعبت كلامه ببطء... وهي تتذكر تغير تصرفات والدتها معها في الأيام الأخيرة....لم يكن ذلك لانها نادمة... بل لأنها... كانت تريد استغلال هيلين... لإنقاذ أعمال زوجها....
نظرت له بينما تابع وابتسامة حقيرة على وجهه: في البداية.... عندما رأيت صورتك....خطر لي أن أتخذك عشيقة لي.... لكن بعد أن علمت أنك مساعدة نيكولاس... غيرت رأيك وأريدك ان تقدمي لي معلومات عن الشركة مقابل أن أساعد والدتك وزوجها......
عقدت الصدمة لسانها بيننا ناولها بطاقة عليها عنوانه ورقم هاتفه ثم توقف أمام المبنى الذي تقيم فيه وهو يقول: أعلم أنك فتاة عاقلة وأنك ستوافقين... لا تجعليني أنتظر كثيرا....
نزلت من السيارة... بينما ابتسم بخبث... وانطلقت السيارة....
وماهي إلا لحظات حتى شعرت بأنها تغلي من الداخل... إنه شعور قوي بالمرارة.... لم يسبق لها أن شعرت به.... حتى عندما هددها والدها بقتلها.... انتابها مزيج من الحزن والحسرة والغضب.... أمها من اجل ان تنقذ أعمال زوجها... قررت بيع ابنتها ببساطة... تلك المرأة المتوحشة.... الآن لم تعد هيلين تستغرب كيف أحبت والدتها غوستاف فهما وجهان لعملة واحدة....
تلك المرأة لا تستحق أن يطلق عليها كلمة أم.....إنها اي شيء غير ذلك....
أخذت نفسا عميقا وهي تشعر بكره شديد....ثم أخذت البطاقة واتصلت برقم لوسيانو فورا... أجابها وهو يضحك: كنت أعلم أنك ستوافقين لكن لم أتوقع ان يكون الأمر بهذه السرعة....
قاطعته قائلة بلهجة حاسمة: أريد ان تعلم شيئا واحدا... لا نية لي في ان أكون عشيقتك... وأفضل الموت تلى خيانة نيكولاس.... لست في حاجة لمالك... يمكنني تدبر الأمر بنفسي... وأتمنى ألا أراك مجددا....
ثم أغلقت الخط مباشرة..... غضب كثيرا من جرأتها وتوعد لها...
في حين سارت باتجاه مدخل البناية... ولم تنتبه إلى فيتوريو الذي كان يرمقها بنظرات غريبة... ثم ناداها... التفتت وصدمت برؤيته وقالت: ما الذي أتى بك إلى هنا.... غادر فورا....
تقدم منها وهو يسأل: من ذلك الرجل الذي اوصلك؟!
انزعجت من أسلوبه وأجابت بغضب: هذا ليس من شأنك....
حاول أن يهدأ... بعد أن لاحظ غضبها الشديد وقال: حسنا لقد دخلت الحديث من الباب الخطأ.... آسف...
حاولت تمالك نفسها وردت: السيد جورج سيغضب إن رآك هنا.... غادر رجاء....
نظر إليها وأجاب: في الواقع... هذا سبب قدومي... أنا أعلم أننا أقرباء.... وكل شيء...
شعرت هيلين بالحزن لسماع ذلك بينما تابع: رجاء...هل يمكننا الحديث بهدوء... لا أريد أن نتحدث هنا....
تنهدت بعمق ودعته إلى شقتها....
أعدت له القهوة بينما جلس يتأمل المكان... وقال: لم أتوقع أنك تعيشين في مكان بسيط كهذا...
كانت منفعلة.... وفضلت عدم الاجابة على كلامه.... فأضاف: لم أقصد الاساءة.... من المحزن أن الظروف جعلت جدي يتبرأ منك ومن والدتك.... لكن صدقيني... أنا لست موافقا على ذلك.... وسأبذل جهدي لإقناعه بالتراجع عن قراره....
تفهمت موقفه...وقدمت له القهوة وهي تقول: أشكر لك... ما تفعله... لكنني سعيدة كما أنا الآن... لا أريد ان يعترف بي جدك... ولست بحاجة لاعترافه أساسا... هل تفهمني؟!
