٣١ ديسمبر ١٩١٤
______ذَلِك العَام المُتشائِم إقتَربَ مَوعِدهُ
تُرىَ مَا الَذِي يُخبِئهِ القَدَر فِي العَام التَالِي
أيَا شَمسُ لا تَغيِبي، يَجِب عَليّ تَوديِع مَن فَقدتُهم أوَلاً
ذَهبتُ دُونَ أمِي، الَى تِلكَ المَقابِر عِندَ غُروبِ الشَمسِ تَقريبَاً
فَإن أخذتُ أمِي مَعِي لَن أستَطيِع تَحمُل دُموعِها أبَداً
لِذا كَانَ مِن الأفضَلُ الذَهابِ بِدونَها
التَقطتُ بَعض الوُرودِ مِن تِلك الشَجرهَ التِي رأيتُهَا فِي أوَائِل لَياَليِ دِيسَمِبر
وَ رَبطتُهم مَعاً بإستِخدامِ قِطعَه قُمَاش قَديِمه
كَانَ بيِديّ حوزَتِين، وَ بِيد حَاسِنهِ المَظهَرِ وَاحِده
فَهِي أصَرت عَلى المَجيِئ مَعي
إتَجهَنا إلِى تِلكَ الأرضِ، التِي تَحمَل مِن أسفَلِها الكَثيِر و الكَثيِر مِن الأروَاحِ
تُرى كَيفَ سَيكُون تَفكيِرهُم، عِندَمَا أكوُن كَمَن أسِيرُ وَسطَهُم
تِلكَ الأرضُ تَحمَل جُنودِ تِلك البِلاد، الذِين أضحُوا بِحيَاتِهم لَنا، نَحنُ الَذيِن سَنلحقُ بِهم بَعدَ قَليل
ذَهبتُ، حَيثُ مَقبرهِ أبِي و بِجانِب مِنها مَقبرهِ أخِي الأكَبَر
و بِالصَف الَذيِ وَرائِي كانَت حَاسِنه المَظهَر تَقِف أمَامِ قَبر وَالِدهَا مُخفِضه الرأسِ
أنخَفضتُ لأجلِس عَلى رُكبَتايِ، أُناظِر قَبر وَالِدي بِلمعَه فِي عَينايّ
التِي كُنتُ أُناظِره بِها، عِندَما صَنعَ لِي دُميَه و أهدَانِي إيَاها فِي يَوم مَولِدي الخَامِس
وَضعتُ الزِهوُر أرضَاً، حِين أستَمعتُ إلى شَهقاتِ حَاسِنه المَظهَر
ذَهبتُ بِخطواتٍ هَادِئه، كَي لا أُزعِج مَن هُم نائِمينّ بِسلامِاً أسفَل أرجُليّ
لَا تَبكِيّ يَا حَاسِنه المَظهَر، فَهذَا هُو مَصِيرنَا جَمِيعاً.
________________________
أنت تقرأ
1914
Short Storyبدأ فِي عَام ألفِ وَ تسعةِ مِائه وَ أربعةِ عَشر تَنالُ مِني الحَياه، وَ ما أنَا سِوى ضَعيفَاً مُستَنجِد أسَمعِتَ يَومَاً ما عن اكتِئابِ مَا بَعد الحَربِ؟ "فَـ مَالِي لَا أستَطِيع إنتِشَالِك مِن أسفَلِ التُرابِ حَتى حُضنِي" جَ.ج.ك. الروايه ذات فصول ق...