٤٧

536 108 13
                                    

٢٥ يُولِيُو ١٩١٧
______

_حَدِثنَا عَنِ الإكتِئَابِ

قَاعٍ مُظلِم، سَاحِبَاً إلَيِكَ إيَاه تَحتِ قِنَاع الإحتِضَان
الإحتِضَان مِن نَظرَاتِ البَعضِ أو مَا يَنبِسُون
قَاعٍ بِهِ جمِيع مَا يؤلِمَك، تَائِهَاً أنتَ بَين تِلكَ الذِكريَات
وَ نِهايةً، يَنتَشِر الظَلَامُ بِكَ
لِتُصبِح حَياتَك أجمَعُ مُظلِمَه دُونَ ضَوءً يُنيِرَها

__________________________

أستَيقَظتُ مُحدِقَاً فِي سَقفِ غُرفَتِنَا الصَغِيرَه، غُرفَتِي أنَا وَ أُمِي

نَائِمَاً عَلى سَريِرَها الصَغِير وَحِيد، دُونَ إحتِضَانِهَا

تَنهدتُ أثَر تِلكَ الغِصَه التِي كَانَت تُراوَدنِي، مُستَقِيمَاً بِجَسدِي الذِي بَاتَ ضَعيِفَاً ضَائِعَاً وَ هَذيِلَاً

خَرجتُ حَيثُ الخَارِج بِعَينَين ذَابِلَه، المَنزِل أصبَحَ كَئيبُاً لِلغَايَه

مُبصرِيتَايّ تُحدَق فِي الحَقلِ المُدَمَر، وَ الذِي دُمَر أكثَر بَعد تِلكَ القَنابِل التِي تَم رَميَها علَيهِ مِن قِبلِ العَدِو

أُنَاظِرهُ بِإرهَاقٍ، شَاعِرَاً بِهِ أيسَر صَدرِي المُدَمَر كَحالهُ

أُذنَايّ تَستَمِع إلَى خَطواتٍ خَفِيفَه خَلفِي، عَالِمَاً أنَا مَن بِمُصدِرهَا

أمسَكَت يَدَيهَا ظَهرِي فَجأَه، مُنتَظِرَه مِني الفَجَع
لَكِن لَا رَدِة فِعل تُذكَر

ألتَفتُ لَهَا أُنَاظِر مَلامِحهَا العَابِسه، تُخبِرنِي بِصوتِهَا الرَقِيق كَم هِي حَزِينَه مِني

فَرقتُ شِفتَايّ، مُحدِثَاً إيَاها بِصَوتِي المُتعَب، مُنزِلَاً رَأسِي إلَى مُستوَى رَأسِهَا لِيُغطِي بَعضاً مِن شَعرِي الطَويِل جَبهَتِي

"أخبِريِنِي مَا يَجعَل عَيناكِ حَزِينَه مِني"

أردَفتُ لِتُخبِرني أنَنِي لَم أعُد أقضِي الوَقتِ مَعهَا، ثُم صَمتَت

لِتَلِينُ مَلامِحهَا، مُبتَسِمَه بِخفُوت

نَابِسه بِجدِيَه، أنَها حَزِينَه لِحُزنِي، أنَها تَبكِي لَيلَاً حِينَ تُدرِك أن قَلبِي المُعلَق بِهَا يَبكِي

تُخبِرنِي أنَ الجَمِيعَ لهُ يَومَهِ، أنَا وَ هِيَ و جَمِيع مَن خُلِق

يَوم نَتقَابَل مَع مَن فَقدنَاهُم ظُلمَا، تَاركِين إيَانَا فِي دُنِيَا لَا عَدلِاً وَلا بَهجَه بِها

وَ بِالنِهَايه يَدَيهَا مُلتَفَه عَلى عُنقِيّ، مُحتَضِنَه إيَايّ تَمسِد عَلى رأسِي الذِي يؤلِمنِي لِكُثرَةِ البُكاءِ

لَرُبَما أنَا غَيرُ مُناسِبِاً لِلحَياه، لَكِن مَا مِن مُمسِك لِي عَن تَركهَا سِوى قَلبَاً عَلقتَهُ بِي

ولَا أُرِيد جَعل حَاسِنَتِي تَعيشُ نَفسِ ذَاتِ الألَم الذِي أعيِشُ الأَن بِهِ، بَعد فُقدَانِي لَغالِيَتِي

__________________________________

__________________________________

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

1914حيث تعيش القصص. اكتشف الآن