نظر مباشرة في عينيها....وقال: هل تقولين... أنك لا تريدين... العيش برخاء... في منزل عائلتنا الكبير.... أعتذر... لكن أنا لا أصدق ذلك!!
لم تفهم كلامه وردت: سواء صدقت بالنسبة لي الأمر سيان.....
هب واقفا وقال بغضب: هل أفهم من هذا أنك تملكين... شخصا ثريا...يجعلك تغضين النظر عن عائلتنا وثروتها... هل هو الشخص الذي أوصلك قبل قليل...؟!
اكتفت من إهانته لها وقالت بغضب: كيف تجرأ على إهانتي في بيتي يا فيتوريو.... غادر على الفور...
لم يتحمل صدها له فجذبها من ذراعها بقوة وهو يقول: لن أغادر...حتى تخبريني.. هل هو أكثر ثراء مني... هل يدفع كثيرا مقابل خدماتك له....
لم تستطع سماع المزيد.... فصفعته بقوة وصرخت مشيرة إلى الباب: تبا لك....ولعائلتك... ولكل ما يتعلق بك... اخرج من منزلي فورا.....
رمقها بنظرات لم تفهمها ثم خرج بسرعة وهو يغلي من الغضب....
أغلقت الباب.... وهي تتوعد لوالدتها وزوجها.... بمجرد حلول الصباح....ستتحدث إليهما... وتخبرهما أنها لا تريد رؤيتهما بعد الآن...
أخذت حماما ساخنا وحاولت الاسترخاء ونسيان ما حدث معها اليوم...... وعندما كانت على وشك.... الاستلقاء على سريرها.... رن هاتفها فجأة....
وانزعجت لرؤية رقم فيتوريو.... ماذا يريد منها... ألم يكفه ما وجهه لها من إهانات....
أجابت عليه وهي تفكر... في شتمه هذه المرة... وقالت بغضب: ماذا تريد يا فيتوريو؟
لكن صوتا غريبا تحدث إليها قائلا: عذرا.... صاحب هذا الهاتف تعرض لحادث.... وأنت آخر رقم اتصل به لذا...
استوعبت كلامه ببطء وسألت بقلق: هل أصابه مكروه هل.....هو بخير؟!
فأخبرها أنه نقل إلى المستشفى ... أخذت العنوان منه وأسرعت بالذهاب إلى هناك... وهي تلوم نفسها... لقد كان غاضبا... عندما ترك شقتها..... ربما لهذا السبب تعرض للحادث... إن أصابه مكروه بسببها... فإن جدها لن يسامحها.... وهذا يعني المزيد من المتاعب...
فور وصولها سألت عن حالته... فأخبرها الطبيب أنه كان حادثا بسيطا.... وهو الآن نائم بفعل مسكن الألم...
تنهدت بحزن وهي تلقي نظرة على فيتوريو من بعيد... إنه يبدو بخير... باستقناء الضمادة التي على رأسه...
شعرت بالارتياح.. وجلست على أحد المقاعد في الخارج.... يجب أن تخبر عائلته بما حدث... لكن إن رآها جورج هنا.... فسيحملها النسؤولية بالتأكيد... فكرت للحظة... ثم خطر ببالها نيكولاس.... إنه الوحيد الذي يمكن...أن يساعدها... اتصلت به على الفور.... وبعد نصف ساعة كان هناك....
بدا عليه القلق وهو يقول: عندما أخبرتني أنك في المستشفى... قلقت كثيرا... هيلين.. ما الذي يحدث..؟!
تنهدت بعمق وأجابت: لست أنا بل إنه فيتوريو.... لقد تعرض لحادث بعد أن زارني لذلك...
انزعج نيكولاس لسماع ذلك... فأضافت موضحة: سيدي... لا تسئ الفهم رجاء... الأمر ليس كما تعتقده... لأن فيتوريو... في الحقيقة قريبي... وهو بمثابة أخ لي...
لم يستوعب كلامها فقال: أنتما قريبان؟!
تنهدت بعمق وأجابت: أجل.... أنا حفيدة.... جورج ديلا فيرا... ابنة فلورنسا....
استغرب سماع ذلك... فهو خلال هذه السنوات لم يعلم شيئا عن الموضوع.....وشرحت له هيلين باختصار: ربما انت تعلم أن السيد جورج تبرأ من ابنته... وبالتالي هو لا يعترف بي... وأنا نفسي لم أعلم شيئا حتى حفل خطوبتك....لذا....
أخذ نفسا عميقا ورد قائلا: هذا يفسر الكثير.... لماذا جعلك جدي... مقربة من عائلتنا ويحبك كثيرا....
لم تفهم كلامه بينما غير الموضوع قائلا: لماذا اتصلت بي ولم تتصلي بعائلته.... ؟!
ترددت قليلا قبل أن تجيب: في الواقع....هناك سببين الأول... هو أنني سأقع في متاعب كثيرة... إن علم جورج بذلك..... سأقع في مشكلة...فهو حذرني من الاقتراب من عائلته.... ثانيا.... والأهم.... نيكولاس أعتقد أنها فرصة جيدة لتتصالحا... فيتوريو شخص طيب وصديق رائع أنا أؤمن بذلك...
تغيرت ملامحه وابتسم بسخرية وأجاب: أنتِ تفعلين الكثير من أجله...
هزت رأسها نفيا وردت عليه: لا ليس من أجله... بل ما أفعله هو من أجلك أنت يا نيكولاس...
لم يفهم كلامها بينما أضافت: كم عدد الأشخاص الذين تثق بهم وتعتبرهم أصدقاء لك؟!
لم يجب فتابعت: ربما ألبرت صديقك المقرب... وعلاقتك بدانييل تحسنت كثيرا مؤخرا.... لكن... أريدك أن تحصل على المزيد من الأشخاص... لا أحب رؤيتك وحيدا....خاصة أن فيتوريو... لم يخنك في الحقيقة... بل قال ذلك... ليجعلك تنسى أمر نيكيتا وتستعيد نفسك....
حدق في عينيها مباشرة... في أعماقه إنه يدرك انها محقة في كل ما قالته....تنهد بعمق ثم خطر له شيء وسألها: أنتِ لم تتحدثي عن نفسك....ألا تعتبرين نفسك من الأشخاص المقربين مني؟!...أو لأكون أكثر وضوحا... هيلين... ماذا أكون بالنسبة لك؟!
لامستها كلماتها في أعماقها... وتمنت لو ترتمي في أحضانه وتخبره بكل ما يختلجها من مشاعر.... لكن... ذلك قد يشكل خطرا عليه... فوالدها الطماع لن يتركه وشأنه.....
تطلع لجوابها.... بينما تجنبت النظر إليه وأجابت مترددة: بالنسبة لي... أنت مديري في العمل... وأنا واثقة أنك لا تعتبرني شيئا بالنسبة لك أيضا....
شعر بخيبة أمل من جوابها.... وهي نفسها شعرت بحزن عميق.... ولم تستطع النظر في عينيه....
وسمعته يهمس: معك حق ... على الأقل صارت علاقتنا واضحة الآن...
قال ذلك...ثم دخل إلى غرفة فيتوريو ... تاركا إياها وحيدة... قاومت دموعها....وأسرعت بترك المكان....
إنها أضعف من أن تتحمل كل المعاناة التي تمر بها....
في اليوم التالي.... استيقظ فيتوريو... واستغرب وجود نيكولاس جالسا بجانبه.... وقال: ما الذي أتى بك... ؟!
كان نيكولاس مرهقا... من كثرة التفكير وأجاب باختصار: لقد أتيت لنتصالح.... بعد أن علمت ما فعلته من أجلي.... لقد كذبت... لأعود إلى رشدي أقدر لك ذلك...
لم يصدق ما يسمع... فهو أكثر من يعلم مقدار عناد نيكولاس وكبرياءه.... ابتسم بحزن ورد: يسرني سماع ذلك....
قاطعه نيكولاس قائلا: لا تقل شيئا.... سنتحدث مطولا بعد أن تتحسن...
وأثناء ذلك... دخل الجد جورج وفاليريا.... الغرفة والقلق واضح على وجهيهما.....
القى نيكولاس التحية....ثم انسحب بهدوء ... هو ما يزال غير قادر على تقبل كلام هيلين.... لقد سببت له صدمة كبيرة....
اتصل بالشركة وطلب منهم إبلاغها بإلغاء كل مواعيده
إنه متعب جسديا ومعنويا...
شعرت هيلين بالارتياح لمعرفة أنها لن تعمل اليوم فهي متعبة جدا....والأهم من ذلك... هي ليست مستعدة لرؤيته بعد حديث ليلة أمس....
تذكرت ما تسببت به والدتها من مشاكل ونهضت فورا من سريرها... ستحاسبها اليوم على ما فعلته.... حتى غوستاف الوغد لم يفعل تصرفا شنيعا مثلها....
استقبلتها فلورنسا بابتسامة وهي تقول: كيف جرت الأمور بينكما أنت والسيد لوسيانو... هل سهرتما سوية؟!
رمقتها هيلين بكره وقالت: تصرفك كان قمة في الحقارة.... أي نوع من الأشخاص أنتِ وزوجك؟!
انزعجت فلورنسا بينما صرخت هيلين: أنت لا تختلفين عن غوستاف.... أنت أسوأ منه... هل تفعلين أي شيء من أجل إنقاذ أعمال زوجك... الا تمانعين بيعي... لرجل وغد مثل لوسيانو....
انتفضت فلورنسا غاضبة وقالت: كيف تجرؤين على قول ذلك.... هل هذا جزائي لأنني فكرت في مصلحتك... وأردت ترتيب زيجة محترمة لك... نستفيد منها جميعا؟!
أطلقت هيلين ضحكة ساخرة وأجابت: زواج؟! عن أي زواج تتحدثين.... أنت تقصدين أنه يريدني عشيقة له... أليس كذلك؟!
تغيرت ملامح فلورنسا... ولم تمنحها هيلين فرصة للكلام وقالت: لا أريد رؤيتك بعد الآن....ولن تربطني بك اي علاقة.... سواء أنتِ أو عائلتك اتسمعين...
همت هيلين بالمغادرة...وصدمت برؤية أخيها اندي يبكي.... يبدو أنه استمع إلى حديثهما....
امتقع وجه فلورنسا وهي تقول: صغيري أندي الأمر ليس كما تظن... انت اصغر من أن تفهم ما يحدث...
نظر إلى هيلين بحزن وقال: هل حقا... سوف تقطعين علاقتك بنا يا هيلين؟!
سعرت هيلين بحزن عميق... إنها تحب أندي كثيرا....
ولا ذنب له في تصرفات والديه الشنيعة....
تنهدت بضيق وأجابته: أنا لم أقصدك بكلامي يا عزيزي... أنت تعلم أنني أحبك....
أصغت فلورنسا إلى كلامها... هيلين هي الحل الوحيد امامها... ربما عليها استغلال حبها لأندي...
اقتربت فلورنسا من ابنها وقالت: إذا كنت تحبين أندي حقا... فأنت ستوافقين... على طلب السيد لوسيانو.... نحن سنفلس إن لم تفعلي... هل هذا ما تريدينه؟! أن يتأذى أندي بسبب كرهك لنا؟!
شعرت هيلين بالأسى على أخيها الصغير.... لكن من جهة أخرى هي لن تضحي بنفسها في سبيل سعادة غيرها... خاصة والدتها التي لم تجني منها شيئا....
تنهدت بعمق وأجابت: لست مستعدة لاوافق على طلب لوسيانو.....
ثم خرجت مسرعة وهي تفكر في طريقة أخرى لمساعدتهم.... ليس من أجلهما بل من أجل أندي....
أنت تقرأ
تناديه سيدي الجزء1
Romanceهي... عالقة في دوامة....مع ديون والدها ... هو مدير لشركة كبيرة... تتسابق النساء للفوز به... ترى كيف ستتصرف هيلين مع مديرها نيكولاس.... هل ستتمكن من إخفاء أسرارها.... وهل سيتمكن نيكولاس من إذابة جليد قلبها.... الجزء الأول الجزء الثاني من الرواية (...