١ ديسمبر ١٩١٤
______البَردُ بَاتّ مُمِيتاً، أصبَحَ كُل شَيئِاً مُغَطَى بِالثَلج
أصبَحَ كُل شئ كَئيبَاً أكثّر مِن المُعتَادِ
لِنَنعم بِهدُوء لَيالِي دِيسَمبِر رِفقِه أصُواتِ الَحربِ المُمِيته
أمِي أخبَرَتنِي أن نَذهبّ و نَقضِي اليَومَ مَع حاسِنهِ المَظهَرِ و وَالدتِها
لَم اُمانِع، هُم لَديهُم مِدفئَه خَشبِيه
وَ أنَا أحتَاجُ الدِفئ فِي هَذا البَردِ القَارِس
ذَهبنَا، حَامِلاً فِي يَديّ سَله خَشبيِه بِهَا شَطائِر الجُبن التِي خَبزنَاهَا أنَا و أُمِي البَارِحه
لَدىَ أُمِي مَهارَه رَائِعه فِي خَبرِ المخبُوزَاتِ، إن ظَللتُ عَلى قَيدِ الحَياهِ سأُحبِ كُثيِراً أن أكُونَ خبَازاً
ذَهبنَا إلَى ذَلِك المَنزِل الخَشبيّ الصَغِير، أشبهِ بِخاصَتُنا
أستَقبلَتُنا العَمه و حَاسِنه المَظهَرِ
دَخلنَا حَيثُ الغُرفه التِي بِهَا المِدفئَه، و وَجدتُ إبرِيق الشَاي عَلى طَاوِلهَ خَشبِيه مَوقِعها أرضَاً
جَلسنَا نَشرَب الشَاي السَاخِن، و نأكُل تِلك الشَطائِر اللَذيِذه مَع بَعض الأحَادِيث اللَطِيفه التِي كانَت تَدُور بَينَنا
نَظرتُ مِن النَافِذه بِجانِبي، أستَطيعُ رؤيَه تِلكَ الشَجره التِي هَاجرَتهَا أخَواتِها
لِتَبقىَ هِي الوَحِيده وَسَطِ ذَلِك الحَقل الُمدَمِر
المَكانُ فارِغ للغَايَه، مِثلي رُبَما
________________________________
أنت تقرأ
1914
Short Storyبدأ فِي عَام ألفِ وَ تسعةِ مِائه وَ أربعةِ عَشر تَنالُ مِني الحَياه، وَ ما أنَا سِوى ضَعيفَاً مُستَنجِد أسَمعِتَ يَومَاً ما عن اكتِئابِ مَا بَعد الحَربِ؟ "فَـ مَالِي لَا أستَطِيع إنتِشَالِك مِن أسفَلِ التُرابِ حَتى حُضنِي" جَ.ج.ك. الروايه ذات فصول ق...