٢ مايو ١٩١٥
______أَجلِسُ عِندَ العَمَه أمِيرَه وَ حَاسِنَة المَظهَر
بَعدَما تَركتُ أُمِي تَجلِس مَع أبنَة شَقيِقَتهَا رُو
وَ التِي أتَت رِفقَة وَالِدَتِها وَ شَقِيقَتهَا ڤِيولِيتَا
تَعرَفُون ڤِيولِيتَا صَحيِح؟
أستَقبَلنَاهُم أنَا وَ أُمِي، وَ جَلسنَا مَعاً نَسمعُ صُعُوبَةِ الأَوضَاعِ فِي العَاصِمَه
لِذَا أتُوا لِلمكُوث مَعنَا لِأيَامٍ مَعدُودَه، حَيِثُ الوَضعُ هُنَا لَيسَ كَارِثيَاً كَالخَارِج
وَجدتُ رُو تَحتَضِن أُمِي مُنذُ أن أتَت، هَذَا يُغضِبَني
أتَبَعتُ أُمِي حِينَ أستَقامَت إلَى المَطبَخ، وَ أخبَرتُهَا أن لَا تَدع رُو أو ڤِيولِيتَا يَلتصَقوُنَ بِهَا كَثيَِراً
لَكِنَها أخبَرَتنِي أنَنِي لَم أعُد طِفلَاً حَتى أشعُر بِالغِيره عَلَيهَا
هَكذَا إذَاً يَا أُمِي!!
خَرجتُ مِنَ المَطبخِ غَاضِباً، لَا بَل مِنَ المَنزِل بِأكمَلهُ
وَ لَم أجِدَنِي إلَا دَاخِل بَيت حَاسِنة المَظهَر وَ وَالِدَتُها
جَالِساً بِجانِبهُم أرضَاً، نَصنعُ المُعجَناتِ مَعاً
لأنَ الخُبزِ قَد نَفذَ مِن عِندَهُم
كُنتُ مُكشِراً المَلامِح، حِينَ ضَحكَت عَليّ العَمه وَ حَاسِنةِ المَظهَر عَلي كَلِماتِي
تَجاهَلت، وَ جَلستُ أفرِدُ العَجِين وَ وَضعِ الدَقيِق حَتَى لَا يَلتَصِق بِالطَاوِله الخَشَبيِه
نَظرتُ الِى حَاسِنة المَظهَر بِإبتسَامه خَفيِفه
عِندَمَا رَسمَت لِي وَجهَاً يَبتَسِم عَبر الدَقيِق المَوضُوع عَلَى الطَاوِله
أمسَكتُ القَليِلَ بِإصبَعِي، و وَضَعتهُ عَلى وَجهَها
أمسَكت هِي بِيَديهَا الَاثنَتَين، وَ لَطَخت وَجهِي بِالكَامِل
فَعلتُ المَثَل، قَهقَهنَا عَلَى وَجهَيِنَا
كِلَانَا أستَمتِعنَا، كِلَانَا طُرِدنَا
مِن قِبَل العَمه أمِيرَه، التِي غَضبَت سِبَة تِلكَ الفَوضَى العَارِمه
لَم نَحزَن، بَل جَلَسنَا فِي الحَقل نَركُض وَ نَلعَب وَ نَضحَك وَسَط تِلكَ المَحاصِيل المُدَمِره
لَم أستَمتِع هَكَذا مِن بَعد إكتِئَابِ الحَرب
أيَجِب عَليّ شُكرَهَا، تِلكَ صَاحِبة الضِحكَه الجَمِيلَه؟
أنت تقرأ
1914
Short Storyبدأ فِي عَام ألفِ وَ تسعةِ مِائه وَ أربعةِ عَشر تَنالُ مِني الحَياه، وَ ما أنَا سِوى ضَعيفَاً مُستَنجِد أسَمعِتَ يَومَاً ما عن اكتِئابِ مَا بَعد الحَربِ؟ "فَـ مَالِي لَا أستَطِيع إنتِشَالِك مِن أسفَلِ التُرابِ حَتى حُضنِي" جَ.ج.ك. الروايه ذات فصول ق...