٦ يُونِيُو ١٩١٧
_____بَيتنَا الصَغِير مُزدَحِم
عَائِلَة أُمِي هُنَا ليُصلِحوُا عِلاقَتهِم بَعد أخِر مَوقِف، جَالِسُون مَعنَا فِي المَنزِل لِيَومَين
شَقيقَاتَها يَتحدثُون مَعهَا، أبنَائُهُم وَ بَنَاتِهم يَتحدثُون مَع بَعضهُم البَعض
وَ انَا أجلِس أرتَشِف كُوب الحَليِب المُحلَى بِالعَسل، مُناظِرَاً إيَاهُم بِهدُوء
أشعُر أنَنِي مُغتَرِب، أشعُر بِالوِحدَه
أتَجهتُ إلَى أُمِي التِي أشَارت لِي بِالقُدومِ، مُنزِلَاً رَأسِي حَيثُ وَجهَها
تُخبِرني فِي أُذنِي أن أذهَب وَ أجلِس مَع أبنَاءِ شَقيِقَاتَها
أومَأتُ بِالنَفي هَامِسَاً لَها أنَنِي بِخَير، ثُم ذَهبتُ وَ جلستُ فِي مَكانِي مَره أُخرَى
شَردتُ فِي ذَلِك الحَلِيب بَين يَدايّ، دُونَ رَمشٍ
أُرِيد الخُروجِ الَى الحَقل، أشعُر بِالإختِنَاق لِفِكرَة وُجُود الكَثِير مِن النَاسِ حَولِي
أشعُر بِالخَوفِ لِنظرَاتِهم لِي حِينَ أتوُا فَجرِ اليَومِ بَاكِرَاً، حَزين
طَرقِ البَابِ انتشَلنِي مِن شُرودِي، لَأستَقِم تَارِكَاً الكُوب عَلى الطَاوِلَه الخَشبِيَه الصَغيِره
دَاعيَاً بِقَلبِي أن تَكُون حَاسِنَتِي، وَ قَد كَانت هِيَ بِالفِعل!
أبتَسمتُ بِوسع لَهَا، مُبادِلَه إيَاي الإبتِسَامه بِكُل سُرور
صِحتُ بِصَوتِي مُخبِرَاً أُمِي انَنِي سَوف أكُون بِالخَارِج، سَعِيد
تَنفسَتُ الهَواء بِعُمق وَ كأنَنِي كُنت أختَنِق بِالدَاخِل، بِالفِعل كُنت أختَنِق بِالدَاخِل
نَاظِرَاً لِتِلكَ التِي تُخبِرنِي كَيفَ وَقعَت مِن عَلى سَرِيرَها حَالَما أستَيقَظت
ضَحكَت هِيَ لِأُشَارِكهَا الضِحك مِن كَامِل أعمَاقِ قَلبِي
فَقط، رؤيَتِهَا فَقط أعَادَتنِي إلَى تِلكَ الحَيَاه بَعدَما كُنت تَائِهَاً بَينَ ثَنايَا عَقلِي المُدَمَر
أخبَرتنِي أن أذهَب مَعهَا لِنُحضِر مِرَبى الفَراوِلَه، لَأنَها تَشتهِيهَا
وَ قَد ذَهبنَا رَكضَاً، أنَا أركُض وَرائهَا وَ صَوت ضَحكاتِهَا يُزَين المَسامِع
أقسَمتُ أن الحَقلِ المُدَمر أسفَل أرجُلِنَا إن إستَمع إلَى صَوت ضَحِكاتِهَا، لَعاد إلَى الحَيَاه
_______________________________
أنت تقرأ
1914
Short Storyبدأ فِي عَام ألفِ وَ تسعةِ مِائه وَ أربعةِ عَشر تَنالُ مِني الحَياه، وَ ما أنَا سِوى ضَعيفَاً مُستَنجِد أسَمعِتَ يَومَاً ما عن اكتِئابِ مَا بَعد الحَربِ؟ "فَـ مَالِي لَا أستَطِيع إنتِشَالِك مِن أسفَلِ التُرابِ حَتى حُضنِي" جَ.ج.ك. الروايه ذات فصول ق...