00.28

2.7K 207 127
                                    


٢٨.




وضعت هيجين صحنَ الفطور الّذي يحتوي على شطيرة الجُبنِ المحمصةِ وكأس العصير الطّازج قِبالة سيوكجين الهادِئ الّذي أعطاها ابتسامة صغيرة يطأطأ ناظريه شاردًا بمراقبتها دون أن يأكل أو يشرب.. كما لو أنّهُ يُفكّر.. مغمومٌ، يشعُر بإحساسٍ غريب بالفراغِ..

شعرت هيجبن بالقلق على حالِ الشّاب، ذابلةٌ في حُزنٍ.. فتجلسُ مقابلًا إيّاه.. تقطعُ الصّمتَ بقولها: « هل أنتَ بخير سيوكجين-آه؟ » بنبرة لينةٍ متعاطُفة تنهي كلامها بالربت على ظاهرِ كفه المستندة على الطاولةِ.. فينظُر لها المعنيّ.. نظرة هادِئة بملامح لا تحوي تعبيرًا محددًا.. ثابتة غير مقروءةٍ أو مفسّرةٍ..

« يُمكِنُكَ إخباري.. أنا سأُنصِتُ إليكَ، لا بأس.. افتح قلبكَ لي.. فرّغ لي بما يجول بخاطِركَ » هيجين تستميلهُ بالصوت الحانِي المنخفض، والعيون اللامُعةِ.
تعطيه ابتسامة صغيرة تشجيعيةِ.. تمسح ظاهر كفه عدة مراتٍ مٌتتاليةٍ..

سيوكجين اكتفى من كونه بخير، ملَّ من التظّاهر.. بل من تزيّف مشاعره وابتسامته، كره الكذب عن مشاعره وأحاسيسهِ.. لم يعد هُناك أيّ قوةٍ متبقيةٍ ليتظاهر فيها أنّهُ بخير.. لقد انتهى...

« أنا لستُ بخير.. لستُ كذلك هيجين! » ثُم تندفع تلك الدموع المالحة من عينيه كشلالين جارفينِ لا يتوقفانِ عن السّيلانِ... فيخبِؤها بطأطأة رأسِهِ.. لينقبضَ قلبُ هيجين، وبشكلٍ غريزي تقفُ عن الكُرسي: « سيوكجينَ-آه. » بنبرة صوت حزينة قبل أن تأخذ خُطاها بهرولةٍ إليهِ تتحضنُ جسدُه من الجنبِ.. تُميل رأسه إلى صدرِها، بالمسح على شعرهِ الدّاكن.. ليُغرِقها الشّاب بالدّموع الكثيرةِ الّتي تزيد الوجع في قلب المرأةِ..

« أنا هُنا.. أنا هُنا. » تُربتُ على ظهرهِ بيدِها الأخرى.. تلمعُ عيناها بالحزن على حالهِ.. سمِعتهُ يقول بصوته المختنقِ المتهدّج إثر البُكاء: « أريدُ البقاء هُنا، سأبقى.. لن أهرُبَ مُ-مُجددًا! » يتشبث بها بعناق وسطِها بذراعيهِ.. فيغمغِمُها الحُزن أكثر على حالهِ، تلمع بندقيتيها بالدموع..

« هذا المكان، سيكون دائِمًا منزِلكَ سيوكجين.. مرحبٌ بكَ في أيّ وقتٍ. »

شعرَ سيوكجين الآن بكمّ هو دنيئ وحقير..
هذا القلبُ الطّيب الواسع، الحنان والدِّفء.. مواساتُها لهُ، كلماتُها الحُلوةِ الطّيبة الّتي تُبعد كلّ مشاعِره السّيئةِ..

كيف أمكنني أن آخُذ أعزّ ما لديها..
ابنُها تايهيونغ..

فيرفعُ سيوكجين رأسه يكشف عن تلك العيون الغزالية الغارقةِ بالدّموعِ.. فتعبِس هيجينِ: « آيقو~ أنظر لهذه الدموع.. أين جيني اللطيف الّذي وعدني أنّه لن يبكي مُجددًا؟ » تعاتبهُ.. لكن الشّاب لا يقدر.. فلطفُ هيجين الزّائد معهُ يُشعِرهُ أنّه لا يستحقُها..

هَـانا: شَغف مُحتّمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن