٩ أكتُوبَر ١٩١٥
_______الرَابِعه وَ النِصفُ صَبَاحاً
كُنتُ قَد أستَيقَظتُ، بَاكِي العَينَين
بَعدَمَا زَارتَنِي ذِكرَى سَيئَه فِي مَنامِي، الَى أخِي الكَبيِر كَانَت هِي
كُنتُ فِي السَادِس عَشر مِن رَبيِعي، حِينَ تشَاجَر مَعيِ أخِي الكَبيِر
لَأنَنِي أستَلقَيتُ فِي المَكانِ الذِي يَنامُ بِه
ضَرَبَني، ثُمَ صَرخَ عَليّ بِقوه مَع سَبّ و كَلمَاتاً تُرمَى عَلى قَلبِي كَالسِكين
وَ فِي نِهايةِ جُملَتهُ قَد تَمنَى مِن الرَب أن يُميتَني، أن يَأخُذُني إلَيه
نَام هُو بِراحه، وَ أنَا جَلستُ بِجَانِبه أبكِي لِسَاعَاتٍ طَويِلَه
بِالرُغمُ مِن أنَه يَدعِي لالِه أَن أكُونَ جُثَه هَامِده دَائِماُ، إلَا أنَهُ يُؤلِم وَ كَأنَها المَرَه الاوُلَى دَائِمَاً
فَ كُلَمَا أُحَاوِل أن أكُونَ طَبيعِياً دُونَ حُزنَاً وَ بِئسَاً يَأتِي أخِي لِتَخرِيبُ كُل شَئ
وَ ذَلِكَ لَيسَ هَينَاً عَلى مَريِضُ إكتِئابٍ، يُحاوِل عِلاج نَفسَهُ لِمُدةِ أربَعِ سَنوَاتٍ
ألَكَ عِلمَاً بِمَا يَحدُث لِذَلِك المَريضُ كُل لَيله تَنعَمُ أنتَ بِهَا بِالرَاحه؟
وَضَعتُ يَدايّ عَلَى فَمِي أكتُم شَهقَاتِي، انَا لَا أُريِد الرُجُوع الَى ذَلِك مَره أُخرَى
أستَقَمتُ بِسُرعَه حِينَ أحسَستُ أنَنِي قَد أختَنقتُ مِن كَتمِ بُكَائِي
لَا أُرِيد إقلَاقُ أُمِي
خَرجتُ مِنَ الغُرفَه، بَل مِن المَنزِل بِأكمَلهُ
كُنتُ الَى الحَقلِ مُتوَجِهاً بَينَمَا أمسَحُ دُموعِي التِي تَهطُل بِغزَاره
تِلكَ الذِكرَيَات تَهطِل عَلَى ذَاكِرَتِي كَمَا تَهطِل تِلكَ الدُموعِ عَلى وَجنتَاي
جَلستُ فِي الحَقل، أبكِي وَ أبكِي دُونَ تَوَقف
أُوَاسِي نَفسِي بِكلمَاتِاً بَسِيطَه، يَا جُون لَا تَعُد
أنَا حَقَاً أحتَاجُ لِذَرفِ دُموعَاً أخَبِئهَا لأكثَر مِن إحدَى عَشرِ عَامَاً
أنَا لَن أستَطيعُ الصُمود
_______________________________
أنت تقرأ
1914
Short Storyبدأ فِي عَام ألفِ وَ تسعةِ مِائه وَ أربعةِ عَشر تَنالُ مِني الحَياه، وَ ما أنَا سِوى ضَعيفَاً مُستَنجِد أسَمعِتَ يَومَاً ما عن اكتِئابِ مَا بَعد الحَربِ؟ "فَـ مَالِي لَا أستَطِيع إنتِشَالِك مِن أسفَلِ التُرابِ حَتى حُضنِي" جَ.ج.ك. الروايه ذات فصول ق...