٥ أُغسطُس ١٩١٧
_______مُتعَب، مُتعَب وَلا أجِد مَن يُسعِدنِي
زُيفَت الإبتِسَامَات، وَ قَد نَالَت مُرادِهَا فِي الشُعورِ بِخَير
لَكِن أنتَ، هَل الخَيرِ هُوَ مَا يَشعُر بِهِ قَلبَك؟
بِبسَاطَه، لَا.
الشُعور بِالوِحدَه لَـ هُوَ أمرَاً مُحزِن، رُغم وُجُود الكَثيِر حَولَك
أستقَمتُ مِن الأرضِ مُتجِه حَيثُ البَاب بِخطوَات مُتعَبه، حَيثُ الطَرقِ الخَافِت
فَتحتُ البَابِ، نَاظِرَاً الَى الطَارِق بِعيُونٍ مُرهَقه مُتفَاجِئَه
"أهلَاً"
كَانَت هِيَ تِلكَ الكِلمَه الوَحِيدَه التِي نَبَس بِهَا مُدَرِب الجَيشِ الذِي كُنتُ بِه
وَ صَديِقً لَأبِي سَابِقَاً
أوسَعتُ المَكَانِ عَن البَابِ عَن طرِيقِ إبتَعادِي عَنهِ، مُدخِلَاً إيَاهِ مَنزِلي
كَانَت أطرَافِ جَسدِي تَرتَعِش أُنَاظِر ذَلِكَ الذِي يَرتَشِف المَاء، مُتوَتِرَاً
نَظر لِي بِنَظراتٍ لَم أفهَمهَا، عَينَايّ تَارَه تَنظُر لَه و أُخرَى إلَى الوَرَقه المَطوُيَه بِيَدهُ يُحرِكهَا بِيدِيه
لَفتُ إنتِبَاهَهُ نَاحِيَتِي عَند طَرِيق ضِحكَتِي الخَافِتَه، مُتحَمحِمَاً
نَبسَ قَائِلَاً كَم يَشعُر بِالحُزنِ عَلى مَوتِ أُمِي، مُتأسِفَاً
كَم كَان أبِي يُغرِقهُ فِي الحَديِثِ عَن جَمالِهَا، كَم كَانَت زَوجَه عَظِيمَه وَ أُمٍ أعظَم
وَ قَد كَان يَبدُو مِن إبتِسَامَة ذَلِك الشَارِد تَذكُرهُ لِلَحظَاتٍ مُخزَنه فِي العَقلِ، فِي القَلبِ
مَد لِي الوَرقَه، لِأستَقِم أخِذَاً إيَاهَا بِسُرعَه كَبِيِرَه!
جَلستُ مُناظِراً تِلكَ الوَرقَه بَين يَدَايّ بَعدمَا فَرقتُهَا مِن طَويُهَا، بِدَاخِلهَا رَسمَه جَمِيلَه، شَارِدَاً
شَارِدَاً بِأُذنٍ صَاغِيَه لِكُل حَرفٍ يُقَال مِن ذَلِكَ الرَجُل، مُبتَسِمَاً
قَالَ، وَجدُوا تِلكَ الصُورَه فِي صَندوقٍ خَشبِيّ قَد أُجمَع بِهِ جَميِع مَا كَان لِأبِي
وَ التِي لَم تُفارِق جِيوبِ سُترَتهُ العَسكرِيَه طِيلَة مُحارِبتَهُ وَ فَترَة وُجُودِهِ بَينَ الجُنودِ كَونهُ وَاحِدَاً مِنهُم
أستقَام مِن مَكانِهِ رَابِتَاً عَلى كَتفيّ مُرتَديَاً قُبعتهُ العَسكَرِيه، خَارَجَاً
خَرجَ تَارِكَاً إيَاي مَع رَسمَه لِأُمِي مِن إتقَانِ يَد رَفيِقِ دَربِهَا
مُتخَيلَاً تَفاصيِلَها الصَغِيرَه، وَ أكثَر مَا أتخَيل عَينَاها المُلجِئَه لِي
_________________________________
أنت تقرأ
1914
Short Storyبدأ فِي عَام ألفِ وَ تسعةِ مِائه وَ أربعةِ عَشر تَنالُ مِني الحَياه، وَ ما أنَا سِوى ضَعيفَاً مُستَنجِد أسَمعِتَ يَومَاً ما عن اكتِئابِ مَا بَعد الحَربِ؟ "فَـ مَالِي لَا أستَطِيع إنتِشَالِك مِن أسفَلِ التُرابِ حَتى حُضنِي" جَ.ج.ك. الروايه ذات فصول ق...