٢٧ نُوڤَمبِر ١٩١٦
_____أنَا وَ أُمِي نَجلِس فِي بَيت العَمه وَ حَاسِنة المَظهَر
أمَام تِلكَ المِدفَئَه الخَشبِيَه، التِي تَبعَث لَنا دِفئ يُنجِينَا مِن بِرودِة لَيَالِي نُوڤَمبِر
وَ لكِنَني حَزِين، أجلِس وَحدِي
حَاسِنة المَظهَر لَا تُرِيد مُقابَلتِي مُنذُ وصُولِي الَى القَريَه بِأكمَلهَا
وَ حِينَ ألمَحُهَا صُدفَه تَهربُ مِني!، غَير عَادِلَاً
أستَقمتُ مِن مَكانِي رِفقَة كُوب الشَايْ الخَاص بِي، مُتوجِهَاً حَيثُ غُرفتِهَا بَعدَما أخذتُ الإذنَ مِن عَمَتِي
طَرقتُ بَاب الغُرفَه، دُون إصدَارِ صَوتِاً مِني
أذنَت بِالدُخولِ، لِأدخُل وَاجِدَاً إيَاهَا جَالِسَه بِطَريِقَه مُبَعثَره مُخفِضَه رَأسَها إلَى الأسفَل، بَينَ يَدِيهَا ذَلِك الكِتَاب الذِي أحضَرتهُ لَها
تَحمحَمتُ بِخفَه لِتَنظُر لِي سَريِعَاً، وَاقِفَه وَ مُتجِهَه نَاحِية البَاب بَعدَما وَضعَت الكِتَاب عَلى سَرِيرَها
كَانت سَتخرُج لَولَا إمسَاكِي بِهَا وَ قَفلِ البَاب بِقُوه مِمَا أفزَعَها
أعتذَرتُ سَرِيعَاً لَها بِالإنحِنَاء، نَادِمَاً
نَظرَت لِي بِريِبَه، مُخبرِتَاً إيَاي ألَا أتكَلم مَعهَا لَأنهَا حَزِينَه مِني ثُم ذَهبت وَ جلسَت عَلى السَرِير الصَغِير الخَاص بِهَا
ذَهبتُ وَ جَلستُ أرضَاً أمَامِهَا، مُوضِحَاً لَها
أن تِلكَ الرِسَاله كَتبتُهَا وَ أنَا بَائِس لِلغَايه
لَم أكُن فِي وَعيِي، أنَا فَقط شَعرتُ بِخَنقه تَتحل كَامِل جَسدِي
شَعرتُ أنَنِي لَن أعُد، لِذا وَضعتُ رِسَاله أقُول بِهَا لَكِي كُل شَئ
وَ أنَكِي هِي كُل شَئ يَا حَاسِنتِي
رَميتُ بِرأسِي عَلى أرجُلهَا المُوضُوعَه أمَامِي بِتَعب وَاضِحَاً عَلى عَينَاي المُغلَقه
طَالِبَاً الرَاحه، مُبتَسِمَاً حِينَ لَمحتُ تِلكَ الصَفحَه المَفتوُحَه فِي الكِتَاب، اثنَان وَ سِتُون
رَفعت نَاظِرايّ لَأجِدهَا تَنظُر لِي بِهدُوء
«مُشتَاقَه لِي؟»
«لَا أحَد لَدِيّ حَتى أشتَاقُ لَه غَيرَك، لَا أشتَاقُ لِغيرَك»
أردَفت لِتَنزِل الَى الأرضِ بِجَانِبي حَاشِره رَأسهَا بَين ذِراعَاي
وَ مَا لِي سِوَى أن أحتَضِنهَا بِقُوه، مُعبِرَاً عَن شَوقِي لَها
ضَحِكتُ بِشِدَه، بَعدَما سَمعتُهَا تَستنجِد لَأنهَا تَختَنِق لِشدِة تَحكُم ذِراعَايّ عَلِيهَا
أبعَدتُ رَأسَهَا عَنِيّ، مُمسِكَاً بِوجَهَها بَينَ كَفايّ
نَاظِرَاً الَى كُل أنشٍ بِه بِإشتِيَاق، طَابِعَاً قُبلَه أعلَاه
خَرجنَا مِنَ الغُرفَه، قَضَينَا اليَوم نَضحَك وَ نَمرح رِفقَة عَائِلاتَنا
أُمِي، العَمه أمِيرَه
______________________________
أنت تقرأ
1914
Short Storyبدأ فِي عَام ألفِ وَ تسعةِ مِائه وَ أربعةِ عَشر تَنالُ مِني الحَياه، وَ ما أنَا سِوى ضَعيفَاً مُستَنجِد أسَمعِتَ يَومَاً ما عن اكتِئابِ مَا بَعد الحَربِ؟ "فَـ مَالِي لَا أستَطِيع إنتِشَالِك مِن أسفَلِ التُرابِ حَتى حُضنِي" جَ.ج.ك. الروايه ذات فصول ق...