٢١

866 156 36
                                    

٢٥ مَايُو ١٩١٥
_____

أنتَصِفُ السَريِر بِبئُسِاً وَ وِحدَه، أنَا حَقاً أشعُر بِالوِحدَه

إذ أنَ أُمِي قَد ذَهبَت الَى العَاصِمه مَع خَالَتِي وَ تَركتنِي هُنا بِالمَنزِل وَحدِي، مُنذُ يَومَين تَقريِبَاً

أنَا أشتَقتُ لَهَا كَثيرَاً، كَثيرَاً للغَايَه بِحَق

أستَقمتُ مِن السَرِير وَ قَد رَتَبتهُ كَمَا تَفعَل أُمِي تَمَاماً

ثُمَ أتَجهتُ الَى المَطبَخ الصَغيِر خَاصتُنا، وَ بَدأتُ بِتَدفئِة المِياه كَي أستَحِمُ قَبلَ أن أخرُج

أنَرتُ البَيتَ بفَتحِ جَميِع نَوافِذ المَنزِل مِثلَ مَا نَفعَلُ عَادَةً

أستَحمَمتُ وَ أنتَهيتُ، لأُرَتِب الحَمامِ بإنتِظَام كَالعَاده

خَرجتُ أُجفِف شَعريِ بِتِلكَ القُماشَه البَيضَاء، وَ قَد عَدلتَهُ وَ أتَيت بِه جَانِباً حَتى بَاتّ شَكلِي يُشبِه أبِي كَثيِراً

تَوَجهتُ لِلمَطبخ مَره أخرَى، بَعدَما تَركتُ السَطلِ الخَشبِي مَكانهُ

أصتَنعتُ كوبَاً مِن الشَايّ السَاخِن مَع القَليلُ مِن نَباتِ النِعنَاع

تِلكَ الرَائِحَه هِيَ أجمَل مَا يُمكنَني أستِنشَاقِها فِي الصَباحِ البَاكِر

خَرجتُ دُونَ فِطورَاً اليَوم، لأذهَب حَيثُ حَقلِنا الهادِئ

أجلِسُ أرضَاً مَع كُوب الشَايّ الخَاص بِي، أتسَألُ مَاذَا يَجرِي فِي الخَارِج الأَن

هَل هُناكَ مَن يُقتَل الأَن؟؛ أيُوجَد حَربِاً شَرِسه بَين جُنودَنا وَ الطَرفِ الأخَر؟

أنَا أُحِبُ الهُدوء، وَ نَادِراً مَا تَأتِي الجُنود الَى قَريَتُنَا المُعزولَه تِلك

رُغمَ ذَلِك لَم وَ لَن أكُن يَومَاً أشعُر بِالرَاحه، فَأنَا مُعرَض لِلقَتلِ فِي أيةِ لَحظَه مِثلَ أخِي وَ أبِي

تِلكَ الفِكره جَيدَه لِي، سَيئَه لِأُمِي

كَانَ يَجِب عَليّ المَوتُ مُنذ تِسع سَنواتٍ، لَولا بُكاءِ و صُراخِ أُمِي وَ أبِي عَليّ وَقتَها

الاَن، تِلكَ الفِكره باتَتّ مُحِبه لِقَلبِي

الاَن، تِلكَ الفِكره باتَتّ مُحِبه لِقَلبِي

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
1914حيث تعيش القصص. اكتشف الآن