٣٢

818 143 45
                                    

٦ مَايو ١٩١٦
_____

_مَا هِي الحَياه؟

مَكانَاً نَحيَا بِه، بِالمَوت البَطيئِ.
____________

بِشروُدِاً كُنت جَالِسَاً بَين الكَثيِر وَ الكَثيِر مِن الجُنود، صَاخِب

أُفَكِر فِي كُل شَئ يَخطرُ فِي بَالِي، أي شَئ

عَينَا يَاسمِين، وَ التِي رأيتَها أخِر مَره مُنذ شَهرِاً وَ أكثَر

كُنتُ أُناظِرهَا مِن نَافِذَة القِطَار بِشروُد، مُتعَب

مُرهَق، أملِك عَيونَاً فَارِغَه وَ بِدُون لَمعه

عَكس عَينَيها التِي قَابَلتنِي دَامِعه، دَامِيَه

بِالرُغم مِن صخَبِ المَحطَه، وَ الأصوَاتِ العَاليَه

لَم يُجذِبنِي سِوى صَوتَها وَ هِيَ تُنادِيني، تَحرَكت

تَحرك القِطَار بِحركَاتهُ الأولَى البَطِيئَه، لَأبتَسِم لَها

أجعَلهَا مُطمَئِنَه، بَينَما أنهَمرت دُموعِي دُون إذنً

مَن سَيجعَلنِي مُطمَئن وَ أخِر مَا لمحتهُ مُبصرِتَايّ هِي جُهوشَهَا أرضَاً، بَاكِيَه

___________________________

فِي الفَجرِ وَ قَبل أن أُغادِر، تَركت وَالِدَتِي نَائِمه بَعدَما قَبلتَها عَلى رأسِهَا

لَم أرِد أخذَها مَعيِ، حَتى لَا تضعِفنِي دُموعَها الغَاليِه

ألقِي نَظره عَلى تِلكَ الوَرقَه بِيَدي، ذَاهِبَاً لِتَسلِيمَها إلَيهَا

وَ التِي كَانت مِحتوَاها صَرِيحَاً، مُحزِن

تَنالُ الحَيَاةُ مِني، وَ مَا أنَا الا ضَعيِفَاً مُستَنجِد

كَان مِنَ الَلائِق الإعتِرافِ، قَبل الذَهابِ

الذَهابِ مِن البَيت، مِن الحَياه

لَا أعلَم مَا تُخبِئهُ لِي الأيَام بَعد

_______

أقِف أمَام ذَلِكَ البَاب رِفقَتِها، مُبتَسِم

أتَيتُ لِتَودِيعهَا، وَ هِي أستَقبَلتنِي بِإبتِسَامه شَافِيَه

مَدَدتُ لَها الوَرقَه، وَ همَمتُ ذَاهِبَاً دُونَ كَلِمَه

تَارِكاً إيَاها تَقرأ كَلِمَاتِها بِهدوءٍ، وَ مُفاجَأةٍ

وَصلت الَى مَحطِة القِطَار، أُناظِر جَمِيع مَن يَنتظِر رِفقَتي

ذَلِكَ يُؤلِم، أن تَبتَعِد عَن بَيتَك مُؤلِم، صَحيح؟

نَظرتُ الَى مَن تقِف أمَامِي تَلهِث، صُدِمت

لِمَا أتِت لِهُنَا، رَكضَاً؟

نَظرت لِي، وَ نَظرتُ أنَا لِيَديهَا التِي تُمسِك الوَرقه

عَينَيها دَامِعتَان، تُناظِرنِي بِإحبَاط

سَألَتنِي، بِنَبره مَهزوزَه أنَنِي لَن أفعَلهَا، لَن أترُكهَا؟

"أترُكِي الأُمورِ لِأيَامِهَا يَا حَاسِنتِي، أوَدَعِك وَ أستَودِعكِ الإلَه"

نَبستُ قَابِلَاً رَاسَها، صَاعِدَاً

القِطَار قَد وَصل مُنذ دَقِيقَتين، جَلستُ نَاظِرَاً لَها

يَفصِلنَا زُجاجِاً، تَترجَانِي بَعينَيهَا أن لَا أترُكِهَا

يَفصِلنَا زُجاجِاً، تَترجَانِي بَعينَيهَا أن لَا أترُكِهَا

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
1914حيث تعيش القصص. اكتشف الآن