00.24

2.4K 245 28
                                    

٢٤.




نامجون كان يتفحصُّ غُرفة المعيشة، يدحرِجُ عينيه هُنا وهُناكَ.. يأخذُ خُطواتهُ ذاهبًا إلى كلُّ ركنٍ، يتلمسُ بأصابعهِ الأثاث الموجود في الغرفةِ بلطفٍ وحذرٍ، يُراقبُ بنظراتٍ لامِعة، في دهشةٍ وانبهارٍ.. بابتسامة عريضةٍ تُظهِرُ الغمازتان الحُلوتين المرسومين بحدّة واضحة في خديهِ..

يتساءلُ مع نفسِه بذهولٍ كيف لا يزال كلّ شيئ على مكانِه.. ستّة عشر عامًا ولا يزال يرى نفسُ الأثاث، الزينة.. الألوان الخشبيةِ.. حتّى الرّائِحة، رائِحة المكان العتيقِ الّذي يُجلِب الذكريات القديمة بحلوِّها ومُرّها..

لقد عرفَ في غرفةِ المعيشة الذكريات الحُلوة والسّيئةِ في آن واحد.. مثل دراسة كلًا من نامجون وسيوكجين معًا على الأرضية الخشبية مقابلين الطاولة قصيرة الأرجُل.. يذكُر لقد كانت الدّراسة حجةً للقائِهما المُستَّمِر في منزل الآخر، حيثُ يقضيانِها في اللعبِ، إلقاء النُّكتِ السّخيفةِ والضّحكِ عليها بجنونٍ.. أخذِ بعض الرّاحةِ لتأمُلِ بعضِهما، عدِّ الحسناتِ.. والحديثُ المعسول الممزوج بالرومانسية المُبتذلةِ.. ممزاحةٍ بعضِهما بالضربِ والشجارِ بوسائد الكنِبِ.. الرّكض في أرجاء الغُرفةِ..

نعم...يذكُر اعترافُهما.. قُبلتُهما الأولى
لقد حصلَ الأمر بشكلٍ عشوائي غير مُخططٍ لهُ..

°°°°

كانا في سنتِهما الأولى في الثّانويةِ، عائِدان من المدرسة، ونامجون كعادتِه جاء مع سيوكجين لمنزلهِ من أجل الدّراسة الّتي طلبها البيتا من الألفا كحجّةٍ ليحظى بعض الوقت المميز مع حُبّه.. يراقبُهُ فيها بسرّيةٍ.. يسمعُ صوتهُ، لينعم بالمشاعر الدّافئة الحلوةِ..

كان حُبًّا من طرفٍ واحد، بدأه سيوكجين..
لم يُرد خسارة نامجون كصديق، فضل البيتا أن يُبقي هذا الشعور في أعماقه حتى وقت نسيانه لهُ.. لكن هذا الحُبّ لم يكن كأيّ حُبٍ..

لقد بدا مثل رابِطٍ قويٌّ يجمعُ سيوكجين بالآخر..
مُقدّر، مُحتّم..

قدرهُما أن يكونا معًا منذُ الطفولةِ ويستمرّان إلى الآن ولا يزال.. ليسَ صداقةً فحسب، لقد حتّم القدر أن يُجمِعَ هذا الرّابط بينهما في شريطٍ أقوى..

لقد جمعَ كليهُما الحُبّ أيضًا..

كالعادةِ نامجون كان يشرحُ للفتى، مادةُ الرّياضيات لم تكن صعبة جدًا على سيوكجين.. لكن على قولهِ:- لا بأسَ بكذبةٍ بيضاء.. يراقبُهُ كيف يشرحُ بتركيزٍ وجديّة واضحة في ملامِحهِ..

سيوكجين هائِم، لم يشعُر بنفسِه لدرجةِ أنّه أسندَ خدّه راحةَ كفهِ.. تتسرّبُ من شفتيه تنهيدة عميقة مُتعبة للمشاعر الجمّةِ المُزدحِمة في داخلهِ..

هَـانا: شَغف مُحتّمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن