١٨.
« توقّف عن حُبِّه! »
رأى جيسونغ شحوب وجه الفتى الّذي ميل للاصفرار، الخوف في حدقتيهِ المُرتعشتينِ.. يستطيع الشعور بكفيه باردتين ويرتجفانِ.. يتنفسُ بصعوبةٍ.. يا لهذه الرّهبة الّتي تلحفت الفتى لتجعلهُ خائِفًا ومرتعبًا جدًا، أقلق الجالس الّذي وقف ليحيط الفتى بذراعيه حتّى يهدِّئ روعهُ، يتأسّف: « آسف، آسف.. أرجوك، إهدّأ.. » جيسونغ قلقٌ، يشتمُّ نفسهُ لأنّه طرح فكرةً قاسيّة ومخيفة لا يملكُ تايهيونغ القوّة لفعلِها..
جسدُّ الفتى يرتجِف، لا يبدو بخير بالنسبة لجيسونغ القلقِ جدًا، يحاول تهدِئتهُ بعناقٍ ضيّقٍ.. لا يتوقف عن الهمس بالاعتذراتِ بنبرة مليئةٍ بالأسف الشّديدِ..
ابتعد: « توقّف عن ذلكَ تايهيونغ، أنتَ تُخيفُني. » جيسونغ على حافة الانهيار من القلق.. ما يمرّ به الصّغير ليسَ هينًا، لا يزال يرتجفُ، بشرتُه تميلُّ الاحمرار يبلل جينهُ العرق، لا يتنفسُّ بالشّكل المطلوب.. بارتفاع صدره وهبوطُه في وتيرة سريعة كما لو أنّه يحاول الاستنجاد بالإكسجين حولهُ..
« يا إلهِي! أرجوك.. تنفّس بهدوء، بهدوء.. أمسك يداي. » قبض على كلا يديهِ، يعلمُه الشّهيق والزفير بشكلٍ جيد بدلًا من العشوائيةِ.. لكن البيتا لا يستجيبُ لهُ، أبدًا.. وهذا أصاب جيسونغ بالرّعب.. عيناهُ على وشك البكاء من خوفه على الصّغير.
« لا يمكن أن تكون مصاب بالرّبو، فجسمُك بارد وتتعرق بشدّة----- » اتّسعت جفناهُ حينما أدركَ أمرًا.. فهرع ركضًا إلى الخزانة الّتي وقعت خلفه قريبًا من جدار، يبحثُ بشكلٍ عشوائي عن أمرٍ ما يهدِّئ الفتى..
أي شيئ..
حبوب، أبر.. أي شئ له علاقة بالمُهدِّئات.« تبًّا! » شتمَ بغضبٍ شديد حينما لم يجِد شيئًا، يصفعُ باب الخزانةِ بيدِهِ.. ذلكَ قبل أن يعود للفتى، يحتضنُ خداهُ بكفيهِ، ابتلع بربكةٍ.. ابتسامة صغيرة بنبرة يحاول جعلها ثابتِة: « تايهيونغ، استمِع إليّ.. ليسَ- ليس عليكَ أن تتوقف عن حُبّك لجونغكوك، هو سيكون دائمًا بقربك، لن يتركَك.. إهدَأ، تنفس بهدوء، بهدوء.. بعد قليل ستراهُ صغيري، لا تخف.. لا تخف.. حس- حسنًا.. لا داعي للخوف، أرجوك.. تايهيونغ. » ترجّى، القلق مرسوم على ملمحِه، حتّى عينيه تلمعان.. فيشعر بكفيه بعودة الحرارة لجسم الفتى عن طريق خديهِ، أنفاسُه هدَأت تدريجيًا.. لون بشرتِه عاد للطبيعي..
الفتى نظرَ لجيسونغ، بنبرة مُهتزّة: « أ-أنا خ-خائف. » لقد انهمرت دموعهُ بسهولةٍ.. ذلكَ قبل يختبئ في صدر جيسونغ الّذي قد فلت احتضان خديهِ، يتركُ ذراعيه تحيط جسم الصّغير، فيمسحُ على ظهرِهِ بكفِه. يخفّفُ عنهُ..

أنت تقرأ
هَـانا: شَغف مُحتّم
أدب الهواةتايهيونغ بِيتا عادِيٌّ جدًا. [ أنوِّه عن ركاكة الجودةِ، التّفاهة والابتِذال، مُملةٌ! ] - تحديث بطِيئ. بدأت: ١١-أغسطُس- ٢٠١٩م انتَهت: --------