٣٨

566 122 32
                                    

٢٠ يَنايـر ١٩١٧
_____

كُنت بَين أحضَانِ وَالِدتي؛ رَاخِي الجِفنَين

تَارِكَاً لَها الحُرِيه فِي الَلعِب بِشَعرِي؛ مُتمَسكِاً بِخُصرَهـا الذِي بَات نَحيِلَاً تِلكَ الفَتره

تَنهِيدَه خَرجت مِن فَاهَها؛ لَافِتَه بِهَا إنتبَاهِي

رَافِعَاً رَأسِي حَيثُ أمَانِي؛ مُبصرِيتَها

مُبتَسِمَه نَاظِره لِي بِأعيُن نَاعِسَه

عَابِثَه بِشَعرِي؛ باعِثَه إيَاه دِفئِ كَفَيهَا

ضَحكتُ بِخِفَه بَعد أن قَالَت لِي أنَهَا تُرِيد مِني ان أتزَوَج؛ اعتَرِف إلَى فَتاه جَمِيلَه تُحبِنِي هِي وَ أُحِبهَا انَا

أرجَعتُ رَأسِي بَين أحضَانَها كَما كانَت وَضعِيَتِي الأولَى

"إذَاً أيَتُهَا الأنِسَه الجَمِيلَه نَاستِيكَا؛ هَل تَقبلِين الزَواج مِني؟"

نَبستُ مُمازِحَاً ايَاهَـا؛ وَ رِفقَتِهَا ضَاحِكَاً

آهٍ لَو عَلمتِ يَا أُمِي أنَ عَينَايّ لَا تَرى جَمالِاً فِي الكَون غَير مَلَامِحكِ الفَاتِنَه

تَمتَلِك كُل مَا هو فَاتِن فِي مَلامِحهَا وَ جَسدهَا ايضَاً

عَينَيها التِي حَفظَتنِي صُغرَاً؛ أمنَتنِي كُبرَاً

كَفيهَا الَلذَان حَملَتنِي بِهُم تُلوح بِي عَالِيَاً فَرحَاً بَعد خُطوَتِي الأولَى

حُضنَهَا؛ الذِي أحتوَانِي فِي حُزنِي؛ فَرحِي؛ مَرضِي و خَوفِي

هِيَ إمرَأه عَظِيمَه؛ بَعثنِي لَهَا الخَالِق حِينَ كُنتُ رَضيعَاً يَبحَث عَن حُضنِ وَالِدتهُ

وَ مَا وَجدتُ دِفئِ ذَلِكَ الحُضنِ سِوَى مَع إمرَأه لَم يَربُطنِي بِهـا دَمُاً وَلا إسمَاً

رَبطنِي بِهَا رَوحَاً؛. رَوحَها بِرَوحِي؛ وَ مَا مِن مَرءٍ يَتخَلى عَن رَوحه

سَقطتُ نَائِمَاً بِعُمق بَين ذِراعَيهَا؛ بَعد أن أصبَحتُ أشعُر بِمِيَاه عَينَاي تَتدفَق مِن مَكانَها

لِأنعَم بِراحَه لَم تَحرمنِي مِنهَا مُنذُ نُعومَة أظافِري

ألَا وَ هِي النَومِ بَين ذِراعَيهَا
________________________________

ألَا وَ هِي النَومِ بَين ذِراعَيهَا________________________________

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
1914حيث تعيش القصص. اكتشف الآن