٧ ابرِيل ١٩١٥
______٥:٣٧ صَبَاحاً
أجلِس وَحدِي فِي ذَلِكَ الحَقلِ
وَ قَد قَررتُ أن أَفطَر هُنَا، لَأنَ الهَواء كَان لَطيِفاً نَوعَاً مَا
خَرجتُ وَ أنَا أحمِل فَطُورِي المُعتادِ، خُبزِاً و بَطَاطَا مَسلُوقَه
مَع كُوبً مِنَ الحَلِيبُ الدَافِئ المُحَلى بِالعَسَل
أُقسِم أنَنِي لَا أستَطِيعُ بِدَايَة يَومِي مِن دُونهِ
أكَلتُ بِهدُوءٍ، وَ لَكِنَنِي أستَقَمتُ فَجأةً عِندَما سَمعتُ أصوَاتِ الطَائِرات العَسكَريَه تَقتَرِب مِن هُنَا
تَرَكتُ كُلَ شَيئِاً وَ رَكضتُ الَى المَنزِل بِسُرعَه
حِينَ وَصَلتُ وَجدتُ أمِي كَانت سَتَخرُج وَ مَلامِح القَلقِ عَلى وَجهَها
سَألتَها بِقَلقِاً أشَد مِن قَلَقُها لِمَا تُرِيد الخُروجِ، وَ أخبَرَتنِي أنَهَا كَانت خَارِجه لِتُرجِعنِي الَى المَنزِل قَبلَ أن يُصيِبَني مَكرُوهِاً
أخبَرتُهَا أنَنِي بِخَير، وَ لَم يُصيِبَني شَيئَاً
قَبلُت رأسِي، وَ أخبَرَتنِي أن أذهَب لأستَحِم
إذ أنَنِي بِالفِعل لَم أستَحِم قَبلَ خُروجِي لِعَدم وُجودِ شَمعَه أُنيِر بِها الحَمامِ
وَ هَا هي الشَمسُ قَد شَرقِت، وَ أُنيرَت مَنزِلُنا الصَغِير بِأكمَلهُ
دَخلتُ كَي أستَحِم، يَالَلحَظُ السَيئ
لَا يُوجَد مِياه..، نَادَيتُ عَلَى مُنقِذَتي
وَ ككُل مَرَه أحضَرَت لِي سِطلَاً مِنَ الميَاهِ الدَافِئه
أستَحمَمتُ، وَ خَرجتُ أُنَشِفَ شَعرِي بِقُماشِه كَانت مُعَلقَه وَراء بَابِ الحَمامِ
ثُمَ أتَجهتُ حَيثُ أُمي، التِي تَجلِس عَلى الارِيكَه بِهدوئِاً
جَلَستُ أمَامَها أرضَاً بَعدَما مَدَدتُ لَها مِشطَاً خَشبِي صَغيِراً، حَيثُ يُقَابِلهَا ظَهرِي
أمسَكت المِشطَ وَ وضَعِتهُ جَانِباً، ثُمَ بَدأت بِتَدلِيكُ شَعرِي بَأنَامِلهَا الدَافِئه
أسنَدتُ رَأسِي عَلى أرجُلهَا بِراَحه، وَ أغمَضتُ عَينَاي بِهدوءٍ
أبتَسمُ وَ أضحَكُ عَلَى أحَاديثُ أُمِي حِينَ كَانت صَغِيره
وَ أنَنِي قَد أكتَسبتُ تِلكَ العَاده مِنهَا، إذ أنَها كَانت تُحِب أن تُمَشط لَها جَدَتِي شَعرَها
أنت تقرأ
1914
Short Storyبدأ فِي عَام ألفِ وَ تسعةِ مِائه وَ أربعةِ عَشر تَنالُ مِني الحَياه، وَ ما أنَا سِوى ضَعيفَاً مُستَنجِد أسَمعِتَ يَومَاً ما عن اكتِئابِ مَا بَعد الحَربِ؟ "فَـ مَالِي لَا أستَطِيع إنتِشَالِك مِن أسفَلِ التُرابِ حَتى حُضنِي" جَ.ج.ك. الروايه ذات فصول ق...