00.20

3.1K 231 32
                                    

٢٠.


حاجباهُ معقودان بصرامةٍ، مضموم الملامِح.. مزموم الشفتين يبدو مثل شخص متضايق ليسَ مَستطلفًا لذلك الجالس بجانبِ سومي ويأكل غداءَهُ بحماس وشراهة متجاهلًا إيّاه لا يعطِ أيةَ لعنة اهتمام.. فيحكُّ الغاضب شفتهُ السُّفلى بغيظٍ قبل أن ينظر لسومي يقاطعُ لعبُها بالهاتِف: « ألن تفسري سبب وجود هذا القصير غير المرحبِّ به في موعِدنا معًا في هذا المطعمِ الّذي من المفترضِ أن نكون به لوحدِنا أنا وأنتِ؟ » شحوب بشرتِه تبدّل للاحمرار، ويبدو أنّه حقًا يكرهُ وجود جيمين معهما على نفس الطّاولةِ.. يؤشِر باصبعِه اتّجاههِ، كانت سومي على الاستعداد للشرح لكن جيمين منعها ذلك حينما داس بقدمِه المنطقة ما بين فخذي الفتى الّذي مقابله خفيةً أسفل الطّاولة..

لا أحدَ ينعتهُ بالقصير..
هذه الكلمة ستُوقِظُ الشياطين السّبعةِ الموجودة فيه كما الآن.. حيثُ الفتى عضّ شفتهُ السّفلى بألم، يهسهسُ بغضبٍ من بين أنفاسِه: « أيُّها الوغد. » يطلق أنينًا مع طأطأةِ رأسهِ لأخفاء ملامِحه المتوعكة بسبب الضربة المفاجئة لمنطقتِه.. يتحسسها بكفِه يحاول تهدئة الوجع الّذي يحرقهُ بشدّة!

سومِي ضربت كتفَ جيمين الذي بجانبِها، وبختهُ: « قطعتَ نسلَهُ. » جيمين نظر لها بطرف عينيهِ: « شكرًا، لقد أنقذتُ العالم من نسخِ أخرى تنشرُ الغباء والتفاهة في كلّ مكان كالجــراثـيـم! » جملتهُ الأخيرة قالها وهو ينظر للآخر بتمطيط متقصدًا قولها كما لو أنّه يريد استفزازهُ، وبالفعل جونغكوك نظرَ لهُ بعصبيّة.. لا يتوقف عن سبابِه وشتمِه بعقلِه الآن..

« بحقُكما موعِد! يا القرف.. ألستُما أقارب لتفكرا بالمواعدةِ؟! » علت وجه القصير نظرة مُتقززة وهو ينقل بصرهُ بين الأثنين...

سومي أعطت جونغكوك نظرات متقززة هي الأخرى تؤشر بأصبعها تجاههُ: « أواعد هذا الغبي الأحمق الّذي يفكر من مؤخِرتِه العفنة! » تبدو مستنكرة، تستصغُرهُ بكلامِها في حين جونغكوك عقد حاجبيه باستنكار: « حقًا! أواعد سلّة المهلات هذِه! » كشّر، يجعدُ أنفه بقرف.. لتسخر الأخرى: « على الأقل تعلم أنّك قمامة! »

جيمين تمتم: « كلاكُما جراثيم على أية حال. » لينظرا الأثنين إليه في بغضب، ليتجاهلهما بالعودة في أكل طعامِة الّذي لم يكن سوى أكل سريع.. شطيرة لحم مع الجبن والخس بحجم كبير وصحن بطاطا مقلية ومشروب غازي متوسط الحجم.. لقد كان جائِعًا على عكس الأثنين الّذين لم يطلُبا سوى مشروبات كالعصير الطّازج لسومي وحليب الموز لجونغكوك..

« حسنًا يكفينا كلامًا لا طائل لهُ--- ما الكلام المهم لتطلب من ابنةِ عمّكَ أن تأتي على وجه السُّرعة؟ » سومي ابتسمت بعرضة، ترمش عدّة مرات.. تبدو متحمسة من قرب جذعها العلوي من الطاولةِ.. جونغكوك نظرَ إليها: « وحدكِ، لقد طلبت أن تأتي وحدكِ وليسَ مع هذا اللعين! » جيمين نظر لهُ: « يبدو أنّك متحمس لضربة أخرى على قضيبكِ، صدّقني سأتأكد من قطع نسلِكَ تمامًا هذه المرّة! » نبرة صوته شبه منفعِلة وتصدر ضوضاءً في المطعم.. جونغكوك ابتلع، قد يكون قصيرًا لكنه حقًا قنبلة موقوتة، لذا حاشى نظرهُ جانبًا، لا يريد افتعال المشاكل.

هَـانا: شَغف مُحتّمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن