🄿🄰🅁🅃91

865 148 29
                                    


الحزن يجعل من شخصٍ بسيطٍ كاتبًا .
Hana_kr

______________________ 

ارحمنا يا الله لأننا لا ندري، وارحمنا مرة اخرى لاننا حين ندري لا نتمكن ... وارحمنا ثالثة لان عجزنا هذا يورثنا حزنا طويلا ثقيلا لا ننجو منه الا برحمتك .. اللهم ارحم ابي وارحم والدَي كما ربياني صغيرا 
_____________________

.
.
.
.
______________________

هدت حصونها ... اضطربت نبضاتها إلى أن شعرت بقوة تدافعها في صدرها وكأن قلبها يركلها ليتحرر من اضلعها، انتفخت رئتيها من ضيق المكان وحلكته تريد لفحة حياة لتسترجع نفسها الضائع.. تريد الخروج من هذه المهزلة واللعنة ... تريد امها وفقط تريد عائلتها.

سحبت جسدها للأمام تنحني بضعف مع سوء الوضع ، تواسيها التواءات شعرها الطويل من الطرفين تلتحف وحدتها وحزنها ...
بكت تضم أطرافها المرتجفة بانهيار .. رفعت كفيها لأذنيها تسدهما حتى لا تسمع صوت حركاتهم الصاخبة خارجا، فلو استقبلت اذناها صوتا معاديا آخر مع الضغط المتراكم عليها لن تستطيع كبح أنينها ونحيبها، ستنفجر بكاء وتفضحهما معا.

غرست وجهها في ركبتيها أرخت نفسها باستسلام للظلام الدامس الغارقة به لتخدعها شهقة حاولت كتمها ففاتتها ... سبقتها للعلن.
رفعت رأسها بسرعة واستنكار لتقطع صوتها ، حينها كان ودها لو تَرْجُم تفاعلاتها حالا وألا يمسك بهما،  أحكمت قبضتيها على فاهها بكفين احدهما مصاب.، وصمت أصابعها على ملامحها من شدة ضغطها على نفسها.

استدارت تنظر للعدم بتوجس ترى إن فضحت نفسها ام ان صوتها كان خافتا مع هرجهم!! لكن لا رد فعل استقبلته منهم جهتها ، لم يصلها سوى صوت العراك خارجا .. اذن "سلامات حاليا"

رفعت رأسها لسقف الخزانة، بخيبة أغمضت عينيها ولؤلؤ عسليتيها ينساب على تورد خديها ، حرقها لهيب الدموع بجفنيها  لتشتعل بتوهج براكين انفجرت حديثا..  ازاحت كفيها من اذنيها لعينيها ... أخذت تتعرق خوفا وتبكي رعبا بدل الدموع ، يرجف جسدها مع سماع صوت إطلاق الرصاص العشوائي المكتوم بكاتم الصوت  وهو يحطم زجاج الغرفة المقززة .. يا إلهي ماذا نعيش نحن !!

عضت اكمام قميصها بانهيار حاولت ايقافه بابتلاعه دون جدوى... انتقلت لاصابعها تقاوم نحيبها وتكتم صراخها الحاد على حنجرتها ... يكاد الخوف يهتك بها ويجردها من أحاسيس الأمان في حياتها، هضمت شهقاتها ورعب ما تعيشه ولسانها يلهج بالدعاء : اللهم إليك اشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس يا ارحم الراحمين انت رب المستضعفين
ماتت حركة جسدها وسكتت رعشته بفزع عند سماعها توالي الخطوات جهتها ، لم تتحكم في عصيان دموعها المنزلقة بصمت على ملامحها المقبوضة: اللهم من اعتز بك فلن يذل، ومن اهتدى بك فلن يضل ، ومن استكثر بك فلن يقل ومن استقوى بك فلن يضعف -انهارت داخليا وهي تحكم اغلاق فاهها بضعف- ومن استغنى بك فلن يفتقر ، ومن استنصر بك فلن يخذل ... يارب لا تخذلنا واخرجنا من حولنا لحولك ... ياربي خرجها على خير، خرجنا على خير يارب..

رواية:  ﴿ أوراق غيرت لونها -لماذا تنتحر الأوراق عندما تشعر بالاصفرار ﴾حيث تعيش القصص. اكتشف الآن