١٤ فِبرايِر ١٩١٧
______الوُعود كَاذِبَه، لَا تُصدِقهَا
فَمِن مِنَا لَم يِتم وَعدَهُ بِعَدم الرَحِيل، لِيَستيقِظ وَاجِدَاً مَن رَمى الَوعدِ رَاحِلَاً
فَجرِ اليَوم أيقَظتُ غَالِيَتي، لَم تَستَيقِظ
أنَا أقِف وَسط حَشَد مِنَ النَاسِ فِي مَنزِلنا، مَتى سَأختَبئ وَراء أُمِي كَعادَتِي؟
أستَمِع لِصُراخ وَ بُكَاء لِمُختَلف الأصوَاتِ، كَلماتٍ غَير مَفهُومَه لِي
أغمَضتُ عَينِي بِقُوَه، لِتَهبِط دُموعاً لَم تَستَطِع الصُمودِ
أتَجهتُ بِخُطواتٍ ثَقيِلَه، مُتجه لَها
لَم أشعُر بِنَفسِي إلَا حِينَ جَثُوتُ أرضَاّ، أرفَع ذَلِك الغِطَاء الأبيَض عَن وَجهَها
شَعرتُ بِالغُرفه تُخلَى، خَرجَ الجَمِيع لِأبقَى أنَا و غَالَيَتِي وَحدَنا
أمسَكتُ يَديهَا البَارِدَتان أضِعهُما عَلى وجنَتَايّ، مُنتَظِر مِنهَا مسحِ دُموعِي مِثلَما تَفعَل
"أُمِي، عَائِلتِك بِالخَارِج لَن أستطِيع إستِقبَالِهم لَأنهُم لَا يُحبُونَنِي، أستَقيِمي وَ أستَقبلِيهِم هَيا "
نَبستُ كَلمَاتِي أحِثُهَا عَلى الوُقُوف، وَ أنَا لَا أشعُر بِقدمَايّ حَتى
فَقط جَالِسَاً أرضَاً، أضَع رأسِي عَلى يَدَيهَا بَينَما عَينَايّ تَتحَرك عَلى كُل أنشٍ فِي وَجهَها حَسِنُ المَلامِح
أسمَعُ السُكون، عَينَايّ تأبَى التَوقُف عَن ذَرفِ الدُموعِ
"لَم يَحِين الوَقت الذِي يُمكنكِي بِه تَركِ طِفلك وَحِيدَاً، مَازِلتُ بِحاجَتِك يَا أُمِي"
أردَفتُ بَعد تَأمُلِهَا لِدَقائِق طَوِيلَه
أدرَكتُ، أنَهُ وَاقِع
أنهَرتُ أرضَاً بَعد مُحاوَلتِي الوِقوفِ، وَاضِعَاً رأسِي عَلى صَدرِهَا بَاكِيَاً كَما لَم أبكِي مِن قَبل
أحتَضنتُهَا بِقُوه، مُخبِرَاً إيَاها أنَنِي لَا أُحِب الوِحدَه
كُلمَا زَاد صَوتِ بُكائِي، كُلمَا أشتَد حُضنِي لَهَا
خَائِف، حَزِين، وَحيد، مُحَطم وَ مُرهَق
ذَهبَت أُمِي، وَ ذَهب مَعها كُل شَئ
___________________________________
أنت تقرأ
1914
Short Storyبدأ فِي عَام ألفِ وَ تسعةِ مِائه وَ أربعةِ عَشر تَنالُ مِني الحَياه، وَ ما أنَا سِوى ضَعيفَاً مُستَنجِد أسَمعِتَ يَومَاً ما عن اكتِئابِ مَا بَعد الحَربِ؟ "فَـ مَالِي لَا أستَطِيع إنتِشَالِك مِن أسفَلِ التُرابِ حَتى حُضنِي" جَ.ج.ك. الروايه ذات فصول ق...