00.19

3.2K 236 64
                                    

١٩.





غُرفة نومِه مُظلِمةٌ، فقط ضوء القمر القادِم من نافذةِ غُرفتِه تمنحُ قدرًا ضيئلًا من الضّوءِ ولا تجعلهُ بهذِه العتامة المُبالغةِ.. مستلقٍ على سريرِه، يختبِئ تحتِ لحافِهِ.. ورغم العُتمة تستطِيع رؤيةَ اهتزازِ جسدِه، وهذا الهدوء السّائر في غرفتِه صوتُ شهقاتِه الّتي تخالِطُها بكائِه تمنعهُ أن يكونَ بليغًا..

يا الألم الّذي يشعُرُ به هذا الصّغير حتّى يلجأ للبُكاء حلًا يخففِ الشعور القاسي الّذي في قلبِهِ..

أنّى لها أن تتخلى عنهُ..
تايهيونغ لا يصدِّقُ حجّتها بشأن المال
هُناكَ أمرٌ ما تُخفيهِ هيجين عنهُ، ولا تريدُ أن تخبِرهُ إيّاه - من كثرة التفكير أصبح غير واثقٍ، تأكلهُ الظنون الكثيرة في عقلهِ -

ما هو يا تُرى... ما هو الأمر الّذي جعلها تفكّر بأمر التّخلي عن فتاها الوحيد بحجّةٍ لا تستحِق..

تايهيونغ لا يستطِيع مُفارقة أُمّهِ.. فأمّهُ هي المعنى الوحيد للعيشِ والاستمرار، هي الحياة بحدِّ ذاتِهِا، المُصطلح لفكرةِ أنّ كل الأمور ستكون بخير..

توقف عن البكاء سريعًا، يمسحُ الدموع بأصابِعه بشكلٍ خفي عند سماعهِ لخطوات شخص يدخلُ غُرفتهُ، مغلقًا الباب وراءَهُ.. ابتلع عند شعورِه بالرّجُل يستلقِ جانبهُ على جنبِه مُعانِقًا وسطَهُ بذراعِهِ.. يطبعُ عدّة قبلاتٍ في الجزء البسيط الظاهر من قمة رأسِهِ..

« أذكُر تلك اللحظة حينما حملتُكَ بين ذراعيّ للمرّة الأولى، كنتُ صغيرًا جدًا.. خفيفًا بالكادِ تزِنُ اثنان كيلوغرام، غضًا وطريًا وبشرتُكَ محمرّة تلبس ملابس خفيفة بدت أكبر من حجمِكَ.. لم تتوقف عن البُكاء إلّا حينما وضعتُك قُربَ نبضاتَ قلبي، ذلكَ ما قالتُه لي هيجين.. أخبرتني أنّ الأطفال يهدؤون عن سماع ضرباتِ قلب من يحملونهم.. لم أصدِّق لكن حينما هدَأتَ.. تبتسمُ لي بعرضةٍ، تراقِبُني بعينيك ، بكيت.. لقد انهمرت دموعي وقتها تِباعًا.. أبادِلكُ الابتسامة بأعرضَ منها... مُخبرًا هيجين ووالدكَ بسعادة غامِرة: إنّه يبتسمُ. هو يُحِبُّني، تايهيونغ الصّغير يُحبُّني.. » شدّ الرّجل احتضانهُ لتايهيونغ، مقتربًا منهُ لا يتركُ بينهما مسافةٌ صغيرةٌ..

« أظُنني أدركتُ متأخِرًا لِمَ والدِي أصرّ عنادًا على رفضهِ لعلاقتِي مع ألفا.. » امتلأت محجراهُ بالدّموع، تكومت الغصّة في بلعومِهِ.. ربت جبينهُ ظهر النّائم بجانبِه، وبنبرة صوت مُرتعِشة مُختنِقة: « أ-أنا ب-بيتا! » عضَّ شفتهُ السّفلى، مغمضًا عينيه بقوةٍ لتنسكِب الدموع العالقة أسفل جفنيهِ..

تايهيونغ المختبِئ أسفل غطائِه، آلمهُ بكاء عمِه سيوكجين.. ما سمُعهُ منهُ جعلهُ حزينًا.. يزدادَ غمّه غمينِ، ثقلًا أكبر لقلبِهِ..

هَـانا: شَغف مُحتّمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن