ذلك المساء.... اتصلت هيلين بمربية اندي وطلبت منها قضاء الليلة برفقته.... بعد أن طمنت اندي انها ستعود للمنزل في الغد..... كان قلبها يقفز فرحا... وهي تفكر... أن لديها الكثير من الأشياء تنقص شقتها.... وستدلل نفسها قليلا بشراء ملابس جديدة لها.... ستقوم بالتسوق بعد سنوات طويلة.... المال هو أكثر ما يدخل السعادة إلى قلبها بالفعل.....استلقت بارتياح تام وغطت في نوم عميق.... كانت الساعة تشير إلى الثامنة تماما.... عندما أحست هيلين... بأثر على شفتيها.....وتململت في فراشها ثم فتحت عينيها بصدمة... تحسست شفتيها... ثم نظرت حولها ولم تجد أحدا.... هل يعقل أنها تتوهم...
أم ان هناك من قبلها فعلا.... غزت الحرارة وجهها..... وشعرت بالتوتر..... إنها المرة الثانية التي يحدث فيها ذلك..... حتى انها لم تشعر بدخول أحد للغرفة.... وقد كان حذرا جدا في معاملته لها لدرجة أنها لم تشعر بشيء.... هل يعقل أن يكون نفس الشخص.... سمعت حديث رجلين أمام باب غرفتها.... ثم طرق الباب.. ودخل كل من ويليام وسيزار.... ومعهم نيكولاس....
شعرت بالاحراج.... لو أنهم أتوا أسرع قليلا لكانوا شاهدين على تلك الحادثة المحرجة... وكانت صورتها ستتشوه للأبد....
احمر وجهها وأحنت رأسها مما فاجأ ثلاثتهم في حين قال سيزار: آنسة هيلين حمدا لله على سلامتك.... لقد قلقت عليك كثيرا....
حاولت أن تبدو طبيعية وهي تجيب: هذا لطف منك يا سيد سيزار....
شعر بالاحباط لأنها لم تناديه باسمه....
بينما وضع ويليام باقة ورود حمراء في المزهرية التي بجانب السرير وهو يقول: إنها هدية من جميع موظفي الشركة.... وقد طلبوا مني أن اوصل سلاما خاصا لك نيابة عنهم.....
تأثرت هيلين بذلك كثيرا وقالت: أخبرهم رجاء أنها أجمل باقة رأيتها في حياتي.....
تأملها سيزار بإعجاب واضح وقال: مع انها ليست المرة الاولى التي أراك فيها هكذا.... لكن صدقا أنت اجمل بكثير من دون تلك النظارات وتسريحة الشعر الغريبة....
لاحظ نيكولاس الاعجاب... في عيون سيزار.... ولاحظ أن هيلين تشعر بالاحراج.... فقد تضرجت وجنتاها حمرة من شدة الخجل.... بينما قالت: أنت تبالغ...
أطلق نيكولاس ضحكة وقال: رويدك يا سيزار.... ستجعل مساعدتي...تتعرض لانهيار عصبي آخر.....
انتبه سيزار لنفسه.... وشعر بالاحراج...بينما ابتسم ويليام رغما عنه.....
عادت ذاكرة هيلين إلى ذلك اليوم بعد تعليق سيزار... هل يعقل أنه هو من تحرش بها في ذلك اليوم.... واليوم أيضا.... بالتأكيد فهو شريك نيكولاس وبإمكانه دخول الشركة في أي وقت يريد....
ارتعش جسدها للتفكير في الأمر.... لاحظ نيكولاس توترها..... بينما قرر سيزار الانسحاب بعد ملاحظة شريكه.... تمنى لهم ليلة سعيدة.... وغادر... بينما نظر ويليام إلى الساعة وقال: علي الذهاب الآن... لدي موعد مهم ... ارتاحي جيدا يا هيلين....
أومأت برأسها وغرقت في أفكارها.... إذا كان الأمر صحيحا..... فهي لن تستطيع التعامل معه بعد الآن....
بدا وجهها شاحبا.... مما أثار حيرة نيكولاس فقال: هيلاري هل أستدعي الطبيب....؟!
هزت رأسها إيجابا وقد أدركت حقيقة الوضع....
أتى الطبيب وفحصها وقال محدثا نيكولاس: سيد نيكولاس آمل أنك لم تضايق الآنسة هيلين بشيء...
نظر إليها نيكولاس بينما قالت: لا.... علاقة للسيد نيكولاس.... أنا فقط أشعر بالتوتر...
أنبها الطبيب وهو يعطيها حقنة مهدئة: عليك التوقف عن التفكير في الأمور المزعجة.... التعرض لانهيار آخر... قد يؤذي دماغك....
هزت رأسها موافقة ثم خرج الطبيب..... جلس نيكولاس مقابلها وقال: لا أظن أن كلام سيزار قد يسبب لك كل هذا التوتر....
حاولت ان تبدو طبيعية.... فآخر ما تريده هو أن يعلم مديرها بحادثة التحرش تلك.... وقالت: لا.... ربما مازلت أعاني من الاجهاد.... هذا كل شيء...
لم يصدق كلامها..... لكنه لم يرد إثارة الموضوع... بما أن حالتها غير مستقرة....
ترددت وهي تقول: رجاء... لا تتعب نفسك.... لست مضطرا للبقاء معي...
نظر إليها متفهما ورد: للحقنة مفعول مخذر سأغادر بعد أن تنامي....
ابتسمت له وأجابت: شكرا لك....
وبعد لحظات قليلة نال منها النعاس.....وغادر نيكولاس بعد ان تأكد من ذلك....
استمتعت هيلين بإجازتها في المنزل .... وخرجت للتنزه مع اندي..... عدة مرات.... واشترت لنفسها كثيرا من الأشياء. .....
يالها من حياة جميلة.... كما ان أصدقاءها... دانييل وتانيا وويليام كانوا يترددون على زيارتها يوميا....
في ذلك الصباح وردها اتصال من المستشفى وقد علمت أن زوج أمها استيقظ من غيبوبته وهو في حالة جيدة....
شعرت هيلين بالابتهاج.... وقررت إخبار اندي الحقيقة....
تناولا الفطور.... بينما قالت: حبيبي أندي.... لقد عاد والداك من السفر...
ابتهج لسماع ذلك... لكنه قال: هذا يعني أنني سأتركك يا هيلين....
ربتت على رأسه بحنان وقالت: لا....ليس بعد.... أقصد... لقد تعرضا لحادث سيارة خفيف.... وهما في حالة جيدة... الآن.... لا تقلق...
تغيرت ملامحه بينما احتضنته هيلين وأضافت: إنهما بخير تماما وسنذهب لرؤيتهما الآن.... صدقني....
نظر إلى هيلين وقال: أنا أصدقك....
أخذت يده.... وذهبا معا إلى المستشفى....
وسرت فلورنسا برؤية اندي كثيرا واحتضنته....وهي تبكي وتقول: الحمد لله أنك بخير يا صغيري....
استغرب اندي كلام والدته.... وقال: لقد كنت مع اختي... وقد اعتنت بي يا أمي...
هزت رأسها إيجابا وقالت: أنا أعلم... لكنني خفت عليك...
تأثرت هيلين بذلك كثيرا ... وتمنت أنها يوما ما سيكون لديها شخص يخاف عليها ويفتقدها إذا ما غابت....
تذكرت صديقها ألبرت المقيم في هذا المشفى.... واستأذنت من والدتها.... وذهبت إلى غرفة ألبرت.... فرح كثيرا برؤيتها وقال: اعتقدت أنك نسيتني يا هيلين....
هزت رأسها نفيا وأجابت: لن تصدق ما مررت به يا ألبرت....
بعد ذلك قصت عليه ما حدث معها.... وقد تأثر بذلك كثيرا وسر لعودة مدير الشركة في النهاية....
نظر إليها ألبرت بفخر وقال: أنت صنعت معجزة يا هيلين أنا اهنئك...
ضحكت لسماع ذلك وقالت: البرت..... انت تبالغ....
ثم خطر لها شيء وتغيرت ملامحها وهي تقول: لقد تكررت معي تلك الحادثة السيئة عندما كنت في المستشفى.... وقد اكتشفت الفاعل.... إنه شريك مديري في الشركة....
شعر البرت بالأسى عليها وقال: أنا آسف لسماع ذلك...
هزت رأسها نفيا وقالت: بالكاد أستطيع تصديق ذلك .... إنه رجل محترم وطيب ... وأنا أشعر أن إعجابه بي يزداد يوما بعد يوم.... ولكن تصرفه... جرح مشاعري... .
فكر ألبرت في كلامها بينما قال: أحيانا....المرء لا يستطيع التحكم في مشاعره يا هيلين.... ومن خلال معرفتي بك.... أنت فتاة محتشمة أكثر مما يجب... لذلك فهو يجد صعوبة في التقرب إليك تفهمينني؟!
فكرت في كلامه.... البرت محق... فهي كما يقول... ومع ذلك أن يتحرش بها....
تنهدت بعمق وقالت: أنت مدهش يا البرت ... لديك تفسير لكل شيء ...
صمت البرت قليلا وقال: هيلين.... ما اسم مديرك في العمل....؟!
استغربت سؤاله وأجابت: نيكولاس فيسكونتي....
تغيرت ملامح البرت وأجاب: توقعت هذا....
صدمت هيلين بردة فعله... وتساءلت إن كان يعرف رئيسها....
تنهد البرت بعد صمت وقال: إنه هو....... لقد اخبرتك من قبل أن زوجتي تخلت عني بعد مرضي.... وخانتني مع رجل آخر.... إنه رئيسك....
لم تصدق هيلين ما تسمع.... هل نيكولاس وضيع إلى هذه الدرجة.... أن يخرج مع زوجة رجل آخر.... رجل مريض في أمس الحاجة لزوجته بجانبه ....
نزلت دموعها رغما عنها وقالت: من هي زوجتك يا البرت...؟!
تردد قليلا... ثم أخرج صورة لهيلين.... نظرت لها باشمئزاز وقالت: ليسيا.... زوجتك هي ليسيا... إذا...
هز رأسه وهو يقول: أنت تعرفينها إذا... لاشك أنك رأيتها مع مديرك....
شعرت هيلين بغضب شديد وقالت: أنت هو السيد دي بورغيا.... لقد قيل لي أنك ميت.... أنا لم أعلم يوما أنك على قيد الحياة وإلا لما سمحت بذلك صدقني....
نظر لها بحزن وقال: أنت مجرد مساعدة وليس هناك ما يمكنك فعله...
نهضت بعصبية وقالت: لا.... الأمر ليس أنني ساتدخل في حياته الشخصية.... لكن تصرفه غير أخلاقي.... وغير إنساني.... وقمة في السفالة أيضا.... صحتك لم تتحسن بسببه ...
اتسعت عينا ألبرت... بينما أضافت: انتظر وسترى....
ثم خرجت بغضب...أخذت اندي إلى مدرسته واتجهت إلى الشركة وهي تشعر بالغضب...
ابتسمت تانيا لرؤيتها وقالت: أهلا بك يا هيلين... تبدين في صحة جيدة....
تأملت ملابسها الرياضية....وقالت: هل تمارسين الرياضة؟!
حاولت هيلين تمالك نفسها وقالت: ليس تماما.... لكن أحب ارتداء الملابس الرياضية في أيام العطل... لأنها مريحة....
غمزتها تانيا وقالت: أنت تبدين مختلفة.... بدون النظارات وتسريحة الشعر الغريبة....
ثم أطلقت ضحكة.... نظرت إليها هيلين بتساؤل.... إنها جملة سيزار نفسها...
احمر وجه هيلين وقالت: هل أخبرك ويليام بما حدث؟!
لم تستطع تانيا تمالك نفسها من الضحك وقالت: الجميع يتناقل القصة.....
شعرت هيلين بالاحراج الشديد.... ثم تذكرت سبب وجودها.... تنحنحت وقالت: هل المدير في مكتبه... ؟!
أومأت تانيا برأسها وقالت: أجل.... سأخبره بقدومك....
سمح لها بالدخول..... واستغرب ارتداءها لملابس رياضية..... وأنها سرحت شعرها على شكل ذيل حصان....وقال متعمدا: هل اشتقت إلى العمل بهذه السرعة.... أم أنك مشتاقة لمجاملات سيزار...
نظرت له بانزعاج واضح وقالت: لا.... أتيت لأخبرك كم أنك خيبت أملي.... بسبب تصرفك غير الانساني...
انزعج من لكنتها المتهمة وقال: ما الذي تتحدثين عنه؟!
وضعت يديها على مكتبه وردت: ماذا يمكن ان اقول عن شخص يواعد زوجة رجل آخر..... رجل مريض ويحتاج إلى زوجته معه...
لم يصدق نيكولاس ما يسمع وقال: هيلين لا تتجاوزي حدودك.... أنا لم أواعد زوجة أحد....
ابتسمت بسخرية وقالت: هل تنفي الأمر.... هل تنفي علاقتك بليسيا..... ؟!
غضب بشدة لسماع كلامها وانفجر قائلا: زوج ليسيا ميت..... وانا لا أعلم ما الذي تهذين به.... كما أنني قطعت علاقتي بها على أية حال...
تبادلا نظرات لوم وغضب.... بينما قالت: إنه على قيد الحياة.... وهو مقعد ويقيم في المستشفى منذ سنة.... وقد ساءت حالته عندما علم بعلاقتك مع زوجته....
لم تحتمل أكثر وانفجرت باكية وهي تضيف: إنه شخص طيب وحنون ولا يستحق أن تفعلا ذلك به....
نظر إليها بصدمة وقال: صدقيني أنا لم أكن أعلم.... أنا يستحيل أن أواعد زوجة رجل آخر.... لست حقيرا... لأفعل ذلك...
نظرت له بعدم ثقة وقالت: هل يمكنك الذهاب إلى ألبرت والاعتذار منه.... هذا أقل ما يمكنك فعله.... للتكفير عن خطئك.....
تنهد بعمق وقال: سأفعل....
نظر إلى جدول مواعيده.... وأضاف: لدي ساعتان قبل الاجتماع.... لنذهب إليه الآن....
بعد كلامه.... شعرت بصدقه وأنها ظلمته.... لكن ذلك لا يقارن أبدا بالجرح الذي يعانيه ألبرت المسكين....
استقلا سيارة نيكولاس وفضل أن يقود بنفسه....بينما ركبت هيلين بجانبه وهي ترمقه بنظرات لوم....
وصلا إلى المستشفى.... وقبل الدخول إلى غرفة ألبرت نظرت له بانزعاج وقالت: لا اريده أن يصدم برؤيتك.... سأتحدث معه أولا...
استغرب تصرفاتها الوقحة..... لكنه لم يعلق... سيحاسبها فيما بعد....
تفاجأ ألبرت من عودتها السريعة وقال: هيلين... هل حدث شيء؟!
أخذت نفسا عميقا وقالت: لقد تحدثت مع مديري....
اتسعت عينا البرت بينما أضافت: وقد جاء شخصيا للاعتذار منك...
لم يصدق ألبرت ما يسمع وقال: هل فقدت عقلك.... هل انت جادة....
فتحت الباب ليدخل نيكولاس وهي ترمقه بنظرات منزعجة وقالت: سأترككما على انفراد... سأكون في الخارج إذا احتجت شيئا يا ألبرت...
حدق فيها نيكولاس بعدم تصديق.... من تظن نفسها لتعامله هكذا.... حاول التحكم في غضبه بينما قال: سيد دي بورغيا.... أنا لا أعلم ماذا أقول... لكن أخبرتني ليسا أنك توفيت في الحادث.... صدقني أنا ضحية مثلك..... لقد قالت أنها تعاني من صدمة موت زوجها وهي في حاجة لمن يقف بجانبها.... لذلك....
شعر ألبرت بالألم لسماع ذلك.... ليسيا استخدمته كذريعة للتقرب من رجل غيره....
بينما أضاف نيكولاس: أنا ما كنت لأواعد زوجة رجل آخر....... لست وغدا لأفعل ذلك... والأهم أنا وليسيا لم يحدث شيء خاص بيننا.... أقسم لك....
شعر البرت بصدق نيكولاس وقال: قدومك للاعتذار خير دليل على صدقك.... يا سيد فيسكونتي.... أقدر لك ذلك.... اقترب منه نيكولاس وصافحه قائلا: نادني نيكولاس....
ابتسم له البرت.... وأجاب: وأنا ألبرت.... سأكون مسرورا إن زرتني رفقة هيلين من حين لآخر....
تذكر نيكولاس هيلين وقال: تلك المساعدة... رمت علي بكل اللوم ولم تمنحني فرصة للدفاع عن نفسي....
انفجر البرت ضاحكا وقال: إنها قوية حقا.....
ثم ابتسم واضاف: لكنها حنونة.... وذات قلب كبير....
ابتسم نيكولاس رغما عنه وأجاب : وتسبب الكثير من المتاعب أيضا....
ودع كلاهما البرت.... ثم خرجا من الغرفة....
رمقها نيكولاس بنظرات انزعاج وقال: ٱذا.... يا هيلاري... أليس لديك ما تقولينه؟!
شعرت هيلين بالتوتر ولم تعلم ما تقول....
حدق فيها مطولا بينما هي تنظر إلى الأرض.... وأضاف: أنا أنتظر.....
أخذت نفسا عميقا ثم نظرت إليه بعيون متأسفة وقالت: سيدي المدير.... لقد أخطأت في حقك أنا آسفة.... وقد قلت كلاما فظيعا.... أنا حقا أعتذر...
نظر لها ببرود وقال: أتمنى ألا يتكرر ذلك... في المستقبل...
أدركت أنه انزعج منها فعلا ..... سارت معه جنبا إلى جنب....ثم لاحظت آلة لبيع المشروبات فأسرعت باتجاهها وقالت: هل تريد تناول القهوة....او اي شيء....
لم تتغير ملامحه وأجاب: قهوة من دون سكر...
قدمت له القهوة وهي تقول: إنها على حسابي... عربون اعتذار.....
أشاح بنظره عنها.... ليجد الآنسة مارييت تنظر إليهما...
استغربا وجودها وهي ترتدي مئزرا أبيض....
ألقت التحية على نيكولاس ودعتهما للتحدث في مقهى المستشفى....
وأخبرتهما أنها تعمل طبيبة متدربة في هذا المستشفى....
نظرت إليها هيلين بإعجاب وقالت: هذا مدهش.... لاشك أن المرضى الذين تعتنين بهم سعداء جدا يا آنسة مارييت.... فأنت جميلة جدا...
استغرب نيكولاس كلام هيلين التي أضافت: لقد قرأت أن الطبيبة الجميلة تجعل نفسية المريض تتحسن...
شعرت مارييت بالاحراج... وابتسمت بخجل وشكرتها على لطفها.... ثم قالت: هناك مريض اعتني به بالفعل... السيد دي بورغيا....وقد قال لي الأمر نفسه....
لمعت عينا هيلين وقالت: ألبرت صديقي.... لم اكن أعلم أنك مسؤولة عنه.... رجاء اعتني به إنه مهم جدا بالنسبة لي....
بينما نظر نيكولاس إلى مارييت وقال: انا أيضا أتمنى ذلك.... لقد مر بظروف صعبة.... وقد يتحسن إن حظي بالرفقة المناسبة يا آنسة مارييت...
ابتسمت لهما بحنان وأجابت: بالتأكيد إنه واجبي قبل كل شيء ...
ودعاها وخرجا.... وقد كانت هيلين تشعر بالرضى.... وهي تقول: لم أعد قلقة على البرت بعد الآن....
نظر إليها نيكولاس وقال: لم أكن أعلم أنك ثرثارة يا هيلاري....
ابتسمت بقلة حيلة وأجابت: أعلم أنك ما تزال غاضبا مني.... لكن.... كن ممتنا.... لقد جعلتك تدرك حقيقة ليسيا.... وتصحح خطأك...... ألست سعيدا بذلك...
اكتفى بإماءة بسيطة.... ثم قال: أين تريدين أن أوصلك.....
نظرت إلى الساعة وقالت: لا عليك يمكنني تدبر أمري يا سيدي...
ركب سيارته... بينما انحنت أمامه وقالت: شكرا جزيلا لك لانك أتيت.... الأمر كان مهما جدا بالنسبة لي....
راقبت سيارته تبتعد.... لقد تصرفت معه بلؤم شديد... وهو ما يزال غاضبا فعلا.... هي تدرك ذلك.... ماكان عليه أن تسمح لعواطفها بالتحكم بها.....
كانت تتنزه في الحديقة عندما وردها اتصال من تانيا التي كانت تبكي بحرقة وطلبت لقاءها على الفور....
وافتها إلى أحد المقاهي.... وهي تشعر بالقلق..... ربتت على كتفها إلى أن هدأت ثم أخبرتها تانيا أن والدة دانييل هي السبب....
" كانت تانيا في مكتبها عندما دخلت مارغريتا - زوجة عم نيكولاس - وطلبت مقابلة نيكولاس على عجل.... لكن تانيا اعتذرت وأخبرتها أن المدير ليس في مكتبه... عندها غضبت المرأة فجأة واتهمت تانيا بالكذب.... وطردتها من العمل..... "
لم تصدق هيلين ما تسمع وقالت: المدير هو الوحيد الذي لديه صلاحية التعيين والطرد.....
نظرت إليها بعيون باكية بينما أضافت: سأتحدث معه....
ترددت تانيا بينما أضافت: الأمر لم يتوقف هنا.... دانييل كان مارا من هناك.... عندما سمع صراخ والدته.... ودخل.... وأخبرته أنني أهنتها....
اتسعت عينا هيلين وردت: وهل صدقها....
تنحنحت تانيا وأجابت: لم يقل شيئا بل هدأ والدته وأخذها خارج المكتب....
ابتسمت هيلين رغما عنها وقالت: أخبرتك أنه ودود بالفعل....
رمقتها بانزعاج وردت: حسنا... لقد غيرت رأيي فيه قليلا.... فقط....
ربتت هيلين على كتفها وقالت: لنتناول عصيرا باردا.... وسأتصل بالمدير فيما بعد لأخبره بما حدث.... .
استعادت تانيا نشاطها... بعد تناول العصير .... وودعت هيلين عائدة إلى العمل....
جلست هيلين باسترخاء.... على مقعدها.... عندما رن هاتفها وشعرت بالخوف وهي ترى رقم والدها.... ما الذي يريده منها.....
أجابت مرغمة وكما توقعت فقد طلب لقاءها فورا.... أرسلت له عنوان المقهى.... وبعد نصف ساعة... فوجئت برؤيته وهو يحمل طفلا رضيعا معه....
رمقته بعدم فهم بينما قال: هذا الطفل هو ابني فيريو....
رفعت حاجبها وقالت: لديك ابن صغير وأنت بهذه السن هل فقدت عقلك.... ثم ما علاقتي بهذا؟!
نظر إليها بنفاذ صبر وقال: أنا احاول التحكم بنفسي بصعوبة.... إن لم تصمتي.... فسأوسعك ضربا......هل تفهمين...
ابتلعت...ريقها بصعوبة بينما أضاف: أريدك ان تعتني به..... بدلا مني.... لفترة قصيرة.... أمه ترقد في المستشفى.... وأنا في حاجة للمال لعلاجها....
أطلقت هيلين ضحكة وقالت: هل تريدني ان أصدق انك أصبحت رجلا بضمير فجأة.... وأنك قلق على ابنك وزوجتك.... هذا كثير....
رمقها بنظرات عدائية وقال: يالك من وقحة....
لكنها صمتت عندما أراها مسدسه... وأضاف: طلقة واحدة وأسكتك للأبد....
ارتعش جسدها خوفا وقالت: أنا اعتذر.... لكن ما الدليل على أنك صادق.... وكيف اعرف أن زوجتك مريضة فعلا....
نظر إليها بنفاذ صبر وقال سآخذك لرؤيتها في المستشفى.... إذا أردت... هزت رأسها موافقة وذهبت معه.....
وصدمت عندما رأت فتاة شابة قد تكون في مثل عمرها أو ربما أصغر منها.... بوجه شاحب مستلقية على سرير...
نظرت إليه هيلين باستنكار وقالت: أنت حيوان...
جذبها من ياقتها بشدة وقال: لقد بدأ صبري ينفذ...
شعرت بالخوف بينما أضاف: إنها فتاة روسية..... ابنة رجل أعمال مهم.... وقد اختطفتها عصابة من المافيا الايطالية.... وساعدتها على الهرب منهم.... وتورطت في علاقة معها.... كان ذلك قبل سنتين...
أصغت إليه هيلين باشمئزاز....بينما أضاف: بعد أن تشفى سأعيدها إلى عائلتها.... ومعها الطفل.... لذلك انا احتاج المال يا هيلين...
تنهدت بعمق وقالت: سأتحدث معها أولا.... وإن كان كلامك صحيحا.... سأدفع التكاليف بنفسي ولن امنحك شيئا.... ما رأيك؟!
هز رأسه موافقا وقال: اتفقنا........ دخلت هيلين إلى غرفة الفتاة صونيا..... نظرت إليها متسائلة بينما قالت: أنا ابنة غوستاف....هيلين...
ابتسمت لها الفتاة بحزن وقالت: غوستاف قال انك ستعتنين بابني .... شكرا جزيلا لك....
أكدت لها صونيا صحة كلام والدها.... فما كان منها إلا الذهاب إلى إدارة المشفى والتحقق من ذلك..... و وفي النهاية تسلمت الطفل من والدها وأخذته معها إلى المنزل..... كان فيريو طفلا جميلا كوالدته.... احتضنته هيلين بحزن وهي تلوم والدها على سفالته.... لقد استغل وضع صونيا.... المسكينة.... والضحية كان هذا الطفل المسكين..... نزلت دموعها رغما عنها.... ثم تذكرت أن عليها شراء الكثير من المستلزمات للطفل.... بعد أسبوعين ستعود إلى العمل وهي في حاجة إلى مربية لتعتني بالطفل خلال غيابها..... خاصة أن مربية اندي تركت العمل لديها لأنها وجدت عملا أفضل...
خطر لها دانييل فاتصلت به وطلبت منه البحث عن مربية من أجلها استغرب ذلك....فأخبرته أنها تعتني بابن صديقتها... المريضة....
طلب منها الانتظار لفترة ريثما يسأل معارفه وأصدقاءه......
تذكرت امرا وقالت: هل انت منزعج من خلاف والدتك وتانيا.....
أطلق ضحكة وقال: أمي كانت ستخنق المسكينة تانيا لو لم اوقفها لو أنك رأيت وجهها الخائف.....
ضحكت هيلين وقالت: إذا أنت انقذت تانيا....
تنحنح وقال: إنها فتاة لطيفة.... مع انها لا تستلطفني...
ضحكت هيلين وقالت: من يدري.. ربما غيرت رأيها بعد حادثة اليوم....
أنهت هيلين الاتصال.... ثم أعدت....الحليب للطفل.... وأثناء ذلك عاد اندي إلى المنزل.... نظر إليها بدهشة وهي ترضع فيريو وقال: من هذا الطفل يا هيلين؟!
نظرت له وهي تكتم ضحكتها وقالت: إنه ابن صديقتي... وسيعيش معنا لفترة....
شعر اندي بشيء من الغيرة ولم يعلق على كلامها....
أعدت هيلين طعام العشاء.... بينما كان اندي يداعب فيريو..... ياله من موقف غريب.... إنها تعيش الآن مع اخويها غير الشقيقين.... من كان يتخيل ذلك....
كان نيكولاس يتناول عشاءه مع ديانا.... واخذت تحدثه عن عائلتها.... إنها تعيش مع أمها فقط.... فقد توفي والدها.....وهي طفلة.... وقد مرتا بظروف صعبة قبل ان تستلم ديانا العمل.....
فكر نيكولاس قليلا وقال: ألا تشتاقين إلى والدتك يا عزيزتي.....؟!
ابتسمت ديانا بحزن وقالت: هذا صحيح....لكن أنا مضطرة للعمل....
ثم توردت وجنتاها.....وأضافت: كما أنني لا اشعر بالوحدة لأنك بجانبي يا عزيزي....
أمسك يدها بحب وقال: انت ايضا .. ازلت عني شعوري بالوحدة يا حبيبتي....
نظرت له بامتنان... ثم تذكر شيئا وقال: حبيبتي... لقد بقيت....صورة الغلاف التي سنضعها في الاعلان.... وانا أقترح ان تصممي لنا ثوبا خاصا من أجل تلك الصورة... اتفقنا....
نظرت له ديانا بحماس وأخرجت دفتر رسوماتها وقلما وقالت: أخبرني بمواصفات الثوب التي تريدها.....
نظر لها بدهشة وقال: صدقا؟!!
غمزته وأجابت: أجل بالتاكيد....
حدق فيها بنظرات أثارتها وقال: حسنا..... سيكون ثوبا طويلا..... ضيقا عند الخصر.... ومنتفخا..... هذه صورتي الأولية عنه.... وأفضل أن يكون بلا أكمام.... شرط ألا يظهر تفاصيل الصدر..... والظهر....
رسمت ما وصفه وهي تبتسم وتقول: هل تريد من شخص معين ارتداء هذا الثوب..... ؟!
أطلق ضحكة وقال؛ سأكون مسرورا لو أنك ارتديته.... لكن العارضة هي من ستظهر في الاعلان....
ثم غمزها وقال: أنا رجل غيور ... يا ديانا....
احمر وجهها خجلا وقالت: أنا أدرك ذلك....
قاطع حديثهما اتصال من دانييل.... أجاب نيكولاس.... وسأله دانييل عن السيدة جوانا التي عملت مربية لنيكولاس في طفولته....
استغرب نيكولاس سؤاله وقال: السيدة جوانا تقاعدت.... لكن سأعطيك رقمها.... ربما تستطيع أن تفيدك بشيء ....
انهى نيكولاس الاتصال.... وقالت ديانا: ما الذي يريده دانييل من مربية....؟!
فكر نيكولاس قليلا ثم انفجر ضاحكا وقال: ذلك المتهور.... لن أستغرب إن علمنا يوما أن لديه ابن ....
شعرت ديانا ببعض الارهاق وأوصلها نيكولاس إلى منزلها.....
بعد أيام....كانت هيلين ... تحمم فيريو الذي اعتاد عليها.... وصار لا ينام إلا في حضنها.... جففت جسده الصغير.... وألبسته ملابسه..... وهو يضحك لها.... عمره لا يتجاوز الستة أشهر.... قبلت يديه بحب.... لقد اعتادت عليه وهي لا تستطيع تخيل اليوم الذي سيغادرها فيه.....
قطع أفكارها اتصال من دانييل الذي أخبرها أنه قادم لزيارتها ومعه ضيف مهم....
عدلت المنزل بسرعة.... وبعد مدة قصيرة.... وصل دانييل ومعه سيدة في الخمسينات من العمر تقريبا....
وقدمها على أنها السيدة جوانا وقد كانت مربية نيكولاس في طفولته... رحبت بها هيلين..... وقدمت لها الطفل فيريو.... داعبته واتفقت مع هيلين أنها ستعمل مقابل إقامتها معها..... وقد سرت هيلين بذلك كثيرا فحتى لو تأخرت في العمل فهي لن تقلق....
بعد لحظات عاد اندي من مدرسته وتعرف على المربية الجديدة.... وشعرت جوانا بالود اتجاه هيلين والأطفال.......
شكرت هيلين دانييل من كل قلبها وودعته عند الباب...
دلت السيدة جوانا على غرفتها..... واتجهت هيلين لإعداد العشاء....
جلست جوانا معها في المطبخ تهدهد الطفل.... نظرت لها هيلين وقالت: إذا فقد كنت مربية مديري.... ؟!
ضحكت المرأة العجوز وقالت: لقد كان طفلا ذكيا.... وكثير الحركة.... لقد أتعبني كثيرا.... ولم أكن أحب معارضته.... نظرا لوفاة والدته وظروفه الخاصة.... لقد كان مدللا من الجميع... ورغم ذلك.... بقي جرح في قلبه....
شعرت هيلين بالأسى لسماع ذلك....
بعد أيام من ذلك انتهت إجازة هيلين وعادت لبذلتها الرسمية ونظاراتها.... وربطت شعرها كالمعتاد كي لا يعتقد الآخرون انها تأثرت بكلام سيزار....
يوم جديد.... دخلت مكتب مديرها بنظرة جادة... وخطوات ثابتة وقالت: سيدي..صباح الخير....
نظر لها بابتسامة ساخرة وقال: لقد عدت لطبيعتك المملة يا هيلاري ...
لم تعلق على كلامه وقالت: لدينا اجتماع بعد قليل بخصوص غلاف المجلة وتحضير الكاتالوغ الخاص بعرض الأزياء.... واختيار وجه الغلاف.... والثوب....
هز رأسه موافقا...وقال: لقد صممت ديانا فستانا مميزا من أجل الغلاف....
ابتسمت هيلين رغما عنها وهي ترى مديرها يتحدث بإعجاب عن حبيبته.... يبدو أن علاقتهما تسير على نحو جيد....
استغرب ابتسامتها وقال: هل هناك شيء ؟!
هزت رأسها نفيا وقالت: لا..... الأفضل ان نذهب يا سيدي.....
أنت تقرأ
تناديه سيدي الجزء1
Romanceهي... عالقة في دوامة....مع ديون والدها ... هو مدير لشركة كبيرة... تتسابق النساء للفوز به... ترى كيف ستتصرف هيلين مع مديرها نيكولاس.... هل ستتمكن من إخفاء أسرارها.... وهل سيتمكن نيكولاس من إذابة جليد قلبها.... الجزء الأول الجزء الثاني من الرواية (...