مر الأسبوع التالي..... بسرعة....وصارت هيلين.... كالجماد الذي لا روح فيه..... مع أنها كانت تشعر انها ستنجو من هذا كما نجت في المرات السابقة.... لكن... للأسف الوحيد الذي كان ينقذها هو نيكولاس.... لكنه الآن غير موجود....
حتى دموعها جفت..... لقد بكت كثيرا... خلال الفترة الماضية.... والآن... إنها تشعر كما لو ان روحها غادرت جسدها...... نظرت إلى الفستان الذي ارسله لوسيانو لها لتحضر الأمسية.... وشعرت برغبة جامحة في تمزيقه.... لكنها كانت ضعيفة لتفعل ذلك.... فهي لم تأكل منذ وقت طويل... وبالكاد تملك القوة لتحريك جسدها....
خلال الفترة الماضية.... فكرت في الكثير من طرق الانتحار.... لكنها لم تقوى على ذلك..... إنها بالكاد بلغت الرابعة والعشرين من عمرها.... ولم تحظى سوى بقدر قليل جدا من السعادة.. طول حياتها... هذا ليس عدلا... لقد ظلمها والدها... والجميع.... هي لا ذنب لها... في كل ما يحدث... لماذا عليها ان تدفع ثمن أخطاء الآخرين... وهي التي لم تخطئ في حق أحد يوما.... لماذا الطريقة الوحيدة أمامها لترتاح هي الموت.....
في ذلك الصباح.... كان نيكولاس في مكتبه رفقة ألبرت.... عندما وصلته بطاقة دعوة.... من لوسيانو....
شعر بالضيق.... فهو يكره ذلك الرجل... وكان على وشك أن يمزق الدعوة عندما... رن هاتفه... وانزعج لسماع صوت لوسيانو يقول: سأكون حزينا إن لم تحضر حفلة الليلة....
كان نيكولاس على وشك شتمه.... عندما أضاف: ستفوت على نفسك.... رؤية فتاتك في ابهى حلة....
لم يصدق نيكولاس ما يسمع.... وقال: أي فتاة تقصد؟!
أطلق لوسيانو ضحكة مستفزة وقال: تلك الجميلة المحتشمة.... التي منعتني من الحصول عليها في السابق.... هيلين...
كان يغلي من الغضب وهو يسمع كلامه ورد عليه: إذا كنت تحاول إثارة أعصابي..... فلن تنجح... لأنني لم أعد مهتما بتلك الفتاة...
قاطعه قائلا: ألم تتساءل عن السبب الذي دفعها لتركك عموما.... ستكون هناك مفاجأة في انتظارك وداعا....
قال ذلك وأغلق الخط في وجهه.... شعر نيكولاس بالغضب أكثر... بينما هدأه ألبرت... وهو يقول: نيكولاس... اهدأ...الفتاة التي تحدثت عنها هل هي هيلين؟!
غضب أكثر لسماع اسمها وقال: ذلك الوغد لوسيانو... يريد العبث معي على ما يبدو...لن أذهب... لن أمنحه ما يريد....
تنهد ألبرت وقال: من يدري... ربما يحدث شيء جيد... عليك الذهاب لن تخسر شيئا ويمكنني مرافقتك إذا أردت....
حاول نيكولاس الاسترخاء.... عندما فتح باب مكتبه... ودخل والده فجأة.... ازداد غضب نيكولاس... فهذا آخر شخص قد يرغب برؤيته.... بينما نظر والده هوارد إليه بسخرية وقال: لا ارى مساعدتك.... الصغيرة هنا اليوم.... هل يعقل انك طردتها بعد أن مللت منها...؟!
رمقه نيكولاس بنظرات غير مفهومة... بينما قال والده: لقد أتيت...لأطلب منك... توقيع اوراق متعلقة بالفندق... بما أن أملاك الأسرة.... مسجلة على اسمك....
أخذ منه نيكولاس الاوراق... وشيء ما يدور في رأسه.... إنها اوراق ملكية....والده ينوي الدخول في شراكة.... مع شخص معين.... وهذا الشخص هو لوسيانو بيرتي؟!
