٤ فِبرايِر ١٩١٧
____
كُنتُ أُنظِف خَارِج مَنزِلنَاسِبة وُجودِ الكَثِير مِنَ الغُبَارِ المُتنَاثِر هُنا وَ هُناك؛ أمَامِ بَيتِنَا
أُمِي فِي البَيتِ المُجَاوِر؛ مَع العَمه أمِيرَه جَالِسَه
كِدتُ أدلِف إلَى المَنزِل؛ قَد غَلبَ عَليّ التَعب
وَقفتُ فَور سَمَاعِي صَوتَهَا يَصرُخ بِإسِمِي؛ مُلتَفَاً
أرَاهَا تَجرِي بَينَ الحَقلِ المُدَمر؛ تَمسَك فُستَانَها بِـ يَد
مُلوحَه بِنَبتَة النِعناعِ بِـ يَدهَا الأُخرَى
شَابِاً بِنَفسِ عُمرِي تَقرِيبَاً يَركُض وَرائَهَا؛ كَارِثَيّ
وَصلَت إلَيّ تَتمَسك بِـ مِعطَفِي مِنَ الخَلف؛ مُختبِئه وَرائِي
بَينَما الأخَر وَقفَ امَامِي؛ غَاضِبَاً
مَلَامحِي مَالَت لِلإستِغرَاب؛ مُتسَائِلَاً عَن مَا حَدَث مُمسِكَاً يَدَهَا المُرتعِشه بَين كَفِي
قَد أتَضحَ أنَ مُشاغِبَتِي ذَهبَت وَ سَرقَت نَبتَة النِعنَاع مِن الحَقلِ المُجَاوِر
نَظرتُ لِلشَابِ بِتَوتُر؛ مُخبِرَاً إيَاه أنَنِي سَأدفَع عُملَه عَلى تِلكَ النَبتَه
وَافَق وَ قد دَخلتُ بِسُرعَه مُحضِرَاً عُملَه نَقدِيَه تَكفِي لِشراءِ قِطعَتين خُبز
عِندَ خُروجِي وَجدَتهَا تَنظُر إلَى الشَابِ بِإنتِصَار؛ بَينَما الأخَر يَقِف مُشتَعِلَاً
نَاولتَهُ العُملَه وَ أنحَنيتُ مُعتَذرِاً لَه؛ أنحَنى لِي وَ قد ذَهبَ حَيثُ مَا أتَى
ألتَفتُ لِتلكَ التِي تَقِف مُنتَظِرَاً تَبرِيرَهَا تِلكَ المَره؛ نَاظِراً لَها
أبتَسمَت المَعنِيَه رَافِعَه نَظرهَا لِي بِـ مُبصريِتَان خَائِفَه
" فَقَط..أرَدتُ شُربَ الشَايّ و النِعنَاع فَقط"
نَبسَت بِنَبرَه عَلى وَشكِ البُكَاء؛ حَزِينَه
تَنهدتُ بِإستِسلَام؛ مُخبِرَاً إيَاهَا أن تُخبِرنِي عِندَمـا تُرِيد حَتى أذهَب وَ أشتَرِي لَها لَا أن تَسرَق
أومَأت لِي وَ قَد أبتَسمتُ لَها؛ مُحاوِلَاً جَعلَها تَطمَئِن
ثُم ذَهبتُ وَ أحضَرتُ الشَايّ المُختَلط بِالنَعنَاعِ نَشربهُ سَويَاً
لِتنتَهِي المُشكِلَه بِرؤيَتِي لِإبتِسَامِتهَا الحَاسِنَه كـَمظهَرِهَا
وَ قُبلَه عَلى الجَبيِن
____________________
أنت تقرأ
1914
Short Storyبدأ فِي عَام ألفِ وَ تسعةِ مِائه وَ أربعةِ عَشر تَنالُ مِني الحَياه، وَ ما أنَا سِوى ضَعيفَاً مُستَنجِد أسَمعِتَ يَومَاً ما عن اكتِئابِ مَا بَعد الحَربِ؟ "فَـ مَالِي لَا أستَطِيع إنتِشَالِك مِن أسفَلِ التُرابِ حَتى حُضنِي" جَ.ج.ك. الروايه ذات فصول ق...