١ نُوڤَمبِر ١٩١٥
_______الشِتَاء يَدُق أبوَابِه، بِقُوَه يَدُقهُ
الغِيُوم قَد كُثِرت، تَجَمعت لِلحَديثُ عَن مَا يُحزِنهَا
لِتَهطِل دُموعَهَا الحَزِينَه عَلَينَا، دُمُوعَاً حَزِينَه تُشعِرنَا نَحنُ بِالسَعادَه
وَ تُنَظِف مَا خَربهُ البَشَر عَلى تِلك التِي نَزَل الَيهَا أدَم كَعُقوبَه
او لَرُبَما تُخرِبهُ أكثَر، رَائِع
عَبرَ إذَاعةِ الرَادِيو، حَيثُ أنَا و أُمِي نَجلِس أمَامَه بَعدَما أقفَلنَا جَميِعَ النَوافِذ التِي تَبعثُ الهَواءِ البَارِد لَنَا
كُنَا نَشرَب الحَليِبُ السَاخِن جَالسِينَ أرضَاً، وَ فَوقَنا تِلك القُمَاشه الثَقيِلَة لِتَدفئِتنَا
نَسمَع تِلكَ الأخبَارِ التِي تَحدُث فِي العَاصِمه، كَغرَقِ البِيوتِ وَ الهَواءِ الشَديِد
هُنَا فِي قَريَتُنَا بِسَبب تَوَاجُد الحَقل وَ الارَاضِي الزِراعِيه فَذَلك لَا يأتِي لَنَا بِالايذَاء لإمتِصَاصَها المَطَر
"يَا الاَهِي يَا جُون، فَليَحفَظك الإلَه يَا بُني"
نَبسَت أُمِي، حِينَ أستَمَعنَا الَى مَوت رَجُل وَ هُوَ رَاجِعاً الَى مَنزِله
إضَافَه الَى أسرَى الحَربِ الَذِين يَزدَادُوا يَومَاً بَعدَ يَوم
فَليَحمِينَا الرَب جَميِعَاً
أستَقَمتُ مِن مَكانِي لأشعُر بِمُوجَةِ البَردِ التِي هَبَت عَلى جَسدِي
أرتَعشَ جَسدِي عَلىَ ذَلِك التَغييِر المُفاجِئ الَذِي حَدَث فِي دَرجِة حَرارِة جَسَدِي
وَ أتَجهتُ حَيثُ البَابِ الذِي كَان يَطرِق عَليِه زَائِر
فَتَحتُ البَابِ، لأستَقبِل حَاسِنة المَظهَر مَع أنفِهَا المِحمِر وَ والِدَتِها
دَخلُوا الَى الدَاخِل وَ قَد أقفَلتُ البَابِ وَ أتبَعتَهُم بِشعُورَاً لَطيِف يُدَاعِبَني
ذَلِك الشُعُور حِينَ تَجتَمِع مَع أحَدِاً فِي جَوِاً كَهَذا يُسعِدَني
"خُذِينِي بِجَانِبك عَمَتِي نَاستِيكا"
اردَفت حَاسِنَة المَظهَر تَجلِس فِي مَكانِي بِسُرعه
مَعَ احتِضَانِهَا لِأُمِي، وَ فَورَاً ابتَعدِت حِينَ نَظَرتُ لَهَا بِملاَمِح غَاضِبه
ضَحكَوُا جَمِيعَاً مِن خَوفِ يَاسمِين، ثُمَ قضَينَا الَلَيلِ نَلعَب وَ نَضحكُ مَعاً
لِيَنتَهِي اليَوم بِسَعادَه
أنت تقرأ
1914
Short Storyبدأ فِي عَام ألفِ وَ تسعةِ مِائه وَ أربعةِ عَشر تَنالُ مِني الحَياه، وَ ما أنَا سِوى ضَعيفَاً مُستَنجِد أسَمعِتَ يَومَاً ما عن اكتِئابِ مَا بَعد الحَربِ؟ "فَـ مَالِي لَا أستَطِيع إنتِشَالِك مِن أسفَلِ التُرابِ حَتى حُضنِي" جَ.ج.ك. الروايه ذات فصول ق...