١٤

989 173 33
                                    

١٨ يَناير ١٩١٥
_____

فِي شِتاءِ يَنَايِر، كُنتُ أنَا وَ أمِي نَتوَسطّ الغُرفَه عَلى ذَلِك الفِراشّ كَي نَنعمُ بِالدِفئ

وَ السَعادَه تَعمُ قَلب كَلانَا، نبتَسِم لِبَعضنا البَعض بِدفئٍ كَدفئِ أجسَادِنا الأَن

لَا، أنَا فَقطّ أمزَحُ مَعكُم

كُنت أنَا مَن أتوَسَط أحضَانّ وَالِدتِي، حِين أخبِرتَها أنَني لَستُ عَلى مَا يُرَام

كُنتُ أشعُر بِخُنقَه، دائِمَاً مَا أشعُر بِهَا لَكِن تِلكَ المَره مُختَلِفه نَوعاً مَا

تِلكَ المَره كُنت أجلِس أرضَاً بَينَما أعبَث فِي اللاشَئ

أفَكِر و أُفَكِر هَل مِن مُنقِذ يُنقِذ عَقلِي التَائِه غَير المَوت؟، حِين مَماتِي سَيتَوقف عَقلِي عَن التَفكِير، وَ هَذا مُبتَغاي

قَد أدمَعتّ عَينَايّ بِيأسٍ وَ بِغير قَصداً، يَبدُو أنَ طَاقتِي قَد نَفذِت بِالفِعل

لِترَانِي أمِي وَقتَها، التِي هَي بِالفِعل عَلَى عِلماً بِحالتِي النَفسِيه

تَقدَمت بِخطَواتِها الهَادِئه، لِتنتَشِل جَسدِي الضَعيِف بَينَ أحضَانِها الدَافِئه

وَ تُردّد يَا صَغِيريِ كُل شَئ سَيكُون بِخير

أنَا رَجُلاً بالِغ بِالفِعل، أصبَحتُ فِي الثَالِث و العِشروُن مِن عُمرِي

لَكنَني أنُقَص عِشروُن عَامَاً حِينَ أكُونَ بِجانِب وَالِدتي

حَشرتُ رأسِي فِي حُضنَها و بَقيتُ عَلى هَذا الحَالِ لِمُده مِن الوَقت، هِي تَمسِد عَلى شَعرِي بِيدَيهَا الدَافِئه

لِتَبعثُ الرَاحَه و السَلامِ فِي كَامِل أنحَاء جَسدِي، وَ قَد غَفوتّ دُونَ مُلاَحظَه

و هَا أنَا ذَا، نَائِم بِسلاَمٍ وَسط أحضَانّ تِلكَ الإمرَأه العَظيِمه

________________________________

1914حيث تعيش القصص. اكتشف الآن