٢٣ أُغسطُس ١٩١٧
________أشعُر بِالإحبَاطِ يَحُوم مِن حَولِي، مُرهَق
أُرِيد النَوم، أُرِيد البُكَاء، أُرِيد الكَثِير وَ الكَثِير
الهُدُوء يُرِيحَنِي، يُخيِفَنٍي وَ هُوَ مُبتغَايّ، لِنتسَأَل سَوِيَاً!
لِنتسَأَل سَويَاً مَتى سَوَف تُغلَق سَتائِر تِلكَ المَسرَحِيَه؟
مَريضَاً مُختَل مُحَاطٍ بِالتَفكِير مِن جَمِيع النَواحِي، أنَا فِي سِجن عَقلِي تَائِهَاً بَينَ جُدرَانه
نَظرتُ إلَى أُمِي النَائِمَه لِأستَقِم، خَارِجَاً مِنَ الغُرفَه
تِلكَ السِكِين أمَامِي عَلى الطَاوِلَه تنعَكِس عَلى عَينَايّ، بِلَمعَه
تَقدمتُ أنتشِلهَا بَينَ يَدايّ، مُتأمِلَاً كُل دَمعه تَقع مِن عَينَايّ عَلِيهَا
سَتائِر المَسرحِيه لَن تُغلَق، دُونَ مُساعَده
مُحبط مُرهَق العَينَان، يَنظُر دَامِعَاً بِلمعَان
وَضعَتُ السِكِين عَلى شُريَان يَدِي، لَعلَ بِقَطعهُ أرتَاحُ وَ أُرِيح
أستَعدتُ، مُغمِضَاً العَينَين بِإستِسلَام
طَرقِ البَابِ بِقُوَه، أعَادَنِي الَى الوَاقِع
نَحنُ فَجرَاً أيّ جَمِيع القَريَه نَائِمَه، تَركتُ تِلكَ التِي كَانت بِيَديّ مُستَقِم
بِملَامِح خَالِيه مِنَ الحَياه فَاتِحَاً البَاب، مُبتَسِمَاً بِتَعب
رَامِياً بِجَسدِي عَلى تِلكَ الطَارِقَه التِي كَانت تَبكِي، حَاسِنتِي
وَضعتُ وَجهِي بَين عُنقَها مُستَنشِقهُ لِلمَره الأولَى
لِلمَره الأولَى سَامِحَاً بِضُعفِي لِلظهُور أمَام مَن أَهواَهَا
ضَمَتنِي بِيَديهَا الصَغيِرَتيِن تُقرِبنِي مِنهَا، تُربِت عَلى رَأسِي بِهدُوء
ضَعِفت، و يَا وَيلَ المَرءِ حِين يَضعَف
بَكيتُ مُحتَضنِاً إيَاهَا بِقُوه، مُشارِكه إيَايّ بِدمُوعَها التِي زَينَت عُنقِي
"جُندِيكِ مُتعَب لِلغَايَه"
نَبستُ مُرهَقَاً، أشِدُ عَلى خُصرَهَا وَ كَأنهَا طَيف أخَاف هُروبَهُ مِني
نَبست لِي بِكلِمَات مُهدِئَه، تُحَاوَل مُواسَاتِي مِن عِقَاب الحَيَاه
أبعَدَت وَجهِي عَن عُنقَها، تَمسَح دُموعِي بِأنَامِلهَا التِي أغمَضت عَينَايّ أستَشعَر لَمسَاتِهَا
"شَعرتُ أنكَ لَستَ بِخَير، قَلَقت، بَكيتُ رَاكِضَه إلَيكَ
لِمَ لَا أرَاك تَركُض إلَيّ حِينَ تَحزَن؟"سَألَت مُعاتِبَه، مَاذا أُخبِرهَا؟
كَيفَ أُخبِرهَا أنَ مَصاعِب الدُنِيَا بِأكمَلهَا تَنهَش بِدوَاخِلي، وَ قَد فَات أوَان أن أشتَكِي مِمَا يُؤلِمَنِي
هَزمَتنِي الحَيَاه، أُعلِن إستِسلَامِي
وَ أعلِن وَلَائِي لِتِلكَ التِي وَقعتُ غَافِيَاً بَينَ ذِراعَيهَا، فِي ذَلِك الحَقلِ المُدَمر
_____________________________________
أنت تقرأ
1914
Short Storyبدأ فِي عَام ألفِ وَ تسعةِ مِائه وَ أربعةِ عَشر تَنالُ مِني الحَياه، وَ ما أنَا سِوى ضَعيفَاً مُستَنجِد أسَمعِتَ يَومَاً ما عن اكتِئابِ مَا بَعد الحَربِ؟ "فَـ مَالِي لَا أستَطِيع إنتِشَالِك مِن أسفَلِ التُرابِ حَتى حُضنِي" جَ.ج.ك. الروايه ذات فصول ق...