١٧

944 159 41
                                    

١ مارِس ١٩١٥
_______

بِأعيُن مُرهقَه كُنت أرَاقِب الحَقلِ بِشرُودٍ

وَحيدَاً كُنتُ أنَا

فَمَا بِي طَاقهٍ للحَدِيث مَع أحَدِهُم، وَلا عَاد بِي ذَرهِ أمَلِاً لِلعَيشُ

أيَا سَماءِ أرفِقِي بِي، وَ خُذيِني حَيثُ نَقاءِ مَا بِداخِلكِ

تَثَاقَلت أنفَاسِي، حِينَ تَنهدُت بِعُمقٍ

عُمقٍ لَم وَ لن يَشعُر بِهِ أحدِاً مِن بَعدِي

طَرقَت عَلى مَسامِعي صَوتْ أُمِي المَحبُوبِ، لأحُرِكَ رأسِي نَاظِراً لَها وَ هي تَتجِه نَاحِيَتِي

بِيَديهَا الحَامِلَه لِفَطاَئِر المَوزِ، المُفَضله لِي

أبتَسمتُ بِهدوُء، أتسَائَل كَيفَ تَستَطيِعُ تَغييرُ حَالَتِي البَائِسه فِي ثَانِيه

أتَت وَ جَلسَت بِجانِبي، بِفُستَانِها الَذِي أصبَحَ قَدِيمَاً

لَكِنه بِالرُغمِ مِن ذَلكَ، يَجعَلهَا و كأنِهَا أجمَلِ إمرَأةٍ فِي ذَلِك الكَونِ القَبيِح

بَدأتُ بِالتَذمُر حِين شَدِت أُذنِي بِقُوه

تُعَاتِبني عَلى خُروجِي دُون فِطوُرَاً

أخبَرتُها أنَ لَا بأسٍ، لِنأكُل شَطائِر المَوزِ سَويَاً

وَ بِالفِعل

بَدأنَا نأكُل سَويَاً، نَمزحُ وَ نَلعبُ

غَيرِ مُبالِيين بِتِلكَ السَماءِ، التِي أصبَحتْ غِيُومَها مُلوَثَه بِغُبارِ الإنفِجَاراتِ.

1914حيث تعيش القصص. اكتشف الآن