00.29

2.6K 187 66
                                        

٢٩.



لقد كانت هُناكَ لحظاتٌ تمنّى فيها جيسونغ أن يبتعد ويمضي.. يُفكر: لمَ أتيتُ إلى هُنا، ما الذي سأستفيدُه.. ليسَ وكأن نظرتها تجاهي ستتغير إلى حُبٍّ حال رؤيتِها لي.. فأنا لا أزالُ شخصًا غريبًا عنها، حسنًا.. حظينا ببعض الجنس لكن هذا لا يعني أنه يسمحُ لي المجيئ في أي وقتٍ أريدُه إلى منزِلها..

كم أتمنى أن تراني على الأقل صديق..
أريدُها أن تنظر إلى من جانبٍ تكون فيه أكثر أمانًا وراحةٍ معي، أن تثقَ بي.. أن تجدني رفيقًا وونيسًا يآنِسُها، أن تلجأني لحظة الفراغ، والحزن.. تستمدّ منّي القُوةَ والشّجاعةَ.. أن تكون سعيدة برفقتي دومًا..

ما هو سببُ مجيئي إلى هُنا..
هل يا تُرى اشتقتُ لرؤية وجهها، ابتسامتِها..

آه-- لمَ أنا واقعٌ بالحبِّ بشدّة معها.. لمَ أنا الوحيد؟ لم لا تبادِلُني الحُب..

هيجين أُريدُكِ أن تُحبِّيني..
أليسَ لي مكانٌ في قلبكِ لو قليلًا.. سأسعدُ به، على الأقل أنا في قلبِ هيجين.. حُبّي الأول.

جيسونغ كان يقفُ قبالة باب المنزل الخشبي العريض، يفكّر هل يدخُل أم لا.. مترددٌ، وفي باله أفكارٌ وتساؤلاتٌ كثيرة ترميهِ يمينًا وشِمالًا... أحسَّ أن وجودهُ هُنا خاطِئ وليسُ لهُ معنى.. لذا أدار جسدَهُ قافزًا إلى الأرضية العُشبية.. ليأخُذَ خطواته البطيئة خارجًا..

تسك.. أنا حقًا أريدُ رؤيتها.

جيسونغ مُحبطٌ، تحومُ حولهُ هالةٌ رماديةٌ من الكآبةِ، لكن المسكين لا يملكُ عذرًا مناسبة بحجة رؤيتها.. هو ليس شخصًا يجيد الكذب.. نقطة ضعفه أن يكذب، لا يُجيد التمثيل!

« جيسونغ! » ذلك الصّوت النّاعِم، الّذي ينادي بنبرة ليست عالية ولا منخفضة جدًا.. إنّما هادِئةٌ.. لطيفةٌ، يخالطُها نوع من التفاجُؤ الّذي ظهر بربطة حاجبيها واتساع طفيف في جفنيها..

هذا الصوت الّذي أوقف جيسونغ رُغمًا عنهُ، تتبدل حولهُ تلك الهالة الرّمادية إلى هالة وردية من السّعادة الّتي أحدثت صخبًا جنونيًا في نبضات قلبهِ، سريعةٌ لا تهدأ.. ابتلعَ.. حاول أن يُظهرَ ثباتَهُ.. بلل شفتهُ السُفلى بطرف لسانهُ..

إهدأ.. إهدأ.. توقف عن النّبض أيّها الأحمق!

قاصدًا قلبهُ.. لكن صوت الأخرى وهي تناديه مُجددًا: « جيسونغ! » كان قريبًا، وواضحًا ومسموعًا بشدّة لأذُني الألفا الّذي اهتزّ جسدُه بارتعابٍ أجبرهُ على الإلتفات حيث وجدَ هيجين تقفُ مُقابِلهُ تملك ملامح متسائلة وحائرة..

هَـانا: شَغف مُحتّمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن