هَـانا: شَغف مُحتّم

00.34

٣٤.

تايهيونغ لا يعلمُ ما الخطبِ فيهِ.. لم يرغب هذا اليوم في الذّهاب إلى المدرسة، لم يكُن متحمسًا لو بمقدار ضئيل.. رغبَ فقط بالنّوم، والاختباء في غرفتِه، تحت غطائِه الدّافئ.. لم يكُن لديه الطّاقة أو الحماس، كان خامِلًا وكسولًا ومُرهقًا بلا سبب، ونعسًا.. ربما لسهرهِ ليلة البارحة إلى وقتٍ متأخر، قضاها بالتفكيرِ في جونغكوك، وفي عصر يوم أمسٍ كيف هربَ من منزل الآخر كشخصٍ جبانٍ.. أمضى وقتًا طويلًا بالتفكير بحماقة فعلتِه، بالقلق بشدّة على الألفا.. لقد تركَهُ في حالةٍ بائسة، يلومُ ذاتَهُ مِرارًا..

لا يدري كيف آل الموقف بينهما بهذا السّوء..
تطرأ في باله تسؤلات عدّة فيما إذ جونغكوك بخير، فهو قلق على جونغكوك، جونغكوك هو المُهمّ هُنا.. هو يأمل. يأمل أن يكون بخير.. يرجو أن لا يؤثِر موقف البارحة بجونغكوك.. وفكرةُ الذّهاب إلى المدرسة ومقابلة الغُرابي فكرةٌ غير صائبةٍ ومستحسنة في الوقت الحالي.. قد يكون قلقًا عليه لكن لا يزال لا رغبة لديهِ في رؤيةِ وجهه الآن، البيتا بطريقة ما خائف.. لا يملك الشجاعة لرؤيتِه..

أمّا ذِئبهُ البشري---- من الصّعب توضيح مشاعر تايهيونغ ناحيَتَهُ.. هو لا يملك مشاعر بالأصل اتّجاهه حتى يتمكن البيتا من معرفتِها..

سُحقًا.. وجود هذا الذّئب بينهما يجعل من علاقتِهما مُحيّرة، ومبهمة ومن الصّعب فهمُها، هو لا يفهم كيف يَمكن لأن يكون هذا الأمر حقيقي، يبدو أشبه بفلم خيال علمي سخيف، أو قصّة خوارق رومانسية مبتذلة ناقصة من عدّة جوانب.

نعم.. يحسّ تايهيونغ أن علاقتُهما ناقصة، هناك شيئ ناقص بينهما، وهذا الأمر النّاقص لهُ علاقة بموضوع جونغكوك، هو يحتاج لأن يفهم شيئًا عن أمر الذِئاب البشرية هذا..

هل هو حقيقي؟ هل فعلًا هُناك كيّان آخر يسيطر في عقل جونغكوك بدلًا من كيانِه الخاص؟

الذّئب لقد قال في وقتٍ سابق: أن كلاهُما واحد.. ولكن بالنسبة لتايهيونغ يجد الأمر عكس ذلك تمامًا. إنّهما مختلفين قلبًا رغم أن القالب واحد، وكلٌّ منهُما مُختلف عن الآخر بطريقة مُميزة.

النّقطة الّتي يثقُ تايهيونغ بصحتِها، وموقنٌ تمامًا بها..
أنّ الحُبّ الّذي في قلبهِ ليس لكلاهُما.. بل لجونغكوك فقط لا غير.. والسّؤال الأكثر أهمية من بين كل هذه الأفكار والّذي يركلُ عقل تايهيونغ يمينًا وشمالًا ويجعلهُ في انهيارٍ عصبي:  هانا.. جونغكوك كان يناديني باسمها في بداية لقائنا.. من هي صدقًا؟ كيف لجونغكوك أن يعرفها؟ بالأحرى ما علاقتُه بها؟

الشّيئ الوحيد الّذي أعرفهُ عنها، أنّ ذلك الذّئب اللعين أخبرني أنّني وهي واحد.. مثلهُ هو وجونغكوك!!--- لحظة...