الفصل 20

7.8K 242 2
                                    

أمضت هيلين ليلتها تبكي..... كيف أمكنه فعل ذلك لها... ياله من وغد.. فقط لأنها تريد العمل مع سيزار... انتقم منها بتلك الطريقة القاسية... أي نوع من الرجال...هو.. كيف لم تكتشف حقيقته طوال هذه المدة... لقد اعتبرته... مثلا لها في كثير من الأمور....لكنها الآن تكرهه.....
استيقظت في اليوم التالي وهي تشعر بصداع شديد... من كثرة البكاء.... لم ترغب في الذهاب إلى الجامعة... فحتى بعد أن رفضت الأستاذ... لم يتوقف عن نظراته الحانية لها..... وهي تشعر بالضيق كلما رأت كاثرين... خاصة أن فيتوريو عرض عليها العمل معه... ولولا معرفتها بمشاعره اتجاهها لوافقت... يالها من دوامة كبيرة... ستكرهها كاثرين بالتأكيد... إن علمت بذلك...
ثم تذكرت ما حدث بالأمس.... سيزار الآن يكرهها... وبالتأكيد لا يريدها أن تعمل معه..... لكن من جهة أخرى... هي نفسها لم تكن...مرتاحة لترك موطنها الأم....
عادت بذاكرتها إلى اللحظة التي قبلها فيها نيكولاس....
تحسست شفتيها بأصابعها.... لقد سرق قبلتها الأولى... من المؤسف.... أن تكون ذكرى فظيعة إلى هذه الدرجة وهي التي أقسمت أن تمنحها للرجل الذي تحبه....
ثم تذكرت أنه قبل أن يقبلها.... عبر لها عن أسفه... وأنه يفعل ذلك...من أجلها.....
قاطع أفكارها اتصال هاتفي من ويليام يطلب فيه رؤيتها...... شعرت هي الأخرى برغبة في التحدث إلى أحد ما.....
حاولت أن تبدو طبيعية.... وهي تجلس مقابل ويليام في أحد المقاهي.. بدا عليه الحزن.... وهو يقول: لقد التقيت ديانا بالأمس.... وأخبرتني... أن نيكولاس عرفها إلى جده....
شعرت بالسوء.... من أجله وأجابت: على الأغلب هو ينوي الزواج منها....
شعر بحزن عميق.... وأحنى رأسه... بينما ربتت هيلين على يده وهي تقول: أنا حقا آسفة.... كل ذلك بسببي....
تنهد بعمق وقال: لا يهم.... لا يمكننا تغيير شيء...
ثم تذكر شيئا وقال: تانيا.... رأتك بالأمس تخرجين... من مكتب المدير وأنت تبكين... هل تشاجرتما؟!
احمر وجهها... وأحنت رأسها والتزمت الصمت....
نظر إليها بعدم فهم وقال: هل هو أمر لا يمكنك أن تخبريني عنه؟!
هزت رأسها نفيا وقالت: الأمر أنه... شعر بالحقد علي لأنني سأعمل مساعدة لسيزار.... بعد تخرجي.... لذلك أفسد الأمر....
لم يفهم كلامها وقال وهو يتذكر شيئا: بالمناسبة... لقد جاء والد سيزار لزيارة المدير أول أمس.... وقد خرجا لتناول العشاء معا.....
انتابها الشك لسماع ذلك... وسألته: بالمناسبة أي نوع من الرجال هو والد سيزار؟!
فكر ويليام في كلامها وأجاب: إنه رجل قاس... وصعب التعامل أيضا... لقد سمعت الكثير من الاشاعات عنه خلال فترة عملي في باريس.... أجل... لقد سمعت في ٱحدى المرات أنه أجبر ابنه الأكبر على الزواج من فتاة ثرية لا يريدها.... المال هو كل ما يهمه...
شعرت بعدم الارتياح... هل يعقل أن لوالد سيزار علاقة بما فعله نيكولاس.......
في ذلك الوقت كان نيكولاس.....يتناول غذاءه مع ديانا... كان شاردا تماما.... مما أثار قلقها فسألته: عزيزي هل كل شيء على ما يرام.....؟!
هز رأسه نفيا....... والتزم الصمت.... وهو يتذكر هيلين... فمنذ الحادثة الأخيرة لم يستطع التوقف عن التفكير فيها..... لقد كانت تلك القبلة.... غريبة جدا بالنسبة له... مع أنها ليست مرته الأولى... فقد واعد عددا لا يحصى من النساء.... لكنها بدت له جاهلة.... على الأغلب تلك كانت مرتها الأولى..... وهذا ما يزيد من شعوره بالذنب....
عاد إلى الشركة.... ليجد فاليريا تبتسم له... دخل مكتبه بينما لحقته وهي تقول: لن تصدق ماذا سمعت...
نظر لها بلا مبالاة بينما أضافت وهي تبتسم بمكر: فيتوريو.... أخبرني أنه عرض على هيلين العمل معه.... ووهي موافقة على الأغلب... يالها من فتاة.... تجيد اقتناص الفرص الجيدة....
تغيرت ملامح نيكولاس ... بينما قال: هذا ليس من شأني.... والأهم من ذلك... كفي عن تضييع الوقت... واذهبي إلى مكتبك....
خرجت من مكتبه وهي تبتسم... إنها تدرك جيدا أنه منزعج.....
مرت الأيام سريعا... وحان موعد سفر صونيا.... وقفت هيلين في المطار تودعها..... وهي بالكاد تمسك دموعها....
احتضنت فيريو بحب..... وهي تتمنى ان يتوقف الوقت.... بينما قالت صونيا وهي تبكي: هيلين... شكرا جزيلا على كل ما قدمته لنا انا وابني....
هزت هيلين رأسها نفيا وقالت: فيريو... أكثر من أخ بالنسبة لي..... سأفتقده حقا...
احتضنتها صونيا.... وقاطعهم قدوم غوستاف الذي أخذ الطفل من هيلين بقسوة وقال: كفي عن هذه السخافات.... سنتأخر...
وجذب صونيا من ذراعها واتجها إلى ممر المسافرين...
رمقته هيلين بحقد... هذا الرجل الوغد... أخذ كل الأشياء الجميلة منها.....
كفكفت دموعها..... وعادت ٱلى المنزل.....
شعرت جوانا بالفراغ... فالطفل لم يعد موجودا....بينما حبست هيلين نفسها في غرفتها وهي تحدق في صورة فيريو.... إنها تشعر بالأسف... لقد تمنت أن تودعهما بطريقة لائقة ... لكن....والدها أفسد ذلك......
بعد لحظات سمعتا طرقا على الباب... وصدمت جوانا برؤية رجلين مخيفين.... مثل الحراس الشخصيين... يطلبان رؤية هيلين....
سمعت هيلين الحديث فخرجت من غرفتها....وشعرت بالخوف هي الأخرى....
لكنها سمحت لهما بالدخول... بينما وضع أحدهما.... حقيبة أمامها....وهو يقول: السيد فرناند.... يقدر ابتعادك عن ابنه السيد سيزار....ويمنحك هذا كتعويض...
ثم فتح... الحقيبة... وصدمت هيلين برؤية كمية كبيرة من الأوراق النقدية.....
فهمت ما يحدث أخيرا.... الأمر كما توقعت فعلا.... نيكولاس.... فعل ذلك... لإبعادها عن سيزار.... بينما أضاف الرجل: سأعتبر سكوتك موافقة.... ثم استدارا ليغادرا....
لكن هيلين انتفضت واقفة وقالت: رجاء أعد المال للسيد فرناند.... أنا لست في حاجة إليه....
رمقها الرجل بنظرات مخيفة وقال: هل هذا يعني أنك ترفضين ترك السيد سيزار.... ؟! إذا أنت تجنين على نفسك... أيتها الايطالية...
تنهدت بعمق وقالت: أخبرا سيدكما ألا يقلق... لن أقترب من ابنه أبدا.... وأنا لست في حاجة إلى المال... لكن لدي سؤال واحد...
رفع الرجل حاجبه مستفهما بينما أضافت: هل تحدث السيد فرناند... مع السيد فيسكونتي... بخصوص علاقتي....مع ابنه؟!
نظر الرجلان إلى بعضهما... بينما أجاب أحدهما: لا أعلم بما سيفيدك معرفة ذلك... لكن أجل..... لقد كان السيد فرناند ينوي تلقينك درسا قاسيا.... لكن السيد فيسكونتي.... طلب منه أن يترك الأمر له... وقد نجح بسهولة....
شعرت هيلين بالذنب لسماع ذلك.... وقد فهمت ما حدث.... نيكولاس تعمد تقبيلها أمام ناظري سيزار ليتركها وشأنها.... كانت تلك الطريقة الوحيدة... فهي نفسها في كل مرة حاولت فيها الابتعاد عنه... كان سيزار يصر على التقرب منها أكثر....
ناولت حقيبة المال للرجلين وقالت: شكرا جزيلا لكما...
استغربا تصرفها..... وغادرا......
بينما قالت السيدة جوانا بقلق: لم أرد أن أسألك من قبل.... لكن بما أن الأمر وصل إلى التهديد.... هذا مخيف....
تنهدت هيلين بعمق.... ودون وعي منها أخبرت المربية بكل ما حدث معها..... وفي النهاية انفجرت باكية وهي تقول: أنا دائما أسيء الحكم عليه.... وأعامله بقسوة.... صحيح أنني أرفض تصرفه.... لكن من جهة أخرى... لقد فعل ذلك لحمايتي .. لا أستطيع تخيل ما كان سيفعله والد سيزار بي لو لم يتدخل نيكولاس....
احتضنتها المربية بحنان وهي تقول: صحيح أنه يبدو قاسيا من الخارج.... إلا أنه يحمل قلبا طيبا يا هيلين.... طريقته غريبة في فعل الأمور.... لكنه.... لا يتعمد إيذاء أحد ... بسبب برودته... دائما ما يساء فهمه... أتمنى.... أن تحاولي فهمه أكثر في الأيام القادمة.....
مع كل يوم يمر كان شعورها.... بالذنب يزداد.... وأخيرا حل اليوم الموعود.... ارتدت هيلين زي التخرج.... وتسلمت شهادتها.... بحضور... والدتها وأخيها الصغير والسيد ديون..... وكذلك مارغريتا ودانييل وتانيا وويليام والسيدة جوانا......شعرت بالأسى لأن نيكولاس ليس موجودا في هذه المناسبة.... لقد كان بمثابة أستاذ لها خلال السنتين الماضيتين.... لكنها أفسدت كل شيء بسبب عنادها..... كان فيتوريو هو من ألقى الخطاب الافتتاحي باعتباره أحد خريجي هذه الجامعة.....ومن المتفوقين أيضا.....
وابتسم لهيلين وهو يسلمها جائزتها.... في حين كانت تشعر بفراغ داخلها..... كان من المفترض أن تكون الأمور مختلفة......
أجبرت نفسها على الابتسام بينما همس لها: أتطلع لما ستحققينه يا هيلين....
شعرت كاثرين بالضيق.... وتفادت النظر إلى فيتوريو وهو يسلمها شهادتها.... بينما ابتسم رغما عنه ..... هذه الفتاة حقودة ولا تنسى بسهولة.....
بعد الانتهاء من توزيع الشهادات... عادت هيلين إلى ضيوفها... بينما هنأها الجميع.... ونظر إليها ديون بفخر وهو يقول: أحسنت يا هيلين... لقد كنت عند حسن ظني....
شعرت بالامتنان له.... فلولا عطفه.... لما تمكنت من تحقيق ذلك.....
بعد ذلك ودعها رفاقها إذ أن عليهم العودة إلى الشركة... نظرت إليها مارغريتا وقالت بتساؤل: غريب أن نيكولاس لم يأتي... لقد دعوته أليس كذلك؟!
شعرت هيلين بالتوتر بينما أجاب ديون: إنه مشغول جدا يا ابنتي.... حتى أنه رفض القدوم إلى الأمسية..... مع أن مدير الجامعة أصر عليه....ليأتي...
شعرت هيلين بالسوء لسماع ذلك.... ثم ودعت بقية ضيوفها.... وتمنت لو أمكنها الحديث مع والدتها على انفراد....لكن بالتأكيد سينتهي بهما الأمر بمشادة كلامية كالعادة.... وهي لا تريد إفساد هذا اليوم... خاصة أنه ليس جميلا أساسا.....
تنهدت بعمق عندما انتبهت إلى الأستاذ كيليان الذي وقف بجانبها وقال: هنيئا لك تخرجك يا هيلين....
شعرت بالخجل وهي تتذكر طريقتها الوقحة في رفضه وأجابت: شكرا لك يا أستاذ....بخصوص المرة السابقة...
قاطعها قائلا: أنا لم أفقد الأمل بعد... ولدي شعور أنك ستقبلين الزواج مني عاجلا أو آجلا....
صدمت مارلين وهي تسمع ذلك.... ونزلت دموعها رغما عنها.....وأسرعت بالذهاب بعيدا كي لا يراها أحد.. وهي تتوعد لهيلين بالانتقام منها....
قاطع حديثهما فيتوريو... الذي انضم إليهما وقال: لقد كان حفلا رائعا.... ألا توافقني يا أستاذ؟!
أومأ كيليان برأسه بينما شعرت هيلين بالتوتر وهي ترى نظرات كاثرين الحاقدة.... واستأذنت من الرجلين بالانصراف....
وعلى الفور أسرعت بالذهاب إلى صالون التجميل... وهنأها رونالد على تخرجها... وقام بتسريح شعرها وتزيينها مجانا كهدية منه.... شعرت بالسرور وهي ترى نفسها وشكرته جزيل الشكر بينما ابتسم وهمس لها: هذا أقل ما يمكن أن أفعله من أجل عارضتنا الصغيرة...
ابتسمت رغما عنها.... ثم أسرعت إلى المنزل لترتدي ثوبها... خاصة أن فيرونا أرسلت لها حذاء مناسبا للثوب كهدية للتخرج... واعتذارا منها لعدم تمكنها من الحضور....
كان نيكولاس في مكتبه عندما دخل دانييل وهو يقول: لقد كان الحفل رائعا.... لقد فوت الكثير...
تابع نيكولاس عمله بينما قال: لقد حضرت الكثير من حفلات التخرج... لذلك...
حاول دانييل إغاظته قائلا: صديقك القديم فيتوريو... هو من ترأس تسليم الشهادات... وقد كان واضحا أنه معجب بهيلين... هل تصدق ذلك؟!
تظاهر باللامبالاة وقال: لم تخبرني بهذا....؟!
ابتسم دانييل بحزن وأجاب: لأنه وبالرغم من كل ما ذكرته... هيلين لم تكن سعيدة.... لقد كانت هناك مسحة من الحزن على وجهها... أنا واثق أنها كانت تتمنى قدومك.... أعتقد أنها تحترمك كثيرا....
هز رأسه نفيا ثم تغيرت ملامحه وهو يجيب: هيلين تكرهني الآن....لقد أسأت لها كثيرا....
وضع يده على كتفه وقال: أعتقد إن تحدثت إليها بوضوح... يمكنكما تجاوز خلافكما.... أذكر أنني كنت أكرهها كثيرا من قبل.... حتى أنني دفعتها وأوقعتها أرضا في إحدى المرات....
رمقه نيكولاس بغضب.. بينما ابتسم بقلة حيلة وأضاف: ومع ذلك... هي كانت متسامحة... جدا معي... ولم تحقد علي يوما... حتى أننا صرنا مقربين بعد أن تعرفت إليها جيدا...لذلك....أنا واثق أنها ستسامحك....
تنهد نيكولاس بضيق وقال دون وعي منه: أشك في ذلك.... فما فعلته معها فظيع جدا....
نظر إليه قريبه بعدم فهم وقال: ما الذي فعلته تحديدا؟!
تجنب النظر إليه وأجاب: لقد قبلتها....
استوعب كلامه ببطء.... ثم قال بصدمة: هل أنت مخبول أم ماذا.... ألست على علاقة بديانا؟!
نظر إليه بغضب وقال: فعلت ذلك لحمايتها... ولا تسألني شيئا عن الموضوع....
تنهد دانييل وقال: حسنا... أنا لا أعرف التفاصيل لذلك... لن أحكم عليك.... لكن.... أعتقد أن أمامك فرصة.... لمصالحتها هذا المساء....
نهض من مكانه وسار نحو النافذة وقال: الحفل سيقام في فندق بارك بلازا..... هل تفهم معنى ذلك؟!
أدرك دانييل سبب تردد نيكولاس... فوالده هو مدير ذلك الفندق..... هم بالمغادرة ثم قال: إذا هل ستضيع فرصة استعادة هيلين.... فقط لسبب كهذا.... ؟!
شعر نيكولاس بالتوتر... بينما خرج قريبه...
إنه محق... لكن من جهة أخرى... مؤخرا فيتوريو بدا مقربا جدا من هيلين.... هل يعقل.. أنها حقا وافقت على العمل معه.... ؟!
حل المساء سريعا.... ودخلت هيلين الفندق الكبير... رفقة صديقها روبير...... مثل هذه الأجواء أعادت لها ذكرى عرض الأزياء في الشركة.... ابتسمت رغما عنها... لكن ابتسامتها اختفت...عندما رأت كاثرينا تقف رفقة مارلين.... نظر إليهما روبير بسخرية وقال: يالها من صديقة مخلصة.....أنا مسرورة لأنها رفضتني...
دخلا إلى القاعة الرئيسية..... وهناك وقعت عيناها على فيتوريو الذي ابتسم فور رؤيتها.... شعرت بالتوتر... بينما اتجه ناحيتها وقال بإعجاب: تبدين فاتنة اليوم يا هيلين.....
شعرت بالاحراج... بينما لمحت عددا من زميلاتها ينظرن إليها بحسد..... حاولت أن تبدو طبيعية وهي تجيب: شكرا على لطفك يا سيد فيتوريو....
أمسكت بذراع روبير وقالت: أستميحك عذرا... سنذهب للتحدث إلى رفاقنا.....
شعرت هيلين بالضيق.... وبدأت تشعر بالندم على الحضور إنها لا تعرف أحدا بالفعل....خاصة بسبب تحديق فيتوريو بها وكذلك كيليان... إضافة إلى مارلين وكاثرينا.....كما أن أغلب الرجال ينظرون إليها بإعجاب...
وأدركت... أن الهدف من الحفلة مختلف تماما عما اعتقدته... لاشك أن هؤلاء الرجال متواجدون هنا لاستدراج الفتيات الصغيرات إلى أحضانهم.... انزوت بعيدا عن الآخرين... خاصة أن روبير استأذنها للحديث مع أحد معارفه....
استندت إلى الجدار... وأثناء ذلك وقف بجانبها... شاب وسيم لم تره من قبل.... وقال: لماذا الآنسة الجميلة تبدو حزينة؟!
شعرت بالخجل من إطرائه وأجابت: لا... فقط... هذا المكان لا يناسبني....
ابتسم رغما عنه وأجاب: الأمر نفسه بالنسبة لي...
شعرت بشيء غريب حياله... إن لم تخطئ فهو في مثل عمرها تقريبا لكنه يبدو مختلفا عنهم... ربما هو أجنبي..
انتبه لتحديقها به وأجاب: أنا سويدي..... وعائلتي تستثمر في روما... منذ فترة...
استغربت ذلك وقالت: لكنني عملت في هذا المجال لفترة ولم أسمع عن شركة سويدية...
شعر بالتوتر وأجاب: هذا لأننا نستثمر رؤوس الأموال يا آنسة....
هزت رأسها بعدم فهم.... هل هذا ممكن؟!
بعد ذلك حدثها عن أمور مختلفة ووجدت حديثه ممتعا....... كان اسمه أدريان.... وقد بدا لها لطيف المعشر....
رن هاتفه فاستأذنها للإجابة... بينما اقتربت منها كاثرين وهي تشعر بالتوتر.... استغربت هيلين منظرها بينما ناولتها كاثرين كأسا من عصير البرتقال وهي تقول بابتسامة متوترة: أعلم أنني كنت فظة معك ... لكنني لم أرد أن أمضي يومي الاخير في الجامعة وانا على خلاف مع صديقتي...
ابتسمت لها هيلين ثم أخذت رشفة من العصير وهي تقول: يسرني....أن نتصالح....
راقبتها كاثرين بتوتر وهي تنهي العصير.....ثم عاد أدريان... فاستأذنت....منهما... وأسرعت إلى جانب مارلين... التي ابتسمت بمكر وقالت: جيد الخطة تسير على نحو جيد.....
شعرت كاثرين بالقلق وقالت: هي لن تتأذى أليس كذلك؟!
انتبهت مارلين لنفسها وأجابت: لا....العصير يحتوي منوما فقط... وبذلك لن تستطيع هيلين اكمال الأمسية وستغادر فور شعورها بالتعب.....
ترددت وهي تقول: أعتقد أننا تصرفنا بتهور يا مارلين...
أمسكت مارلين بيديها وقالت: لا إطلاقا.... هل من العدل أن تحظى هيلين بكل الاعجاب.... إن استمر الأمر هكذا.. لن نحظى بفرصة... للتحدث إلى أي أحد... خاصة السيد فيتوريو....
أومأت كاثرين برأسها وحدقت في فيتوريو الذي لم يبعد عينيه عن هيلين منذ قدومها.... وحاولت إقناع نفسها أن ما فعلته صحيح.....
في حين استغلت مارلين شرودها وأشارت إلى أدريان...
الذي فهم إشارتها.... ونظر إلى هيلين التي بدأت تشعر بالدوار وحرارة جسدها ترتفع....
تظاهر أدريان بالبراءة وقال: آنسة هيلين ... تبدين متعبة.... هل أرافقك إلى الخارج... ربما سيفيدك استنشاق بعض الهواء النقي....
اومأت برأسها وتمسكت بذراعه... وهي تشعر بالتوتر... جسدها صار ثقيلا بعض الشيء وكذلك نبضاتها بدأت تتسارع........ لم تنتبه إلى أنه أخذها إلى مكان بعيد عن الآخرين.... توقفت فجأة وهي تقول: سيد أدريان... إلى أين نحن ذاهبان.... ؟!
ابتسم بمكر وهو يحيطها بذراعيه وقال: إنه مكان سنحظى فيه بكثير من المتعة أيتها الجميلة....صدمت بما يفعل....وحاولت إبعاده عنها لكن جسدها ضعيف....وكذلك أصبح التنفس صعبا عليها.... توسلت إليه أن يتركها... لكنه احتضنها بقوة وهمس: إنها مسألة وقت فحسب..... وستكونين لي....
انتابها شعور بالخوف ودون وعي منها صرخت بأعلى صوتها طالبة النجدة......

تناديه سيدي الجزء1حيث تعيش القصص. اكتشف الآن