00.38

581 31 12
                                    


٣٨.

حبّات العرق كانت تبلل جبين الفتى المُستلقي فوق السّرير، غرة شعره
‎مٌتلاصقة ومُبللة.. يشعُر بالحَرِّ الشّديد، وكأنّها الحمّى لتتبدّل شحوب بشرتِه إلى التّورد، يتنفّس بصعوبة، وبالكاد يستطيعُ التّماسُك ومنع أصوات الأنين من الخروج مِن فمِه.. كان يتلوّى، يحاول الثّبات ولكن هذا الشعور يجعلهُ غير قادر على الثّبات في مكانِه.. ضربات قلبه تطرقُ بعنفٍ وبلا هوادةٍ، يشعُر أنّ عقلهُ يغيب عن الوعي تدريجيًا، يحسُّ أنّهُ من فرطِ الشعور يُحلقُ ويبتعدُ عن الواقع، ورؤيتُه تصبحُ مشوشة.. بالكاد يستطيع رؤية الفتى صاحب الشعر الدّاكن الّذي يميل للأشقر..

‎ذلك الفتى، أنّى لهُ أن يكون قادرًا على فعلها جيدًا هكذا، من الغريب أن شخصًا أعذر مثلهُ قادرٌ على منح هذا القدّر من المتعة للمُستلقي.. حيثُ هو على بُعدٍ شعرة لأن يفقدَ صوابَهُ.. حيث ربت بكفِه شعر الفتى الأشقر الّذي يدنو إلى جزئِه السُّفلي، يقوم بفعلتِه وكأنّه خبير وله تجارب سابقة..

‎هل ربما لأن ذِئبُ تايهيونغ من يفعلها؟
‎من المستحيل أن يكون تايهيونغ، لأنّ "هانا" يعرف كل مناطق المُتعة الّتي تصيبُ جونغكوك بالجنون ويصيحُ على إثرها بالأنين، يرتعش جسدُه..

‎يفقد شعورهُ بجزئهِ السُّفلي، كانّه يذوب.. كان يذوب في وحلٍ من الشعور الجيد لا مكان لهُ من الهروب، المكان بقدر ما هو رائع ومذهل إلا أنّه جونغكوك لا يعرف لما يشعر بالاختناق، بالكاد يستطيع التنفس بشكلٍ جيد.. خرجت الدّموع من مِقلتيه، الألفا أصيب بالهلع، تجمّع الخوف في كلُّ أنشٍ من دواخلهِ..

‎لا يدري لمَ شعر بالخوف، لكن هذا الشعور يبدو أكبر من أن يتحملَهُ جسدُ الغُرابي الصّغير، هو لم يجرب الحصول على هذا النوع من المُتعة الجديدة والمختلفةِ كُليًّا.. هذه الرّطوبة واللزوجة، حركة اللسان البذيئة، والأنفاس الحارة الّتي تلامس قضيبَهُ..

‎جيد، جيدٌ جدًا إلى حدِّ الخوف.

‎« ت-توقف، تايهيونغ---- أنا خائف. » تنّفس بصعوبة، الكلمات بالكاد تخرجُ من بلعومِه، العرق البارد يبللُ شعرهُ.. رفع جسدُه العلوي بمساعدة كفّه اليسرى، أراد مواجهة الآخر، هو لا يحتمل..
‎هذا الشعور لا يُحتمّل..

‎نظر المقصود إلى الفتى الخائف بين يديه، فمُه كان ممتلِئا لم يقدر على الكلام، لذا أعطاه نظرةً غامضة بحدقتيه الصّفراوتين، بوجهٍ مُحمر بذيء أصابت جسدُ الألفا بالقشعريرةِ، من غير المُمكن!!! كيف لهُ أن يكون مُثيرًا وبذيئًا جدًا هكذا.

‎تايهيونغ البريئ.. هذه الصّورة لطالما كانت محفورة في في عقل جونغكوك، كان لديه هذا الانطباع عنهُ.. لكن انمحت، اختفت تمامًا لتتبدّل إلى صورةٍ أخرى..

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: May 20, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

هَـانا: شَغف مُحتّمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن