٤٤

524 114 49
                                    

١٤ فِبرايِر ١٩١٧
______

الوُعود كَاذِبَه، لَا تُصدِقهَا

فَمِن مِنَا لَم يِتم وَعدَهُ بِعَدم الرَحِيل، لِيَستيقِظ وَاجِدَاً مَن رَمى الَوعدِ رَاحِلَاً

فَجرِ اليَوم أيقَظتُ غَالِيَتي، لَم تَستَيقِظ

أنَا أقِف وَسط حَشَد مِنَ النَاسِ فِي مَنزِلنا، مَتى سَأختَبئ وَراء أُمِي كَعادَتِي؟

أستَمِع لِصُراخ وَ بُكَاء لِمُختَلف الأصوَاتِ، كَلماتٍ غَير مَفهُومَه لِي

أغمَضتُ عَينِي بِقُوَه، لِتَهبِط دُموعاً لَم تَستَطِع الصُمودِ

أتَجهتُ بِخُطواتٍ ثَقيِلَه، مُتجه لَها

لَم أشعُر بِنَفسِي إلَا حِينَ جَثُوتُ أرضَاّ، أرفَع ذَلِك الغِطَاء الأبيَض عَن وَجهَها

شَعرتُ بِالغُرفه تُخلَى، خَرجَ الجَمِيع لِأبقَى أنَا و غَالَيَتِي وَحدَنا

أمسَكتُ يَديهَا البَارِدَتان أضِعهُما عَلى وجنَتَايّ، مُنتَظِر مِنهَا مسحِ دُموعِي مِثلَما تَفعَل

"أُمِي، عَائِلتِك بِالخَارِج لَن أستطِيع إستِقبَالِهم لَأنهُم لَا يُحبُونَنِي، أستَقيِمي وَ أستَقبلِيهِم هَيا "

نَبستُ كَلمَاتِي أحِثُهَا عَلى الوُقُوف، وَ أنَا لَا أشعُر بِقدمَايّ حَتى

فَقط جَالِسَاً أرضَاً، أضَع رأسِي عَلى يَدَيهَا بَينَما عَينَايّ تَتحَرك عَلى كُل أنشٍ فِي وَجهَها حَسِنُ المَلامِح

أسمَعُ السُكون، عَينَايّ تأبَى التَوقُف عَن ذَرفِ الدُموعِ

"لَم يَحِين الوَقت الذِي يُمكنكِي بِه تَركِ طِفلك وَحِيدَاً، مَازِلتُ بِحاجَتِك يَا أُمِي"

أردَفتُ بَعد تَأمُلِهَا لِدَقائِق طَوِيلَه

أدرَكتُ، أنَهُ وَاقِع

أنهَرتُ أرضَاً بَعد مُحاوَلتِي الوِقوفِ، وَاضِعَاً رأسِي عَلى صَدرِهَا بَاكِيَاً كَما لَم أبكِي مِن قَبل

أحتَضنتُهَا بِقُوه، مُخبِرَاً إيَاها أنَنِي لَا أُحِب الوِحدَه

كُلمَا زَاد صَوتِ بُكائِي، كُلمَا أشتَد حُضنِي لَهَا

خَائِف، حَزِين، وَحيد، مُحَطم وَ مُرهَق

ذَهبَت أُمِي، وَ ذَهب مَعها كُل شَئ

___________________________________

___________________________________

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
1914حيث تعيش القصص. اكتشف الآن