٤ أُكتوبَر ١٩١٧
_______أشتَاقُ لَهُم، وَ الشَوقِ مُمِيت
يُؤلِم قَلبَاً تخطَفهُ الوِحدَه حَتى تَعِبَ
يُؤلِم رَأسَاً لَا يَنتَشِلهَا مِن التَفكِير سِوى دُموعِاً هَابِطَه مِن مُبصرِيتَايّ تَغلَب الأحمَر عَلى أبيَضِهَا
وَ بِالنِهَايَه سُكوناً وَ فَراغٍ، وَ حَبيِبَةًُ مُشَارِكَه لِحُزنَك
كَانَت أخِر كَلمَاتٍ تَسمَعها أُذنَايّ هِي كَلماتِ رَفضِ التَصدِيقِ
حِينَ هبطتُ أرضَاً رَامِيَاً سِكينَاً كَانَت بَينَ كَفيً، وَ دِمَاءِ يَديّ تُنزَف بِجَانِب رَأسِي المُتعَب
مُغمِضَاً عَينَايّ جُزئيَاً، مُبتَسِمَاً بِراحَه حِينَ لَمحتُ طَيفِهَا أمَامِي تَصرُخ طَالبِه النَجدَه
حَاسِنَتِي، أخبَرتُهَا أنَنِي سَأذهَب لِإحضَارِ المَاءِ لَهَا حِينَ أتَتنِي زِيارَه
لَكِن لَم أُخبِرهَا أنَنِي سَأعُود
لَطَالمَا تَمنَيتُ المَوتِ بَينَ أحضَانِ مَن أُحِب، وَ هَا هِي أُمنِيَتِي تَتحَقَق
كَم سَيكُونِ مِقدَارِ الرَاحَه حِينَ تَسمَعُ السُكونِ، وَسطِ الحَربِ
سَعَيدَاً بِالذَهَابِ، حَزِينَاً بِتَركِ قَلبَاً مُتعَلق بِكِ وَحِيدَاً
وَ عَلى ذِكر مَن أهوَاهَا، هِي تَبكي بِشدَه و تؤلِم قَلبِي بَطِئ النَبضَ
رَفعتُ يَدَيّ بِصعُوبَه، أثَرِ الخُمولِ الذِي أشعُر بِهِ
وَ عَلى وَجنَتِهَا أخذَت مَوضِعهَا، مَاسِحَاً بِإبهَامِي الدَامِي دُموعَها الغَالِيَه
نَبستُ بِكلمَاتٍ مُعتَذِرَه، عَن جَعلِ قَلبٍهَا يِتألَم مَعِي دُونَ ذَنبٍ يُذكَر
فَمَا كَان عَلى مَرِيضَاً مِثلِي أن يُعشَق، وَلا كَانَ عَلَى المُكتَئِبِ أن يَمنَح نَفسَهُ أملَاً كَاذِبَاً
أغمَضتُ عَينَايّ أشعُر بِمَاء عَينِيّ يَنسَبّ عَلى وَجنَتِي، لَأمسِك يَديِهَا المُرتَعِشَه بَين يَدِي البَارِدَه
جَاعِلَاً مِنهَا تَشعُر بِثِقل رَأسِي عَلى أيسَر صَدرِهَا
وَ أختَفَت جَميِع الأصوَاتِ بِجَانِب أُذنِي، وَ صَوتِ رأسِي أولَاً
_____________________________
أنت تقرأ
1914
Short Storyبدأ فِي عَام ألفِ وَ تسعةِ مِائه وَ أربعةِ عَشر تَنالُ مِني الحَياه، وَ ما أنَا سِوى ضَعيفَاً مُستَنجِد أسَمعِتَ يَومَاً ما عن اكتِئابِ مَا بَعد الحَربِ؟ "فَـ مَالِي لَا أستَطِيع إنتِشَالِك مِن أسفَلِ التُرابِ حَتى حُضنِي" جَ.ج.ك. الروايه ذات فصول ق...