٢٦.
أنفاسُ الألفا الحارّة الّتي تلامسُ جانب رقبةَ تايهيونغ أحسَّ أنّها تلذعُ، كما لو أنّها تحرقُ.. لم يكُن مُريحًا.. تزيدُ من ضرباتِ قلبِهِ، وتشعِرهُ بالإضطِراب والرّبكة والقليل من الرّهبةِ.. فالألفا يبدو أنّه ليسَ في وعيهِ..
حيثُ أنّه لا يكفّ عن مداعبةِ جانب عنقِ البيتا بأنفِه، كما لو أنّه يلاطف حاسة شمّه برائِحة الآخر المميزةِ.. الليمون والبرتُقال - عطرُ تايهيونغ المفضّل - يتشبّثُ بكلا يديهِ وسطهُ، قريبين جدًا لا يفصلهُما إلا يديّ تايهيونغ المحجوزتين بين صدريهما، يحاولُ أبعادَهُ بين الحين والأخرى ولكن على ما يبدو أنّ الآخر يزاد عنادًا في كلّ مرة.. يزيد من شدّة عناقه لوسطِه بكلا ذراعيهِ المربوطين حولهُ.. ويستطيع البيتا الأحساس بصدر الألفا الّذي يرتفع وينخفِض بوتيرة شبه سريعة كما لو أنه يلهث.. كان هذا واضحًا من أنفاسه السّاخنة المتلاحقة التي لا تزال تداعبُ عنقهُ.. جعلتهُ ينادِي: « جُ-جونغكوك! » يحاول أبعاده بكلا يديهِ.. لكنهُ يتفاجَأ حينما شعر بشيئ يلامسهُ بشرةَ رقبتِهِ.. رطبٌ ودافِئ.. والقليل من الألم.. أغمضَ عينيهُ إزاءها..فالألفا يخلفّ وراءهُ بقعةً داكِنة من المصّ القوي واللعقِ.. يجعلُ البيتا يطلقُ أنينًا مكبوتًا من شفتيه المضموتينِ، كابتًا أنفاسهُ.. تسري فيه رعشةٌ حينما أحسّ بنسيجٍ ناعمٍ يلامسُ ذاتَ البقعةِ البنفسجيّة، الألفا قبّلها، قبلةٌ رقيقةٌ..
بصوتٍ مُنخفِض لاهث قال البيتا: « جونغكُوكِي~ » على ما يبدو أنّه يحاول إيقاف الألفا عن تقبيلِ عُنقِهِ.. لكن الآخر مغشيٌّ عن الواقع، لا ينصتُ لهُ.. يبدو كما لو أنّه مُغيّب في الأحاسيس والشعور، ليسَ في وعيهِ.. عيناهُ تنضجان بالاحمرارِ، لامعتانِ.. غائرتان.. بشرتهُ شاحِبة من البياض، ومتعرِقةٌ.. حيثُ غرتِه وسوالف شعره مبللة وملتصقةٌ في جبينِه وخديهِ.. منفرج الشفتينِ الورديتينِ من لهاثِه كاشفًا عن بياض أسنانِه وأنيابه البارزينِ...
يبتعدُ، يقابل وجه البيتا.. لا يفصلُهما سوى إنشاتٍ ضيئلة إلى حدٍ أن أنفيهما يتلامسان.. يتأملهُ بنجوم لامعة في عينهِ الحمراوينِ، هذا الشوق، هذا الهيام، هذا الأحساس الكبير مقروءٌ جدًا وملحوظٌ يجعل البيتا مُرتبِكًا وحائرًا ومضطرب الشعور.. تتزينُ مبسمَ الألفا ابتسامة صغيرة جدًا بالكادِ ملحوظة: « تحتاجُ بعض الوقتِ.. قليلًا لتُصبحَ أوميغا كامل. لذا، إلى ذلك الحين.. أريدُكَ خلال هذه الفترة أن تستمِّر في الإيمان بي.. وأن تُحبّني أكثر وأكثر----- لا، إنّما أريدُكَ أن تغرقَ بي إلى حدٍّ لا يُمكِنُكَ النّجاةُ مني.. إلى الحدّ الموت! » يرفعُ يدهُ اليُمنى ليُربِتَ راحة كفهِ خدّ الأسمَر..
« لأنّكَ شريكي.. الأوميغا الخاصُ بي هانا. »
ابتلع تايهيونغ، من ملامح وجهه الاضطراب والحيرةِ.. يشعرُ أنّهُ مشوشٌ: « لستُ هانا.. أنا، أنا تايهيونغ-- اسمي تايهيونغ! » يُقطّب حاجبيه عند رؤيتِه ابتسامة الألفا الجانبيةِ الّتي أظهرت غمازتهُ.. لتزدادَ تساؤلاتُهُ عندَ قولهِ: « لا يهُم، فكلاهُما أنتَ. »

أنت تقرأ
هَـانا: شَغف مُحتّم
أدب الهواةتايهيونغ بِيتا عادِيٌّ جدًا. [ أنوِّه عن ركاكة الجودةِ، التّفاهة والابتِذال، مُملةٌ! ] - تحديث بطِيئ. بدأت: ١١-أغسطُس- ٢٠١٩م انتَهت: --------