٨. PLAYBACK; Oh My Girl - Secret Garden
------------------------------------------------------
البيتَا الواقِف كان يُصفِفُ شعرَ والدتِه الأسود المنسدلِ بالمشطِ بلطفٍ، يبتسمُ بوسعٍ وهو يرى صورة انعكاسِها من المرآة الّتي تجلسُ هيجين مُقابِلها.. يبدو متحمِسًا على عكسِها، حيثُ كانت هناكَ غيمةٌ صغيرةٌ من الحزنِ تدللُِ عينيها، لا تُبادِلهُ سوى الابتسامات الباهِتة الصفراء.. وبسببها أدرك البيتا أن هذا يُطفِئ نور جمالِها، يضعُ المشطَ جانبًا على طاولة المرآةِ، فيطلقُ سخرية وهو يدلِكُ خديها بكفيهِ مع مراقبة انعاكسِها: « هيّا ابتسمِ أيتُها العجوز---- أنتِ لستِ ذاهبة للمشنقة أو الموت. » فتعقِدَ هيجين حاجبيها، لتُردِفَ بنبرةٍ مُنخفِضة: « أنتَ بالفعل تسحبُني إليها صغيري. » ظنّت أنّه لم يسمعها، ولكن الفتى على كلامِها تختفي ابتسامتهُ، يتوقف عن ضغطِ خديها بكفيهِ.. يحزّهُ تأنيب الضمير وهو يرى هذا الانكسار المرسوم في وجه والدتِه المليح..
لمَ هي مُتفانية لأجلي؟
لمَ هي تُحبُّني إلى هذا الحدِّ..
لمَ هي ليست أنانية، القليلُ فقط...
يتنهدُ الفتى، قبلَ مُحاصرتِه بذراعيه عنقها..
« أنتِ تستحقين الأفضل.. كُفي عن الحُزنِ، ابتهجِ.. لا زِلتِ شابة، تنضجينَ بالجمَال والحُسنِ.. أنّى لهذا أن يضيع على الاهتمام بفتىً مثلي ربما لن يدوم------ » قاطعتُه بانفعال وهي تلتفتُ بجسدِها ممّا حلّ تايهيونغ وثاق ذراعيه حولها: « أنتَ.. أنتَ حقًا تُريدُ التّخلي عني. » بنبرةٍ خانقةٍ وعينين لامعتينِ..ابتسمَ تايهيونغ، تبدو صغيرةٌ.. كيف لهذا الوجه والجمال أن يكونَ في أواخر ثلاثنياتِه.. كأنّها عشرينية، بهذا الشعر الأسود المنسدل على كتفيها، الجبين العريض.. العينين الغزالية والرموش الطويلة، ذاك الأنف المدورِ، وهاتين الشفتين الصغيرتين الموردينِ.. بجسدِها النحيل، والقامة القصيرة.. بالأحرى لديها هذه الملامح الطفوليةِ..
طبع قبلةً طويلةً فوق رأسِها، لتغمض الام عينيها على أثرِها قبل أن تعودَ للكشف عن داكنتيها عند ابتعاد صغيرها..
« أنا مُتأكد أنّكِ ستشكُريني فيما بعد. لذا هيا أيتها المُدللة الّتي لا تُجيد سِوى البُكاء--- ارتدي هذا الفُستان، وضعي القليل من العِطر واحمرِ الشِفاه واجعليه يقعُ مغرمًا من قِمةِ رأسه لأخمص قدميهِ. » تايهيونغ عندَ انتهائه من الكلام، ألتقطَ الفستان الأسود الّذي على سرير حتى يعطيه لوالدتِه بابتسامة..
زفرت هيجين بعمق، واستسلمت لعناد صغيرها؛ رغم عدم رغبتِها بذلكَ.. فهي بالفعل فكرت بتكريس نفسها وعمرها لأجل تايهيونغ وليدِها، الجزء المتبقي من زوجِها الرّاحل.. الحبيبُ الأولِ والأخير..

أنت تقرأ
هَـانا: شَغف مُحتّم
أدب الهواةتايهيونغ بِيتا عادِيٌّ جدًا. [ أنوِّه عن ركاكة الجودةِ، التّفاهة والابتِذال، مُملةٌ! ] - تحديث بطِيئ. بدأت: ١١-أغسطُس- ٢٠١٩م انتَهت: --------