٢٢.
الغُرفة شبه مَظلمةٌ، ربما الضّوء القادم من باب الغرفة المطلة على الرّدهة تمنعهُ أن يكون شديدًا.. وهناك السّتائر البيضاء الخفيفة تتراقص بنعومةٍ مع نسائم الرّبيع القادمة من النّافذة المفتوحة الّتي جعلت من الفتى النّائم يرتجف بالبردِ.. وهذا لاحظَهُ العَم سيوكجين المستلقي على جنبه بقربِه حيث كان يراقبهُ منذُ مُدّة وجيزةٍ... فيرفع الغطاء ليغطي الجزء المكشوف، والصّغير النّائم على حركتِه يتقلّب على جنبِه الآخر يقابل بوجهه صدر عمّه العريض.. يقتربُ منهُ، يعانق خصرهُ بذراعِه.. يفاجِئ الكبير بحركته العفوية اللطيفة، خاصةً فرك وجهه بصدر عمِه قبل عودته للنوم من صوت الشّخير الخافتِ الصّادر منهُ، وعلى ذلك يبتسم سيوكجين، تغمره المشاعر الدّافئة.. تزيد عيناهُ إلتماعًا، ثمَّ يمسحُ بكفِه شعر الفتى الأشقر برتابة وبحذرٍ لكي لا يفيق النّائم...
ابتسامة الأكبر أخذت تنقشعُ تدريجيًا عند تذكُره لكلام الطّبيب له ولهيجين قبل مغادرتهم بالفتى ظهر اليوم من المشفى..
« أعتقد حان الوقت لإعطائِه حبوب مُثبطات الحرارة بدلًا من الإبر.. سأكتب لهُ عبوة يأخذها مرّة في اليوم، ستكفيه العبوة لشهر كامل.. وإذا أنتهت يمكنكم شراؤها لهُ مِن الصيدلية بين الحين والآخر---- لعلمكم الإبر تملك تأثيرات جانبية أقوى من الحبوب بدءًا من النّوم إلى الضعف الجسدي العام، لذا الحبوب حل بديل أفضل لهُ، لكن لا أنصح بزيادة الجرعة أكثر من حبّة في اليوم الواحد خاصّة أنّه متباين الهُوية الجنسية الثّانوية وليس مؤكدًا أنّه أوميغا.. »
ذبلت ملامح سيوكجين للحزن، هذا الفتى بدءًا من الغد عليه الإنتظام بالدّواء الخاص بالأوميغا وهو ليس كذلك.
الأمرُ نوعا ما يبدو جنونيًا... بيتا يمر في فترة حرارة بسبب فيرمونات ألفا نقي، وعليها يضطّر لشرب أدوية لقمعها، هذا..... جنوني، خرافة.. نعم سيوكجين كان يظنّها خرافة ولم يصدقها حتّى رآها بأمّ عينيهِ..
زفر أنفاسُهُ.. عاد للمسح على شعر الفتى مُجددًا عند إدراكِه لتوقفِه عن هذه الحركةِ، أرجع الابتسامة الحانية اللطيفة لمبسمِهِ.. ثُمَّ همس: « كل شيئ سيكون على ما يُرام، فأنا هنا.. معكَ صغيري. »
سيوكجين يرجو ذلكَ بدَعاءٍ صادقٍ من صميم قلبِهِ..
.....
اليوم الجو كان مشمسًا وساطِعًا تتزين السماء الغيوم البيضاء الصّغيرة، ترافقهُ نسائمَ الربيعِ شبهَ الباردةِ.. التي أجبرت تايهيونغ على ارتداءِ سُترة صوفية داكنة اللونِ..
لم يذهب إلى المدرسة اليوم، في الحقيقة البيتا رغب بالذهاب، وإن لم يكن مولعًا بالدّراسة لكن الفتى شعر بالملل.. لقد غاب عنها لمدة أربعة أيام.. هو لا يذكر بالضبط، المهم أنّه اشتاق إليها وهذا أمرٌ نادِر..
أنت تقرأ
هَـانا: شَغف مُحتّم
Fanfictionتايهيونغ بِيتا عادِيٌّ جدًا. [ أنوِّه عن ركاكة الجودةِ، التّفاهة والابتِذال، مُملةٌ! ] - تحديث بطِيئ. بدأت: ١١-أغسطُس- ٢٠١٩م انتَهت: --------