الفصل الخامس والعشرون

20 1 0
                                    

يما: أنا عارفة أنك هتستغرب كل دا بس أنا ديما أختك

قال أدهم وعقله لا يستوعب شيئا فمستحيل أن يحدث شيئا كذلك: مش فاهم أنا عارف أنك ديما

ديما بحزن: أدهم أنا ديما توأمك

ضحك أدهم بتوتر وسخرية قائلا: ايه الهبل دا .. ءءازاى ..ديما! ديما ماتت من زمان مستحيل دا يكون صح

الدموع لمعت فى عينيها قائلة: أنا مموتش ولا ماما فى الوقت دا .. كل دا كان كدب

صدم أدهم من هذا الحديث هل هذا حقيقى؟ أم أنه فقط يحلم .. هل عرف للتو أن شقيقته هى صديقته وأنها لم تتوفى حقا!

أدهم: أزاى! .. أنا مش فاهم حاجة

ديما والدموع تسقط من عينيها: ولا أنا

نظر أدهم لها مطولا يدقق فى ملامحها كأنه يراها لأول مرة وعقله ما زال لا يستوعب ذلك .. ذكرايات تدور فى عقله محاولا لفهم ما يحدث ولكن لا فائدة فقال أدهم فى ذهول فلقد تعامل مع وفاتها منذ زمن بعيد: مستحيل أنا فاكر اليوم دا .. بالتفصيل أنا مش مصددق ككل دا .. أبويا قالى أن عنده شغل ضرورى فى مصر وخدنى معاه عشان منبقاش أنا وديما حمل كتير على أمى وأنهم هيحصلونا بعد كام يوم وبعدها بكام يوم قالى أن الطيارة وقعت وأنكوو... أنا مش مصدق

كانت ديما تستمع ببكاء فقالت من بين شهقاتها: ماما قالتلى نفس الكلام ..أنا مش عارفة هما عملو فينا كدا ليه

ماذا!! هل هذا حقيقى لقد أخبرتها نفس الشئ هل هذا اتفاق بينهم ولكن لماذا ..أخذها أدهم فى أحضانه لم يتوقع أبدا أن يلتقى بها بعد كل تلك السنوات .. رائحتها كرائحة منزلهم القديم الذى أعتاد عليه .. يتذكر كم عانى بعد فراقهم فديما كانت أكثر من شقيقة له .. كانت جزء منه ..تذكر عندما تحدث معها أول مرة كانت كشخص مألوف له كشخص تعامل معه من قبل ولكن من المستحيل أن يخطر بباله شئ كذلك فلقد مر أكثر من خمس عشر سنوات على فراقها .. لم ينساها ولكن لم يأتى فى عقله أنها على قيد الحياة فلقد وثق بوالده لماذا فعل شئ كذلك به .. مع كل خيبات الأمل الذى فعلها لم يتوقع منه أن يكذب عليه فى شئ كذلك

أدهم: أنتى عرفتى ازاى

مسحت ديما دموعها بكفيها ثم قالت له: تعالى نتكلم فى مكان تانى

ذهبوا إلى مقهى هادئ وطوال الطريق لم يتوقفوا عن التحدث فعلى الرغم من حزنهم الشديد لمعرفتهم بتلك الطريقة فهم حقا سعداء أنهم ألتقوا بعد كل تلك السنوات

أدهم: أنا بجد مش مصدق أنك هنا

ديما والدموع بعينيها: أنا بجد مبسوطة أوى

أقترب منها أدهم وضمها لذراعه ثم قال مازحا: أنتى لسة بتعيطى حتى وأنتى مبسوطة

ضحكت ديما بين دموعها: وأنت لسة رخم وبتضحكنى وأنا بعيط

لأننا نخشى المواجهة ( مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن