٢٦ دِيسَمبِر ١٩١٧
_____"عِند إنتِهَاءِ الحَربِ سَوف أتزَوج بكِ، لِنُنجِب فتَى يُشبِهنِي وَ فَتاه جَمِيلَه و حَاسِنه تُشبِهك"
كَان ذَلِك اخِر مَا أردَفهُ الدَامِع الذِي أستَيقَظ مِن غَفوتهُ
نَظرَ حولِهُ يَتأكَد أنهُ فِي مَنزِلهُ، لَيس وَسطِ سَاحةِ الحَربِ
مُمسِكاً بِوجنَتِيّ مَن يَهوى، داَمِعَاً العَينيِن كَعينَيِهَا
يُخبِرهَا أنهُ سَيظَل حَياً لِأجلَها، وَ عَين الأثنَين تُفضَح بِـ تَلويِحَة الوَداع
أستقَام مِن مَكانهُ يُخرِج تِلكَ الأفكَارِ حَتى لَا يؤذِي يَومهِ، الحِروبِ تُدَمِر بِلَادً و نفَوسٍ
__________________________________
خَرجتُ لِأجِد وَالِدَتيّ تَجلِس رِفقَة العَمه أمِيرَه، وَ معشُوقَتِي
نَظرت لِي أُمِي لِتبتَسِم مُلوِحَه لِي بِالتَقدم
أبتَسمتُ انَا بِعينَايّ نَاعِسَه وَ انَا احتَضِن أُمِي بَعد إلقَاء التَحيِه عَليهُم
اتجَهتُ لِأستَحِم حَتى أبدَأ يَومِي، نَاظِراً لحَاسِنتِي الجَالِسه و تَشرَب كوُب مِن الحَلِيب
إلَاهِي، قَد هِمتُ بِهَا
لَيالِي دِيسَمِبر بَارِدَه، المِيَاه صَاعِقَه لَن أستَطِع الإستِحمَام بِهَا
نَادِيتُ عَلى مُنقِذتِي، حِبيبَتي وَ عَالمِي، أُمِي
أستقَامَت فَور مُنَاداتِي لَها، وَ ادفَئَت لِي بَعض المِيَاه تَكفِي لِأستَحِم بِها
الشَمسُ كَانت تُنيِر الحَمامِ، لَم أحتَاجُ لِشَمعه اليَوم
أنتَهيتُ لِأخرُج مُتجِه حيثُ أُمِي مَع المِشطُ الخَشبِيّ، كَالعَاده
جَالِسَاً أرضَاً وَ أسنِد رَاسِي عَلى أرجُلِهَا بِراحَه، مُرِيح
مُتأمِلَاً تِلكَ التِي تَضحك و تَحكِي و بِمُبصريَتيهَا حَماس
مُبَادِلَاً الحَدِيث مَعها بِنَفس حَماسَها، لِيُصبِح المَكان مَليئ بِالإيجَابِيه بَعد أن أصبَحتُ ألعَب مَعها
و أُمِي و العَمه أمِيره يُشارِكونَنا الإبتِسَامه
______________________________________
أنت تقرأ
1914
Short Storyبدأ فِي عَام ألفِ وَ تسعةِ مِائه وَ أربعةِ عَشر تَنالُ مِني الحَياه، وَ ما أنَا سِوى ضَعيفَاً مُستَنجِد أسَمعِتَ يَومَاً ما عن اكتِئابِ مَا بَعد الحَربِ؟ "فَـ مَالِي لَا أستَطِيع إنتِشَالِك مِن أسفَلِ التُرابِ حَتى حُضنِي" جَ.ج.ك. الروايه ذات فصول ق...