نظر إلى والده بشك وقال: منذ متى وأنت تتعامل مع هذا الرجل؟!
شعر هوارد بالضيق وأجاب: لما لا توقع فحسب...
تفحص الاوراق جيدا وقال: انسى الموضوع.... أنت تريد الدخول في شراكة مع لوسيانو.... وهذا يخالف أوامر جدي.... أملاك الأسرة يجب أن تبقى ضمنها.... ولايسمح بدخول غرباء...
رمقه بغضب وقال: لقد عرض عليّ صفقة جيدة... لتوسيع نشاط الفندق وهو سيمول كل شيء....
قاطعه نيكولاس قائلا: مستحيل انا ارفض.... الفندق ملك لي....ولن أسمح لرجل مخادع مثله ان يكون شريكا لي....
اشتعل هوارد غضبا وأخذ الأوراق من نيكولاس وهو يقول: ستندم يا نيكولاس أعدك بذلك....
قال ذلك... ثم خرج بعصبية....
نظر ألبرت إلى صديقه وقال: لم ارد التدخل في أموركم العائلية.... لكنك لم تمانع الدخول في شراكة معي وجدك لم يمانع ايضا.... افهم أنك تكره لوسيانو.... لكن...التجارة وإدارة الأعمال.... لا علاقة لها بالخلافات الشخصية وأنت تدرك ذلك...
التفت نيكولاس إلى صديقه وأجاب: لا يا البرت... ذلك الوغد يخطط لشيء ما... ولا استطيع ان أثق بوالدي أيضا.... كما ان فندق بارك بلازا... الذي يديره والدي... ليس مجرد فندق بالنسبة لجدي ...
استغرب ألبرت سماع ذلك بينما اضاف صديقه: إنه أول فندق أسسناه ضمن سلسلة فنادقنا.... وله تاريخ حافل...كدنا نخسره في اوقات كثيرة.... لكن جدي بذل جهده للحفاظ عليه.... لقد كانت انطلاقة عائلتنا من ذلك الفندق يا ألبرت...
تفهم البرت موقفه وقال: حسنا بما أنك قلت ذلك ... اقدر موقفك يا صديقي.... إذا كان لوسيانو يخطط لشيء.... ستفهم كل شيء إذا ذهبت إلى امسية اليوم....
تنهد نيكولاس وهو يأخذ بطاقة الدعوة.... وعلم أن مكان.....إقامة الأمسية هو فندق عائلته....
ازداد غضبا..... قلبه يحدثه أن شيئا سيئا سيحدث... بما ان لوسيانو.... ذكر اسم هيلين... وهاهو الآن... يريد الفندق أيضا....
حل المساء سريعا.... وأصر البرت على مرافقة نيكولاس إلى تلك الأمسية.....
وقد كان هوارد والد نيكولاس هناك... تبادلا نظرات غاضبة.... بينما أمسك ألبرت كتف صديقه وقال: اهدأ... يجب ان تحافظ على هدوئك في مثل هذا الوقت...
تنهد نيكولاس وقال: لن أخسر أمام ذلك الرجل.... مهما حدث يا ألبرت...
كان هناك الكثير من معارف نيكولاس وألبرت في الحفل.... واضطرا للتحدث إلى كثير من الأشخاص...
بينما كان ذهن نيكولاس مشغولا... ما الذي قصده لوسيانو بأنه سيرى هيلين في أبهى حلة الليلة....
أخذ نفسا عميقا.... بينما التفت الجميع عند دخول لوسيانو ورفيقته....
نظر ألبرت اولا.... ولم يصدق ان الفتاة التي مع لوسيانو.....هي هيلين.... اتسعت عينا نيكولاس من الصدمة... وهو يراها... رفقة ذلك الرجل الذي يكرهه... وهو يحيط خصرها... كما لو كانت حبيبته.... خاصة وانها ترتدي فستانا أحمر مثيرا....التفت إليه البرت مترقبا ردة فعله.... صمت للحظات... وأظلم وجهه.... ولمح نظرة غريبة في عينيه.....ثم ابتسم ابتسامة باردة وقال: إذا.... هذا ما قصده....بالمفاجأة....
