النِهَايَه

909 124 95
                                    

١١ نوفَمبِر ١٩١٨
_____

دَقَت السَاعَه الحَادِيَة عَشرٍ فِي الحَادِي عَشر مِن نُوفَمبِر

هُدوءً خُيَم عَلى غَربِيَةِ فَرنسَا، مُعلِنَاً بِذَلِك نِهايَة الحَربِ العَالمِيَه الأُولَى

بُوقِ إنتهَاءِ الحَربِ كَان عَلى مَسامِعِ الجَمِيع، بَعد مُرورِ أربَع أعوَامٍ مِن إستِمرارِ الحَربِ العَظِيمَه

إحتِفَالَات هُنَا وَ هُناك، عَاصِمَه أو قَريَه

كُلِاً مِنهُم يُحِيي ذِكرَى رَوحِاً فَقدَها فِي حَربٍ عُرفَت حِينئِذً بِالحَربِ العُظمَى

بَينَ أربَعينَ مِليُون رَوح غَادَرِت مِن تِلكَ الدُنيَا، رَوحٍ وَاحِده تُحيَا فِي أيسَر مَن تَستَلقِي

مُرتَدِيه فُستانٍ مِن صُنعِ أنَامِل مَن كَانَت تَهواه، أهدَاها إيَاه فِي عِيد مَولِدهَا التَاسِع عَشر

تَستَمِع لِصُراخِ أهلِ القَريِه الفَرِح، مِنهُم مَن يَضحَك وَ مِنهُم مَن يَبكِي فَرحَاً

مَسحَت الأُخرَى عَينَيهَا، مُستَقيِمَه حَيثُ مَنزِل قَضِت بِهِ أفضَل فَتراتِ حَياتِهَا

تَنظُر إلَى جيِرانِهُم هُنَا وَ هُنَاك يَمرَحُون، مُبتَسِمَه بِخِفَه

دَخلَت إلَى المَنزِل، مُناظِره حَيثُ كُل رُكنٍ بِهِ

غُرفَتهِم الصَغيِره، تِلكَ الأرِيكَه التِي لطَالَما كَانَت تَجلِس عَلِيهَا بِجَانِب نَاستِيكَا

ذَلِك الحَمامِ الصَغِير الذِي لَطالَما سَمعَت تَذمُرَاتِ الأخَر مِن عَدَم وُجودِ مِيَاه دَافِئَه

جَلسَت بِهدُوء تُناظِر التُرابَ أرضَاً، لِكونَه بَات مَنزِلَاً بِلَا سُكَانٍ

أبتَسمَت دَامِعَه، حِينَ لَمحَت طَيفهُ عَلى رُكنِ البَاب مُبتَسِمَاً

وَ إرهَاقِ قَلبِهَا كُلَما تَلمَح طَيفَهُ دُونَ إستَطِعتُهَا لَمسهُ

"أنتَهت الحَربِ، جُون"

نَبسَت بِصَوت أجَش، لِتنهَمِر بَاكِيَه بَعدَها

هُوَ قَد وَعدهَا بِالزَواج بَعد الحَرب، لِيُنجِبوا فَتاه حَاسِنَه كَحاسِنتَهُ، وَ فَتى جَمِيل مِثلَهُ

لَكِن، لَم تَجِد إلَا ذِكرَاهِ بَعد إنتِهَائِهَا

وَضعَت رَأسَهَا عَلى الأريَكَه مُستَنِدَه بِيَديهَا بَعدَ جُلوسِهَا أرضَاً

تُحدِق فِي الَلاشَئ بِعيُونِاً بَاكِيه، وَ رأسٍ فَارِغ

____________________________________

♤الرَاوِي♤

الجَمِيع يَمُر بِوقتٍ صَعب فِي فَترَه مِن فَتراتِ حَياتَهُ

فَمَا عَلينَا سِوَى الصَبر، وَ الدُعاء، و الصُمود

"وِ إن كَبرَت هُمومَك لَا تُبَالِي، فَـ رِزقِ اللهِ فِي الأفاقِ أكبَر"

أصبِر وَ سَيأتِي مَا تَرجُوه يَومَاً
____________________________________

و بس والله وصِلنَا لنهاية روايه ١٩١٤)):

اتمنى تشاركوني رأيكم في السرد و الفكره فِي تعليق♡.

و الشخصيَات

و الشخصيَات

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
🎉 لقد انتهيت من قراءة 1914 🎉
1914حيث تعيش القصص. اكتشف الآن