00.02

6.8K 403 188
                                    


٢. PLAYBACK; NARU - LUCK LIFE
---------------------------------------------------






لا شيءَ مُميّز في روتين حياةِ تايهيونغ، فهو مُجردُ طالب في السّنة الثّانية يذهبُ إلى المدرسة على الأقدام بُمدّةٍ زمنية تُساوي عشر دقائق بالكثير، حيثُ لا تبعدُ عن منزِله سِوى شارعين.. حتّى وإن تأخر، تايهيونغ سَيلحقُ الطّابور الصّباحي على أيّة حال..

لا شيء يفعلهُ في المدرسة، سوى النّوم في الحصص إذا لم يكشفُه الأستاذ.. رُبّما مُراقبة الطُّلاب، قراءة كُتب المانجَا في أوقات الفراغ.. يُفضّل أكل غدائه في مكانه المُفضّل بعيدًا عن النّاس، ألا وهو سطحُ المدرسة..

لم يكُن هناكَ شيء يستهوية حتّى يشاركَ في أنشطة النّوادي بعدَ المدرسة.. رُبما نادي المانجَا ولكنَ للأسف نادي مثلَ هذا ليس موجودًا في مدرسته، قد فكر تايهيونغ بإنشاء واحد.. لكِن سيكون الأمر مُتعبًا في البحث عن أعضاء، فالنّادي يحتاج على الأقل خمسة أعضاء حتّى يتم إنشاؤه.. وتايهيونغ يُدرك أنّه من الصّعب إيجاد أعضاء يُحبون المانجا، وحتّى وإن وجِدوا بالطبع لن يُفصِحوا عن ذلكَ؛ لأنّه أمر طفولي وسيعرّضك للتنمُّر نوعًا ما، حسب مزاج المُتنمرينَ.

كتايهيونغ.. فهو مُعرّض للتنمّر اللفظي في بعض الأحيان..لكنه يحاول تجنّبهم، لا يصنع المشاكل ولا يتدخَل بغيرهِ.. لا يثيرُ الضّجة حولهُ، ولا يحدثُ صخبًا تلفتُ الأنظار إليهِ.. إنّه فقط طالب هادِئ جدًا، لا يثير الشُّبهات حولهُ بصمتِه.

تايهيونغ يبدو مِثل وجودِه وعدمِه في المدرسة واحد، لا يؤثّر في سير الأحداث.. نفسُ الشّيء تمامًا.

إنّه كمن يمضي اليوم مثل مُرور الكرام، ومن ثُمّ يستعد لليوم التّالي في نفسِ الرّوتين.

مُجردُ شخصٍ عادي، اسمُه تايهيونغ..

......

كأي يوم، ها هو تايهيونغ يرتدي حذاءَهُ الرّياضي الأبيض عندَ عتبة الباب.. كان مُمتنًا أنّ والدتَهُ قد غسلت جواربَهُ، فالبارحةَ تناسى ذلكَ بسبب حماسه للمانجا الجديدة الّتي اشتراها..

ينتهي من ربطِ حذائِه، حاملًا حقيبتهُ المدرسية.. ثُمَّ يقفُ عن الأرضية الخشبية -- منزلُ تايهيونغ مَبني على الطِّراز القديم، وهو مُجرد إرث لوالدُه من جدّه بما أنّ أبيهِ الابنُ الوحيد - يضعُ يدَ الحقيبة على كتفِه، ليطلق صوتًا عاليًا بعض الشّيء لتنبيه والدتِه: « أنا ذاهبٌ. »

ثم يأخذ الخطوات الثّلاث المُتبقية الّتي تفصلهُ عن الباب، وما كان بصدد زحف الباب الخشبي لليمين حتّى أوقفهُ صوت والدته وهي تُنادي: « تاي تاي، انتظِر. » كانت خطواتها إليه أقربُ للهرولة، بيدها صندوق مُغلّف بقطعة قماش وردية اللون..

هَـانا: شَغف مُحتّمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن