١٩- نغمة أيفون

474 94 9
                                    

كان كل هذا كثيراً على شون جا لتستوعبه.
كل ما حدث لهما هذه الليلة في كفه، وحقيقة أن غو هاجون جارها الذي كان يزعجها لثلاث أشهر في كفه أخرى.

ما يزال جالساً أمامها وعلى وجهه ملامح مترقبه لرد فعلها، ليكون ردها تنهيدة حارة اتبعتها وهي تنهض لينهض هو الآخر. لم تواجه نظراته، قالت وهي تعدل من وضع حقيبتها على كتفها: أظن أنني احتاج لأن أفكر في كل هذا.

هز رأسه موافقاً: يمكنك بالتأكيد، أتفهم جانبك لكني أرجو أن لا يغير اخفائي لهذا الأمر من رغبتك في العمل معي.

ختم وقد تغيرت نبرته المرحه لأخرى جادة وفيها بعض رجاء، لتنظر إليه هذه المرة وهي تجيب وإن كان بملامح جامدة: أراك لاحقاً غو هاجون.

تمنى لها ليلة سعيدة دون أن ترد وهي تغلق الباب من خلفها.
- ربما هي منزعجة فعلاً لكنها تكابر نفسها حتى تعمل معي ولا تخذلني. هذا ما فكر فيه هاجون وهو يبدي ملامح ممتنه للشقة 449. لم يكن يعلم أن شون جا وما إن أصبحت داخل رحم غرفتها حتى خرجت المعجبة بداخلها لتقضي بقية تلك الليلة وهي تعيد سرد هذه الحياة " المباركة" التي تعيشها.

وعلى العكس من حفلتها تلك، لم يستغرق هاجون الكثير من الوقت حتى ينهار في سريره بعد أن اغتسل وبدل ثيابه ليغط في نوم عميق، نوم كان هانئاً بأحلام لطيفة لن يذكرها عندما يستقظ، بل سيتذكر جيداً آخرها.. حيث تواجد في مكان ناصع البياض وبرفقته إخوته الثلاثة، كان الجو مسالماً لا أحد يتحدث مع الآخر لكنهم مرتاحون، كل مشغول بما لديه.

وفجأة صدرت نغمة أيفون خفيفة من مكان ما، ومع تصاعدها بدأ أكبر أشقاء هاجون، كيم هان جين بالإهتزاز في وقفته، كأنه قد تم كهريبه، ذعر هاجون وأراد الإقتراب منه ومناداته لكنه لم يستطع فعل أي شيء، كأنه قد تم تحنيطه، بقربه لم تتحرك شقيقتاه من مكانهما، كأنهما لا تريان ما يحدث مع هان جين، ومع إنتهاء نغمة الأيفون سقط هان جين أرضاً دون حراك. 

لحظات من الصمت راقب فيها هاجون شقيقه بحثاً عن أي أثر لتنفسه ليقطع ذلك صدور نغمة الأيفون مرة أخرى وقد كانت أقوى هذه المرة، إزداد ذعر هاجون أكثر وهو جا شقيقته الكبرى تبدأ بالإهتزاز مثل هان جين تماماً، ومع إنتهاء النغمة إنهارت هي الأخرى أرضاً أمام عيني ها جون.

تسارع تنفسه، اتسعت عيناه، إرتجف جسده أكثر مع صدور النغمة للمرة الثالثة وبشكل أقوى، وعندما بدأت هي جين بالإهتزاز استيقظ هاجون وهو يجلس في منتصف سريره الضخم بشعر منكوش وعينين نصف مغمضتين.

لا تزال نغمة الأيفون تزعج سمعه وهو يرن للمرة الرابعة، ليمد يده دون أن يحاول فتح عينيه ليسحب الهاتف من شاحنه، لم يتحقق من المتصل ولم يحتج لذلك وصوت سو جين ينخر أذنه: هاجون أيها ال...

أبعد هاجون الهاتف عن أذنه وهو يتحقق من الساعة، كانت الثامنة، ثم أعادها عندما إنتهت شتائم سوجين وهو يقول "دون أن يفتح عينيه": ما الذي فعلتُه هذه المرة؟

11:45 PMحيث تعيش القصص. اكتشف الآن