نظر لها فى سكون تام لم يتفاجأ فهو كان يعرف أنها ستأتى فقال: فيه حاجة لازم أقولهالك
تجمدت ديما فى مكانها فهى علمت أن ما سيقوله زين لها شيئا لا تريد أن تسمعه وأن هذا الحديث سيجرحها نوعا ما فنظرة زين لها غريبة ولم تفهمها و لم تره هكذا من قبل .. تحركت بضع خطوات ناحيته ثم جلست على أقرب كرسى له ثم قالت بخفوت: حاجة ايه!
قال زين فى ثبات: تحبى نتكلم فى حتة تانية
نظرت ديما للغرفة فهى كانت على عجلة من أمرها فى معرفة ما يجرى ولم تأخذ فى الأعتبار بأنها فى غرفته ولكن هذا أقل ما يشغلها الآن فحديث زين جعلها لا تستطيع أن تنتظر أن يذهبو إلى مكان أخر ليستطيع التحدث فقالت: زين قول فيه أيه ..دا ليه علاقة ببابايا؟
أومأ زين فى سكون وأخذ يتحرك حولها ذهابا وإيابا لا يعرف كيف يبدأ فعقله من الداخل لا يتوقف بينما يظهر فى حالة صمود عجيبة وكالمعتاد قرر أن يترك كل شئ بيد الله ولا يفكر كثيرا سيحكى لها بكل صدق فهو شخص صادق عكس ما كان عليه مؤخرا إن كان مقدر لهم أن يبقو معا فسيحدث ذلك وإن كان مقدر أن تتركه فهذا عقاب الله له على كل ما فعله من قبل هكذا يفكر فهو لا يتحمل أن يكذب أكثر من ذلك خصوصا للفتاة التى جعلته يشعر بشئ مختلف بعد أن كان فى حالة من الجمود صامدا لكل ما بداخله حتى أن جاءت هى لتكسر ذلك الحاجز وتسمح لنفسها بالتغلغل بداخله
نظر لها زين وفى عينيه الدموع متحجرة ترفض أن تسقط ثم قال: قبل ما أقول أى حاجة .. أنا كل حاجة عيشتها معاكى كانت حقيقية وكل كلمة طلعت منى كانت من جوايا ومكنتش أتمنى أن أنا اللى أقولك الكلام دا بس أنا مش عارف أخبى عليكى أكتر من كدا
نظرت له ديما وقلبها يتصارع والدموع تجمعت فى عينيها قبل أن يتحدث بأى شئ فقالت بصوت متحشرج فشلت أن تخفيه: تخبى عليا أيه!
أخذ زين تنهيدة ثم قال: أنا أعرف باباكى ..سليم المنشاوى
خفق قلبها بسرعة شديدة عندما سمعت أسمه ولكن كيف يعرفه!.. أم يقصد أنه علم من هو الآن فقالت: قصدك عرفته هو مين ومكانه فين؟
زين: أنا أعرفه من زمان يا ديما
لم تفهم ديما حديثه.. كيف يعرفه! .. واذا كان يعرفه لماذا لم يخبرها بذلك من قبل فقالت: أزاى تعرفه؟
زين: هحكيلك بس أوعدينى أنك تسمعى للأخر
أومأت ديما فتنهد زين تنهيدة أخرى ليستطيع أن يتحدث ثم قال: سليم قالى أنك حد تبعه وأنى أخلى بالى منك طول مانتى فى مصر ..فى الأول خالص مكنتش أعرف أنه باباكى وأنه أتخلى عنك .. أنا عرفت فى اليوم اللى روحنا فيه السجل المدنى لما قولتى أنه باباكى وبعدها سافرت على لندن عشان أواجهه بس هو مقاليش حاجة تفيدنى غير أن فى الوقت المناسب هيقولكو فاضطريت أنى أفضل ساكت لأنها حاجة مكنتش تخصنى فى وقتها وكنت مستنى أنه يقولكو يمكن يبقى فيه سبب مقنع .. سليم المنشاوى يبقى .. يبقى أبو أدهم وأدهم يبقى أخوكى أندرو ......................
أنت تقرأ
لأننا نخشى المواجهة ( مكتملة)
Romanceعزيزى القارئ فى ظل هذه الحياة القاسية اعتاد الأنسان أن يهرب من أشياء عدة عندما تتعاظم الصراعات بداخله يهرب من المواجهة لكى لا يسمح لعقله أن يواجه ما لا يتقبله لكى يحمى ذاته بألا تنهار أو تنكسر .. لكى لا يعانى أو يكون مضطرا لإصلاح ما دمر بداخله أو يع...