00.27

3K 207 99
                                    

٢٧.

قبلَ نِصف ساعة تقريبًا



جين كان جالسًا على الكنبةِ الفرديةِ، يُحدّق بشرودٍ ناحيةَ الطاولة قصيرة الأرجل بملامح هادِئة كما لو أنّهُ يفكّر.. أمّا الألفا تنهّد بعمقٍ قبل أن يأخُذ خطواتهُ إلى الآخر يقفُ محاذاةَ الكنبة الّتي يجلسُ عليها جين يُسلّط ظلّهُ عليه.. تحمحم الأسمر يريد أن يُجذِبَ أنظار البيتا لهُ، لكن لم يتلقَ استجابةً سوى الثبات والصّمت.. فيتجهم وجه الألفا.. عقدَ حاجبيه في انزعاجٍ.. يعدّ مع نفسه للعشرة محاولًا تهدِئة روعِه..

لا يعلم ما الّذي عليه أن يفعلهُ، لا الشجار ولا اللين ينفعُ معهُ.. هو لا يستطيع الفهم.. سيوكجين لا يوضحُ نفسَهُ.. الآن، مع كلام هيجين سابقًا أدرك الألفا أن هذا البيتا يُخفي عنهُ شيئًا ما..

جلس الطاولة يُقابِلُ أنظار البيتا الّذي استفاق من شرودِهِ.. سيوكجين عندَ رؤيته للآخر قلّب عينيهِ مستاءً.. يتجنب النّظرَ لهُ..

« أرجوك أخبرني.. أفصِح لي عمّا بداخِلكَ، أيّ شيئ.. أنا هُنا، سأظلُّ دائمًا معكَ سيوكجين. » الألفا نبرة صوتِه مترجية بملامح لينة وعيونٍ دامعة، يريدُ أن يستميل الآخر للفضفضة وبوح ما بداخله.. يُنهي كلامهُ بالربت على فخذ المقصودِ..

سيوكجين عنيد، قال بدون النّظر للآخر: « لا يوجدُ شيئ للحديث عنهُ------ » نامجون قاطعهُ برجاء مستميت: « أرجوك.. أنت تُقلِقُني. » هذه المرّة قبض على كفّه المستندة يد الكنبةِ ولكن البيتا صفعَ يدُه بعيدًا.. انفعلَ: « أنا بخير، أنا بخير.. أريدُكَ فقط أن تترُكني لوحدي.. » بشرتُه الشّاحبة محمّرةٌ.. صدرهُ يرتفع ويهبُط بأنفاسٍ ضحلةٍ من الغضب..

نامجون مُحطّم، مكسورٌ.. يشعُر بالألم وحيدًا..
لا يدري ما الّذي عليه فعلهُ.. عانق كلا كفيهِ يضعُهما في حجرِهِ.. بنبرةٍ مُختنُقة مُهتزّة: « أ-أ-نا آ-سف. » الدموع على وشك خذلانِه للنزول ولكن الألفا حاول التماسُك وعدم الأنهيار..

ربما ليسَ الوقت المناسب، ربما الآخر يحتاج بعض الوقت مع نفسِه..

« كنتَ تتجاهلُني، لا ترُد على اتّصالاتي..  أردتُ أخباركَ.. أنّ السّيد هيونوو يريد تزويجي؛ لأجل العمل... ولكن، أنتَ تعرفُني، لقد رفض----» سيوكجين نظرَ إليه يُقاطِع حديثهُ، لم يكن متفاجِئًا بل على العكس سرعان ما سخِر: « بالطّبع يريدُ تزويجكَ، فما يؤكِّد ارتباطَ كلينا إلا خاتمين! » قاصدًا أنهُما ليسا متزوجين بأوراقٍ رسمية تثبتُ ارتباطَهما..

نامجون فرّك كلا راحتيه ببعضِهما، يريد أن يتحكّم بأعصابهِ ولا ينفجر.. يفكرّ أن يحُلّ المشكلة بطريقة ناضجة عقلانية ومنطقية ليس بالشجار والغضب والصُّراخ..

هَـانا: شَغف مُحتّمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن