في صباح اليوم التالي... فتحت هيلين عينيها... وابتسمت لرؤية نيكولاس نائما بعمق بجانبها.... حدقت فيه...وهي تتذكر ليلة أمس... لم تكن تعلم أنه يحب ان يتحدث كثيرا بطبعه..... صدقا.... ما حدث كان كالحلم بالنسبة لها.... من كان يعتقد ان رئيسها.... يمكن ان يقع في حبها.... ويمنحها كل تلك السعادة.... لكن إلى الآن هي لم تمنحه جوابا على طلبه.... تنهدت بعنق وابتعدت عنه بهدوء كي لا توقظه....
أخذت هاتفها... وخفق قلبها وهي تجد عددا من المكالمات الفائتة... من والدها...
سرقت نظرة إلى نيكولاس... ثم خرجت إلى الشرفة... واتصلت بوالدها.....شعرت بالخوف بينما أجاب عليها : ايتها الفتاة الغبية لماذا لم تردي.... ؟!
اعتذرت منه وهي خائفة بينما قال: لقد اتصلت لأخبرك أنني....سأسافر إلى موطني الأم... اسبانيا...
استغربت سماع ذلك.... هي لم تكن تعلم أن والدها ليس إيطاليا... بينما أضاف: على الأغلب سأستقر هناك.... لكن ذلك لا يعني.... أن تتوقفي عن تسديد ديوني... إن علمت أن هناك خطأ سأعود على الفور وألقنك درسا لن تنسيه....
استوعبت كلامه ببطء ثم همست: هل أنت جاد... أقصد هل ستستقر في إسبانيا ولن تعود...
أجابها بصوت غاضب: يبدو انك مسرورة لأنك ستتخلصين مني....
ابتسمت رغما عنها وأجابت: لن أنفي كلامك....
شعر بالغضب وأجاب: حتى في غيابي....عليك... دفع الديون... إذا كنت تيريدين البقاء حية....
ثم أغلق الهاتف في وجهها.... أحست برفرفة في صدرها....وقفزت فرحا.....
فتح نيكولاس عينيه.... وانزعج... عندما لم يجدها بجانبه.... بحث عنها بعينيه.... ولمحها واقفة في الشرفة.... نهض بسرعة وذهب ناحيتها....
كانت تفكر في أن الأمور الجيدة كلها تأتي دفعة واحدة....عندما احتضنها نيكولاس من الخلف.... وهو يقول: صدقا.... لقد قلقت عندما لم أجدك...
التفتت إليه.... بفرح وهي تجيب: لم ارد إيقاظك...
ابتسم لرؤيتها في مزاج جيد وقال: هيلين.... هل حدث شيء جعلك سعيدة...
رفعت نظرها إليه وأجابت: في الواقع.... لقد فكرت في كلامك....وقررت....
تطلع إليها بينما احتضنته وأجابت: أنا موافقة....على أن اكون حبيبتك يا نيكولاس....ريثما يقتنع جدك بزواجنا...
نظر كل منهما في عيني الآخر بينما همست له: أنا أحبك....يا نيكولاس.... ولا أريد الابتعاد...
لم يمنحها مجالا للكلام وقبل شفتيها قبلة حارة.... أغمضت عينيها وهي... تشعر بالامتنان... أخيرا هاهي الآن... تتذوق طعم السعادة للمرة الأولى في حياتها.... دون أن تقلق من شيء.... سرعان ما انتهت تلك الرحلة وعادوا جميعا إلى عملهم...
كانت هيلين قد اتصلت بويليام لتسأله عما حدث معه... فقد غادر رفقة ديانا أولا.. دون أن يقولا شيئا....
وأخبرها فيما بعد انه مشغول بحل بعض الأمور وسيمر عليها في وقت لاحق ليشرح لها...
في ذلك الصباح... دخلت هيلين مكتب نيكولاس... وهي تتساءل... كيف سيعاملها الآن... بعد أن صارت حبيبته...
تطلعت إليه بينما كان مشغولا.... وأحست بشيء من الاحباط.... وهو يتجاهل وجودها...
وقفت بجانبه... لعله يكلمها... لكن بلا فائدة... انزعجت... وتنحنحت قائلة: إذا... بماذا عليّ أن أناديك...من الآن فصاعدا... ؟!
ابتسم رغما عنه ورفع نظره إليها وقال: لا أمانع... أن تناديني... حبيبي أمام شركائنا وعملائنا... إذا كان هذا ما تريدينه؟!
احمر وجهها وأجابت: لا... شكرا...
عاد للتركيز على عمله....ثم تذكرت شيئا وقررت إزعاجه بالطريقة نفسها....
وقفت خلفه... وفتحت درج المكتب واخرجت صور العارضة وهي تقول: من الفظيع.... أنك ما تزال مهتما بالعارضة.... بينما لديك أنا....
رمقها بنظرات لم تفهمها وأجاب: بالتأكيد... أنا مهتم بها..... لكن لا يبدو لي أبدا أنك تشعرين... بالغيرة من الأمر...
لم تستطع كتم ضحكتها... بالتأكيد هي لن تغار من نفسها...
جذها من خصرها.... وأجلسها في حجره وهو يقول: ما الذي تعنينه بهذا يا هيلين؟!
خفق قلبها ولم تعلم ما تقول.... بينما أصر بنظراته عليها كي تجيب....
تنهدت بعمق وقالت وهي تعبث بربطة عنقه: أنا أعلم جيدا... أنك تحبني.... لذلك...أنا لن أغار منها....
قبل وجنتها بحب... وأثناء ذلك.... دخل دانييل المكتب... حدق فيهما للحظة... بينما شعرت هيلين بالاحراج... وهي تبتعد عن نيكولاس... وانزعج نيكولاس وقال: دانييل... ألم تتعلم طلب الاذن...
انفجر ضاحكا وأجاب: أنا حقا آسف.... لكن صدقا... أنتما ثنائي رائع... أتمنى لكما التوفيق...
استاذنت هيلين بالخروج.... بينما ابتسم دانييل... وجلس مقابل قريبه وهو يضيف: كنت واثقا... أن هناك شيئا بينكما.....
قاطعه نيكولاس قائلا: لا أريد أن يعلم أحد عن الموضوع.... أنا قلق من ردة فعل جدي....
فكر دانييل قليلا وأجاب: لن أخبر أحدا... لكن.... لا أظن ان جدي قد يعارض....خاصة... أنه يحب هيلين...
تنهد نيكولاس ورد عليه: أعلم ولكن هيلين....بدت قلقة جدا ... وهي تصر على أن نؤجل إخباره...وأنا أحاول تفهم رغبتها .....
اومأ دانييل برأسه وأجاب: أيا كان قرارك... سأساندكما بالتأكيد....
انتهى دوام ذلك اليوم.... وخرجت هيلين رفقة نيكولاس...
قاد سيارته وهو يقول: حبيبتي... أريد ان أدعوك لتناول العشاء في الخارج....
انزعجت لسماع ذلك وقالت: نيكولاس... لا اريد ان يرانا أحد سوية.... ليس الآن.... أريد ان يعلم السيد ديون أولا ونأخذ موافقته...
تنهد بعمق وأجاب: كما تريدين.... لكنني أريد قضاء الأمسية رفقتك... بما أننا...متفرغين الآن...
قاطعهما اتصال هاتفي من صديقهما ألبرت..... ودعا نيكولاس... لتناول العشاء رفقته...
تردد نيكولاس... فهو كان يريد البقاء مع هيلين.... ثم سأل ألبرت قائلا: هل تمانع إن أحضرت معي حبيبتي يا ألبرت أريد أن أعرفك عليها....
توترت هيلين... بينما ضحك ألبرت وقال: هل وجدت... فتاة أخرى بهذه السرعة...مع ان الصحف مازالت تتحدث عن انفصالك عن خطيبتك السابقة؟!
ضحك نيكولاس بدوره وأجاب: ستفهم كل شيء عندما نلتقي...
أغلق الخط بينما رمقته هيلين بانزعاج وقالت: انت سيء في حفظ الأسرار يا نيكولاس... اولا دانييل والآن ألبرت....
نظر إليها بابتسامة وأجاب: أنا أثق بهما.... كما أنهما أصدقاؤك أيضا... هل نسيتِ...؟!
تنهدت بعمق وأجابت: لم انسى.... لكن... إذا رفض جدك... لا اريد ان نتعرض للاحراج أمام أحد...
أمسك يدها وقال: سوف يوافق.... انا متأكد من ذلك... لكن أنت فقط مترددة....
حاولت اسكات قلقها... فهي بعد التفكير مليا... ليست قلقة من جد نيكولاس بقدر ماهي لا تستطيع التوقف عن التفكير في والدها... يستحيل أن يخرج من حياتها بهذه البساطة....
سرحت بأفكارها بعيدا.... واستفاقت... عندما فتح لها نيكولاس الباب... ودخلا... إلى المطعم الذي ينتظرهما فيه ألبرت...
شعرت هيلين بالاحراج... بينما أمسك نيكولاس يدها وقالت: ماذا لو رآنا أحد... ؟!
شعر بالضيق منها وترك يدها وهو يقول: لكن مما أنتِ خائفة تحديدا... حتى لو علم جدي... هو لن يقتلنا... بالتأكيد...
أحنت رأسها... وهي تشعر بعدم الأمان.... ربما لأنهازلم تعتد... ان تكون سعيدة... لاحظت الانزعاج على وجه نيكولاس وقالت معتذرة: يبدو أنني سأفسد أمسيتك فحسب....
تنهد بعمق وأجاب: لا تقولي هذا.... هيلين... انا أحبك... وأحاول تفهم قلقك.... لن أضغط عليك.... اتفقنا...
ابتسمت له... ودخلا المطعم ..
ابتسم ألبرت فور رؤية نيكولاس وهيلين وقال غير مصدق: هل تقول أنك وهيلين.... تتواعدان..
اومأ نيكولاس برأسه وأجاب: في الواقع نحن ننوي الزواج... لكنها مسألة وقت فقط...
بينما ترددت هيلين.... وقال ألبرت: هنيئا لكما... لقد شعرت أنكما ثنائي رائع منذ اليوم الأول الذي رايتكما فيه سوية... في المستشفى....
ابتسمت هيلين... وزال عنها توترها وهي تصغي لحديث نيكولاس وألبرت..... الذي تغيرت ملامحه فجأة وقال: لقد طلبت لقاءك اليوم... لأخبرك انني قابلت ليسيا بالأمس...
شعر كلاهما بالضيق بينما أضاف: عندما سمعت أنني... أعاود بناء ثروتي....وشفيت من إصابتي... أتيت إلي بكل وقاحة....لتطالب بالعودة للعيش معي...
انزعج نيكولاس لسماع ذلك وقال: أنت ستنفصل عنها أليس كذلك؟!
أومأ برأسه وأجاب: المشكلة ليست هنا... في الواقع... بعد ان خرجت ليسيا من منزلي قابلت حبيبتي مارييت عند الباب.... وقد قالت الكثير من الأكاذيب لها....
استاءت هيلين وسألته قائلة: ماذا كان رد فعل مارييت... هل تحدثت إليك...؟!
كسا الحزن ملامحه وأجاب: مارييت عندما رأتها تخرج من منزلي.... صدقت كل ما قالته لها... وهي ترفض الحديث إلي الآن.... دون ان تمنحني مجالا للتوضيح...
فكر نيكولاس قليلا وقال: في هذه الحالة.... لنجعل مارييت ترى كل شيء بعينيها... حتى تصدق.... ليسيا تعبد المال.... ان اتصلت بها وطلبت منها موعدا... ستقبل بكل تأكيد... عندها إن رأتنا مارييت معا... فهي ستعلم بكذبها....وتسمح لك بتوضيح موقفك يا ألبرت...
انزعجت هيلين لسماع ذلك....بينما نظر إليها ألبرت قائلا: أنت الوحيدة التي قد تقنع مارييت بالحضور... سأعتمد عليك يا هيلين....
في النهاية اوصلها نيكولاس إلى منزلها... والتزمت الصمت طول الطريق.... وانتبه إلى انزعاجها.... لكنه لم يرد سؤالها... فهو يعلم السبب... وهو محبط لأنها لم تعترض.... ألا تشعر بالغيرة عليه ولو قليلا... حتى لو كانت تثق به....
تنهد بعمق.... بينما صعدت... إلى شقتها... وهي تشعر بالضيق.... كيف يجرأ... على اقتراح شيء غبي كذلك....
ألا يهتم لمشاعرها.... صحيح انها مجرد تمثيلية ولكن....
أخذت حماما ساخنا... لعلها تنسى لكن بلا فائدة.... وارتدت فستان نوم.... وكانت على وشك الاستلقاء...
عندما.... سمعت طرقا على الباب.... تساءلت من قد يكون.... وفتحت لتفاجأ برؤية ويليام....
ابتسمت بفرح... واحتضن كل منهما الآخر.... بينما قالت: أين اختفيت... كل هذه الفترة.... لم تأتِ للشركة.... ولم تتصل...
دعته إلى الدخول بينما أجاب: لقد كان أسبوعا حافلا يا هيلين....
جلسا جنبا إلى جنب بينما أخبرها ما حدث معه ...
فبعد ان ذهب إلى غرفة ديانا في تلك الليلة... وجدها منهارة من شدة البكاء.... وعرض عليها... ترك المكان والعودة... إلى المدينة... وبعد ان عادا وهدأت... تمكنا من الحديث سوية.... واكتشفا... أن والدة ديانا هي وراء كل ما حدث قبل سنوات.... فهي من عمدت إلى إبعاد ويليام عن ابنتها... وسعت لنقل عمله ٱلى روما... لأنها كانت تنوي جعلها تتزوج رجلا ثريا....
لكن ديانا رفضت... وأنجبت طفلها... حتى بعد أن اعتقدت ان ويليام هجرها... بعد الأكاذيب التي لفقتها والدتها..... والآن وبعد أن توضح سوء الفهم الذي كان بينهما.... سرت ديانا بالعودة... إلى حبيبها السابق.... وهما الآن... يجهزان...للانتقال إلى باريس للعيش هناك... بشكل دائم.... ثم يتزوجان....
ابتسمت هيلين لسماع ذلك بينما قال ويليام: أنا أتطلع... لرؤية ابني ألان.... رغم كل ما حدث... ما زلت لا أستطيع التصديق....
ربتت على كتفه بحنان.... وأجابت: لقد عانيت كثيرا...والآن حان الوقت.... لتفرح أخيرا...
ابتسم لها وقال معتذرا: أنا آسف... لما تسببت به ديانا من أذى.... لك وللرئيس لقد أردت منها أن تأتي رفقتي للاعتذار منك... لكنها قالت أنها ليست مستعدة بعد...
اومأت هيلين برأسها وقالت: لا عليك.... أنا أيضا... أخطأت....فقد جعلتها تتعلق بنيكولاس... ثم أخذته منها...
تطلع إليها بينما ابتسمت وقالت: في الواقع أنا ونيكولاس صرنا حبيبين.... لكن أتمنى ان تحفظ الأمر سرا ريثما....نحوز على موافقة السيد ديون...
أومأ برأسه إيجابا وقال بارتياح: يسرني سماع ذلك... الآن... وأنت حبيبة نيكولاس... لن أقلق عليك... بعد أن أسافر....
شكرته على لطفه بينما قال وهو ينهض: هذا ما أتيت من أجله.... شكرا جزيلا لك على كل شيء....
نهضت هي الأخرى بينما أضاف بابتسامة حزينة: عزيزتي هيلين....أعتقد أن هذا سيكون آخر لقاء لنا.... بما أنني سأسافر صباح غد... لذلك...
شعرت بحزن عميق.... وتلألأت الدموع في عينيها وهي تجيب: من المؤسف أنك سترحل... لكنني سعيدة من أجلك يا ويليام..... انت تستحق هذه السعادة... اعتني بنفسك وبأسرتك الصغيرة... وحافظ عليها...
احتضنها بحنان وهو يجيب: أنتِ أيضا اعتني بنفسك... وبنيكولاس.... وكونا سعيدين... يا هيلين... اتفقنا....
أومأت برأسها إيجابا...ثم ودعته عند الباب.... ويليام وجد سعادته.... وهي أيضا ستجد سعادتها....
في مساء اليوم التالي.... نفذت هيلين طلب ألبرت ونيكولاس... وأقنعت مارييت بالخروج معها لتناول العشاء.... وكما توقع نيكولاس... ليسيا أسرعت لقبول دعوته.... فور اتصاله بها....
لم تكن هيلين موافقة.... على ما يحدث... لكنها لم تستطع قول شيء.....
وفي النهاية..... دخلت المطعم رفقة مارييت... التي بدت سارحة تماما....
تنهدت هيلين وهي ترى.... نيكولاس.. جالسا... ومقابله ليسيا.... التي كانت تحاول...إغواءه.... بحركاتها... التي استفزت هيلين.... وتمنت لو تستطيع.... الذهاب إليها...وشدها من شعرها...
تنحنحت هيلين وقالت محدثة مارييت: انظري إلى هناك.... أليس ذلك السيد نيكولاس؟!
رفعت مارييت نظرها ولمحت ليسيا فقالت: تلك المرأة برفقته أليست....ليسيا.... زوجة ألبرت.... ؟!
شعرت هيلين بالغيرة تأكلها وهي ترى تلك المرأة تمسك يد نيكولاس....بينما قالت مارييت غير مصدقة: هل نيكولاس.... على علاقة بليسيا....
انزعجت هيلين لسماع ذلك وردت عليها: لا.... لكنها تحاول التقرب منه.... لأنه رجل ثري... تلك المرأة لا تحب أحدا.... لذلك السبب ألبرت قرر الانفصال عنها بعد أن عرف حقيقتها....
أحست مارييت بالذنب.... بينما شعرت بشخص يقف خلفها... التفتت لتجد ألبرت...نظرت إليه بندم وقالت: أنا... ما كان عليّ.... ان أصغي... لتلك المرأة الرخيصة.... أنا آسفة يا ألبرت....
ابتسم لها وقال: لا بأس... لكن.... في المرة القادمة أتمنى.... أن تصغي إلي قبل أن تحكمي... يا حبيبتي...
ارتمت في أحضانه... ثم قالت: سألقن تلك المرأة درسا...
قاطعتها هيلين قائلة: لا عليك أنا من ستفعل ذلك.... فقط.... عليكما التحدث في مكان هادئ الآن...
فهم ألبرت قصدها فابتسم.... وأخذ يد مارييت.... وغادر
بينما اتجهت هيلين ناحية ليسيا ونيكولاس الذي لمحها.... وشعر بالتسلية وهو يلمح الغيرة في عينيها....
كانت ليسيا تبتسم.... وتقول: إذا.... لما لا نكمل سهرتنا في مكان آخر...
ثم تفاجأت وهي ترى هيلين واقفة أمامها وتقول: أعتقد أن سهرتكما ستنتهي هنا والآن.... ولن تذهبي معه إلى أي مكان آخر....
نظرت إليها ليسيا بانزعاج وقالت محدثة نيكولاس: عزيزي.... كيف تسمح لمساعدتك.... بالتدخل بيننا....
ثم ابتسمت بمكر وقالت لهيلين: أم أنك غيرت مظهرك لأنك تحاولين اصطياد نيكولاس....
أطلقت ضحكة.... بينما اشتد غضب هيلين....فأخذت كوبا من الماء وسكبته على وجه ليسيا....
صدمت ليسيا بما يحدث... بينما لم يستطع نيكولاس تمالك نفسه من الضحك وقال: آسف لتخييب أملك يا ليسيا.... لكن... هيلين... هي حبيبتي الآن.... وأنصحك.... أن تبتعدي عن ألبرت ومارييت...
لم تصدق ما تسمع بينما نهض نيكولاس وأحاط خصر هيلين التي قالت: في المرة القادمة التي تحاولين فيها الاقتراب منا.... فلن أتساهل معك أبدا...
خرجا سوية.... بينما نظرت له بلوم وقالت: لماذا سمحت لها أن تمسك يدك...؟!
ابتسم رغما عنه وأجاب: حبيبتي...لقد كانت تمثيلية...
تجهمت ملامحها.... والتزمت الصمت.... طول الطريق.... وتفاجأت عندما توقف... أمام البناء الذي يقيم فيه...
نظرت إليه متسائلة بينما قال: لقد أزعجتني تلك المرأة بحديثها.... لذلك... أريد إمضاء ما تبقى من السهرة رفقتك....
تنهدت بضيق... بينما دخلا الشقة....ثم قال: إذا... ألن تعترفي؟!
التفتت إليه مستفهمة بينما أضاف: ألن تقولي أنك شعرت بالغيرة؟!
أدارت ظهرها له.... وهي تجيب: وهل عليّ قول ذلك... لتفهم.... ما أشعر به....؟!
احتضنها من الخلف بحب وهو يهمس لها: أجل.... أحيانا..... عليك فعل ذلك.... فهذا يجعلني مسرورا بطريقة ما....
وضعت يديها على يديه وهي تهمس معترفة: لقد شعرت بالغيرة.... ولم أردك ان تقابلها أساسا.... لأنني تذكرت ماضيك معها ... لقد كنتما مقربين جدا.... وأنت كنت.....تلجأ إليها.... عندما تشعر بالحزن.... لقد جعلتني في ذلك الوقت أتألم كثيرا.....
تنهد بعمق وأجاب: أنا... آسف... لكن في ذلك الوقت... لم أكن واعيا... لما يحدث من حولي.... كما أنك تعلمين.... أنني لم أكن جادا بشأنها.... لقد كانت بالنسبة لي مجرد تسلية كغيرها....
أحنت رأسها بينما أدارها ناحيته وهو يضيف: الأهم من ذلك... هو أنها من الماضي... ألم نتفق على ان نبدأ بداية جديدة معا....
اومأت برأسها... واحتضنته وهي تجيب: أنت محق... لكن شعوري طبيعي.... بما أنني أحبك أليس كذلك؟!
قبل شعرها بحنان وهو يجيب: بالتأكيد.... فأنا أيضا مرت علي أوقات.... رغبت فيها بضرب سيزار بشدة.... وأنا أراه يتودد إليك... ويحدق بك أثناء الاجتماعات....
رفعت نظرها إليه... بينما أضاف: في تلك الأمسية عندما.... تقابلنا.... لم أرده أن يرقص معك... لذلك بادرت بطلب ذلك منك أولا....
ابتسمت رغما عنها وهمست: هذا يعني... أنك تعمدت أن تقبلني.... في ذلك اليوم... لإبعاده...
أطلق ضحكة وأجاب: وقد نجح الأمر تماما.... لكنني أخذت صفعة منك....
شعرت بالخجل وهي تتذكر ذلك.... وقالت: أنا حقا آسفة.... لكنني... صدمت بتصرفك في ذلك الوقت....
داعب وجنتها.... ثم غير كل منهما ملابسه.... وشغل نيكولاس جهاز الفونوغراف وهو يقول: سنسهر حتى الصباح بما أن غدا يوم عطلة....
جلست بجانبه... واحتضنها.... بينما ترددت وهي تقول: أعتقد أنني كنت سلبية... في الفترة الماضية.... أنا أعتذر....
مرر يده على شعرها وهو يجيب: أنا أتفهم أن لديك الكثير لتقلقي حياله.... وأعلم أنك تخفين عني الكثير أيضا...
خفق قلبها لسماع ذلك... وتوترت بينما أضاف: ومع ذلك... لن أضغط عليك... أريدك أن تخبريني كل شيء بملء إرادتك....وإلى ذلك الحين.... سأتفهم موقفك... ولن أجبرك على شيء... لفت ذراعيها حول عنقه... وهي تقول: شكرا لك.... أنا أحبك.....
قبل شفتيها بحب......ثم ابتعد عنها وهمس: أتمنى ألا يطول انتظاري يا حبيبتي.....
مرت الأشهر الثلاثة التالية.... كالحلم بالنسبة لكليهما... خاصة بعد أن أقيم حفل خطوبة كل من دانييل وتانيا.... وكذلك ألبرت ومارييت.... وقد بدا لهيلين... أن السعادة... بدأت تحتل عالمها شيئا فشيئا... إنها حولها الآن.... وقريبا ستطرق بابها....
استيقظت في ذلك الصباح... وابتسمت لرؤية نيكولاس يغط في النوم....داعبت شعره... بحنان وهي تفكر... في أنه مؤخرا.....صار متحمسا للعمل... كما أن مزاجه جيد جدا ... لقد صار شخصا... طموحا أكثر... وهو الآن يسعى لتطوير فرع روما... بمساعدة من صديقه ألبرت الذي أصبح شريكا له قبل فترة وجيزة....
فتح عينيه بهدوء وابتسم لها.... وهو يقول: انت دائما تستيقظين أولا.... متى سأحصل على فرصة لايقاظك...
قبلت جبينه.... وهي تقول: لدينا عمل كثير اليوم....... لنؤجل هذه الأحاديث إلى المساء....
اتجها إلى الشركة....
وحضرا عددا من الاجتماعات.... شعرت هيلين بالارهاق ... واستغربت أن نيكولاس لم يتذمر.... من كثرة العمل ترى ما الذي يدور في رأسه... ليضغط على نفسه هكذا....
حل المساء.... وبينما كانا في السيارة....تلقى نيكولاس.... اتصالا هاتفيا من جده... يريد مقابلته...
أغلق الخط ثم نظر إلى هيلين وقال: ألا تعتقدين... أن الوقت مناسب لنتحدث إليه.... نحن على علاقة منذ فترة.....
تنهدت بعمق وأجابت: لا أعلم... ينتابني شعور سيء اتجاه ذلك... لننتظر قليلا بعد... أرجوك...
شعر بالضيق...
بينما اتجها إلى قصر العائلة.... واستغرب الجد وجود هيلين مع حفيده...
جلسا مقابله... بينما قال الجد: هيلين واحدة من العائلة تقريبا.....لذلك... سأتحدث أمامها.... بني... متى ستعرفني على الفتاة التي تحبها....
سرق نيكولاس نظرة إليها فأحنت رأسها... بينما أضاف الجد: لقد انتظرت لفترة....لتهدأ ثرثرة الصحافة بخصوص فسخ خطوبتك..... لكن أعتقد أن الوقت حان....
تنهد نيكولاس وأجاب: لقد كنت أنوي أن أعرفك عليها منذ وقت طويل.... يا جدي...
ابتسم الجد وقال: لا شك أنكما متوافقان جدا... خاصة أنك بدأت بتطوير عملك أكثر.... أنا واثق أنك تفعل ذلك من أجلها...
نظرت هيلين إلى نيكولاس الذي قال معترفا: كلامك صحيح.... تلك الفتاة.... خائفة من أن ترفضها يا جدي... لذلك أريد أن أثبت لك.... أنها... أفضل فتاة يمكن أن أرتبط بها... فهي جعلتني شخصا مختلفا....
استغرب الجد سماع ذلك وقال: إذا كنت تحبها.... وكانت هي فتاة تناسبك... وستجعلك سعيدا... فأنا لن أمانع أبدا....
تشجعت هيلين وهي تسمع ذلك.... لكن لم تعلم لماذا... كان قلبها منقبضا... في ذلك المساء.... وأصرت على نيكولاس أن يأخذها إلى شقتها..... وتفهم رغبتها في الاختلاء بنفسها...
لم تستطع النوم تلك الليلة.... وبعد مرور أسبوعين.... عادت هيلين إلى شقتها.... لتجد رسالة تحت الباب...
شعرت بالخوف... وهي تفتحها.... وتحققت أكبر مخاوفها .... إنها من والدها.... يطلب رؤيتها....
امتلأت عيناها بالدموع وكل ما خطر ببالها هو نيكولاس.... الآن وقد عاد والدها مجددا.... فلا شك أن المصائب عادت معه....
في اليوم التالي... انتظرت استراحة الغذاء... وذهبت لرؤية غوستاف وهي تشعر بالخوف ترى ما الذي يريده منها؟!
أنت تقرأ
تناديه سيدي الجزء1
Romansaهي... عالقة في دوامة....مع ديون والدها ... هو مدير لشركة كبيرة... تتسابق النساء للفوز به... ترى كيف ستتصرف هيلين مع مديرها نيكولاس.... هل ستتمكن من إخفاء أسرارها.... وهل سيتمكن نيكولاس من إذابة جليد قلبها.... الجزء الأول الجزء الثاني من الرواية (...