١- غو هاجون

4.6K 210 92
                                    


أذكروا الله

×
×
×

الساعة الآن الحادية عشرة وخمس وأربعون دقيقة، ربع ساعة قبل منتصف الليل ولهذا خلت معظم طاولات مطعم الشواء من شاغليها فغداً يوم عمل آخر طويل، لكن هذا لم يشغل بال ثلاثي انشغل أحدهم بتحضير اللحم والآخر بسكب الشراب من زجاجة فتحت للتو بينما تسمرت عينا آخرهم على شاشة كبيرة في زاوية المطعم.

على الشاشة عرض حفل توزيع جوائز التمثيل الأسيوية الكبرى للعام ٢٠٢١. جمهور غفير احتل مقاعد القاعة حيث الإحتفال لكن الكاميرا لم تركز عليهم بل على ذلك الذي تم ذكر اسمه مقترناً مع أكبر جائزة في هذا الحفل، جائزة ممثل أسيا الأول.

على المسرح وقف وبين يديه تذكار الجائزة الذهبي، كان من المفترض أن يبدأ بخطاب فوزه لكن الجمهور أبى إلا أن يسطر هذه اللحظة بدقائق من التصفيق الحار. وما إن بدأ التصفيق بالإنحسار حتى توسعت ابتسامة صاحب الجائزة وقد فتح فمه ليبدأ بخطابه... لكن صوته لم يسمع ومتابع التلفاز يقف مترنحاً وقائلاً بغضب لم يكتمه:

- انظرا انظرا لابتسامته المتصنعة هذه، لقد كان من الواضح أنه مستاء من كل هذا التصفيق الذي أخّر كلمته.. هو يريد أن يكون التركيز عليه.

لم يبعد صديقه نظره عن اللحم الذي يشويه وهو يقول:
- وتركيز الجميع منصب إليه بالفعل، لا أدري كيف يفكر عقلك الثمل لكن إن كان متصنعاً كما تقول فإنزعاجه من التصفيق ليس دليلاً منطقياً بل إعجابه به يؤكد غروره الذي تتهمه به.

-وهو مغرور! انظرا انظرا لابتسامته السمجه، هو يتصرف كأنه أفضل ممثل في البلاد!

تدخل صديقه الثاني بعد أن أفرغ كوباً آخر من الشراب وهو يؤكد:
- هو بالفعل أفضل ممثل بالبلاد بل في أسيا كلها، انظر جيداً لما يعرض أمامك.

استاء صديقهما وهو يعود ليجلس وقد تكرمش أنفه المحمر، انحنى رأسه لزاوية وهو يفكر لثوان قال بعدها:
- لن تستطيعا تغيير رأيي، غو هاجون ممثل فاشل ومتصنع ومغرور.. استطاع خداع الجميع بوجهه الوسيم، أنا متأكد أنه وصل إلى.. وصل إلى...

عندما لم يكمل إلتفتا إليه فوجدا أن عينيه قد أغلقتا وهو في طريقه لأن ينام، ليفتحهما بسرعة حينما قام صديقه برشه بمتبقي الشراب من كوبه الصغير. قال ضاحكاً وهو يعيد ملء كوبه:
- كيم ها جون استيقظ يا صديقي وتناول بعض الطعام، ستؤلمك معدتك غداً إن شربت على معدة خالية.

-أليس كلامك متأخراً؟ هو بالفعل أنهى زجاجتين قبل وصولنا.
- هذا لكي لا يؤنبني ضميري.

- لا تقاطعا حديثي!
قال ها جون بصرامة بعد أن مسح وجهه بكم قميصه ليتبع كلامه بأن ضرب الطاولة بقبضته حتى تدحرج كأسه وسقط أرضاً دون أن ينكسر.
انحنى صديقاه ليرفعا الكأس وأحدهما يعتذر لصاحب المطعم ومن تواجد فيه عن الإزعاج، بينما عاد ها جون ليكمل قائلاً بصرامة ثمل لا يهتم بما يقول:

11:45 PMحيث تعيش القصص. اكتشف الآن