كانت هيلين كالمخذرة تماما.... وهي تساق إلى مصيرها المحتوم.... مع أنها حسمت قرارها بالأمس..... لكن تواجدها هنا الآن.... يجعلها تختنق... هي بالكاد...ترى ما يحدث حولها.... انها تسمع أصوات بعيدة.... لكن لا تميز شيئا... كل ما ببالها الآن.... هو أنها قريبا... ستتخلص من هذه الحياة البائسة....
ابتسم لوسيانو بخبث وهو يرى... نيكولاس... ينظر إليهما... فاتجه ناحيته رفقة هيلين.... حدق ألبرت في هيلين وهو يشعر بشيء غريب حيالها... وجهها شاحب وعيناها قاتمتان....تعكسان فراغا وجمودا... كمن لا روح فيه.... ترى ما الذي حدث معها... وكيف انتهى بها الامر رفقة لوسيانو... سرق نظرة إلى صديقه الذي بدا كأنه يحترق من الداخل... رغم مظهره البارد والهادئ....
نيكولاس يبدو كقنبلة ستنفجر في أية لحظة.... هناك الكثير من الأشخاص هنا....وأصغر خطإ منه... سيلوث اسمه إلى الأبد....
نظر لوسيانو إلى نيكولاس ومد يده له وهو يقول بابتسامة ساخرة: أهلا بك يا سيد فيسكونتي... كنت واثقا انك ستأتي....
بادله نيكولاس الابتسامة الساخرة نفسها وأجاب وهو يصافحه: لقد كنت متشوقا... لمفاجأتك... لكن للأسف لم تكن في المستوى المطلوب لتدهشني..
استفز كلامه لوسيانو..... ورغب بتنفيذ ما يدور في رأسه.... سيجعل نيكولاس يندم على العبث معه.....
استفاقت هيلين من غيبوبتها... وهي تسمع صوت نيكولاس....واتسعت عيناها بصدمة..... وهي ترى نيكولاس وألبرت واقفين أمامها...... ألبرت بنظرته القلقة... ونيكولاس.... الذي رمقها باحتقار شديد....
بينما لوى لوسيانو شفتيه بابتسامة خبيثة وقال: هل افهم من كلامك يا سيد فيسكونتي..... أنك لست مهتما لوجود فتاتك بجانبي...
شعرت هيلين بالمهانة بينما أضاف لوسيانو: النساء يذهبن للذي يدفع أكثر... أنت تعلم....
أحنت هيلين رأسها.... وشعور بالذل والعار يقتلها... والأسوأ من ذلك... نظرة الكره والاشمئزاز التي على وجه نيكولاس....
تمنت لو أنها تختفي من امامه.... او تهرب بعيدا.... لكن للاسف لا يمكنها ذلك.... لقد علم كل شيء... وهو يحتقرها الآن....
بينما جذبها لوسيانو إليه وقال: هل كلامي خاطئ يا حبيبتي..؟!
شعرت هيلين بالاشمئزاز منه وهي تجيب: لست مخطئا....
شعر بالتسلية... بينما قال نيكولاس محدثا هيلين رغبة منه في الاساءة إليها وإلى لوسيانو: مع أنكِ رفضتِ لوسيانو رغم المبلغ الذي عرضه عليكِ.... وأكدتِ انك تفضلين النوم معي بدلا منه...
ابتسمت هيلين بمرارة...لقد كانت جادة حينها.... فهي لم تكن يوما.... لتضحي بحبها من أجل المال....
لكن والدها الوغد....القى بها في هذه الهاوية.... وهرب إلى اسبانيا.....
تحجرت الدموع في عينيها.... بينما أضاف نيكولاس: يبدو أنكِ لا تبحثين عن رجل ولا عن المال... أنت فقط امرأة رخيصة...
تقبلت كلماته برحابة صدر... وأفلتت دمعة وهو يقول محدثا لوسيانو: يفترض ان اكون ممتنا لك لأنك جعلتني... أدرك حقيقة هذه المرأة....
