00.25

2.8K 237 89
                                    

٢٥.





من الصّعبِ دائِمًا تخطّي الحُب الأول؛ لأنّهُ التّجربة الأولى في خوضِنا العواطف الجياشة، الإحساس بعمق.. التّعلقُ، يمنحُنا الإيمان القويُّ.. يملأُنا فقط بمن نُحب، يجعلُنا في سباتٍ طويلٌ جدًا مع هذه المشاعِر الحُلوةِ.. يُسقِطُنا أكثر في العالم الوردِي الجميل.. لا يوقِفُنا عن الحُبّ أكثر، والوقوع أكثر قد نصلُ فيه إلى أكثرُ من كونِه عشقٌ.. باختصار الحُبُّ الأول هو تجربتُنا الأولى في الحُبِّ.. نمرُّ فيه بمراحل مختلفة متعددة بأسوئِها وأحلاها..

لكن ماذا إذا كان شغفًا مُحتمًا، حبٌّ قد أُلزِمَ القَدرُ على حدوثِهِ.. هل يُمكِنُنا تخطيهِ والمُضي قُدمًا؟!

السّؤال الأهم؛ ما هوَ مقدارُ الألم؟

......

كان يختبِئُ خلفَ شجرةَ الكرزِ الباسِقةِ، العاليّة التي تمنحُ ظلالًا واسعًا بحجبها الشّمس عن البقعةِ الّتي حولها.. يحضى نسيم الربيع مع أزهارها الوردية برقصاتٍ ناعِمة تنتهي بوقوعِها أرضًا فوق العُشبِ الأخضر.. يحتضنُ كلا ساقيهِ إلى صدره بذراعيهِ، لا يكفّ عن الهز للأمام والخلف برتابةٍ دلّت على اضطرابِه، لا تزالُ الدّموع الرّطبة تبلل خديهِ.. كأنّها حلهُ الوحيد لتخفِّف الألم القوي الّذي يشعُرُ به في هذه اللحظةِ..

أيّ ألمٍ هذا؟ أشبهُ بانكسارِ قلبٍ خلّف وراءهُ قطعًا صغيرة جدًا.. لا أملَ بإصلاحِهِ. هو أيضًا أشبه بأن جزءًا من روحِكَ يتمّ انتزاعها من داخلكَ رُغمًا عنكَ.. مثل أن العالم الوردي الممتلئ بالحُبِّ الّذي جاهدَ قلبُكَ في بنائِه يتمّ تحطيمهُ أمام عينيكَ.. إنّه أكثرُ شبهًا.. بالخواء، تشعر أنّك فارغ، وبقدر هذا الفراغ تحسُّ بالألم..

« إنّكَ تُعاني! تتألمُ لوحدِكَ من دونِي.. »

كان الألفا النّقي الّذي يقف محاذاة الجالس، بعيدًا عنهُ بخطوتين تقريبًا.. في وجهه أكثر التّعابير حُزنًا ووجعًا؛ لرؤيتِه حالة الفتى الفظيعة الّتي وصلَ إليها..

يُريد أخذ هذا الألم، ورميهِ بعيدًا..
جونغكوك يريدُ أن يحضِنهُ.. تهدِئة روعِه، والتّخفيف عنهُ وإخبارُه شيئًا مثلَ: أنا هُنا.. أعِدُكَ أنّي لن أترُككَ مُجددًا.. لكنهُ متردد، خائفٌّ من شيئ يجهلهُ.. هو محاصرٌ بأفكار عديدة لا تدفعهُ للاقترابِ أكثرِ..

« توقف، توقف، توقف.. إنّه لا يتوقف. » البيتا يغرقُ بالدموع أكثر، يختنقُ بها.. ينتحِبُ باكيًا، على وشكِ الإنهيار.. لا يتوقف عن هزّ جسده بنفس الرتابة الّتي زادت قلق الألفا.. وأجبرتهُ رُغمًا عنهُ بالاقترابِ خطوةً.. والجلوس بجانب تايهيونغ، لا يفصلُهما سوى مسافة صغيرةٌ جدًا..

هَـانا: شَغف مُحتّمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن