٢٣.
هيجين في المطبخ جالسة على أحد الكراسي حول المائِدة، ويبدو أنه من هاتفها النّقال الّتي تحملهُ قريبًا من أذُنِها أنّها تتحدث مع أحدهم وهذا واضح من شفاها النحيلة الموردة الّتي تتحرك مع كل كلمةٍ تنطقها: « لم يخرُج، منذُ أخبرنِي بشأنِ جونغكُوك البارحة هرب إلى غرفتِه حابسًا روحهُ فيها.. جيسونغ حالهُ تقلقني، أخافُ أن يمنع نفسه عن شرب دوائِه، وأيضًا الطّعام.. يصرخُ أنّه ليسَ جائِعًا------- أنا أعرفُ صغيري، لم يمتنع يومًا عن أكل الطّعام الّذي أعدُه له بيدِيّ هاتين! » تحشرجَ صوتُ البيتا، وأخذت الدّموع تتصبب لتبلل خديها.. تتلون شحوب بشرتِها للاحمرارِ..
سرعان ما تمسح تلك الدموع بأصابع يديها الحُرّة حينما سمعت صوت المتصل الّذي أخذ يُهدِّئ روعها بكلماتِه اللطيفة وبنبرة صوتِه الدّافِئة العميقة المميزة بالخشونةِ... هيجين تتأثر دومًا بلطفِه، هذا نوعًا ما يرفرف قلبها ويغمِرها بالدّفءِ والمشاعِر الحُلوةِ..
« سأحاول معهُ مجددًا، ربّما هذه المرّة سيتمِعُ إليّ. » قالت حال انتِهائِها من مسح دموعِها.. ثم زرعت ابتسامة صغيرة هامِسة: « شُكرًا لكَ جيسونغ، أنا ممتنةٌ لوجودِكِ معي في هذه الأوقات الصّعبةِ.. » تكبرُ ابتسامتُها تدريجيًا عند سماعِها ردّ جيسونغ الّذي جعلها تطلق ضحكة صغيرة رنّانة قائلةً: « أنتَ تُدلِلُني بكلامِك المعسول هذا----- » هدأتْ، تأملت الكرسيّ الفارغ مقابلها بعيون لامِعة.. كما لو أنّها ترى جيسونغ، لتستطرِدَ: « لا تبالغ... يومًا ما ستجِد فتاةً تناسِبُكَ أكثر مني تستحقُ أن تبقى معها دومًا. »
زفرت بعمقٍ، لم يعجبها صمتُ جيسونغ المفاجِئ.. شعرت ربما أنّ كلماتها لم يكن من المفترض أن تقولها، أو أنّه ليسَ الوقت المناسب لهُ.. لذا قطعت الصّمت بينهما: « سأذهب لرؤية تايهيونغ، إلى اللقاء. » عقدت حاجبيها، جيسونغ المتصل اكتفى بالهمهمة ليسبقها بإغلاق الخط بينهما.. وهذا أزعجها.. تنظر للهاتف لتتأكد هل فعلًا جيسونغ أغلق الخط سريعًا هكذا بدون ردٍّ.. فتضعُ هاتفها جانِبًا على الطّاولةِ..
مسحت وجهها براحتيّ كفيها، تنفست بعمقٍ خلال ذلك.. فكرت أنّها بحاجة لاستنشاق الهواء.. لذا وقفت عن الكرسي لتأخذ خطواتها خارج المطبخ..
........
سيوكجين كان جالسًا القرفصاء محاذاة سرير تايهيونغ النّائم الّذي يختبِّئ أسفل لحافه، لا يستجيب لكلامه سوى بالصّمت: « لا تختبِئ تحتَ لحافِكَ، هيّا.. عمّكَ جين يريد رؤية وجهكَ اللطيف------- » هذه المرّة البيتا المختبِئ قاطعهُ بصراخ: « أنا لستُ لطيفًا! » من زعيقهِ الّي فاجأ سيوكجين لوهلةٍ يبدو منزعِجًا وهذا أطلق تنهيدة عميقة من ثغر العم بقلةِ حيلةٍ على وشكِ الاستسلام من عناد الفتى المستمِر فيقف عن السّرير ليجلس عليه قريبًا من النّائم المخفي عن أنظار سيوكجين أسفل اللحاف..
أنت تقرأ
هَـانا: شَغف مُحتّم
Fanfictionتايهيونغ بِيتا عادِيٌّ جدًا. [ أنوِّه عن ركاكة الجودةِ، التّفاهة والابتِذال، مُملةٌ! ] - تحديث بطِيئ. بدأت: ١١-أغسطُس- ٢٠١٩م انتَهت: --------