لم يفهم لوسيانو ردة فعله..... لقد توقع ان يغضب ويحاول استعادتها منه.... لكن نيكولاس لم يفعل... بل أظهر عدم اهتمامه بالموضوع.... هل يعقل أنه أخطأ في حساباته.... نظر إلى هوارد الذي انضم إليهم وقال محدثا ابنه ولوسيانو: بما انكما هنا.... لما لا نتحدث عن أمور أكثر أهمية.....
لم يفهم البرت ما يحدث.... ونظر إلى هيلين التي كانت تحدق في نيكولاس..... هيلين التي يعرفها... كانت لتحني رأسها ولا تقوى على مواجهة نيكولاس... لكن حتى بعد الاهانات التي وجهها لها نيكولاس...
نظر هوارد إلى لوسيانو وقال: لنناقش الأمر في مكان هادئ...... سأرسل رفيقتك إلى جناح خاص.... ريثما تنهي عملك وتنضم إليها...
لم تتغير النظرة الباردة على وجه نيكولاس... ثم نظر إلى هيلين التي حدقت فيه... دون ان تتجنب عينيه... هذه النظرة التي على وجهها... كما او أنها المرة الأخيرة.....التي ستراه فيها... او هذا ما شعر به هو على الأقل....
سرقت نظرة أخيرة....ثم ادارت ظهرها... وغادرت رفقة مجموعة من الحراس الشخصيين.... وهي تشعر بأنها ارتاحت أخيرا ... يمكنها الموت بسلام الآن....إنها مسرورة لأنها رأته للمرة الأخيرة....
راقبها ألبرت بشك ثم همس لرفيقه: هيلين... تبدو غريبة اليوم.... اعتقد ان هناك خطأ ما....
قاطعه نيكولاس قائلا: هذا ليس مهما... الآن.... كل ما اريد معرفته هو ما يخطط له والدي ولوسيانو....
سار اربعتهم.....سوية.... ودخلوا إحدى الحجرات الهادئة.... وجلس ثلاثتهم بينما أحضر هوارد بعض الاوراق وقال: أعتقد أن عليك إعادة النظر في قرارك يا نيكولاس.... بخصوص الشراكة من أجل تطوير الفندق... هذا سيعود بالفائدة عليك ايضا ...
تنهد نيكولاس بلامبالاة واجاب: لقد قلت ما لديّ... لا نية لي في مشاركة ممتلكاتي مع أحد...
شعر هوارد بالضيق.... بينما تساءل لوسيانو لماذا هذا الهدوء على وجه نيكولاس.... حتى انه لم يتأثر ولو قليلا....لرؤية هيلين.... مع انه في المرة السابقة بدا كانه مستعد لقتله ان اقترب منها.... خطر له شيء ثم ابتسم بخبث وقال: لكنك... لم تمانع مشاركة فتاتكِ معي يا نيكولاس....
تغيرت ملامح نيكولاس.... وقد اكتفى من كل ما يحدث وقال والغضب يتطاير من عينيه: لما لا نتحدث على انفراد..... أعتقد أن لديك الكثير لتقوله....
شعر لوسيانو بالنصر.... بينما خرج هوارد رفقة ألبرت الذي انتابه شعور سيء وهو يرى صديقه يفقد برودة أعصابه....لكن عليه ان يثق به....لقد قال انه لن يخسر أمام ذلك الرجل مهما حدث...
راقب لوسيانو الباب يغلق بينما قال بسخرية: افترض انك تريد معرفة سبب تواجد هيلين معي...
لم يجبه نيكولاس واكتفى بنظرات باردة... بينما أضاف وهو يلوي شفتيه بابتسامة ماكرة: حسنا سأخبرك.... لا أعلم ما الذي غير رأيها فجأة... وجاءت إلي قبل شهر تقريبا...وقالت انها تريد ان تصبح عشيقتي مقابل ان ادفع لها جيدا... في البداية...انتابني الشك...خاصة انها رفضتني... وقالت انها تريدك أنت.... لكنها اثبتت لي صدقها.... ومنحتني ما أريد....
أحس نيكولاس بفراغ في روحه.... وشعر بالحقد اتجاه هيلين ولوسيانو..... وقال باختصار: كم دفعت لها؟!
شعر بالتسلية وهو يجيبه: لقد كان مبلغا كبيرا..... فقد قدمت هي الأخرى لي الكثير.....
ثم تظاهر بعدم الفهم وأضاف: لماذا تسأل يا سيد فيسكونتي....هل من الممكن أنك تريد استعادتها رغم كل ما فعلته.....
رمقه نيكولاس بغضب بينما أطلق ضحكة وتابع: ربما إن وقعت عقد الشراكة معي....
ثم صمت قليلا وأضاف: في الواقع.... عليك الاختيار..... بين فندق بارك بلازا.... وفتاتك.... فأيهما ستختار...
ابتسم لوسيانو... وهو يضع نيكولاس تحت الأمر الواقع.... فهو يعلم جيدا... أهمية هذا الفندق لآل فيسكونتي ومن جهة أخرى.... إنه يدرك... مكانة هيلين في قلب نيكولاس.... لذلك ايا كان ما سيختاره... ستكون خسارة كبيرة....
فكر نيكولاس للحظات وشيء واحد يدور في ذهنه هو الانتقام من هيلين على خيانتها له... وتركه من أجل المال.... سيجعل حياتها جحيما......
من خلال نظراته فكر لوسيانو أن نيكولاس... لن يمنحه فندق عائلته... من أجل مجرد فتاة....لقد كان غباء منه مساومته بين الاثنين.... لكن نيكولاس فاجأه قائلا: سأمنحك الفندق... مقابل استعادة هيلين منك... لكن بشرط....
صدم لوسيانو بما يسمع بينما اضاف نيكولاس: الفندق سيكون ملكا لك.... شرط الا تسمح لهوارد فيسكونتي بالدخول إليه....
لم يصدق كلامه ثم اوما براسه واجاب: هذا بسيط جدا.... لنوقع العقد إذا....
أومأ برأسه وأجاب: على الأغلب أنك وقعت عقدا مع هيلين أيضا ... اليس كذلك... اريد ذلك العقد أولا....
لم يفهم لوسيانو ما الذي يحدث... وقدم له العقد الذي وقعه مع والد هيلين.... بينما قال نيكولاس: سامنحك ملكية الفندق كما وعدت....
شعر هوارد بالسرور وهو يرى نيكولاس يوقع العقد مع لوسيانو.... بينما انتاب ألبرت الشك....
نهض نيكولاس أخيرا وقال بابتسامة باردة: لقد اخذت ما أردته... لذلك... إياك والتجرأ على الظهور أمامي مجددا...
خرج نيكولاس وصديقه....بينما قال ألبرت: هل انت متأكد.... من قرارك....ان تمنحه فندق العائلة بهذه البساطة؟!
ابتسم نيكولاس بسخرية واجاب: بالتأكيد... صحيح أنني فقدت شيئا مهما.... لكنني سأجعلها تدفع الثمن غاليا... يا البرت...
أراد ألبرت إيقافه لكنه قاطعه قائلا: لا اريدك ان ترى جانبي الآخر يا صديقي... لذلك الأفضل ان تعود إلى منزلك...
شعر البرت بالأسى على هيلين وهو يرى الحقد في عيني نيكولاس.... ربما كانت لتكون افضل حالا لو بقيت مع لوسيانو....
تنهد بعمق وغادر.....
بينما كان هوارد يبتسم ويقول : لا أصدق أن نيكولاس وافق على الشراكة من اجل تلك الفتاة... ياله من مغفل...
بدا الوجوم على وجه لوسيانو....فبالرغم من انه حصل على الفندق.... إلا انه لسبب ما ليس سعيدا.... نيكولاس هو من انتصر بطريقة أو بأخرى...
نظر إليه هوارد واستغرب سرحانه وقال: لا تقل انك منزعج لانه أخذ الفتاة منك.... إنها مجرد فتاة...
شعر لوسيانو بالغضب أكثر وقال: ليست مجرد فتاة.... واعتقد ان نيكولاس... كان يعلم أنني سأخيره بين الفندق وبينها..... وقد حصل على ما يريده....
ابتسم هوارد وقال: هل افهم من كلامك انك أخذت الفندق كاملا....
رمقه بحقد وأجاب: أجل هذا صحيح.... شرط الا أسمح لك بدخوله... لذلك... تفضل إلى الخارج... يا سيد فيسكونتي....
_________________________________________
كانت هيلين تجلس وحيدة.... وهي تحاول... تنفيذ ما خططت له.... ستنهي حياتها ببساطة....وينتهي كل شيء.... ليس لديها ما تندم عليه الآن.... فقد تمكنت من حماية نيكولاس وعائلته من والدها المخبول...... ولم يعد هناك داع للخوف....
أخذت حقيبة يدها الصغيرة... واخرجت علبة دواء منها.... لقد اشترتها قبل يومين..... لقد بدت لها أن هذه هي الطريقة الأقل إيلاما وقد كانت مقتنعة بذلك... إلى ان قابلت نيكولاس قبل قليل..... بعد ان راته هي لم تعد تريد الموت..... كانت غارقة في أفكارها ولم تنتبه... إلى صوت الباب الذي فتح...... أحست بشخص يشدها من شعرها بقوة....انتابها خوف شديد... واغمضت عينيها....
إلى ان قال اخيرا: لقد تسببت لي بالكثير من الخسائر يا هيلين... أتمنى أن تكوني قادرة على تعويض ذلك...
فتحت عينيها... لتجد نيكولاس أمامها....
خفق قلبها بشدة.... مع انه ينظر إليها بكره وغضب واحتقار....إلا أنها.... سعيدة برؤيته.... ولم تهتم... للألم الذي تشعر به....
حدقت فيه للحظات....وذرفت دموع الفرح.... ازداد غضبه أكثر وجذبها بشدة وقال: احتفظي بهذه الدموع لتذرفيها على نفسك يا هيلين....حيلك الرخيصة لن تجدي معي بعد الآن....
لم تفهم قصده....بينما جذبها من ذراعها بقوة....وتركا ذلك الفندق وهي لا تصدق ما يحدث.... وقالت وهي بالكاد تستطيع التنفس: نيكولاس.... لا يمكنني الذهاب... معك.... لأن لوسيان....
نظر إليها نظرة اسكتتها وقال: هل تتوقين لصحبته لهذه الدرجة...؟!
لم تعلم بماذا تجيبه..... بينما أضاف باحتقار: من الآن فصاعدا... ستكونين عشيقتي.... آمل... أن تعتادي على الامر بسرعة.... خاصة أنني لست كذلك الرجل...
صدمها كلامه وقالت: ما الذي تعنيه....نيكولاس انا....
قاطعها قائلا: ماذا.... أنتِ بعت نفسك له أليس كذلك... المال هو كل ما يهمك... لذا لا اظن أن الرجل الذي تكونين رفقته يشكل فرقا بالنسبة لك...
استمر في توجيه سهامه إليها..... وهي لا تفهم ما يحدث.......
توقفت السيارة أمام المكان الذي يقيم فيه.... ونظرت ٱليه بعدم فهم ... بينما سحبها بقسوة من السيارة.... كانت متعبة... وبالكاد تسير... لكنه لم يهتم لذلك... كل ما كان يدور في عقله... هو الانتقام منها على خيانتها له..... وكذبها....
دخلا الشقة... ودفعها بقوة لتسقط على الارض وهو يقول بسخرية: لماذا لم تخبريني أنك تريدين مالا مقابل.... الخروج معي.... كنت لأكون كريما معك بالتأكيد....
شعرت بالمهانة والألم.... ونظرت إليه وأجابت: ما الذي تقوله... انا يستحيل ان أطلب منك مالا يا نيكولاس... لأنني....
قاطعها قائلا: كان يجب ان ادرك حقيقتك منذ البداية... عندما رفضت الزواج مني....وقلت انك تريدين ان تكون علاقتنا سرية....
امتلأت عيناها بالدموع.... وارادت الدفاع عن نفسها لكنه لم يمنحها فرصة وقال: انت لم تريدي الارتباط بي.... لكي تكوني... قادرة على الذهاب إلى غيري متى ما تريدين.... أخبريني... إذا كنت تحبين المال لهذه الدرجة.... لماذا لم تقبلي بعرض لوسيانو منذ البداية؟!
لم تستطع قول شيء.... وتعالت شهقاتها.... صدقا... نيكولاس لا ينوي الاصغاء إليها ويستمر في إهانتها باسوء الكلمات.... الشخص الذي تراه أمامها... ليس الرجل الذي أحبته..... إنه قاسٍ..... ومتعصب.... ويكرهها من اعماقه....
راقبها ببرود وهي تبكي.... ثم جذبها بقوة من شعرها وهو يهمس: أحببتكِ أكثر من أي شخص آخر.... وكنت مستعدا.... للوقوف في وجه جدي هذه المرة من اجلك.... لكنك مجرد امراة رخيصة.... لا أعلم... إذا كان يجب ان أكون سعيدا... لأنني عرفت حقيقتك قبل ان أدخلك إلى عائلتي... أم أغضب لأنك خدعتني وسخرتِ من مشاعري....
لم تحتمل اكثر وأجابت: أنا لم أخدعك أنا أحبك.... لا يهمني إن صدقت ذلك أم لا...
أمسك عنقها بيده وهو يقول: إن كررتِ هذه الكلمة... ستندمين يا هيلين...
اشتدت يده على عنقها.....بينما أضاف: لقد عاملتك... بلطف.... لكنك لم تستحقي ذلك... الآن... ستتذوقين قسوتي يا هيلين....
شعرت أنها تختنق.... ثم أفلتها....كما لو انه أفلت شيئا كريها.... سعلت بحدة... وبالكاد التقطت أنفاسها....وهو يقول: سأجعل حياتك جحيما يا هيلين....
تركها جالسة على الأرض.... وذهب إلى غرفته.....
مسحت دموعها.... وحدقت في المكان..... حتى بالرغم من كل ما قاله.... لقد أحضرها إلى شقته.....
نهضت بصعوبة.... مهما قال لها ومهما فعل..... هي ممتنة...لأنها الآن هنا وليست مع لوسيانو.... إنها تفضل قسوة نيكولاس.... فبعد أن فقدت الأمل... لقد انقذها من ذلك الجحيم الذي ألقاها والدها فيه....
سارت بصعوبة نحو الأريكة في غرفة الجلوس... هي لم تنم بهدوء منذ وقت طويل.... لقد كانت دائما خائفة...
لكن الآن ليس هناك ما تخاف منه....
غطت في نوم عميق.... وهي تحاول أن تنسى كل المعاناة التي مرت بها من قبل....
في الصباح التالي... استيقظ نيكولاس... من نومه وهو يتذكر ليلة أمس... مجرد التفكير في الأمر يجعله يغلي من الغضب....
أخذ حماما ساخنا......ثم ارتدى ملابسه.... وخرج من غرفته....بحث عن هيلين بعينيه.... ووجدها تغط في نوم عميق... نظر إليها بلا مبالاة...وفكر أنه لا يملك الآن الوقت لمحاسبتها..... مؤكد ان خبر بيع الفندق قد انتشر.... وجده.... سيغضب كثيرا منه....
خرج من الشقة متجها إلى قصر جده.......
كان ديون غاضبا فقد اتصل به ابنه هوارد... هذا الصباح وأخبره بفعلة نيكولاس دون ان يذكر له السبب...
وفور وصوله... رمقه جده بخيبة أمل وقال: ألا تعلم ماذا يعني لنا ذلك الفندق يا نيكولاس....
أخذ نفسا عميقا واجابه: بلى....انا أعلم... وأنا حزين على خسارته....
غضب الجد من سماع ذلك وصرخ في وجهه قائلا: إذا كنت تعلم.... لماذا بعته....إذا.... ؟!
حاول نيكولاس المحافظة على هدوئه وأجاب: لا أستطيع إخبارك بشيء الآن يا جدي.... لكن كل ما استطيع قوله... هو أن تثق بي .... انت وضعتني على رأس ممتلكاتك أليس كذلك...وأعدك ألا أخيب أملك يا جدي ... امنحني بعض الوقت رجاء....
استغرب ديون النظرة الجادة على وجه حفيده.... وماكان منه إلا ان اومأ برأسه إيجابا وقال: حسنا سأثق بك هذه المرة.....يا بني....وسأنتظر منك ان تفسر لي عندما يحين الوقت....
خرج من قصر جده.... وهناك شيء يجول في خاطره.... لن يسمح للوسيان بأخذ ممتلكاته ببساطة.... هو من استخدم حيلا قذرة اولا.... وسيرد عليه بالطريقة نفسها....
كان الموظفون يتناقلون خبر بيع الفندق.... وغضب أوبالدو لسماع ذلك... وقال محدثا دانييل: ذلك المخبول... ماذا يحسب نفسه فاعلا.... منذ مغادرة هيلين... انقلب رأسا على عقب وعاد إلى مجونه... ولهوه... والآن... قام ببيع الفندق الأول الذي أنشأه جدي....
لم يعلم دانييل ما يقول... بعد الحادثة الأخيرة... لم يجد أي شيء يدافع به عن نيكولاس....فعلته هذه المرة لا تغتفر....
دخل نيكولاس مكتبه.... ووجد صديقه ألبرت بانتظاره وكذلك فيتوريو....
تنهد بعمق بينما قال فيتوريو: نيكولاس... لماذا تصرفت بتهور.... ؟!
حاول المحافظة على هدوئه وهو يجيب: لقد كانت لدي أسبابي الخاصة....هذا كل ما يمكنني قوله الآن...
انزعج فيتوريو ورد قائلا: لماذا لم تخبرني أنك تنوي بيعه.... كانت عائلتي لتشتريه بكل تأكيد....
جلس على مكتبه وأجابه: في المرة القادمة.... سأخبرك قبل أن أتصرف....
استفزه جوابه....ولم يرى فائدة من النقاش معه وقال: دعنا من هذا الآن.... هل تعلم شيئا عن هيلين... لقد بحثت عنها في كل مكان ولم أجدها....
رفع نيكولاس نظره إليه وأجاب: ما الذي تريده منها؟!
تبادلا نظرات غاضبة بينما تدخل ألبرت قائلا: اهدآ رجاء..... المكان والوقت غير مناسبين للشجار...
تنهد نيكولاس وأجاب: فيتوريو.. اعذرني... أنا منفعل قليلا.... بسبب الحوادث الأخيرة... وبالنسبة لهيلين... أنا لا أعلم عنها شيئا....
اعتذر منه هو الآخر وأجاب: أنا قلق عليها.... لقد أتت لزيارة جدي قبل فترة.... لكن فاليريا طردتها.... وعندما علمنا بما حدث كان الاوان قد فات.... بحثنا عنها في كل مكان لكن دون فائدة... أندي قلق جدا....وجدي لا يحتمل رؤيته كذلك.....لم يهتم نيكولاس لسماع ذلك....بينما تساءل ألبرت إن كان لذلك علاقة بمشكلة هيلين مع لوسيانو.... ربما هناك ما اجبرها على ذلك....
في ذلك الوقت استيقظت هيلين.... بعد ان نامت لوقت متأخر... الساعة تشير إلى منتصف النهار.....
الشقة تبدو هادئة جدا.... لاشك ان نيكولاس في الشركة الآن....أخذت حماما ساخنا... وبحثت لنفسها في الخزانة عن شيء ترتديه... نظرت إلى الفستان الذي احضره لها كريستيان... ثم أخذته ومزقته إلى عدة قطع وهي تضحك بهيستيرة.... مع أنها لا تتوقع السعادة في أيامها القادمة مع نيكولاس الذي توعد لها.... لكنها على الأقل تخلصت من والدها المجرم... ولوسيانو الوغد....وكل تلك الديون المتراكمة....
أنت تقرأ
تناديه سيدي الجزء1
Romanceهي... عالقة في دوامة....مع ديون والدها ... هو مدير لشركة كبيرة... تتسابق النساء للفوز به... ترى كيف ستتصرف هيلين مع مديرها نيكولاس.... هل ستتمكن من إخفاء أسرارها.... وهل سيتمكن نيكولاس من إذابة جليد قلبها.... الجزء الأول الجزء الثاني من الرواية (...